قال:
بل السنة: أن يكافئ أو يدعو.
يعني: إذا أُهدِي للإنسان هديةٌ، فالسنة: أن يكافئ على هذه الهدية، أهدى لك هديةً، أنت تهدي له مثل ما أهدى إليك، أو على الأقل تدعو له؛ كما قال عليه الصلاة والسلام: من صنع إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لـم تجدوا ما تكافئونه؛ فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتـموه [1].
ومن أفضل الأدعية: جزاك الله خيرًا، أن تحيل الجزاء إلى الله ، والله تعالى هو أكرم الأكرمين، فمن أفضل الأدعية: جزاك الله خيرًا؛ ولهذا جاء في الحديث: من قال لأخيه: جزاك الله خيرًا، فقد أبلغ في الثناء [2].
فينبغي أن يُعوِّد المسلم نفسه على مكافأة صاحب المعروف إن أمكن، أو على الأقل أن يدعو له وأن يشكره، فبعض الناس عنده نوعٌ من الجفاء، يهدى إليه المعروف، ويسدى إليه المعروف، ومع ذلك حتى الشكر لا يشكر، وحتى الدعاء لا يدعو، والذي ينبغي للمسلم إما أن يكافئ على هذا المعروف أو هذه الهدية، أو على الأقل أن يشكر الذي عمل معه هذا المعروف أو أهدى له هذه الهدية، وأن يدعو له وأن يشكره، وقد قال عليه الصلاة والسلام: لا يشكر الله من لا يشكر الناس [3]، فينبغي للإنسان أن يعود نفسه على الشكر،
إذا أهدي لك أي معروفٍ؛ فتشكر الذي أعطى لك هذا المعروف، وتدعو له، ومن أحسن الأدعية أن تقول: جزاك الله خيرًا.