من أهدى ليُهدَى له أكثر؛ فلا بأس، هذه يسميها الفقهاء: هبة الثواب.
وهي جائزةٌ إلا في حق النبي ، فإنه مـمنوعٌ منها بقول الله تعالى: وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ [المدثر:6]، فالنبي عليه الصلاة والسلام مـمنوعٌ هبة الثواب، يعني ممنوعٌ أن يفعل هو، وأن يُهدِي لغيره كي يَستكثر.
أما غيره فهي جائزةٌ، وَلا تَمْنُنْ يعني: لا تـهب، تَسْتَكْثِرُ يعني: ترجو أكثر من ذلك، يعني: هذه لا تكون لأصحاب النفوس الرفيعة، أنه يهب هِبةً يرجو أكثر منها، وإنما تكون لأصحاب النفوس الدنيئة والأقل من ذلك؛ ولهذا نـهى الله تعالى نبيه ؛ لأن هذا لا يليق بـمقام النبوة، أن يهب هبةً أو يهدي هديةً يرجو أكثر منها.
كيف نعرف هبة الثواب؟
تُعرف بالقرائن؛ كأن يهدي فقير هديةً لأميرٍ أو لثريٍّ، يأتي لإنسانٍ من الأمراء أو الأثرياء، وهذا الإنسان المُهدِي فقيرٌ، فهذه تسمى: هبة ثوابٍ؛ لأن هذا الفقير يرجو بـهذه الهدية أن يُعطَى أكثر منها، فهذه تسمى: هبة الثواب، فهي جائزةٌ.