logo
الرئيسية/مقاطع/خطورة الوقوع في أعراض العلماء وطلبة العلم

خطورة الوقوع في أعراض العلماء وطلبة العلم

مشاهدة من الموقع

فتنة التصنيف التي ابتُلي بها بعض الناس، فتنةٌ عظيمةٌ وقع فيها من وقع، وقعوا في أعراض المسلمين، وفي أعراض الدعاة إلى الله ​​​​​​​، وفي أعراض طلبة العلم، فهؤلاء مصيبتهم عند الله عظيمةٌ، وحقوق العباد مبناها على المشاحة، فلا يجوز أن يُتهم إنسانٌ بريءٌ بتهمةٍ وهو بريءٌ منها، والله تعالى يقول: وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ [النور:15].

فحقوق العباد حتى لو تاب الإنسان؛ يبقى حق من قُذف يأخذه يوم القيامة، وهذا هو المفلس؛ كما قال عليه الصلاة والسلام: المفلس من يأتي يوم القيامة بصلاةٍ وزكاةٍ وصيامٍ، ويأتي وقد ضرب هذا، وسفك دم هذا، وأكل مال هذا، وقذف هذا، فيؤخذ لهذا من حسناته؛ وذاك من حسناته، فإن فنيت حسناته أخذ من سيئاته، وطرحت عليه، ثم طرح في النار [1].

نسأل الله العافية، فما أعظم حسرات من يأتي يوم القيامة ويرى أن الحسنات التي عملها لله تذهب لغيره، وتكون في ميزان غيره! فإنه يبوء بالحسرات في ذلك اليوم الذي لا ينفع فيه مالٌ ولا بنون، إلا من أتى الله بقلبٍ سليمٍ.

فعلى المسلم أن يحذر غاية الحذر من الوقوع في أعراض المسلمين، والتأول فيما يتعلق بحقوق العباد لا ينفع صاحبه؛ ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام قال لأسامة : أقتلته بعد أن قال: لا إله إلا الله؟!، فجعل أسامة يعتذر، مع أنه كان في معركةٍ، وفي سبيل الله، والنبي عليه الصلاة والسلام هو الذي بعثه، وكان مجتهدًا، ومع ذلك النبي عليه الصلاة والسلام جعل يكرر عليه: أقتلته بعد أن قال: لا إله إلا الله؟!، قال أسامة: حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت إلا يومئذٍ [2]؛ لأن الإسلام يَجُبُّ ما كان قبله.

فحقوق الناس أمرها عند الله عظيمٌ جدًّا، فما أعظم مصيبة من ولغ في أعراض المسلمين! وبخاصةٍ أهل الخير والصلاح وطلبة العلم، واتهمهم وصنفهم، وقذفهم بما هم منه برآءٌ، مصيبته عند الله عظيمةٌ، ويبوء بإثم ما فعل.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه مسلم: 2581، بنحوه.
^2 رواه البخاري: 4269، ومسلم: 96.
مواد ذات صلة
zh