الرئيسية/مقاطع/كيف يكون إسباغ الوضوء في شدة البرد؟
|categories

كيف يكون إسباغ الوضوء في شدة البرد؟

مشاهدة من الموقع

من أحكام الشتاء

من أحكام الشتاء: إسباغ الوضوء عند شدة البرد، ومعنى إسباغ الوضوء أي إتمامه وإكماله؛ وذلك بأن تأتي بالماء على كل عضو يلزمك غسلُه، وتَعُمَّه كلَّه بالماء، وتدلكه باليد، وقد ورد في فضل ذلك ما جاء في صحيح مسلم وغيره عن أبي هريرة أن النبي قال: ألا أدلكم على ما يرفع الله به الدرجات، ويمحو به الخطايا؟ قالوا: بلى رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخُطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط [1]، فعدَّ النبي إسباغ الوضوء على المكاره من الأمور التي يمحو الله بها الخطايا، ويرفع بها الدرجات.

وإسباغ الوضوء على المكارة في وقتنا الحاضر قد لا يتحقق في كثير من الأحيان، مع ما مَنَّ الله تعالى به على الناس من أجهزة تسخين الماء، ولكن يمكن أن يتحقق ذلك فيما لو توضأ الإنسان بعيدًا عن العمران، كما لو كان مثلًا في البرية، وتوضأ بماء بارد، ونحو ذلك؛ فالسنة أن يسبغ الوضوء على المكاره، وليس معنى هذا أن الإنسان يتقصّد أن يتوضأ بالماء البارد مع وجود ما يسخّن به الماء، فهذا ليس أمرًا مقصودًا شرعًا.

والله تعالى غَنِيٌّ عن تعذيب هذا نفسه، ولكن المقصود أن هذا الإنسان لم يجد ما يسخن به الماء، وعنده ماء بارد، وحان وقت الصلاة؛ فيتوضأ بهذا الماء، ويسبغ الوضوء على المكاره، فهذا أجره عند الله ​​​​​​​ كبير، وثوابه عظيم، وهو من الأمور التي يرفع الله بها الدرجات، ويمحو الله بها الخطايا.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه مسلم: 251.