logo
الرئيسية/مقاطع/كيف يكتسب الإنسان حسن الخلق؟

كيف يكتسب الإنسان حسن الخلق؟

مشاهدة من الموقع

ولكن كيف يَحصل حُسن الخُلق للإنسان؟

يحصل بأحد أمرين:

الأمر الأول: بموهبةٍ ربانيةٍ، بأن يُخلق الإنسان حَسَن الخلق، حليمًا كريمًا، هينًا لينًا سمحًا، وهذا نجده في المجتمع، فهذه موهبةٌ ربانيةٌ، أن الله تعالى خلق هذا الإنسان مجبولًا على حسن الخلق.

والأمر الثاني: اكتساب حسن الخلق بالمجاهدة ورياضة النفس، فيحرص على أن ينظر للأخلاق الكريمة، ويتكلف الإتيان بها حتى تصبح مع مرور الوقت عادةً وسجيةً له.

وطالب العلم ينبغي أن يحرص على أن يتصف بحسن الخلق؛ فإن طالب العلم -مهما كان عنده من العلم- إذا كان سيء الخلق الناس تنفر منه؛ ولهذا قال ربنا سبحانه لرسوله : وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ [آل عمران:159]، وهم من؟ هم صحابة رسول الله ، وهو الذي ينزل عليه الوحي، يَعلمون أن ما يقوله حقٌّ، بل وحيٌ، ولكن هكذا فطر الله النفوس، الإنسان الفظ الناس تنفر منه، لا تقبل دعوته، ولا تقبل تعليمه، ولا تقبل نصحه، ولا تقبل منه أي شيءٍ حتى لو كان ما يقوله حقًّا، بل حتى لو كان وحيًا، وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ [آل عمران:159]، ولمَّا أرسل الله تعالى موسى وهارون عليهما السلام إلى أكبر طاغيةٍ في تاريخ البشرية، فرعون الذي ادعى مقام الربوبية، ومع ذلك قال الله لهما: فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى [طه:44].

فينبغي أن يحرص المسلم -خاصةً طالب العلم- على أن يكون كريم الخلق، وأن يتصف بحسن الخلق.

مواد ذات صلة
zh