logo
الرئيسية/مقاطع/من أعظم أسباب عدم فعل الخير

من أعظم أسباب عدم فعل الخير

مشاهدة من الموقع

عندما نتأمل في أسباب التردد في الخير -يعني: أسباب عدم فعل الخير- وعدم البذل والإنفاق؛ نجد أن أعظم الأسباب، أو من أعظم الأسباب: التردد الذي يقع في النفس، فعندما يريد أن يبذل ويتصدق؛ يتردد، يأتيه الشيطان، تارةً يخوفه الفقر، وتارةً يشككه في هذا الفقير، وأنه ليس مستحقًّا، فيبقى في ترددٍ، فلا ينفق ولا يبذل خيرًا.

وهذا أشار إليه ربنا سبحانه في هذه الآية، قال: وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ [البقرة:265]، ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ يعني: الإشارة في ذلك للإخلاص، يعني: مخلصين لله ​​​​​​​، لكن: وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ، ما معنى التثبيت؟ التثبيت: تشجيع النفس وتقويتها على البذل وعدم التردد، فالتثبيت معناه: تحقيق الشيء وترسيخه بكبح النفس عن التشكك والتردد، أي: يـمنعون أنفسهم من التردد في الإنفاق، ولا يتركون مجالًا لخواطر الشُّح، حتى تعتاد النفس على الفضائل وعلى البذل وإنفاق المال.

وإنفاق المال من أعظم ما تَرْسَخ به الطاعة في النفس؛ لأن المال محبوبٌ للنفوس، وبذلها للمال ليس بالأمر الهيـن، فترويض النفس على البذل هذا من أعظم أسباب الإقدام والبذل في سبل الخير، فتأمَّل قول الله ​​​​​​​: وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ.

ولهذا لاحِظ كلام ابن القيم رحمه الله، قال: “ضعف النفس وترددها في فعل الخير آفةٌ تصيب كثيرًا من النفوس، وتـمنعها من كثيرٍ من الخيرات”.

هذا التردد والتقاعس والكسل هو الذي يُعيق عن فعل الخير، ليس فقط في النفقات، في جميع أعمال الخير تجد أن الكسل والتردد وضعف النفس هو السبب الرئيس؛ ولهذا تجد مثلًا -على سبيل المثال في صلاة التراويح- بعض الناس لا يصلي صلاة التراويح، أو إذا صلى لـم يكملها؛ بسبب هذا التردد وضعف النفس، تضعف نفسه ويكسل ويتردد إلى أن يخرج من المسجد، وهو ما أكمل صلاة التراويح، وهكذا أيضًا في سائر الأمور.

فهذا التردد وضعف النفس هو عائقٌ كبيرٌ عن فعل الخير، فينبغي أن ينتبه المسلم لهذا العائق، وأن يُروِّض نفسه على فعل الخير، وأن يبعدها عن التشكك والتردد.

مواد ذات صلة
zh