logo
الرئيسية/مقاطع/حكم التبرُّك بالمطر، وهل يقاس عليه غيره؟

حكم التبرُّك بالمطر، وهل يقاس عليه غيره؟

مشاهدة من الموقع

إن التبرُّك بالمطر عند أول نزوله لا بأس به، ومأثورٌ عن السلف الصالح: بأن يحسر الإنسان عن رأسه أو ذراعيه أو ساقيه ونحو ذلك؛ حتى يصيبه المطر؛ ولهذا قال أبو العباس القرطبي رحمه الله: “هذا منه تبـركٌ بالمطر؛ لأن الله سـماه رحمةً، ومباركًا، وطهورًا، وجعله سبب الحياة”[1].

فإن قال قائل: إن هذا تبـركٌ بالمطر، فلماذا لا يُتبـرك بغير المطر كما تفعل بعض الطوائف؟

فنقول: إن التبـرك إنـما يكون بـما ورد به النص، والذي ورد به النص هو التبـرك بآثار النبي فقط دون غيره، والتبـرك بالمطر عند أول نزوله، ولا يجوز أن يُتبـرك بغير ذلك، ومن فعل ذلك؛ فقد ابتدع في دين الله، وإنـما خصصنا التبرك بذلك؛ اقتداءً بالصحابة ؛ فإن الصحابة هم خير القرون، وأفضل القرون، وقد أُمرنا بالاقتداء بـهم، والنبي لـما ذكر اختلاف الأمة على ثلاثٍ وسبعين فرقةً؛ قال: كلها في النار إلا واحدةً، قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: من كانت على ما أنا عليه وأصحابي [2]، فصحابة النبي لـم يكونوا يتبركون بغير النبي ، فلم يكن الصحابة يتبركون بأبـي بكرٍ ولا بعمر ولا بعثمان ولا بعليٍّ، ولا بالعشرة المبشرين بالجنة ولا بغيرهم ، إنـما كانوا يتبركون بالنبي عليه الصلاة والسلام.

ولـم يكن أصحاب النبي يتبركون بأي شيءٍ آخر سوى المطر إذا نزل، فإنـهم كانوا يتبركون به بأن يكشفوا عن رءوسهم وما استطاعوا من أبدانـهم؛ كي يصيبها المطر؛ اقتداء بالنبي ، ولـم يفعلوا ذلك في غيره، ونحن مأمورون بالاقتداء بـهم.

وعلى ذلك نقول: إنَّ طرد هذه العلة، والقول بأنه يُتبرك بغير المطر كالمطر، إن هذا غلطٌ، والصحابة  لـم يفهموا هذا الفهم، إنـما فهموا قصر ذلك على المطر فقط.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم للقرطبي: (2/ 546)، ط دار ابن كثير.
^2 رواه الترمذي: 2641.
مواد ذات صلة
zh