logo
الرئيسية/مقاطع/متى يكون العفو محمودا؟ ومتى يكون مذموما؟

متى يكون العفو محمودا؟ ومتى يكون مذموما؟

مشاهدة من الموقع

ولكن هذا العفو إنـما يكون محمودًا إذا كان عن إصلاحٍ؛ ولهذا قال سبحانه: فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ [الشورى:40]، وذلك بأن يكون من عُفي عنه مستحقًّا لذلك، أما إذا كان من عُفي عنه لا يستحق ذلك، بل ربـما يكون هذا العفو سببًا لتجرئه على المعاصي، وعلى التعدِّي على الآخرين، فإن هذا العفو ليس محمودًا.

فمثلًا: إنسانٌ قذف آخر في وسائل التواصل الاجتماعي، المقذوف رفع قضيةً على القاذف، هذا القاذف لـم يعتذر، ويغلب على الظن أنه لو عفا عنه لاستمر في تعديه على الآخرين، وفي قذفه للأبرياء، هنا العفو لا يكون محمودًا، بل العفو هنا مذمومٌ، والذي ينبغي هو أن يستمر في قضيته حتى يعاقب هذا القاذف، لكن لو كان هذا القاذف أتى واعتذر، وأبدى أسفه، وتعهد بألا يفعل ذلك مستقبلًا لا معه ولا مع غيره؛ فإن هذا العفو يكون محمودًا؛ لأنه يُنتج ثـمارًا حسنةً، يكف شر هذا الإنسان عن المسلمين.

فهذا مثالٌ للعفو الذي يكون معه إصلاحٌ، والعفو الذي لا يكون معه إصلاحٌ؛ فالعفو المـحمود: هو العفو مع الإصلاح، وأما العفو بدون إصلاحٍ ومن غير إصلاحٍ، فهذا مذمومٌ؛ ولهذا قال الله تعالى: فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ [الشورى:40]، كيف نعرف أن العفو يكون معه إصلاحٌ أو ليس معه إصلاحٌ؟

ننظر لعاقبته: إذا كان عاقبة هذا العفو إذا عُفي عن هذا الإنسان؛ صَلَحت حاله، وانكفَّ شرُّه وأذاه عن الآخرين؛ فهذا عفوٌ مع إصلاحٍ، وأما إن كانت عاقبة هذا العفو أن هذا الذي عُفي عنه أنه سيستمر في ظلمه وبغيه وتجرئه على الآخرين؛ فهذا ليس عفوًا مع إصلاحٍ، بل هذا العفو مذمومٌ.

مواد ذات صلة
zh