logo
الرئيسية/مقاطع/حكم تقبيل اليد

حكم تقبيل اليد

مشاهدة من الموقع

تقبيل اليد اختلف العلماء في حكمه:

  • أنكره الإمام مالك، وبعض أهل العلم[1].
  • وجمهور العلماء على كراهته.
  • وجوَّز ذلك بعض العلماء، كما رُوي ذلك عن الإمام أحمد، إذا وقع ذلك لمن يستحق تقبيل اليد، وكان أهلًا لذلك؛ كأن يكون والدًا، أو شيخًا كبيرًا، أو عالـمًا، ونحو ذلك.

والأقرب -والله أعلم- أنه مباحٌ، أن تقبيل اليد مباحٌ، لكن ينبغي ألا يكون ذلك إلا لمن يستحق ذلك، لا على وجه التعظيم للدنيا، يعني: يريد مصلحةً دنيويةً، إنـما من يستحق ذلك من والدٍ أو عالـمٍ أو شيخٍ كبيرٍ، ونحو ذلك، لكن الأفضل تركه، لماذا؟ لأن الصحابة  لـم يكونوا يفعلون ذلك في معظم الأحوال، والصحابة هم أعظم الناس محبةً للنبي عليه الصلاة والسلام، وتوقيرًا له، ولـم يُنقل عنهم أنـهم كانوا يقبِّلون يده، وما نقل في ذلك أحوالٌ نادرةٌ جدًا، وفاطمة بنت النبي عليه الصلاة والسلام كانت إذا دخلت عليه؛ تُقبِّل رأسه، ولـم تكن تُقبِّل يده.

وهذا -أعني تقبيل اليد- انتشر في السنوات الأخيرة على وجه الخصوص، وإلا فمِن قبل لـم يكن شائعًا، انتشر في السنوات الأخيرة.

ومن حيث الحكم: يظهر أنه مباحٌ، لكن الأفضل تركه، وأن من يستحق الاحترام يُقبَّل رأسه، هذا هو الوارد، وهذا هو المعروف عن العرب: أن من يُكرَم من والدٍ وعالـمٍ ونحو ذلك يُقبِّل رأسه، لكن مع ذلك لا نقول: إن تقبيل اليد حرامٌ، تقبيل اليد جائزٌ، تقبيل اليد مباحٌ، والأولى تركه.

فإذا أراد الإنسانُ الأقربَ للسنة، والأقربَ لعمل الصحابة؛ فهو ترك ذلك، ترك تقبيل اليد، وأن الإنسان إذا أراد يُكرِم من يُعظِّمه من والدٍ أو عالـمٍ أو شيخٍ كبيرٍ، أو نحو ذلك، يقبِّل رأسه، هذا هو المعروف عند العرب، وهو المأثور عن الصحابة والتابعين.

ولـم يكن تقبيل اليد عند القرون المفضلة شائعًا، إنـما كان في أحوالٍ قليلةٍ أو نادرةٍ جدًّا، والشائع عندهم: هو تقبيل الرأس؛ ولهذا كان الصحابة  إذا تلاقوا تصافحوا، وإذا قدموا من سفرٍ تعانقوا، وإذا رأى الإنسان مثلًا والده أو ولده أو نحو ذلك، فإذا أراد أن يُقبِّل؛ يُقبِّل الرأس، يقبل رأس والده، والابن يُقبِّل رأس أبيه، والبنت تُقبِّل رأس أبيها، ونحو ذلك؛ كما كان عليه الصلاة والسلام يفعل مع ابنته فاطمة، كانت فاطمة رضي الله عنها إذا دخلت على النبي عليه الصلاة والسلام؛ تُقبِّل رأسه، ولـم تكن تُقبِّل يده، وهو عليه الصلاة والسلام إذا دخل عليها قَبَّل رأسها، وما بين عينيها [2]، ولـم يكن يُقبِّل يدها.

فلم يكن النبي عليه الصلاة والسلام يفعل ذلك، ولـم يكن الصحابة  يفعلون ذلك مع النبي عليه الصلاة والسلام، إلا ما رُوي في أحوالٍ نادرةٍ.

فهذا هو الأقرب، لكن لا يُنكَر على من فعل ذلك؛ لأن هذا قد ورد، ما دام أنه قد ورد؛ فهذا يدل على الجواز، لكن بشرط: أن يكون أيضًا ذلك لمن هو مستحقٌّ لتقبيل اليد، وأما أن الإنسان يـمد يده للناس ليُقبِّلها الناس، فهذا منهيٌّ عنه -كما قال ابن تيمية رحمه الله تعالى- بلا نزاعٍ، لكن إذا أراد الإنسان أن يبتدئ بتقبيل يد من يحترمه ويعظمه؛ فلا بأس بذلك، والأولى ترك ذلك والاكتفاء بتقبيل الرأس.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 المدونة لمالك: (1/ 396)، ط دار الكتب العلمية.
^2 رواه أبو داود: 5217، والترمذي: 3872.
مواد ذات صلة
zh