logo
الرئيسية/مقاطع/ليلة القدر نعمة من الله عز وجل على هذه الأمة

ليلة القدر نعمة من الله عز وجل على هذه الأمة

مشاهدة من الموقع

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد: 

فإن ليلة القدر نعمةٌ من الله على هذه الأمة، وقد أُرِيَ النبي  أعمار الأمم السابقة، وكانت أعمارهم طويلةً، فكانت قد تصل أعمارهم إلى ألف سنةٍ، ونوحٌ  لبث في الدعوة ألف سنةٍ إلا خمسين عامًا، فلـما أُري النبي أعمار الأمم السابقة، كأنه تقاصر أعمار أمته، فعوض الله تعالى هذه الأمة بليلة القدر.

ليلةٌ واحدةٌ، سُويعاتٌ قليلةٌ، العمل فيها قليلٌ، لكن الأجر فيها عظيمٌ، جعل الله تعالى العمل في هذه الليلة خيرًا من العمل في ألف شهرٍ: لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ [القدر:3]، أتدرون كم تعادل ألف شهرٍ؟ تعادل ثلاثًا وثـمانين سنةً وأربعة أشهرٍ، ومع ذلك العمل في هذه الليلة ليس مساويًا، بل خيرٌ من العلم في ألف شهرٍ، فيا لها من غنيمةٍ رابحةٍ! والموفق من وفقه الله.

فاحرص -أخي المسلم- على تحري هذه الليلة العظيمة الشريفة المباركة، التي أنزل الله تعالى في شأنـها قرآنًا يتلى، بل سورةً كاملةً تتلى إلى قيام الساعة، فقال سبحانه: إِنَّا أَنزَلْنَاهُ أي: القرآن فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ۝وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ، وهذا استفهامٌ للتفخيم والتعظيم: ما أدراك ما ليلة القدر؟! هي ليلةٌ عظيمةٌ شريفةٌ مهيبةٌ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، العمل الصالح في هذه الليلة خيرٌ من العمل الصالح في ألف شهرٍ، تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا، تنزل الملائكة في الأرض؛ لترى عبادة المؤمنين في هذه الليلة، بـمن فيهم أعظم الملائكة، وهو الروح، تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا والروح: هو جبريل ، بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ۝سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ [القدر:1-5].

تنزل الملائكة، وترى عبادة المؤمنين، وتتعرف الملائكة على المؤمنين، فيقولون: فلانٌ رأيناه العام الماضي يتعبد لله يصلي، لـم نره هذا العام، وتدعو له الملائكة، تقول: اللهم إن كان غائبًا فاردده، وإن كان مريضًا فاشفه، فتتعرف الملائكة على المؤمنين، وعلى عبادة المؤمنين.

فهذه فرصةٌ عظيمة للتزود بالعبادة، وفرصةٌ عظيمةٌ لأن ينال المسلم أجرًا عظيمًا على عملٍ يسيرٍ، والموفق من وفقه الله تعالى.

مواد ذات صلة
zh