logo
الرئيسية/مقاطع/القاعدة في مضاعفة وتشريف الحسنات والسيئات

القاعدة في مضاعفة وتشريف الحسنات والسيئات

مشاهدة من الموقع

الطاعة كما تَشرُف بشرف الزمان والمكان؛ فالمعصية كذلك تضاعف، لكن مضاعفة الحسنات بالكمية، مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا [الأنعام:160]، وأما مضاعفة السيئات فليس بالكمية، وإنـما بالكيفية، أي: أن إثـمها أعظم، وعقابـها أشد، دون الكمية، والدليل على أن مضاعفة السيئة بالكيفية قول الله ​​​​​​​ عن الحرم: وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ [الحج:25]، فمجرد الهم وإرادة الظلم بـمكة -يعني بالحرم- من أسباب العذاب الأليم، وهذا بخلاف غير مكة، فإن الإنسان لا يؤاخذ على الهم إذا لـم يفعله؛ كما قال عليه الصلاة والسلام: إن الله عفا لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لـم تعمل أو تتكلم [1].

فهذه هي القاعدة في مضاعفة الحسنات والسيئات: أن الحسنات تضاعف من جهة الكمية، والسيئات تضاعف من جهة الكيفية، وأن الحسنة تشرف بشرف الزمان والمكان وتُضاعف، وأن السيئة تضاعف من جهة الكيفية أيضًا إذا كانت في مكانٍ وزمانٍ فاضلٍ، فالسيئة في حرم الله آكد منها في غير الحرم، وهكذا أيضًا السيئة في الزمان الفاضل، أشد من السيئة في غيره.

ولهذا ذكر هنا ابن القيم رحمه الله: أن أكثر أهل الفجور يحترمون يوم الجمعة وليلته، ويرون أن من تجرأ فيه على معاصي الله؛ عجَّل الله عقوبته ولـم يـمهله، وأن هذا أمرٌ قد استقر عندهم وعلموه بالتجارب؛ وذلك لعظم هذا اليوم وشرفه عند الله واختيار الله سبحانه له من بين سائر الأيام[2].

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه البخاري: 5269، ومسلم: 127.
^2 زاد المعاد لابن القيم: (1/ 43)، ط عطاءات العلم.
مواد ذات صلة
zh