logo
الرئيسية/مقاطع/أيهما أفضل في قراءة القرآن الإسراع أو التأني؟

أيهما أفضل في قراءة القرآن الإسراع أو التأني؟

مشاهدة من الموقع

الذي يظهر -والله أعلم- أن الأقرب في هذا هو القول بالتفصيل؛ وهو أن يقال: إن المسلم إذا كان في حال صفاء النفس؛ فالترتيل والتأني أفضل؛ حتى يكون هذا معينًا له على التدبر، وأما إذا لـم يكن في حالة صفاء النفس؛ فيكثر من التلاوة؛ لكونه يكسب بكل حرفٍ عشر حسناتٍ.

الإنسان يعتريه ما يعتريه من الأمراض، ومن التعب ومن الإرهاق، ومن انشغال الذهن، وقد خُلق الإنسان في كَبَدٍ، فحالة صفاء النفس هذه لا تكون متأتيةً للإنسان في جميع الأوقات؛ فإذا كان عند الإنسان حالة صفاء نفسٍ وصفاء ذهنٍ؛ فالأفضل له الترتيل والتأنـي وعدم الإسراع؛ لأن هذا يكون عونًا له على مزيدٍ من التدبر والتأمل لكتاب الله ، وأما إذا لـم تتأتَّ هذه الحالة، ليست عنده حالة صفاء النفس هذه، قد يكون ذهنه مشغولًا، قد يكون متعَبًا؛ فالإسراع في هذه الحال أفضل؛ لأنه يكسب بكل حرفٍ عشر حسناتٍ.

هذا هو الأقرب -والله أعلم- في المفاضلة بين الإسراع والترتيل، وبذلك يكون المسلم مرتبطًا بكتاب الله في جميع الأوقات، والإنسان لا تتأتى له الحالة الصحية المثالية دائمًا، يعتريه ما يعتريه، فينبغي ألا يفتر عن العمل الصالح؛ ولهذا الإمام الشافعي له مقولةٌ مشهورةٌ، يقول: “سيروا إلى الله عُرْجًا ومكاسير؛ فإن انتظار الصحة بَطَالَةٌ”[1].

فالإنسان لا ينتظر الصحة، ولا ينتظر الحالة المثالية، إذا انتظر الحالة المثالية؛ سيقل العمل، وإنـما يعمل على كل حالٍ كما قال الإمام الشافعي؛ فإن كانت حالته الصحية والنفسية والذهنية تساعده على الترتيل والتأنـي؛ فهذا هو الأكمل والأفضل، لكن إن كانت لا تساعده؛ لا يترك التلاوة، يتلو ولو أن يسرع في التلاوة بالقدر الذي لا يسقط فيه شيئًا من الحروف.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 كشف الخفاء للعجلوني: (1/ 463- 464)، ط مكتبة القدسي.
مواد ذات صلة
zh