logo
الرئيسية/مقاطع/الصدقة قبل الدعاء من أسباب استجابته

الصدقة قبل الدعاء من أسباب استجابته

مشاهدة من الموقع

الفائدة رقم (445): يقول عنه تلميذه ابن القيم: شاهدت شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إذا خرج إلى الجمعة يأخذ ما وجد في البيت من خبزٍ أو غيره فيتصدق به في طريقه سرًّا، سمعته يقول: إذا كان الله قد أمرنا بالصدقة بين يدي مناجاة رسول الله ؛ فالصدقة بين يدي مناجاة الله تعالى أفضل وأولى بالفضيلة [1]، وهذا من فقهه رحمه الله، استنبط هذا من قول الله ​​​​​​​: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً [المجادلة:12]، فقال: إذا كان الله تعالى أمر بتقديم صدقةٍ عند مناجاة رسوله، فتقديم الصدقة عند مناجاته ​​​​​​​ من باب أولى، وإن كان هذا قد نسخ الأمر به في الآية التي بعدها: أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ.. إلى آخر الآية [المجادلة:13].

لكن يبقى هذا المعنى قائمًا إذا كان الله أمر بتقديم الصدقة عند مناجاة رسوله؛ فالصدقة عند مناجاة الله تعالى من باب أولى، فكان رحمه الله إذا خرج لصلاة الجمعة تصدق قبل ذهابه للجامع، وهذا امتثالٌ لأمر الله تعالى بتقديم الصدقة أخذه من الآية الكريمة، فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً [المجادلة:12]، إذا كان هذا للنبي عليه الصلاة والسلام، فلله ​​​​​​​ من باب أولى، وهكذا أيضًا بقية الصلوات، لكن هذا أكثر ما يتأكد في صلاة الجمعة.

وعلى هذا: فمن أراد أن يذهب للمسجد، فالأفضل له أن يتصدق، وفي الطريق إذا وجد فقيرًا أو مستحِقًّا للصدقة؛ يتصدق؛ حتى يقدم بين مقام مناجاته لله ​​​​​​​ في الصلاة صدقةً، وربما تكون هذه الصدقة من أسباب إجابة دعائه إذا دعا.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 زاد المعاد: (1/ 504-505)، ط عطاءات العلم.
مواد ذات صلة
zh