الرئيسية/مقاطع/من أعظم الأدعية سؤال الله الجنة والاستعاذة من النار
|categories

من أعظم الأدعية سؤال الله الجنة والاستعاذة من النار

مشاهدة من الموقع

من أعظم الأدعية: سؤال الله الجنة والاستعاذة من النار.

من أعظم الأدعية: أن تسأل الله تعالى الجنة وأن تستعيذ بالله من النار؛ لأن الجنة والنار هما نهاية المطاف للبشرية، فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ [الشورى:7].

فنحن الآن نسير في رحلةٍ، خلقنا الله تعالى وأوجدنا في هذه الدنيا، في دار العمل، ثم سننتقل منها يومًا من الأيام إلى الدار الآخرة، ويأتي بعثٌ وجزاءٌ، ونشورٌ وحسابٌ، إلى أن ينتهي مستقر هذه الرحلة إلى إحدى هاتين الدارين: الجنة أو النار، فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ [الشورى:7]، فمن كان من أهل الجنة؛ فقد سعد السعادة الأبدية، ومن كان من أهل النار؛ فقد شقي الشقاوة العظيمة، بل الشقاوة الأبدية، إلا أن يعفو الله عنه إن كان من أهل التوحيد، وأما المشرك فقد حرم الله عليه الجنة؛ ولذلك دخول الإنسان الجنة هو التعريف النهائي للسعادة، وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ [هود:108].

لو قلت: ما هو تعريف السعادة؟ تُعرَّف بكذا، لكن التعريف النهائي: الجنة، وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [الزخرف:71]، لا موتٌ فيها ولا هرمٌ، ولا مرضٌ ولا تعبٌ، ولا نصبٌ ولا شقاءٌ، وأيضًا لا مللٌ أيضًا، وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ، بقاء الإنسان فيها ليس مئة سنةٍ، ولا مليون سنةٍ، ولا..، بل إلى ما لا نهاية.

وفي المقابل: النار عذابها شديدٌ، ضوعفت على نار الدنيا بتسعةٍ وستين مرةً [1].

فتعريف السعادة والشقاوة: وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ [هود:108]، فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ [هود:106]، هذا هو التعريف النهائي؛ ولذلك فمن أعظم الأدعية: أن تسأل الله الجنة، وأن تستعيذ بالله من النار، وهنا في هذا الحديث يخبر النبي بأن الإنسان إذا سأل الله الجنة ثلاث مراتٍ؛ قالت الجنة: اللهم أدخله الجنة، وإذا استعاذ أو استجار من النار ثلاث مراتٍ؛ قالت النار: اللهم أجره من النار [2].

ولا تقل: كيف؟ فالله على كل شيءٍ قديرٌ، الله يجعل الأشياء المعنوية محسوسةً؛ كما قال عليه الصلاة والسلام: يؤتى بالموت على صورة كبشٍ أملح، فيقال: يا أهل الجنة، تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، هو الموت، وقال: يا أهل النار، تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، هو الموت، فيُذبح في مكانٍ بين الجنة والنار، ويقال: يا أهل الجنة خلودٌ فلا موتٌ، ويا أهل النار خلودٌ فلا موتٌ [3].

لا تقل: كيف يؤتى بالموت على صورة كبشٍ؟ الله على كل شيءٍ قديرٌ، إذا أراد شيئًا؛ فإنما يقول له: كن فيكون.

فهنا يكفي أن يصح الخبر عن النبي ، وهذا حديثٌ سنده صحيحٌ، أخرجه الترمذي والنسائي بسندٍ صحيحٍ، فإذا سأل الإنسان ربه الجنة ثلاث مراتٍ؛ قالت الجنة: اللهم أدخله الجنة، وإذا استعاذ بالله من النار ثلاث مراتٍ؛ قالت النار: اللهم أجره من النار.

ولذلك ينبغي أن تسأل الله الجنة، وتستعيذ بالله من النار كل يومٍ، والأحسن: أن تجعل هذا مع أذكار الصباح والمساء؛ حتى لا تنسى، كل يومٍ اسأل الله الجنة، واستعذ بالله من النار، واجعل ذلك ثلاث مراتٍ على الأقل؛ لأن ظاهر الحديث: أنه لا بد من أن يكون ذلك ثلاث مراتٍ، فجعل ذلك ثلاث مراتٍ، واحرص على هذا الدعاء.

تجد بعض الناس يدعو بأدعيةٍ، وربما بعضها غير مأثورٍ، ويكثر منها، بعض العامة لهم أدعيةٌ، يدعو لنفسه ولوالديه بالمعافاة وبالستر وبالعافية، هذا طيبٌ، لكن ينبغي أن نحرص على الأدعية المأثورة؛ مثل هذا الدعاء، تسأل الله الجنة، وتستعيذ بالله من النار؛ ولهذا جاء رجلٌ للنبي وقال: يا رسول الله، إني لأدعو ولكني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذٍ، قال: ماذا تقول؟، قال: أسأل الله الجنة، وأستعيذ بالله من النار، فقال له النبي : حولها نُدَنْدِن [4]، كل دعائنا حول هذا الدعاء، سؤال الله الجنة، والاستعاذة بالله من النار.

اللهم إنا نسألك الجنة ونعوذ بك من النار، اللهم إنا نسألك الجنة ونعوذ بك من النار، اللهم إنا نسألك الجنة ونعوذ بك من النار.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه البخاري: 3265، ومسلم: 2843.
^2 رواه الترمذي: 2572، وابن ماجه: 4340، والنسائي: 7907.
^3 رواه البخاري: 4730، ومسلم: 2849.
^4 رواه أبو داود: 792، وابن ماجه: 910.
مواد ذات صلة