logo
الرئيسية/خطب/الكبر: حقيقته وآثاره وعلاجه

الكبر: حقيقته وآثاره وعلاجه

مشاهدة من الموقع

الحمد لله الذي خلق فسوى، وقدَّر فهدى، وخلق الزوجين الذكر والأنثى مِن نطفةٍ إذا تُمنى.

أحمده تعالى وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله الله تعالى بشيرُا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، فبلَّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ما مِن خير إلا دل أمته عليه، وما من شر إلا حذرها منه. فصلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

أما بعد:

فاتقوا الله أيها المسلمون: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].

وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ۝ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3]، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا [الطلاق:4]، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا  [الطلاق:5].

أول معصية عُصي الله تعالى بها

عباد الله:

الحديث في هذه الخطبة عن أول معصيةٍ عُصِيَ الله تعالى بها بعد خلق أبينا آدم: وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ [البقرة:34].

الكِبر هذه الخصلة الذميمة، والآفة العظيمة، والخلق السيئ من الأخلاق الباطنة الرذيلة، والذي تظهر آثاره على الجوارح، ويجر معه جملةً من الأخلاق الرذيلة؛ ولذلك فقد جاءت النصوص مُحذِّرة منه غاية التحذير، بل جاء الوعيد بالحرمان من دخول الجنة في حق من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر.

حقيقة الكبر

وقبل الحديث عما ورد في ذلك من النصوص، نشير إلى حقيقة الكبر، ما المراد بالكبر؟ وما معناه؟ وما حقيقته؟ هل التجمل في اللباس والهيئة من الكبر؟

حقيقة الكبر بيَّنها النبيُّ وفسَّرها تفسيرًا عامًّا شاملًا وواضحًا يُزيل كلَّ إشكالٍ، ولا يحتاج بعده إلى مقال، فقال حينما سُئِل عن الكبر: الكِبْرُ بَطَرُ الحَق، وَغَمْطُ النَّاس[1]. هذا هو الكِبر: بطر الحق، وغمط الناس.

وأصل الحديث أن النبي قال: لَا يَدْخل الجَنَّة مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَال ذَرَّةٍ مِنْ كِبْر فقال رجل: يا رسول الله، إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا، ونعله حسنة. فقال عليه الصَّلاة والسلام: إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمَال أي: ليس هذا من الكبر الكِبْرُ بَطَرُ الحَق، وَغَمْطُ النَّاس[2]. ومعنى “بطر الحق” أي: دفع الحق ورده على قائله، وعدم قبول الحق ممن جاء به. و”غمط الناس” أي: احتقار الناس.

فبيَّن عليه الصَّلاة والسَّلام أن التجمل في الهيئة واللباس أنه أمرٌ محبوبٌ عند الله ​​​​​​​، وليس من الكبر، وإنما الكبر صفة باطنة في القلب تظهر آثارها على تصرفات الإنسان، وتَحْمِله على عدم قبول الحق وعدم الانقياد له، وتحمله على دفع الحق ورده، وتحمله على احتقار الناس وازدرائهم.

فحقيقة الكِبر إذن استعظام المتكبر نفسه، واستصغار قدر غيره، فيدفعه ذلك إلى أن يرد الحق ولا يقبله، ولا يُذعن إليه، ولا يعترف بخطئه ولا تقصيره، ولا سوء عمله، ويدفعه ذلك أيضًا إلى أن يحتقر الناس، ولا يرى لهم قدرًا، ويستنكف أن يسألهم عما يجهله، ولا يقبل تعليم من يُعلِّمه، ولا يقبل نصيحة ناصح؛ لأنه لا يراه شيئًا. هذه هي حقيقة الكبر: بَطَرُ الحَق، وَغَمْطُ النَّاس.

قال بعض السلف: “أول ذنبٍ عُصِيَ الله تعالى به الكِبر”؛ يَحمِل الكِبرُ إبليسَ على أن يتكبر وأن يعصي الله ​​​​​​​  لمَّا أمره بالسجود لآدم.

والكِبرُ هو الذي حمل الكفار على ألا يقبلوا الحق من النبي ، بل إنه هو الذي حمل كفارَ جميعِ الأمم على مخالفة الرسل لما جاؤوهم بالبينات، كما قال الله تعالى عن آل فرعون: وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ [النمل:14].

ويقول سبحانه عن كفار قريش مخاطبًا نبيه محمدًا : قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ [الأنعام:33].

فقد كانوا يعرفون الرسول ويُسَمُّونه الصادق الأمين، ولا يتهمونه بالكذب، ويعرفون في قرارة أنفسهم صدقه، وأنه ما كان ليكذب على الله، ولكن مَنَعَهم من قبول الحقِّ والانقيادِ له الكِبرُ، فهذا هو الذي منع هذه الأمم من أن تنقاد للحق.

فهو آفة مهلكة، آفة عظيمة؛ ولهذا رتب عليه الوعيد الشديد في الدنيا والآخرة.

أعظم أضرار الكبر على المتكبر

ومن أعظم ذلك أنَّ المتكبر يُصرَف قلبه عن الهدى، كما قال سبحانه: سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ [الأعراف:146]، وهذا من أعظم العقوبات، ويقول سبحانه: كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ [غافر:35].

ويقول عليه الصلاة والسلام: لَا يَدْخُل الجَنَّة مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبِر[3]

قال أهل العلم: وإنما صار الكبر حجابًا دون الجنة؛ لأنه يَحُول بين العبد وبين أخلاق المؤمنين؛ لأن صاحبه لا يَقْدِر على أن يُحِب للمؤمنين كما يحب لنفسه، لا يقدر على التواضع، لا يقدر على ترك الحقد والحسد والغضب، ولا على كظم الغيظ، ولا على قبول النصيحة، ولا يَسْلم من الازدراء بالناس واحتقارهم واغتيابهم، فما مِن خُلُقٍ ذميمٍ إلا وهو مضطرٌّ إليه.

يقول النبي عليه الصلاة والسلام: يُحْشَر الجَبَّارُونَ المُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ القِيَامَة أَمْثَالَ الذَّرِّ في صُوَرِ الرجال، يغشاهم الذل من كل مكان[4].

وعن حارثة بن وهب  قال: سمعت رسول الله يقول: ألَا أُخْبِرُكُم بِأَهلِ النَّار؟ كُلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ[5].

قال بعض السلف: “من كانت معصيته في شهوة فيُرجى له التوبة؛ فإنَّ آدم   عصى مشتهيًا، فغُفِر له لما تاب. ومن كانت معصيته مِن كبرٍ فيُخشى عليه اللعنة؛ فإن إبليس عصى مستكبرًا فلُعِن”.

من مظاهر الكبر

عباد الله:

إنَّ مَن استقر الكبر في قلبه تجد أن مظاهر الكبر وآثاره باديةً عليه في أقواله وأفعاله وتصرفاته، وحتى في مِشْيته ولِبَاسه، فتجد أن هذه الخصلة الذميمة، قد جرَّت عليه ألوانًا من الأخلاق الرذيلة، فتجده يُصعِّر خدَّه للناس إذا كلَّمهم أو كلموه احتقارًا لهم، واستكبارًا عليهم، تجده في مِشْيته متبخترًا متكبرًا معجبًا بنفسه.

وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ [لقمان:18]، وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا [الإسراء:37].

ومن مظاهر الكبر: التفاخر، والتكبر بالأحساب والأنساب، فنجد أن هذا المتكبر الذي له نسبٌ شريف يحتقر مَن ليس له ذلك النسب، أو أنه من القبيلة الفلانية، ونحو ذلك.

ألا فليُعلم بأن الطعن في الأنساب من كبائر الذنوب؛ يقول النبي : ثِنْتَانِ فِي النَّاس هُما بهم كُفْرٌ: الطَّعْنُ فِي النَّسَبِ، وَالنِّيَاحَة عَلَى المَيِّت[6].

ومعنى «هما بهم كفر» المقصود بالكفر عند أهل العلم: الكفر الأصغر، فيكون كبيرةً من كبائر الذنوب. والكبيرة إذا وُصفت بالكِبر فإنها أعلى ما تكون في الإثم؛ فالطعن في الأنساب هو من كبائر الذنوب.

ومن مظاهر الكبر: إسبال الثياب؛ يقول النبي : مَنْ جَرَّ ثَوْبهُ خُيَلاء لَمْ يَنْظُر الله إِلَيْهِ يَوْم القِيَامَة[7]، ويقول: ثَلاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُم اللهُ يَوْمَ القِيَامَة، وَلَا يَنْظُر إِلَيْهِم، ولَا يُزَكِّيهِم، وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيم وذكر منهم المُسْبِل[8]، ويقول: ما أسفل مِن الكعبين فهو في النار[9]؛ فلا يجوز إسبال الثياب، وهو مظهر من مظاهر الكبر.

فاتقوا الله عباد الله، واحذروا الكبر بكافة مظاهرة وصوره، وتواضعوا للحق والخلق.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ [القصص:83].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذِّكر الحكيم.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفِروه وتوبوا إليه؛ إنه هو التواب الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه، والشُّكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تعظيمًا لشأنه. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد:

فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمدٍ ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة.

السبب الرئيس الداعي للكبر

عباد الله:

إن السبب الرئيس الداعي للكبر هو عُجْب الإنسان بنفسه؛ إما لعلمه أو لماله أو لجاهه أو لنَسَبِه أو حَسَبِه أو منصبه، أو غير ذلك مما يدعو للإعجاب بالنفس، ناسيًا هذا المُعجَب أن الله ​​​​​​​ هو المُنْعِم بهذه الأشياء، وأنه لو شاء لَسَلَبها منه، فيؤدي هذا الإعجاب بالنفس إلى أن يستعظم نفسه، وأن يرى قَدْرَه فوق أقدار الآخرين؛ فيحتقرهم ويزدريهم.

علاج الكِبر

وعلاج هذا الداء يكون بالمعرفة اليقينية لربه، ولنفسه، فيعرف أن الكبرياء هي لله تعالى حصرًا، فهو جل وعلا المتكبر، ولا يجوز لأي إنسانٍ أن يسمح لذرةٍ من الكبر أن تتسرب إلى قلبه؛ يقول الله ​​​​​​​ في الحديث القدسي: الكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، والعَظَمَةُ إزَارِي، فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا أَلْقَيْتُهُ فِي جَهَنَّمَ[10].

ويحصل علاج الكبر كذلك بمعرفة الإنسان لنفسه، بأن يعرف أصله ونشأته، وحاجته وفقره، ويعرف ربَّه وعظمته ومقامه بين يديه.

ويكفي الإنسان أن ينظر في أصل وجوده من العدم ثم من تراب، بعد أن كان جمادًا لا يسمع ولا يُبصر ولا يتحرك، وأنه خُلق من نطفةٍ من ماء مهين.

ثم يكفيه أن ينظر: ماذا يخرج منه عند قضاء الحاجة، فمن كانت هذه حاله فكيف يتكبر؟!

وكما يقول القائل:

عجبت من مُعجبٍ بصورته وكان بالأمس نطفةً مَذِرة
وهو في غدٍ بعد حُسْنِ صورته يصير في اللحد جيفة قذرة
وهـو على تِيهه ونَخْوَته ما بين ثوبيه يحمل العَذِرَة

 

أثر التواضع في علاج الكبر

عباد الله:

وليحرص المسلم على التخلق بالتواضع لله ​​​​​​​؛ فإن هذا علاجٌ للكِبر، وإن هذا سبيلٌ للرفعة، يقول النبي : وَمَا تَوَاضَع أَحَدٌ للهِ إِلَّا رَفَعَهُ الله[11].

والتواضع -كما يقال- هو النعمة التي لا يُحسد صاحبها عليها، هي النعمة الوحيدة التي لا يُحسد صاحبها عليها، نعمة التواضع. والعُجْب هو البلاء الذي لا يُرْحَم صاحبه منه.

ولكن، ينبغي أن يُعلم بأن التواضعَ المحمود الذي يكون سببًا لرفعة الإنسان: التواضع الذي يكون لله ​​​​​​​، يقصد به المسلم وجه الله؛ ولهذا قال عليه الصَّلاة والسَّلام: وَمَا تَوَاضَع أَحَدٌ للهِ[12] ولم يقل: “مَن تواضع رفعه الله”.

لأنَّ مِن الناس مَن قد يُظهر التواضعَ للأغنياء وللوجهاء؛ ليصيب من دنياهم، أو أنه يظهر التواضع لأجل تحقيق مصالح دنيوية، أو لغير ذلك من الأسباب، أو أنه يظهر التواضع رياءً أو سمعةً؛ لأجل أن يقال عنه: إنه متواضع.

وكل هذه أغراضٌ فاسدة، ولا ينفع العبدَ إلا التواضعُ لله ​​​​​​​؛ تقربًا إليه، وطلبًا لثوابه، وإحسانًا للخلق؛ فمَن فعل ذلك فإن الله ​​​​​​​ يرفع قدره وذِكره في الدنيا والآخرة: مَنْ تَوَاضَعَ للهِ رَفَعَهُ[13].

ألا وأَكثِروا من الصلاة والسلام على البشير النذير، والسراج المنير؛ فقد أمركم الله بذلك، فقال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].

اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك محمد، اللهم ارض عن صحابة نبيك أجمعين، وعن التابعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك يا رب العالمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أذل الكفر والكافرين، اللهم انصر من نصر دين الإسلام في كل مكان، واخذل من خذل دين الإسلام في كل مكان، يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم أَبرِم لأمة الإسلام أَمْرَ رُشْدٍ يُعَزُّ فيه أهل طاعتك، ويُهدى فيه أهل معصيتك، ويُؤمر فيه بالمعروف، ويُنهى فيه عن المنكر، وتُرفع فيه السنة، وتُقمع فيه البدعة، يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم وَفِّق ولاة أمور المسلمين لتحكيم شرعك، واجعلهم رحمةً لرعاياهم، ووفِّق إمامنا وولي أمرنا لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى، اللهم وفقه وولي عهده لما فيه صلاح البلاد والعباد، وارزقهم البطانة الصالحة التي تعينهم إذا ذكروا، وتُذكِّرهم إذا نَسُوا، يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر.

اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتحوُّل عافيتك، وفُجَاءة نقمتك، وجميعَ سَخَطِك.

ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.

نسألك اللهم من الخير كله، عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله، عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه مسلم: 91.
^2, ^3, ^12, ^13 سبق تخريجه.
^4 رواه أحمد: 6677، والترمذي: 2492.
^5 رواه البخاري: 4918، ومسلم: 2853.
^6 رواه البخاري: 3850، ومسلم: 67.
^7 رواه البخاري: 3665، ومسلم: 2085.
^8 رواه مسلم: 106.
^9 رواه البخاري: 5787.
^10 رواه أحمد: 8894، وأبو داود: 4090، وابن ماجه: 4174.
^11 رواه مسلم: 2588.
مواد ذات صلة
  • خطبة عيد الفطر 1443 هـ

    الحمد لله معيد الجمع والأعياد، رافع السبع الشداد عالية بغير عماد، وماد الأرض ومرسيها بالأطواد، جامع الناس ليوم لا ريب…

  • أحكام الزكاة وفضائل الصدقة

    الحمد لله الذي وعد المنفقين أجرًا عظيمًا وخلفًا، وتوعد الممسكين لأموالهم عما أوجب عليهم عطبًا وتلفًا، أحمده تعالى وأشكره، وأشهد…

zh