عناصر المادة
الحمد لله معيد الجمع والأعياد، رافع السبع الشداد عالية بغير عماد، وماد الأرض ومرسيها بالأطواد، جامع الناس ليوم لا ريب فيه، إن الله لا يخلف الميعاد، أحمده تعالى وأشكره على نعم لا يحصى لها تعداد، وأشكره، وكل ما شكر زاد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كلما هل هلال وأبدر، الله أكبر كلما صام صائم وأفطر، الله أكبر كلما لاح صباح عيد وأسفر، الله أكبر كلما لاح برق وأنور، الله أكبر كلما أرعد سحاب وأمطر، الله أكبر كلما نبت نبات وأزهر، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا.
أما بعد:
الوصية بتقوى الله سبحانه
فأوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى، فإنها وصية الله للأوليين والآخرين: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102]، يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ [الأنفال:29].
تقوى الله، إن استغنى الإنسان زانته، وإن افتقر فتحت له أبواب الصبر، وإن عوفي تمت عليه النعمة، وإن ابتلي جملته.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد، عيدكم مبارك، وعيدكم بإذن الله سعيد، فكم عندكم ما تفرحون به فرح بفضل الله ورحمته، وفرح بالهدى والتوفيق يوم ضلت فئام من البشر عن الصراط المستقيم، وفرح يوم هداكم واجتباكم: هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ [الحج:78].
الفرح في العيد
فرح بإكمال العدة، وفرح بالفطر: للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه [1]، العيد حقيقته عيد القلب، فإن لم يملأ القلب بالمسرة والفرح والرضا كان العيد مجرد رقم على التقويم.
ألا فاهنوا بعيدكم، ألا فاهنوا وافرحوا بعيدكم، وقد قيل: من أراد أن يرى أخلاق الأمة فليراقبها في أعيادها، إذ تنطلق فيه السجايا على فطرتها، وتبرز العواطف والميول على حقيقتها، والمجتمع السعيد الصالح هو الذي تسمو أخلاقه في العيد إلى أرفع ذروة، وتمتد فيه مشاعر الإخاء إلى أبعد مدى، حيث يبدو المجتمع في العيد متماسكًا متعاونًا متراحمًا، تخفق فيه القلوب بالحب والود والبر والصفاء.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
نعمة الهداية للإسلام
إن أعظم نعمة، وأعظم منة أنعم الله تعالى بها علينا: أن هدانا لدين الإسلام، هذا الدين العظيم الذي أكمله الله ورضيه لنا دينًا، وجعلنا من خير أمة أخرجت للناس، وكما جاء في الحديث: أنه يوم القيامة ما من أمة من الأمم، إلا ويتمنون أنهم من هذه الأمة [2]، وقد جعلها الله تعالى شاهدة على الأمم الأخرى: لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ [البقرة:143]، الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا [المائدة:3].
جاء في الصحيحين: عن طارق بن شهاب قال: قال اليهود لعمر : “إنكم” أي: أيها المسلمون “تقرؤون آية من كتابكم لو نزلت علينا معشر اليهود، لاتخذنا ذلك اليوم الذي نزلت فيه عيدًا: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا [المائدة:3]، قال عمر : “إني لأعلم حيث نزلت، وأي يوم نزلت، نزلت ورسول الله يوم عرفة، يوم جمعة، وهو واقف بعرفة” [3].
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
تحقيق التوحيد والحذر من الشرك
أخلصوا الدين لله، وحققوا التوحيد، واحذروا الشرك غاية الحذر، فإن الشرك هو أعظم ذنب عصي الله به، وهو الذنب الذي لا يغفره الله، ويخلد صاحبه في النار: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ [المائدة:72].
وقد بعث نبينا ، وعمره أربعون، وتوفي وعمره ثلاث وستون، أمضى في البعثة والرسالة ثلاثًا وعشرين سنة، أمضى أكثر من النصف، أمضى ثلاثة عشر سنة منها في دعوة الناس إلى تحقيق التوحيد، وإخلاص الدين لله .
وأرسل الله تعالى الرسل لأقوامهم لأجل تصحيح الانحراف الواقع في عقائدهم، وإلا فإن أولئك الأقوام يعرفون أن الله هو الخالق الرازق المدبر، لكن كان عندهم انحراف في العقيدة، فأرسل الله الرسل، وأنزل الكتب لتصحيح العقيدة، فعلى المسلم أن يحرص على تحقيق التوحيد، فإن من مات على التوحيد مآله للجنة، حتى وإن دخل النار يعذب فيها ما شاء الله، لكن يكون مآله للجنة.
ومعتقد أهل السنة والجماعة: أن أهل التوحيد لا يخلدون في النار، أن أهل التوحيد إن دخلوا النار لا يخلدون في النار، أهل التوحيد ينجيهم الله ، لكن من كان من أهل الكبائر من أهل التوحيد ودخل النار فإنه لا يخلد فيها، بل يخرج منها برحمة أرحم الراحمين بفضل التوحيد.
فعلى المسلم أن يحرص على تحقيق التوحيد، وأن يحذر الشرك، ولا يأمن الإنسان من الوقوع فيه، فإن إبراهيم الخليل عليه السلام قال: وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ [إبراهيم:35]، قال بعض العلماء: “لا أحد يأمن على نفسه من الوقوع في الشرك بعد إبراهيم”، وبعض الناس ربما وقع في الشرك من حيث لا يشعر بذهابه للسحرة والمشعوذين والدجالين الذين يقعون في الشرك، وربما أمروا من يذهب إليهم بالوقوع في الشرك.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
لا حظ في الإسلام لمن ضيع الصلاة
أقيموا الصلاة فإنها عمود دين الإسلام، وآكد أركان الإسلام بعد الشهادتين، ولا حظ في الإسلام لمن ضيع الصلاة، من حفظها فقد حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، يقول عليه الصلاة والسلام: بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة [4]، ويجب على الرجال إقامتها في المساجد، جاء في صحيح مسلم: أن رجلًا أعمى أتى النبي فقال: يا رسول الله إني رجل أعمى، وليس لي قائد يقودني للمسجد، فهل تجد لي رخصة في أن أصلي في بيتي؟ فقال عليه الصلاة والسلام: هل تسمع حي على الصلاة، حي على الفلاح؟ قال: نعم، قال: فأجب [5]، وجاء في رواية: فإني لا أجد لك رخصة.
وهذا نص صريح في وجوب الصلاة مع الجماعة في المسجد، إذ لو كان فيها مجال للرخصة لرخص لهذا الأعمى الذي ليس له قائد يقوده للمسجد.
زكاة المال، وقضاء الصيام
أدوا زكاة أموالكم طيبة بها نفوسكم، فإن الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام، الزكاة عبادة وقربة، وبها يحفظ المال بإذن الله ، الزكاة تحفظ المال بإذن الله تعالى من الآفات.
واحمدوا الله تعالى على أن وفقكم لصيام شهر رمضان، ومن أفطر أيامًا من رمضان لعذر، فينبغي له المبادرة للقضاء، ومن صام رمضان، ثم أتبعه ستًا من شوال كان كصيام الدهر كله [6].
المبادرة للحج
ومن لم يحج حج الفريضة فعليه المبادرة لأداء هذا الركن، وهذا الحج، فإن الحج ركن من أركان الإسلام، والإنسان لا يدري ما يعرض له، ومع الأسف يوجد بيننا أناس لم يؤدوا فريضة الحج، مع قدرتهم على ذلك، فهم على خطر عظيم، إن أتاهم الأجل وهم قد تركوا ركنًا من أركان الإسلام، مع قدرتهم عليه، فكيف سيواجهون ربهم، وقد أخلوا بركن من أركان الدين؟!
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
بر الوالدين وصلة الأرحام
بروا بوالديكم فإن رضا الله في رضا الوالدين: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا [الإسراء:23-24].
وصلوا أرحامكم، فإن الرحم معلقة بالعرش، تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله، فالواصل لرحمه من أسعد الناس وأكثرهم حظًا وتوفيقًا؛ لأن الله يصله بكل خير وبر وتيسير وتوفيق، وأما القاطع لرحمه، فإن الرحم تقول: اللهم من قطعني فقطعه الله، يقطعه الله تعالى من كل خير وبر وتيسير وتوفيق، فتجد القاطع من أتعس الناس.
حتى وإن حصل مالًا لا يهنأ بعيش، بسبب أن الله تعالى قطعه، فإن الرحم لما قالت: يا رب هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال الله: أما ترضين أن أصل من وصلك، وأن أقطع من قطعك، قالت: بلى، قال: فذلك لك [7]، تكفل الله تعالى بأن يصل من وصل رحمه، وأن يقطع من قطع رحمه.
وإن هذا العيد فرصة عظيمة للتواصل بين الأرحام، وهو كذلك فرصة للتواصل بين الجيران، وبين المسلمين عمومًا، وفرصة لإزالة الشحناء والهجران والقطيعة بين المسلمين، يقول النبي : لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخوانًا، لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث [8]. ويقول: تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئًا، إلا رجلًا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: انظروا هذين حتى يصطلحا [9]، وخير المتهاجرين هو الذي يبدأ بالسلام، حتى وإن كان الخطأ عليه، فهو خير له عند الله، وخير له عند الناس.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
التحذير من الغلو في الدين
يا شباب الإسلام: اعلموا أنكم مستهدفون من قبل الأعداء، عز عليهم أن تتمسكوا بدينكم، فاحذروا مكر وكيد الأعداء، فهم يريدون أن يجنح شباب الإسلام، إما إلى الإفراط، وإما إلى التفريط.
أما إلى الإفراط بالغلو في الدين، الذي يقود إلى أن يستعدي الشاب المجتمع، وأن يقوم بأعمال إرهابية من تفجير وتدمير وتكفير باسم الدين، وإما إلى تفريط وتحلل من الدين، والوقوع في الإلحاد، وفي أوكار المخدرات ونحوها، فاحذروا مكر الأعداء، وتمسكوا بدينكم من غير إفراط ولا تفريط.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
الحمد لله الذي سهل لعباده طريق العبادة ويسر، وجعل لهم عيدًا يعود عليهم بعد إكمال صومهم ويتكرر، أحمده تعالى وهو أحق أن يحمد ويشكر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
نصيحة للإعلاميين ومرتادي وسائل التواصل
إن العصر الذي نعيشه يصدق عليه أنه عصر الإعلام، فالإعلام في الوقت الحاضر هو أكبر مؤثر على الشعوب.
الإعلام سلاح ذو حدين، ففيه خير كثير إن أحسن الإفادة منه، وفيه شر كثير، إن أسيء استخدامه، فيا أيها القائمون على المؤسسات الإعلامية اتقوا الله في المسلمين، واحرصوا على تقديم الإعلام الهادف البنّاء، الذي يغرس القيم والمبادئ الفاضلة في النفوس، يغرس تعظيم الله، وتعظيم رسوله ، وتعظيم الصحابة، يغرس احترام الوالدين وبرهم، وتوقير الكبير، والرحمة بالصغير، يقوي الصلات الاجتماعية بين أفراد المجتمع، يعزز الوحدة واجتماع الكلمة.
ويا مرتادي وسائل التواصل الاجتماعي: استشعروا مسؤولية الكلمة التي تكتبونها، فإن الكتاب كالجواب، فابتعدوا عن السب والشتم والوقوع في الأعراض، وما يكتبه الإنسان في وسائل التواصل يعكس شخصيته ومعدنه، ومستوى ثقافته وأخلاقه.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
نصيحة للمرأة المسلمة
أيتها الأخوات المسلمات: احرصن على الحجاب، واحذرن التبرج والسفور، وقرن في بيوتكن، ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى، إن التبرج والسفور مظهر نقص في المرأة، لكونه يجعل المرأة مبتذلة غير محترمة.
بينما الستر والعفة يرفع من شأن المرأة، ويزيد في احترامها، ولهذا فإن الخاطب عندما يتقدم لخطبة امرأة يذكر من مناقبها وكريم صفاتها أنها امرأة متحجبة عفيفة محتشمة.
واحذرن أيتها الأخوات من الدعاوي المضللة التي يسوق لها أصحابها، والتي تزهد في حجاب المرأة، يريدونها كالمرأة في الغرب، مبتذلة سافرة تتقاذفها أيدي الذئاب من البشر، حتى إذا ذهبت نضارة شبابها، وتقدم بها السن، ألقيت في دور العجزة لا أحد من أقاربها يسأل عنها، أو يهتم بها، إلا ما ندر.
وقارنوا هذا بحال المرأة المسلمة، التي كلما تقدم بها السن ازداد احترامها وتوقيرها من أبنائها وأقاربها، وانظروا إلى المرأة الكبيرة في السن في يوم العيد، وكيف يتسابق على السلام عليها أولادها من بنين وبنات وأحفادها، وأبناء أختها، وأبناء أخواتها، وأقاربها يحرصون على أن يسلموا عليها، كلما تقدم بها السن ازداد احترامها وتوقيرها.
المرأة في الإسلام هي الأم الواجب برها، وهي الزوجة الواجب على الزوج معاشرتها بالمعروف، وهي البنت الواجب صلتها، والقيام برعايتها، وهي الأخت، وهي العمة، وهي الخالة الواجب صلتها، ومثل هذا لا يوجد في المجتمعات غير الإسلامية.
فيا أيتها الأخت المسلمة: احرصي على حجابك، فإن جمال المرأة في حجابها وسترها وعفتها، واحذري أن تتأثري بدعوات المبطلين، واعلمي أن الذي أمرك بالحجاب هو ربك ، فقال: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ [الأحزاب:59]، فالحجاب ليس عادة اجتماعية، وإنما هو عبادة أمر بها ربنا .
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
التواصل والتزاور في العيد
العيد يوم الناس جميعًا في التسامح والتواصل والتزاور، وهو يوم الأصدقاء لتجديد أواصر الحب والود، وإن أحق من تمنحهم بهجتك وسرورك والداك وأهلك وأولادك، ثم الأقرب فالأقرب، تعيش معهم في بهجة، وتبادلهم عبارات التهاني والمودة والوفاء والبر، ولم يعط العيد حقه من استقبله بهمة فاترة، وحس بارد، ونظرة عابسة.
ألا فاهنوا بعيدكم، وألزموا حدود ربكم، وأكثروا من الصلاة والسلام على البشير النذير، والسراج المنير، فقد أمركم الله بذلك فقال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].
اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واحم حوزة الدين، اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك، وعبادك المؤمنين.
اللهم وفق ولاة أمور المسلمين لتحكيم شرعك، اللهم أيد بالحق والتوفيق والتسديد إمامنا وولي أمرنا وولي عهده، اللهم أعز بهم دينك، وأعل بهم كلمتك، اللهم وفقهم لما فيه صلاح البلاد والعباد، وعز الإسلام والمسلمين.
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر.
تقبل الله مني ومنكم، وأعاد الله تعالى علينا جميعًا هذا العيد السعيد بالخيرات والمسرات.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.