الحمد لله خلق فسوى وقدَّر فهدى، وأعطى كل شيءٍ خلقه ثم هدى، أحمده تعالى وأشكره، حمدًا وشكرًا كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ أرسله الله تعالى بين يدي الساعة بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه واتبع سنته إلى يوم الدين.
أما بعد:
فاتقوا الله أيها المسلمون، اتقوا الله حق التقوى، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ[آل عمران: 102].
عباد الله:
إن الله تعالى بحكمته قد جعل حياة الإنسان في هذه الدنيا ابتلاءً واختبارًا: الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ[الملك: 2]، فإنْ هو نجح في هذا الاختبار العظيم فقد أفلح وفاز، وإن هو فَشِل فيه فقد خاب وخسر.
حكمة تغييب أجل الإنسان
ومن حكمة الله أن غيَّب الأجل عن الإنسان، مع أنه مكتوبٌ أجل كل إنسانٍ وهو في بطن أمه، كما قال الله تعالى: وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ[لقمان: 34]، وإذا كانت لا تدري بأي أرضٍ تموت؛ فإنها لا تدري بأي زمنٍ تموت من باب أولى.
وفي تغييب وقت الأجل عن الإنسان حكمةٌ بالغةٌ؛ فإنه لولا ذلك لما كان له أملٌ، ولو لم يكن له أملٌ لما تهنَّأ بعيشٍ.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: “في الأمل سرٌّ لطيفٌ؛ لأنه لولا الأمل ما تهنَّأ أحدٌ بعيشٍ، ولا طابت نفسه أن يشرع في عملٍ من أعمال الدنيا، وإنما المذموم الاسترسال فيه، وعدم الاستعداد لأمر الآخرة”.
كلما طال أجله طال أمله
إن المذموم هو طول الأمل والتعويل عليه، حتى ينسى الإنسان آخرته ويغفل عنها، ومن العجيب أن المفترض في الإنسان أنه كلما تقدم به العمر أن يقصر أمله، ولكن الواقع هو العكس من ذلك، كلما تقدم العمر بابن آدم كلما طال أمله في الدنيا! وقد أخبر بذلك النبي في الحديث الذي أخرجه البخاري في “صحيحه”، يقول: يَكْبَرُ ابنُ آدَمَ ويَكْبَرُ معهُ اثْنَتَانِ: حُبُّ الدُّنْيَا، وطُولُ الأملِ [1].
وجاء في “صحيح البخاري” عن ابن مسعودٍ قال: “خطَّ النبي خطًّا مربعًا، وخطَّ خطًّا في الوسط خارجًا منه، وخَطَّ خُطَطًا صغارًا إلى هذا الذي في الوسط، وقال: هَذَا الْإِنْسَانُ، وَهَذَا أَجَلُهُ مُحِيطٌ بِهِ –أو: قَد أحَاطَ بِهِ- وَهَذَا الْذِي هُوَ خَارِجٌ أَمَلُه، وَهَذِه الْخُطَطُ الصِّغَارُ الْأَعْرَاضُ، فَإِنْ أخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا، وَإِنْ أَخَطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا [2].
فبيَّن النبي في هذا الحديث العظيم: أن الإنسان محاطٌ بأجله من كل مكانٍ، فلا مهرب منه، ولا أمل له بالنجاة من الموت؛ ولذلك خطَّ خطًّا مربعًا على الإنسان، وهذا الخط المربع يشير إلى الأجل.
وكان عليه الصَّلاة والسَّلام يتبع أساليب متعددة لتقريب المعاني إلى أذهان أصحابه، فكان من ذلك: أنه سلك معهم هذا الأسلوب، فخطَّ هذا الخط المربع؛ إشارةً إلى أجل الإنسان وأنه محيطٌ به، ثم خطَّ خطًّا طويلًا خارجًا عن هذا الخط المربع، طويلٌ، وطويلٌ جدًّا، وهذا هو الأمل، ثم خطَّ خُططًا صغارًا إلى هذا الخط الطويل، وأشار إلى أنها الأعراض التي تصيب الإنسان في حياته من مرضٍ، أو حادثٍ، أو مصيبةٍ تهدد حياته بالخطر، فهذه الأعراض -وهي كثيرةٌ- منها ما لا يصيبه إطلاقًا، ومنها ما يصيبه ولا يقضي عليه، وكلاهما تنبيهٌ وتذكيرٌ للإنسان بالموت، ومنها ما يصيبه فيكون سببًا لوفاته.
فانظروا عباد الله، كيف أن أمل الإنسان أطول بكثيرٍ من أجله.
عباد الله:
مع أن الإنسان يعلم أنه لا مفر له من الموت، ويرى أن أسباب الموت تأتيه من كل مكانٍ، إلا أنه طويل الأمل في هذه الدنيا، أمله ليس له حدٌّ، كلما عاش فترةً امتد أمله إلى ما بعدها.. وهكذا، لا يَزَالُ قَلْبُ الْكَبِيرِ شَابًّا فِي اثْنَتَيْن: فِي حُبِّ الدُّنْيَا، وَفِي طُولِ الْأَمَلِ [3].
عباد الله:
نحن معاشر الموجودين الآن في هذا الجامع، لو سئل أي واحدٍ منا: هل أنت موقنٌ بالموت وما بعده؟ هل أنت على يقينٍ بأن بقاءك في هذه الدنيا موقوتٌ بوقتٍ معينٍ، ثم تنتقل من دار العمل إلى دار الجزاء؟ هل أنت على يقينٍ بالجنة والنار؟
سيجيب كل واحدٍ منا قطعًا وبدون تردد: نعم، وليس عندي في ذلك أدنى شكٍّ والحمد لله.
إذَنْ، ما الذي يمنع الإنسان من الاستعداد والتزود بالأعمال الصالحة، تأهبًا لذلك المستقبل المقطوع حتمًا بقدومه؟
ما الذي يمنع من ذلك ما دام أن مستقبل الإنسان الحقيقي، إنما هو فيما بعد الموت من نعيمٍ أبديٍّ، أو عذابٍ سرمديٍّ؟
نعم، إنَّ من أكبر المعوقات عن ذلك، طول الأمل والتسويف، وإلا لو افترضنا افتراضًا بأن إنسانًا علم بأنه سيموت بعد بضعة أيامٍ فماذا سيكون موقفه؟
العمر فرصة لا تعوض
عباد الله:
لو كان أمام الإنسان فرصةٌ للعمل بعد موته، لكان الأمر هينًا، ولكن ليس أمام الإنسان فرصةٌ للعمل إلا حياته في هذه الدنيا، فحياة الإنسان فرصةٌ واحدةٌ غير قابلةٍ للتعويض.
فرص الدنيا، فرص الإنسان ومجالاته في الدنيا، من تجارةٍ وكسبٍ وغير ذلك، هذه إذا فشل الإنسان فيها فيمكنه التعويض، أما حياتك أيها الإنسان، فهي فرصةٌ واحدةٌ غير قابلةٍ للتعويض، من نجح في هذا الاختبار العظيم الذي نعيشه الآن، فقد فاز الفوز العظيم، ومَنْ فَشِل فيه فقد خسر الخسارة العظيمة، فاليوم عملٌ ولا حسابٌ، وغدًا حسابٌ ولا عملٌ، وعمر الإنسان قصيرٌ، وأجله غائبٌ لا يدري في أية ساعةٍ يَقْدَم، وإذا قَدِمَ الأجل فلا يقبل حينئذٍ التأخير، فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ[الأعراف: 34].
ألسنا نرى أيها الإخوة ونشاهد بأعيننا من يصبح صحيحًا معافًى لا يشكو من أي مرضٍ أو علةٍ، لم يخطر بباله الموت حين أصبح، ولا بنسبة واحدٍ بالمائة، ثم يصاب إما بسكتةٍ قلبيةٍ، وإما بحادث سيارةٍ، أو بغير ذلك، وفي لحظاتٍ يسيرةٍ، في دقائقَ معدودةٍ، ينتقل من عالم الدنيا إلى عالم الآخرة، أليس لهذا الإنسان آمالٌ يبني عليها؟ أليس له طموحاتٌ يعول عليها؟
لو افترضنا أن هذا الإنسان استوقف قبل أن يتعرض لذلك الحادث أو السكتة، وقيل له: ما أملك في هذه الحياة؟ سيقول على أقل تقدير: ستين أو سبعين سنةً، ثم إذا هو بعد دقائقَ معدودةٍ، إذا بمَلَك الموت يقبض روحه، وينتقل من عالم الدنيا إلى عالم الآخرة، ماذا أفادته تلك الآمال والأحلام والتصورات؟ إنه سيعض أصابع الندم وتتقطع نفسه حسرات لكن على ماذا؟ هل سيندم على دنياه؟ هل سيندم على عدم جمعه للأموال؟ هل سيندم على عدم اكتنازه لها؟ كلا، هذه لا تساوي كلها بعد الموت شيئًا، إنه سيندم على ساعةٍ مضت من عمره لم يذكر الله تعالى فيها، سيندم على لحظات عمره التي مضت لم يعمل فيها صالحًا؛ لأنه يرى بعد موته الثمرة العظيمة للأعمال الصالحة، وأنها الكنز الحقيقي الذي كان ينبغي أن يحرص عليه الإنسان في هذه الدنيا، أما ما عدا ذلك فزخرفٌ ومتاعٌ، حلاله حِسَابٌ، وحرامه عقابٌ.
فمثِّل نفسك أخي مكان هذا الإنسان الذي أصبح صحيحًا معافًى، ثم أمسى مع الأموات مرتهنًا بعمله، لا يستطيع زيادةً في الحسنات، ولا نقصًا من السيئات، وما المانع من أن تكون في ساعةٍ من الساعات مكان هذا الإنسان؟ ليس هناك ما يمنع من هذا، فهذا غيبٌ مغيبٌ عنا؛ ولهذا فعلى الإنسان أن يبادر الأعمال الصالحة.
فاتقوا الله عباد الله! واعلموا أن هذه الأيام التي نعيشها، أنها فرصةٌ نفيسةٌ لا تقدر بثمنٍ، فإن عرفنا قيمتها، وحفظناها فيما ينفع، فستُثمر لنا سعادةً دائمةً، أما إن ضاعت في اللهو وفي الغفلة وفي نحو ذلك، فستُثمر الخسارة الدائمة: حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ[المؤمنون: 99] لماذا؟ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ[المؤمنون: 100].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشانه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
فإن خير الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمدٍ ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعةٌ، وكل بدعةٍ ضلالةٌ.
خطر التسويف
عباد الله:
إن التعويل والاعتماد على طول الأمل في هذه الدنيا، لَمسلكٌ خطيرٌ جدًّا، فكم جرَّ من ويلاتٍ؟ وكم جرَّ من حسراتٍ؟ وكم تسبب في تقاعسٍ عن الأعمال الصالحات؟
وكما قيل: أكثر صياح أهل النار من (سوف). أي: سوف نعمل، سوف نعمل، حتى يداهمهم الموت وما عملوا شيئًا.
عن عمر بن الخطاب قال: “التأني في كل شيءٍ خيرٌ، إلا في أعمال الخير في الآخرة” [4].
وكان الحسن يقول في موعظته: “المبادرةَ المبادرةَ؛ فإنما هي الأنفاس، لو حُبِست عنكم انقطعت أعمالكم التي تتقربون بها إلى الله “.
وعن عليٍّ قال: “إن الدنيا قد ارتحلت مدبرةً، وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلةً، ولكل منهما بنونَ، فكونوا أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا؛ فإن اليوم عملٌ ولا حسابٌ، وغدًا حسابٌ ولا عملٌ” [5].
عباد الله:
أليس فينا -معشر الحاضرين- من هو كبيرٌ، ومن هو صغيرٌ، ومن هو بين ذلك، لكننا بالنسبة إلى ما مضى شيءٌ واحدٌ، بالنسبة لما ما مضى شيءٌ واحدٌ، ما مضى من أعمالنا من زمنٍ طويٍل أو قصيرٍ نراه كأنه أحلام نائمٍ، أو خيال هائمٍ، والإنسان إنما هو في اللحظة التي هو فيها، هذه هي الدنيا، فكيف يليق بالعاقل أن تكون أكبر همه؟! كيف يليق به أن يقدمها على الآخرة، وأن يُشغِل فكره وقلبه وجسمه في الحصول عليها على حساب الآخرة؟!.
فليحرص المسلم على أن يستعد بالأعمال الصالحة، وألا يمر عليه يومٌ إلا وقد تزوَّد فيه بالأعمال الصالحة التي تقربه إلى الله زُلْفَى.
يقول ابن الجوزي رحمه الله: (من أطرف الأشياء إفاقة المحتضر عند موته، فإنه ينتبه انتباهًا لا يوصف، ويقلق قلقًا لا يُحَد، ويتلهف على زمانه الماضي، ويود لو تُرِك كي يتدارك ما فاته، ويَصدق في توبته على مقدار يقينه بالموت، ويكاد يقتل نفسه قبل موتها بالأسف، ولو وُجِدَت ذرةٌ من تلك الأحوال في أوان العافية لحصل كل مقصودٍ من العلم والتقوى، فالعاقل مَن مثَّل تلك الساعة بين يديه، وعَمِل بمقتضى ذلك).
عباد الله:
إن طول الأمل في هذه الحياة الدنيا، هو الذي يعيق الإنسان عن المبادرة إلى الأعمال الصالحة، فليجعل الإنسان لنفسه وقفات محاسبةٍ صادقةٍ مع نفسه يحاسبها عما مضى، وماذا قدمت لغد؛ كما قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ[الحشر: 18].
إن المصيبة عندما تنعدم المحاسبة لدى الإنسان، فيعيش في لهوٍ وفي غفلةٍ حتى يبغته الموت وهو على تلك الحال، فيندم الندم العظيم، أما من كان على جانبٍ من محاسبة النفس، فهو على خيرٍ، وإلى خيرٍ.
ألا وأكثروا من الصلاة والسلام على البشير النذير، والسراج المنير؛ فقد أمركم الله بذلك فقال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمدٍ، وارض اللهم عن صحابة نبيك أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك يا رب العالمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أذل الكفر والكافرين.
اللهم من أرادنا أو أراد الإسلام والمسلمين بسوءٍ، اللهم فأشغله في نفسه، اللهم اجعل كيده في نحره، اللهم اجعل تدبيره تدميرًا عليه يا قوي يا عزيز.
اللهم أبرم لأمة الإسلام أمرًا رشَدًا، يُعَز فيه أهل طاعتك، ويُهدَى فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف ويُنهى فيه عن المنكر، يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خيرٍ، واجعل الموت راحةً لنا من كل شر، وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
اللهم وفقنا لأن نعبدك كما تحب وترضى، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم وفق ولاة أمور المسلمين لتحكيم شرعك، واجعلهم رحمةً لرعاياهم، ووفق إمامنا وولي أمرنا لما تحب وترضى، ولما فيه صلاح البلاد والعباد، وقرِّب منه البطانة الصالحة الناصحة التي تعينه إذا ذكر، وتذكره إذا نسي، يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام.
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ[البقرة: 201].
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ[الحشر: 10].