logo
الرئيسية/خطب/قصة بناء البيت الحرام

قصة بناء البيت الحرام

مشاهدة من الموقع

الحمد لله مقدر الأمور كما يشاء ويختار، مقلب الليل والنهار، يكور النهار على الليل ويكور الليل على النهار.

أحمده تعالى وأشكره حمدًا وشكرًا كما يحب ربنا ويرضى.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله الله تعالى بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا. فصلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه واتبع سنته إلى يوم الدين.

أما بعد:

فاتقوا الله أيها المسلمون، اتقوا الله حق التقوى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ۝وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3]، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا [الطلاق:4]، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا [الطلاق:5].

تعلق القلوب بالبيت الحرام

عباد الله

بدأ الناس يتوافدون إلى بيت الله الحرام من كل مكان؛ استجابة لنداء الله تعالى لهم بالحج، لمَّا أمر خليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام أن يؤذن في الناس بالحج: وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ۝ ليشهدوا منافع لهم [الحج:27-28].

وقد جعل الله تعالى لبيته الحرام خاصيةَ تعلُّقِ قلوب المسلمين به، وارتباطها به ارتباطا طبعيًّا، وتعلقها به تعلقًا شرعيًّا؛ كما قال سبحانه: وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً للنَّاسِ وَأَمْنًا؛ قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير الآية: أي لا يقضون منه وطرًا، يأتونه ثم يرجعون إلى أهلهم، ثم يعودون إليه.

قصة بناء الكعبة المشرفة

ونقف في هذه الخطبة وقفات يسيرة مع قصة بناء هذا البيت الحرام، وهي قصة مليئة بالعبر والعظات والدروس البليغة.

هذه القصة أخرجها البخاري في “صحيحه” أصح كتاب بعد كتاب الله ​​​​​​​: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاء إبراهيم بأم إسماعيل وبابنها إسماعيل وهي تُرضعه، حتى وضعها عند البيت عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد، وليس بمكة يومئذ أحدٌ، وليس بها ماء، وضعهما في وادٍ غير ذي زرع ليس فيه إنسان ولا حيوان ولا نبات، فوضعهما هنالك، ووضع عندهما جرابًا فيه تمر وسقاء فيه ماء.

ثم قفا إبراهيم منطلقًا، فتبعته أم إسماعيل وقالت: يا إبراهيم، أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه أنيس ولا شيء؟!

فبماذا يجيبها؟ وكيف يقنعها بالجواب؟ فقالت له ذلك مرارًا، ورأى أن أفضل جواب هو الصمت، فجعل لا يلتفت إليها، فقالت هذه المرأة الصالحة: آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم. قالت: إذن لا يضيعنا. ثم رجعت.

سبحان الله! انظروا عباد الله إلى قوةِ توكُّلِ إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام، وانظروا إلى عظيم ثقته بربه، ويقينه بحفظ الله لأهله، كيف يضع امرأة وطفلًا في هذا الوادي الذي ليس فيه إنسان ولا حيوان ولا نبات، وادٍ غير ذي زرع.

ثم انظر إلى موقف هذه المرأة الصالحة أم إسماعيل لمَّا علمت بأن الله تعالى هو الذي أمره بذلك، استسلمت لأمر الله وأيقنت بأن الله لن يضيعها وطفلها، والله خير حافظًا وهو أرحم الراحمين.

ثم انطلق إبراهيم عليه الصلاة والسلام، حتى إذا كان عند… أي: عند الحَجُون، حيث لا يرونه، استقبل بوجهه البيت ثم دعا بهؤلاء الكلمات، رفع يديه وقال: رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ [إبراهيم:37].

وجعلت أم إسماعيل تُرضع ابنها إسماعيل وتشرب من ذلك الماء، حتى إذا نَفِدَ ما في السِّقَاء عَطِشتْ وعطش ابنها، وجعلت تنظر إليه يتلوى من شدة العطش، فانطلقت كراهية أن تنظر إليه.

ويا له من موقف صعب؛ امرأة مع طفل في هذا المكان الذي ليس فيه أنيس، وليس فيه أحد، وهي ترى ابنها يتلوى من شدة العطش!

فانطلقت كراهية أن تنظر إليه، ووجدت أن جبل الصفا هو أقرب جبل في الأرض يليها، فذهبت وقامت عليه، ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحدًا؟ فلم تر أحدًا، فهبطت من الصفا، حتى إذا بلغت الوادي -وهو الآن ما بين العَلَمين الأخضرين، وكان من قبل واديًا- رَفَعت طرف دِرْعها وسَعَتْ سعي الإنسان المجهود حتى جاوزت الوادي، ثم أتت جبل المروة فقامت عليها ونظرت هل ترى أحدًا؟ فلم تر أحدًا، وفعلت ذلك سبع مرات.

قال ابن عباس رضي الله عنهما: قال النبي : فذلك سعي الناس بينهما[1]؛ ولذلك عندما يسعى الإنسان بين الصفا والمروة ينبغي أن يتذكر هذا الموقف العظيم.

قال: فلما أشرفت على المروة سمعت صوتًا، فقالت: صه. تريد نفسها، ثم تسمَّعت فسمعت أيضًا، فقالت: قد أَسْمعتَ إن كان عندك غُوَاث. فإذا هي بالمَلَكِ عند موضع زمزم، فبحث بعَقِبِه أو قال: بجناحه حتى ظهر الماء، فجعلت تُحَوِّضه وتقول بيدها هكذا زمزم، وجعلت تغرف الماء في سقائها وهو يفور بعدما تغرف.

قال ابن عباس رضي الله عنهما: قال النبي : رحم الله أم إسماعيل، لو تركت زمزم أو قال: لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عينًا معينًا[2]؛ أي: ظاهرًا جاريًا على الأرض، ولكنها من حكمة الله أن تبقى زمزم هكذا حتى لو كانت عينًا جارية.

قال: فشربتْ وأرضعت ولدها، وقال لها المَلَكُ: لا تخافوا الضيعة -أي: الهلاك- فإنَّ ها هنا بيت الله يبنيه هذا الغلام وأبوه، وإن الله لا يُضيِّع أهله.

إي والله؛ إن الله لا يضيع أهله؛ احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تُجَاهَكَ، تعرَّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة[3].

قال: وكان البيت مرتفعًا من الأرض كالرابية، تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه وشماله، فكانت كذلك حتى مرَّت بهم رُفْقةٌ من جُرْهُمَ مُقبِلة من طريق كَدَاء، فنزلوا في أسفل مكة، ورأوا طائرًا عائفًا؛ أي: يحوم على الماء، فقالوا: إن هذا الطائر لَيَدور على ماء، وعَهْدنا بهذا الوادي وما فيه ماء.

فأرسلوا مَن يتأكد ويتحسس الخبر، فأخبرهم بامرأة ومعها طفل وعندها ماء، فأقبلوا وأم إسماعيل عند الماء، وقالوا لها: أتأذنين أن ننزل عندك؟ قالت: نعم، ولكن لا حق لكم في الماء. قالوا: نعم.

قال ابن عباس رضي الله عنهما: قال النبي : فألفى ذلك أم إسماعيل؛ وهي تحب الأنس[4].

فأرسلوا إلى أهليهم فنزلوا معهم، حتى إذا كان بها أهل الأبيات، وشبَّ الغلام وتعلَّم العربية منهم وأَنْفسَهم وأعجبهم حين شَبَّ، فلما أدرك -يعني: كَبِر وبلغ-زوَّجوه امرأة منهم.

ثم إن إبراهيم عليه الصلاة والسلام جاء بعد ذلك ووجد إسماعيل يَبْري نَبْلًا له تحت دَوْحة قريبةٍ من زمزم، فلما رآه قام إليه، فصنع كما يصنع الوالد بالولد، وكما يصنع الولد بالوالد، ثم قال إبراهيم : يا إسماعيل، إنَّ الله قد أمرني بأمر. قال: فاصنع ما أمرك به ربك. قال: وَتُعِينني؟ قال: وأعينك.

قال: فإن الله قد أمرني أن أبني بيتًا ها هنا. وأشار إلى أَكَمةٍ مرتفعة على ما حولها، فعند ذلك رفع القواعد من البيت، فجعل إسماعيل  يأتيه بالحجارة، وإبراهيم يبني، حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر فوضعه له، فقام عليه وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجارة، وهما يقولان: ربَّنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم: وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [البقرة:127].

ثم لما فرغ إبراهيم من بناء البيت أمره الله تعالى بأن يُؤذِّن في الناس بالحج، قال: يا رب، وما يبلغ صوتي؟ قال الله: أذِّن وعلينا البلاغ. فقام إبراهيم على أَكَمةٍ مرتفعة ونادى بأعلى صوته: أيها الناس، إن الله قد كتب عليكم الحجَّ فحُجُّوا. فأبلغ الله تعالى صوته مَن في الأصلاب، ومَن في الأرحام ممن كتب الله تعالى له أن يحج البيت إلى يوم القيامة.

فهذا قولُ المُلَبِّي بالعمرة والحج: لبيك اللهم لبيك؛ أي: إجابة له يا ربنا حين ناديتنا بالحج والعمرة على لسان خليلك إبراهيم : لبيك اللهم لبيك، لبيك اللهم ربنا، لبيك وسعديك، والخير في يديك، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك؛ إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك.

فهذه التلبية تعني أن المسلم قد استجاب لنداء الله تعالى له بالحج أو بالعمرة، وهي الحج الأصغر على لسان خليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين، أشهد أن محمدًا عبده ورسوله إمام المتقين. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد:

فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة.

مقاصد الحج النافعة

عباد الله:

إن من مقاصد الحج النافعةِ تذكُّرَ نشأة الإسلام في أقدم مواطنه، وإحياء شعائر إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام التي طمستها وشوهتها الجاهلية، فطهرها الله ببعثة محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه، عن ابن مِرْبَع الأنصاري  قال: أتانا رسول الله ، فقال: قفوا على مشاعركم؛ فإنكم على إرث من إرث أبيكم إبراهيم[5].

ومناسك الحج من شريعة إبراهيم ، وقد أطل الإسلام كل من تبعته الجاهلية: إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ ۝فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ [آل عمران:96-97].

الآيات البينات في البيت الحرام

هذا البيت هو أول بيت وُضع للناس مباركًا وهدى للعالمين، فيه آيات بينات، ومن أبرز هذه الآيات البينات مقام إبراهيم، مقام إبراهيم هو الحِجر الذي قام عليه إبراهيم عليه الصلاة والسلام عندما ارتفع بناء الكعبة، فأثَرُ قدميه فيه إلى الآن، وقد كان ملتصقًا بجدار الكعبة، حتى أخَّره عمر بن الخطاب قليلًا حتى يتسع المطاف ولا يُشوِّش الطائفون على المصلين عنده. وقد أمر الله تعالى بالصلاة عنده، فقال: وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى [البقرة:125].

ومن الآيات ماء زمزم، هذا الماء الذي جعله الله تعالى آية عندما بحث الملَك بجناحه الأرض عند هذا الموضع فخرج هذا الماء منذ أكثر من خمسة آلاف سنة وبقي هذا الماء إلى الآن لم ينضب. ونرى كثيرًا من العيون التي إنما نشأت بعده قد نضبت ولكن هذا الماء جعله الله تعالى آية؛ يقول النبي عن هذا الماء -ماء زمزم- يقول: إنها مباركة، إنها طعامُ طُعْمٍ أخرجه مسلم[6]، وفي رواية: وشفاء سُقم[7].

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: “وقد جربت أنا وغيري من الاستشفاء بماء زمزم أمورًا عجيبة، واستشفيت به من عدة أمراض فبرأت بإذن الله، وشاهدت من يتغذى به الأيام.. قريبًا من نصف الشهر أو أكثر ولا يجد جوعًا”.

ويقول عليه الصلاة والسلام: ماء زمزم لما شُرب له أخرجه أحمد، وابن ماجه[8]، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: مرتبة هذا الحديث عند الحفاظ باجتماع الطرق يصلح للاحتجاج به، قال: وقد صنف في هذا الحديث رسالة، قال: ولا يحصى كم شَرِبَه مِن الأئمة لأمورٍ نالوها، وقد اشتُهر عن الإمام الشافعي أنه شرب ماء زمزم لإصابة الرمي، فكان يصيب بكل عشرةٍ تسعةً، وشربه أبو عبدالله الحاكم لحسن التصنيف، فكان أحسن أهل عصره تصنيفًا.

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: وأنا شربته مرة وسألت الله حينئذ في بداية طلب الحديث أن يرزقني حالة الذهبي في حفظ الحديث، ثم حججت بعد مدة تقرب من عشرين عامًا وأنا أجد لنفسي طلب المزيد على تلك المرتبة.

المقصود: أن ماء زمزم ماء مبارك ينبغي الشرب منه، بل التضلع منه واعتقاد ما فيه من الفضل فإنه ماء مبارك، وإذا اجتمع معه الرقية فإنه من أنفع ومن أعظم ما يكون في الاستشفاء من الأمراض. وشربه أناسٌ معتقدين ما فيه مما ذكره النبي ، وشفاهم الله من أمراضٍ مستعصية.

ولكنَّ هذا إنما يحصل لمن شربه بيقين، أما من شربه مُجرِّبًا فإنه لا يحصل له ذلك الفضل؛ ولهذا فهذا الماء ماء عظيم مبارك، وينبغي للمسلم إذا ذهب إلى تلك البقاع أن يشرب منه، وأن يتضلع منه، بل إنَّ بركته لا تنحصر فينا، حتى لو نُقل إلى مكان آخر فإن بركته تبقى في أرجح أقوال أهل العلم: ماء زمزم لما شُرب له؛ أي: إذا شربته لأي أمرٍ تريد بيقين فإن ذلك يحصل لك بإذن الله .

فهذا الماء هو من الآيات، ومن آيات الله ​​​​​​​ التي ذُكرت في الآية: فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ [آل عمران:97]، وذكر الله تعالى منها مقام إبراهيم .

وكذلك أيضًا من تلك الآيات ماء زمزم، إلى غير ذلك من الآيات البينات.

اللهم وفِّق حُجَّاج بيتك الحرام لحج بيتك الحرام سالمين غانمين، اللهم وفِّقهم لأداء هذه الشعيرة بكل يسر وسهولة، اللهم احفظهم وأمِّنهم، اللهم من أراد بحجاج بيتك الحرام سوءًا اللهم فاشغله في نفسه، واجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميرًا عليه. يا قوي يا عزيز، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم اغفر لنا، وللمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات.

اللهم وأبرم لأمة الإسلام أَمْرَ رُشْدٍ يُعز فيه أهل طاعتك، ويهدى فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، ويُنهى فيه عن المنكر، وتُرفع فيه السنة، وتقمع فيه البدعة. يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم وأصلح أحوال المسلمين في كل مكان.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الكفر والكافرين، وانصر من نصر دين الإسلام في مكان، واخذل من خذل دين الإسلام في كل مكان. يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم وفِّق ولاة أمور المسلمين لتحكيم شرعك، واجعلهم رحمة لرعاياهم.

اللهم وفِّق إمامنا وولي أمرنا لما تحب وترضى، وقرب منه البطانة الصالحة الناصحة التي تعينه على الحق وتدله عليه. يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر.

اللهم صل على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1, ^2, ^4 رواه البخاري: 3364.
^3 رواه أحمد: 2803.
^5 رواه أحمد: 17233، وأبو داود: 1919.
^6 رواه مسلم: 2473.
^7 رواه عبد الرزاق في “المصنف”: 9116.
^8 رواه أحمد: 14849، وابن ماجه: 3062.
مواد ذات صلة
  • خطبة عيد الفطر 1443 هـ

    الحمد لله معيد الجمع والأعياد، رافع السبع الشداد عالية بغير عماد، وماد الأرض ومرسيها بالأطواد، جامع الناس ليوم لا ريب…

  • أحكام الزكاة وفضائل الصدقة

    الحمد لله الذي وعد المنفقين أجرًا عظيمًا وخلفًا، وتوعد الممسكين لأموالهم عما أوجب عليهم عطبًا وتلفًا، أحمده تعالى وأشكره، وأشهد…

zh