logo
الرئيسية/خطب/تعاقب الليل والنهار

تعاقب الليل والنهار

مشاهدة من الموقع

الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور، جعل في السماء بروجًا، وجعل فيها سراجًا وقمرًا منيرًا؛ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا [الفرقان:62].

أحمده وهو بالحمد جدير، وأشكره على نِعَمِه وآلائه وإحسانه الكثير.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله الله تعالى بالحق بشيرًا ونذيرًا. فصلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه، ومن اتبع سنته واهتدى بهديه إلى يوم الدين.

أما بعد:

فأوصيكم ونفسي بتقوى الله ؛ فإنها من أعظم الوصايا؛ قال الله ​​​​​​​: وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ [النساء:131]، وقال : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مسْلِمُونَ [آل عمران:102]، وقال : وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لهُ مَخْرَجًا ۝وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3]، وقال ​​​​​​​: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا [الطلاق:4]، وقال : وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا [الطلاق:5].

الليل والنهار من آيات الله العظيمة

عباد الله، إن في تعاقب الليل والنهار واختلافهما على مر الأيام لَعِبْرةً لأولي الألباب، كما قال ربنا : إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لقَوْمٍ يَتَّقُونَ [يونس:6].

فالليل والنهار من آيات الله العظيمة، وهما من أعجب آياته، وبديع مصنوعاته، وقد ذكر الله تعالى في آيات كثيرة هاتين الآيتين، وأمر بأخذ العبرة والدلائل، يقول : وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ [فصلت:37]، ويقول ​​​​​​​: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا [الفرقان:47]، ويقول : وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ [الأنبياء:33]، ويقول ​​​​​​​: اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا [غافر:61].

فانظروا إلى هاتين الآيتين العظيمتين: الليل والنهار، وما تضمنَّاه مِن العبر والدلائل على ربوبية الله وعظمته، وعظيم قدرته وحكمته، وكيف جعل الليل سكنًا ولباسًا، يغشى العالم فتسكن فيه الحركات، وتَأْوِي الحيوانات إلى بيوتها، والطير إلى أوكارها؛ لتستجم فيه النفوس، وتستريح من كد السعي والتعب. ثم يجيء مِن بعده النهار يطلبه حثيثًا حتى يُزيل سلطانه، كما قال : يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا [الأعراف:54]، وقال ​​​​​​​: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً [الفرقان:62].

فيَخلُف أحدهما الآخر ولا يجتمع معه، ثم إذا طلع النهار انتشر الحيوان وتصرفوا في معاشهم ومصالحهم، وخرجت الطيور من أوكارها، كما قال ​​​​​​​قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ ۝ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ۝ وَمِن رحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [القصص:71-73].

في اختلاف الليل والنهار وتعاقبهما عبرة

عباد الله، لقد بيَّن ربُّنا ​​​​​​​ في آيات كثيرة، أن في اختلاف الليل والنهار وتعاقبهما عِبرةً لأولي الألباب، ولِقوم يتقون، ولمن أراد أن يذَّكر أو أراد شكورًا.

هذه الشمس العظيمة، منذ أن خلقها الله وهي تجري في فَلَكِها، وفي كلِّ يومٍ لها مطلعٌ غيرُ مطلعِ اليوم الآخر، ولها مَغِيبٌ غير مغيب اليوم الآخر، كما قال ​​​​​​​: فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ [المعارج:40]، وهي تجرِي في فَلَكِها لمُسْتَقَرٍّ لها؛ لا تتجاوزه صاعدةً ولا تنحدر عنه نازلةً؛ ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ[يس:38].

أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما، عن أبي ذر قال: قال لي رسول الله حين غَرَبت الشمس: يا أبا ذر، تدري أين تذهب؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش، فتستأذن فيُؤذن لها، ويوشك أن تسجد فلا يُقبَل منها، وتستأذن فلا يؤذن لها، ويقال لها: ارجعي من حيث جِئْتِ. فتطلع من مغربها؛ فذلك قوله تعالى: وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ[1].

عباد الله، تأملوا مقادير الليل والنهار، وكيف أنهما يسيران بإبداع وإتقان عجيب، فما ينقص به أحدهما يزيد به الآخر؛ قال الإمام ابن القيم رحمه الله: “تأمل الحكمة في مقادير الليل والنهار، تجدها على غاية المصلحة والحكمة، وأن مقدار اليوم والليلة لو زاد على ما قُدِّر عليه أو نقص لفاتت المصلحة، واختلفت الحكمة بذلك. بل جعل مكيالها أربعًا وعشرين ساعة، وجعلا يتقارضان الزيادة والنقصان بينهما فما يزيد في أحدهما من الآخر يعود الآخر فيسترده منه، كما قال : يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ [فاطر:13]”.

هذه الشمس التي نراها كل يوم تطلع من مشرقها، ثم تكون فوق الرؤوس منتصف النهار، ثم تغرب من مغربها؛ إن في هذا لَأَعظمَ اعتبار بأن طلوعها ثم غيابها إيذان بأن هذه الدنيا ليست بدار قرار، وإنما هي طلوع ثم غياب، إقبال ثم إدبار.

هذا القمر الذي نراه يَطْلع هلالًا صغيرًا في أول الشهر، يولد كما يولد الأطفال، ثم ينمو رويدًا رويدًا كما تنمو الأجسام، حتى إذا تكامل في النمو أصبح بدرًا، ثم بعد ذلك أخذ في النقص والاضمحلال، كما قال ​​​​​​​: وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ [يس:39].

وهكذا حياة الإنسان تمامًا في هذه الدنيا، فاعتبروا يا أولي الأبصار.

الأيام والليالي مراحل نقطعها إلى الدار الآخرة

إن هذه الأيام والليالي مراحل نقطعها إلى الدار الآخرة، وكلُّ يوم يمضي نقطع به مرحلة، وكل يوم يمضي نقترب به من آجالنا، كل يوم يمضي نقترب به من الدار الآخرة، كل يوم يمضي نقترب به من الموت وما بعده، ونبتعد به عن الدنيا.

وكما يقول بعض السلف: “ابن آدم، إنما أنت أيام، كلما ذهب يوم ذهب بعضك”، وقال بعض الحكماء: “الليل والنهار يعملان فيك، فاعمل فيهما”؛ قال ​​​​​​​وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا [الفرقان:62].

إنَّ الغافل المسكين: الذي أصيب بقِصَر النظر فلا يرى إلا ما بين يديه، يحسَب أن حياة الإنسان هي هذه الأيام التي يقضيها في الدنيا، ولو نظر بمنظار الشرع لرأى أن الطريق أمامه طويل، وأن السفر بعيد، وأن هذه الحياة الدنيا إنما هي مرحلة من المراحل التي يقضيها الإنسان في سيره، كما قال ​​​​​​​: يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ [الانشقاق:6].

فمهما كدح الإنسان في هذه الدنيا، ومهما امتد به العمر، فلا بد في النهاية من لقاء الله ، ومهما مُتِّع الإنسان، فلا بد في النهاية من لقاء الله ، قال الله : إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ، وقال ​​​​​​​: أَفَرَأَيْتَ إِن متَّعْنَاهُمْ سِنِينَ ۝ ثُمَّ جَاءَهُم ما كَانُوا يُوعَدُونَ ۝ مَا أَغْنَى عَنْهُم ما كَانُوا يُمَتَّعُونَ [الشعراء:205-207].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين؛ فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولي الصالحين. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله إمام المتقين، صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين، وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد:

فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة.

الحكمة من تقدير القمر منازل

عباد الله، إن من حكمة الله تقدير القمر منازل، حتى نشعر بمرور الزمن، ونعلم عدد السنين والحساب، كما قال ربنا : هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ؛ أي: القمر وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ [يونس:5].

ولولا هذا التقدير لَمَا استطاع الناس معرفة عدد السنين والحساب، اليوم والليلة في الأرض أربع وعشرون ساعة، أما عند الله فاليوم يعادل ألف سنة؛ كما قال ​​​​​​​: وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ ممَّا تَعُدُّونَ [الحج:47].

والإحساس بمرور الوقت والزمن لا يكون إلا مع الحياة، ولا يكون إلا مع الوعي، أما مع فقدان الحياة أو الوعي فلا يحس الإنسان بمرور الزمن.

ولهذا؛ فالنائم لا يحس بمرور الزمن، فقد ذكر الله  عن أصحاب الكهف فقال: وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا [الكهف:25]، ومع ذلك فإنهم لما قاموا قالوا: لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ [الكهف:19].

وكذا في قصة الرجل الذي أماته الله مائة عام ثم بعثه: قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ [البقرة:259]، قال بعض أهل العلم: والظاهر أن الميت إذا مات لا يحس بمرور الزمن، فهو كالنائم لكنه ينعم أو يعذب في قبره؛ ولهذا يتفاجأ بقيام الساعة كما قال ​​​​​​​: قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ [يس:52].

سرعة مرور الزمان في وقتنا الحاضر

عباد الله، جاء في “صحيح البخاري”: أن النبي قال: لا تقوم الساعة حتى.. يتقارب الزمان[2]، واختلف العلماء في معنى “تقارب الزمان”، ومن المعاني التي قيلت: نزع البركة من الوقت.

وفي وقتنا الحاضر، نرى أيها الإخوة سرعة مرور الوقت، وسرعة مرور الأيام والليالي، فما إن ينفلق صبح يوم إلا وسرعان ما تغرب شمسه، وما إن يستهل شهر إلا وسرعان ما ينقضي، وما إن يدخل عام إلا وسرعان ما ينصرم، كما قال ​​​​​​​: يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُولِي الْأَبْصَارِ [النور:44].

إن سرعة مرور الليالي والأيام مُؤذِنة بسرعة انقضاء العمر واقتراب الأجل، وبسرعة اقتراب الموت وما بعده والرحيل عن هذه الدنيا، كما قال ​​​​​​​: قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ ۝ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ ۝ قَالَ إِن لبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ۝ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ۝ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ [المؤمنون:112-116].

البركة في الوقت والعمر

إن البركة في الوقت وفي العمر من أعظم نعم الله تعالى على العبد، وإن نزع البركة من الوقت والعمر من أعظم النقم؛ انظروا كيف أن الله  بارك في عمر نبيه محمد ! بُعث وعمره أربعون سنة، وتوفي وعمره ثلاث وستون؛ أي أنه بقي في البعثة والرسالة ثلاثًا وعشرين سنة فقط، ومع ذلك غيَّر مجرى التاريخ، وأخرج الله تعالى به الناس من الظلمات إلى النور.

وهذا أبو بكر الصديق ، وَلِيَ الخلافة سنتين وبضعة أشهر، ومع ذلك ما زلنا نقرأ في إنجازاته العظيمة في هذه المدة القصيرة.

وهذا عمر بن عبد العزيز رحمه الله، ولي الخلافة سنتين وخمسة أشهر، ومع ذلك ما زلنا نقرأ في إنجازاته في هذه الفترة.

وانظروا إلى سير الأئمة والأعلام، وكيف أن الله تعالى بارك في أوقاتهم وأعمارهم وعلومهم، وفي المقابل: مِن الناس مَن يُمضي وقته في لهوٍ وغفلة، وقد نُزع من وقته البركة، فهو يرى العمر ينصرم سريعًا، ومع ذلك لا يعتبر ولا يقف مع نفسه وقفةَ مُحاسَبةٍ لِتَدارُكِ ما تبقى من العمر.

أعظم أسباب حلول البركة في الوقت والعمر

ومن أعظم أسباب حلول البركة في الوقت والعمر طاعة الله ، قال الله ​​​​​​​: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ منَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ [الأعراف:96].

ومن الأدعية العظيمة أن يسأل العبدُ ربَّه أن يبارك له في وقته وفي عمره، وأن يجعله مباركًا أينما كان.

اللهم بارك لنا في أوقاتنا، اللهم بارك لنا في أوقاتنا، اللهم بارك لنا في أوقاتنا، وفي أعمارنا. اللهم واستعملنا في طاعتك.

اللهم أعنا على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك.

اللهم وفقنا لما تحب وترضى من الأقوال والأعمال، اللهم وأعنا على ذكرك وشكرك، وعلى ما تحب وترضى من صالح القول والعمل. يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الكفر والكافرين، وأذل النفاق والمنافقين.

اللهم مَن أرادنا أو أراد الإسلام والمسلمين بسوء اللهم فاشغله في نفسه، واجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميرًا عليه. يا قوي يا عزيز، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، وأَبرِم لأمة الإسلام أمرَ رُشْدٍ يَعِز فيه أهل طاعتك، ويُهدَى أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، ويُنهَى فيه عن المنكر، وتُرفع فيه السنة، وتُقمَع فيه البدعة. يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم وفِّق ولاة أمور المسلمين في تحكيم شرعك، والعمل بكتابك، وسنة نبيك محمد . اللهم وفق إمامنا وولي أمرنا لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى، وارزقه البطانة الصالحة الناصحة المخلصة، التي تُعينه إذا ذَكَر، وتذكره إذا نسي، وتدله على الخير. يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم أَدِمْ علينا نعمة الأمن والاستقرار، ورغد العيش والرخاء، واجتماع الكلمة، واجعلها عونًا لنا على طاعتك ومرضاتك. اللهم اجعلنا لنعمك وآلائك شاكرين، اللهم اجعلنا لنعمك وآلائك شاكرين، اللهم اجعلنا لنعمك وآلائك شاكرين.

ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلًّا للذين آمنوا؛ ربنا إنك رؤوف رحيم.

اللهم إنا نسألك من الخير كله: عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله: عاجله وآجله، ما علمنا منه، وما لم نعلم.

اللهم صل على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه البخاري: 3199، ومسلم: 159
^2 رواه البخاري: 1036، ومسلم: 157
مواد ذات صلة
  • خطبة عيد الفطر 1443 هـ

    الحمد لله معيد الجمع والأعياد، رافع السبع الشداد عالية بغير عماد، وماد الأرض ومرسيها بالأطواد، جامع الناس ليوم لا ريب…

  • أحكام الزكاة وفضائل الصدقة

    الحمد لله الذي وعد المنفقين أجرًا عظيمًا وخلفًا، وتوعد الممسكين لأموالهم عما أوجب عليهم عطبًا وتلفًا، أحمده تعالى وأشكره، وأشهد…

zh