عناصر المادة
الحمد لله الولي المبدئ المعيد، الفعال لما يريد، الذي تفرد بكل كمال وجلال وجمال، فهو الغني المجيد، حذر عباده من الاغترار بالدنيا، وقدم إليهم بالوعيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو الجلال في عظمته وكبريائه وأوصاف التمجيد، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله الله تعالى بشيرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه واتبع سنته إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
اتقوا الله أيها المسلمون، اتقوا الله حق التقوى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].
وصية النبي لابن عمر
عباد الله: أخرج البخاري في صحيحه عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله بمنكبي، فقال: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل، وكان ابن عمر رضي الله عنه يقول: “إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك” [1].
وصية عظيمة من النبي وصية لابن عمر رضي الله عنه؛ وهي وصية للأمة جميعًا، وصية بالزهد في الدنيا، وعدم الركون إليها: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل [2].
- والغريب: هو الذي يكون في البلد وليس له مسكن يؤويه.
- وعابر السبيل: هو المار على الطريق طالبًا وطنه.
فأوصى النبي بأن يكون العبد في هذه الدنيا كالغريب، ثم أضرب عنه إلى عابر السبيل؛ لأن الغريب قد يسكن في بلد الغربة، بخلاف عابر السبيل القاصد لبلد بعيد فإن من شأنه ألا يقيم، بل هو مستعجل على المسير حتى يصل إلى البلد الذي قصده.
قال بعض أهل العلم: والمراد أن ينزل المؤمن نفسه في الدنيا منزلة الغريب، فلا يعلق قلبه بشيء من بلد الغربة، بل قلبه متعلق بوطنه الذي يرجع إليه، ويجعل إقامته في الدنيا ليقضي حاجته، وجهازه للرجوع إلى وطنه، وهذا هو شأن الغريب، أو يكون كالمسافر لا يستقر في مكان بعينه، بل هو دائم السير إلى بلد الإقامة.
يا لها من وصية عظيمة، ويا لها من موعظة بليغة، فمن منا أيها الإخوة من منا من يعتبر نفسه في الدنيا كالغريب أو كعابر سبيل الله؟
المستعان نجد في هذا الزمان من يقطع رحمه من أجل خلاف على لعاعة من الدنيا.
أثر هذه الوصية على ابن عمر رضي الله عنهما
عباد الله: وقد انتفع ابن عمر رضي الله عنهما بهذه الوصية العظيمة، فكان يقول: “إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك”.
وكلام ابن عمر رضي الله عنهما منتزع من الحديث المرفوع، وهو متضمن لنهاية قصر الأمل، وأن العاقل ينبغي له إذا أمسى لا ينتظر الصباح، وإذا أصبح لا ينتظر المساء، بل يظن أن أجله مدركه قبل ذلك، إذا أصبحت فلا تنتظر المساء، أي إذا أصبحت فافترض أنه ربما يأتيك الموت قبل حلول المساء، وهكذا إذا أمسيت فافترض أنه ربما يأتيك الموت قبل الصباح، فيتحرى العبد للموت في كل حين، ويقصر أمله في الدنيا، ومن كانت هذه حاله فلا شك أنه سيزهد في الدنيا، ويقبل على ما ينفعه في الآخرة.
قال بعض السلف الصالح: إذا أردت أن تنفعك صلاتك فصل صلاة مودع، أي اعتبر هذه الصلاة كأنها آخر صلاة تصليها مع الناس.
وقول ابن عمر رضي الله عنهما: “وخذ من صحتك لمرضك”، أي: بادر أيام صحتك بالعمل الصالح، فإن المرض قد يطرأ فلا يتمكن الإنسان من العمل، والإنسان إذا مرض تضيق نفسه، ولا ينشرح صدره، وحتى إن أدى العبادة فإنه يؤديها بلا خشوع، وبلا روح، ولا يعارض هذا ما جاء في الحديث الصحيح عن النبي قال: إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له ما كان يعمل صحيحًا مقيمًا [3]؛ لأنه ورد في حق من يعمل، والتحذير الذي ورد في قول ابن عمر رضي الله عنهما: في حق من لم يعمل شيئًا، فإنه إذا مرض ندم على تركه العمل، وعجز لمرضه عن العمل، فلا يفيده الندم، فينبغي للمسلم أن يغتنم زمن الصحة والعافية، أن يغتنم ذلك في التزود بالعمل الصالح، وبزاد التقوى.
وقوله: “ومن حياتك لموتك”، أي: بادر زمن حياتك قبل الموت؛ لأن الإنسان في حال الحياة بإمكانه أن يعمل، في حال الحياة بإمكانه أن يتدارك، في حال الحياة بإمكانه أن يتوب، في حال الحياة بإمكانه أن ينيب إلى ربه، أما إذا مات الإنسان فقد انقطع عن دار العمل وانقطع عمله إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له، فالإنسان ما دام حيًّا فباب التوبة وباب العمل لا زال أمامه مفتوحًا، أما إذا مات فقد أغلق في وجهه باب التوبة، وباب العمل، فلا يمكنه التدارك حينئذ.
ذكر البخاري في صحيحه عن علي بن أبي طالب أنه قال: “أيها الناس ارتحلت الدنيا مدبرة، وارتحلت الآخرة مقبلة، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدًا حساب ولا عمل”.
ومر علي بن أبي طالب بالمقبرة يومًا فوقف عليها ومعه بعض أصحابه ثم قال: “السلام عليكم أهل الديار الموحشة، والمحال المقفرة، أنتم لنا سلف، ونحن لكم تبع، وبكم عما قليل لاحقون، ثم دعا لهم، ثم قال: يا أهل القبور أما الزوجات فقد نكحت، وأما الدور فقد سكنت، وأما الأموال فقد قسمت، هذا خبر ما عندنا، فما خبر ما عندكم؟ ثم التفت لأصحابه، فقال: أما إنهم لو تكلموا لقالوا: وجدنا خير الزاد التقوى”.
مال الإنسان الحقيقي
وفي صحيح البخاري عن ابن مسعود أن النبي قال: أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله قالوا: يا رسول الله ما منا من أحد إلا ماله أحب إليه، قال: فإنَّ مالَه ما قدَّم وإنَّ مال وارثه ما أخَّر [4]،
ففي هذا الحديث بين عليه الصلاة والسلام أن مال الإنسان الحقيقي هو الذي ينتفع به في الآخرة، لا المال الذي يخلفه للورثة، فإن هذا مال وارث وليس مالًا له، إن من الناس من يحوز الأموال الكثيرة ولكنه في حقيقة الأمر محروم من الانتفاع بها في الدنيا والآخرة، وهو بمثابة الحارس لهذه الأموال، يحرسها للورثة من بعده، يحرسها طيلة حياته إلى أن يموت، فإذا مات أخذها ورثته غنيمة باردة، وربما لم يحمدوه عليها، ولعلكم سمعتم عن قصص كثيرة لأناس ملكوا ثروات كبيرة، وكانوا في حياتهم مقترين على أنفسهم وأهليهم، فماتوا، وتركوا تلك الثروات، وخلفوها للورثة، لهم غنمها، وعليهم غرمها، وعليهم حسابها.
حدثني مدير لأحد فروع البنوك يقول: إن هناك حسابًا بنكيًّا لديهم وكان فيه ملايين الريالات، ولفت نظرهم أن هذا الحساب لم يتحرك من مدة طويلة فاتصلوا على صاحب الحساب فرد عليهم بعض أهله وأخبروهم بأنه قد مات؛ فطلب مدير البنك بأن يأتي أكبر أولاده إليه، يقول: فلما أتى عزيته في والده وأخبرته بأن لوالده حسابًا بنكيًّا فقال: كم المبلغ؟ فذكرت له مبلغًا كبيرًا بملايين الريالات؛ فانهار هذا الرجل، وجعل يبكي ويدعو على والده؛ فجعلت أواسيه وأقول له: هو قد خلف لكم ثروة فادعوا له، فقال: لا، إنه قد عاش طيلة عمره فقيرًا مقترًا على نفسه ومقترًا علينا وكنا نعذره نظن أنه ليس عنده شيء وهو يملك هذه الثروة العظيمة.
فانظروا أيها الأخوة هذا الرجل ماذا استفاد من هذه الملايين؟ ماذا استفاد من هذه الثروة التي جمعها ريالًا ريالًا؟ ماذا استفاد منها؟ لم ينتفع بها لا في الدنيا ولا في الآخرة؛ بل انتقلت إلى من لا يحمده عليها، من يدعو عليه، وهذا كله بسبب النظرة الخاطئة للمال، تشبث بهذا المال وكأنه مخلد وكأنه معمر في هذه الحياة.
فبعض الناس عندهم نظرة خاطئة للمال، ونظرة خاطئة للحياة الدنيا؛ كأنه في هذه الدنيا سيعيش عمرًا طويلًا، وسيعمر، وإذا بالمنية تخترمه فجأة أو يأتيه مرض الموت فجأة؛ وحينئذ يندم الندم العظيم حين لا ينفع الندم، وماذا ضر هذا الإنسان لو أنه وفق فانتفع بهذا المال في حياته وتصدق منه وأنفق وأكرم الضيف، وانتفع به بعد مماته بأن جعل له وقفًا أو وصية ونحو ذلك، لكان قد انتفع بهذه الثروة، أما والأمر كذلك فهو في الحقيقة بات فقيرًا محرومًا منها يحرسها طيلة حياته لتنتقل بعد ذلك غنيمة باردة للورثة من بعده، لهم غنمها، وعليه حسابها، والسعيد من وعظ بغيره.
فاتقوا الله عباد الله ولا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ [فاطر:5-6].
بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والحكمة، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشانه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة
عباد الله إن من أعظم ما يصد الناس عن الآخرة ويجعلهم يتعلقون بالدنيا ويجعلهم يتعلقون بالحياة المادية الغفلة، نعم يا عباد الله الغفلة عن الآخرة والغفلة عن حقيقة الدنيا؛ فيعيش الإنسان في هذه الدنيا في ذهول لاهيًا غافلًا؛ ومن كانت هذه حاله فإنه لا يوفق للعمل الصالح: وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [الحشر:19]، وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ [ص:45-46]، وهذه الخالصة التي ذكرها الله تعالى عن هؤلاء الأنبياء عليهم الصلاة والسلام هي ذكرى الدار أي أن الله نزع من قلوبهم حب الدنيا وذكرها، وأخلصهم بحب الدار الآخرة وبذكرها، أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ أي ذكر الدار الآخرة، فهذا ثناء من الله على هؤلاء الأنبياء بأنهم قد أخلصهم الله بذكر الآخرة ونزع من قلوبهم حب الدنيا والتعلق بها، وإن الدنيا ليست مذمومة في ذاتها ولكن الذم فيمن تعلق بها وجعل الدنيا في قلبه أما من جعل الدنيا في يديه ولم تلهه عن طاعة الله بل طوع هذه الدنيا لآخرته ولما ينفعه في أمور دينه فإن دنياه هذه تكون بركة عليه؛ ولكن الذم إنما يكون فيمن أشغلته دنياه وألهته دنياه عن آخرته.
قال أحد السلف: “عجبت ممن يحزن على نقصان ماله ولا يحزن على نقصان عمره، وعجبت ممن الدنيا مدبرة عنه والآخرة مقبلة عليه كيف يشتغل بالمدبرة ويعرض عن المقبلة؟ “
ترتيب الأولويات في هذه الحياة
عباد الله: إنه ينبغي للمسلم أن ينظر للدنيا النظرة الصحيحة، وأن ينظر للمال النظرة الصحيحة، نعم الصحيحة لأن هناك من الناس من نظرتهم خاطئة، من نظرتهم للدنيا وللمال خاطئة؛ فعندما يرى غفلتهم ولهثهم وراء جمع حطامها فكأنهم مخلدون فيها، وربما بعضهم يأتي بالواجبات لكنه يجعلها أمرًا ثانويًّا أو هامشيًّا، فربما لا يصلي أحيانًا وربما تفوته صلاة الفجر مع الجماعة في المسجد، وربما إن صلى فاتته الصلاة أو فاته أكثرها.
ومن النظرة الصحيحة أن يكون هناك مراعاة وفقه للأولويات، وتقديم للأهم على المهم؛ ولهذا أخبر الله عن خسارة من أخل بهذه الأولويات، من قدم ماله وولده على ذكر الله تعالى والتهى بماله وولده عن ذكر الله فقال : يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ [المنافقون:9]، فهؤلاء الذين أخبر الله تعالى عن خسارتهم عندهم خلل في مسألة الأولويات، وما الذي ينبغي أن يقدم وما الذي ينبغي أن يؤخر؛ فهم قدموا أموالهم وأولادهم فجعلوا لها الأولوية، وأخروا ذكر الله تعالى فجعلوه أمرًا هامشيًّا؛ فألهتهم أموالهم وأولادهم عن ذكر الله، فكان من نتيجة ذلك الخسارة: لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ.
فينبغي أن يكون لدى المسلم فقه في الأولويات وما الذي ينبغي أن يقدم في هذه الحياة وما الذي ينبغي أن يكون أمرًا هامشيًّا؛ فلا يجعل طاعة الله ولا يجعل الصلاة وما أمر الله تعالى به لا يجعل ذلك من الأمور الهامشية، بل يجعل لذلك الأولوية، ويجعل أمور الدنيا من الأمور الثانوية؛ أما أن تختل المسألة فيقدم أمور دنياه ويقدم راحته وملذاته فيجعل لها الأولوية ويجعل لأمور عبادته وصلاته يجعلها أمرًا هامشيًّا فإنه يحصل عنده الخلل، وربما يصل للحال التي ذكرها ربنا : لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ.
ألا وأكثروا من الصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير؛ فقد أمركم الله بذلك فقال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].
اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن صحابته أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أذل الكفر والكافرين.
اللهم انصر من نصر دين الإسلام في كل مكان، اللهم اخذل من خذل دين الإسلام في كل مكان.
اللهم أدم علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار والرخاء ورغد العيش، واجعلها عونا لنا على طاعتك ومرضاتك، واجعلنا لنعمك وآلائك شاكرين.
اللهم أعنا على ذكرك، وعلى شكرك، وعلى حسن عبادتك.
اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك.
اللهم أغننا بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم وفق ولاة أمور المسلمين لتحكيم شرعك، والعمل بكتابك وسنة نبيك محمد ، واجعلهم رحمة لرعاياهم.
اللهم وفق إمامنا وولي أمرنا ونائبيه وإخوانه وأعوانه، اللهم وفقهم لما فيه صلاح الإسلام، وخير للمسلمين، اللهم وفقهم لما تحب وترضى، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم.
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الصافات:180-182].