الحمد لله العلي العظيم، خلق فسوى، وقدر فهدى، وأغنى وأقنى، وكفى وأوى، له ملك السماوات والأرض وما بينهما وما تحت الثرى، فسبحانه من إله عظيم، وسع كل شيء رحمة وعلمًا، أحمده تعالى وأشكره حمدًا وشكرًا عدد خلقه، وزنة عرشه، ورضا نفسه، ومداد كلماته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله الله تعالى بين يدي الساعة بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، فصلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه، واتبع سنته إلى يوم الدين، أما بعد:
فاتقوا الله أيها المسلمون، اتقوا الله حق التقوى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102]، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3]، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا [الطلاق:4]، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا [الطلاق:5].
مفاسد الميسر والترهيب منه
عباد الله: الحديث في هذه الخطبة عن أمر عظيم؛ إثمه كبير، وذنبه عظيم، حذرنا ربنا تبارك وتعالى منه في القرآن العظيم تحذيرًا بليغًا، بل قرنه بالخمر والأنصاب والأزلام، وقد تساهل فيه بعض الناس في هذا الزمان تساهلًا كبيرًا، ذلكم هو: الميسر، الميسر ويطلق عليه: القِمار، وهو كل معاملة دائرة بين الغُرْم والغُنْم، أي بين الربح والخسارة، لا يدري فيها المعامل هل يكون غانمًا أو غارمًا، وهو من كبائر الذنوب، قرنه الله تعالى بعبادة الأصنام، وبالخمر والأنصاب والأزلام، يقول ربنا : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ [المائدة:90-92]، فبين الله في هذه الآيات: أن هذه الأشياء المذكورة، ومنها: الميسر: أنها أمور فاسدة مفسدة، ووصفها: بأنها رجس، والرجس: النجس، فهي تنجس العقائد، وتنجس الأخلاق، ووصفها بأنها من عمل الشيطان، وعمل الشيطان كله شر وغش لبني آدم؛ لأنه عدو لهم لا يريد لهم الخير، ثم أمر الله تعالى باجتنابها، وعلق على ذلك الفلاح العاجل والآجل، فقال: فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [المائدة:90]، ثم بين سبحانه في الآية الثانية مقصود الشيطان من تزينيه للناس تعاطي الخمر والميسر، فقال: إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ [المائدة:91]، فالشيطان يزين للإنسان الخمر والميسر، ويريد من تزينيه هذا: أن يوقع الإنسان فيه، فإذا وقع فيه أوقعه في العداوة والبغضاء، حتى يتفكك المجتمع ويتقاطع؛ لأنه تزول من بينهم الألفة والمحبة، ويحل محلها العداوة والبغضاء، ثم بين سبحانه أن للشيطان مقصدًا آخر أعظم من ذلك، قال: وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ [المائدة:91]، فالشيطان يزين للناس الوقوع في الخمر والميسر، حتى يصدهم عن ذكر الله الذي بذكره تصفو نفوسهم، وتطمئن قلوبهم، ويريد أن يصدهم بذلك عن الصلاة التي هي الصلة بين العبد وربه؛ فتسود فيهم الفوضى والقلق النفسي، وتعظم عليهم الغفلة، ولما بين سبحانه هذه المفاسد في الخمر والميسر قال: فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ؟ [المائدة:91]، فلا يليق بالمؤمن العاقل بعد ذلك إلا أن يقول: انتهيتُ انتهيتُ يا رب.
عباد الله: إن الميسر فيه أكل للمال بالباطل، إذ عن طريقه يؤخذ المال على المسابقات والمغالبات والمراهنات، فيحرم ذلك إلا ما استثناه الشارع مما فيه مصلحة التدريب على الجهاد في سبيل الله وآلاته؛ لقول النبي : لا سبق إلا في خُفٍّ أو نصل أو حافر [1].
وقوله: “لا سبق” أي لا يحل أخذ المال في المسابقة إلا في خُفٍّ، المقصود بالخف: الإبل، أو نصل: السهم الذي يرمى به، أو حافر: الخيل التي يسابق عليها، فالحديث يدل على جواز أخذ العوض في المسابقة بالرمي والإبل والخيل وما في حكمها؛ لأنها من آلات الجهاد في سبيل الله ، ولأن في بذل المال في تلك المسابقة تشجيعًا على ذلك وتدريبًا عليه، ويقاس على ذلك أيضًا الوسائل الحديثة للجهاد في سبيل الله فتجوز المسابقة عليها، وما عدا ذلك من المراهنات والمسابقات لا يجوز أخذ العوض عليه؛ لأنه القمار المحرم والميسر الخبيث.
من صور الميسر المحرمة
ومن أبرز صور ذلك: الاشتراك باليانصيب، بأن يدفع الإنسان تذكرة، ثم إذا حالفه الحظ حصل على مبلغ كبير، أو أنه يخسر قيمة تلك التذكرة، فهذا داخل في الميسر.
ومن ذلك أيضًا: ما يؤخذ على المغالبة في لعب الورق، والبلوت، والشطرنج، والنرد، ونحو ذلك من الألعاب التي تبذل وتهدر فيها الأموال، جاء في صحيح مسلم أن النبي قال: من لعب بالنردشير فهو كمن غمس يده في لحم خنزير ودمه [2].
ومن ذلك أيضًا: ما يكون في بعض محلات الألعاب في المنتزهات وغيرها، وفي بعض محلات ألعاب الحاسب الآلي، وغيرها من محلات الألعاب وجود ألعاب يشترط للدخول فيها بذل مال، واللاعب إما أن يفوز بتلك اللعبة فيربح أكثر مما دفع، أو يخسر قيمة تلك اللعبة، فيكون قد خسر رسم الدخول، فهو يبذل مالًا وهو متردد بين الربح والخسارة، فهذا من الميسر، وهذه لعبة محرمة، ولا تجوز.
ومن ذلك أيضًا: الرهان والتحدي مقابل عوض، كأن يراهن إنسان آخرَ على أمر، وإن تبين الأمر بخلافه أعطاه عوضًا، فهذا داخل في الميسر، ومن أكل المال بالباطل.
ومن صور الميسر أيضًا: المسابقات التي تكون في بعض القنوات والوسائل الإعلامية والتي يشترط للدخول فيها دفع مبلغ نقدي، بطريق مباشر أو بطريق غير مباشر عبر الرسائل التي يحتسب عليها رسم فوق المعتاد، أو عبر المكالمات التي يحتسب عليها رسم فوق المعتاد فهذا كله داخل في الميسر.
فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أن الله لا يحرم شيئًا إلا لمضرته العظيمة على الفرد والمجتمع، وما قد يوجد في الميسر والقمار من منافع، فإنها مغمورة بجانب المضار؛ كما قال سبحانه: يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا [البقرة:219]، وتأمل هذه الآية حيث ذكر الله المنافع بصيغة الجمع، وذكر الإثم بصيغة المفرد، فلم يقل فيهما آثام كبيرة ومنافع للناس، بل قال: إِثْمٌ كَبِيرٌ [البقرة:219] إشارة إلى أن المنافع مهما كثرت، ومهما تعددت فإنها مغمورة بجانب هذا الإثم الكبير، والإثم الكبير راجح بها، فإثم الخمر والميسر أكبر من نفعهما مهما كان فيهما من النفع الحاصل بهما.
ولا يليق بمن كان واقعًا في الميسر ثم يسمع هذا الكلام إلا أن يقول كما قال الصحابة لما حرمت الخمر، وقال الله تعالى: فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ [المائدة:91]، قالوا: انتهينا انتهينا، فأراقوا الخمر في السكك، حتى جرت السكك بأواني وروايا الخمور التي لديهم؛ امتثالًا لأمر ربهم لما قال لهم: فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ [المائدة:91]، فانتهوا في تلك اللحظة، وأراقوا ما بأيديهم من خمر كان موجودًا قبل أن تحرّم الخمر.
وهكذا إذا بلغ المسلم النهي عن أمر فيجب عليه أن يمتثل ذلك، وأن يقول: قد انتهيتُ يا رب، من كان يقع في مثل هذه الصور من الميسر فعليه أن ينتهي منها وأن يتقي الله وأن يستحضر الإثم الكبير المرتب على ذلك الميسر، مع ما يتسبب فيه من محق البركة، ومن المضار الكثيرة على الفرد والمجتمع في الدنيا والآخرة.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشانه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة.
من أضرار الميسر
عباد الله! إن الميسر يصيب صاحبه بالإدمان، ففيه فتنة عظيمة لمن ابتُلي به؛ فإن من يقامر ثم يخسر، يحاول الاستمرار لأجل أن يُعوض، وهو يتردد كل حين ما بين الربح والخسارة، فيضيع بذلك وقته وماله وجهده في هذا الميسر.
وكما يقول أهل العلم: إن الميسر من الملاهي التي يدعو قليلها إلى كثيرها، فكثيرًا ما يدفع بصاحبه إلى الإدمان؛ كإدمان المخمورين على الخمور والمخدرات، وكثيرًا ما يدفع بصاحبه إلى العكوف عليه كما يعكف أهل الأوثان على عبادتها، ولهذا قرن الله تعالى بين الميسر وبين الخمر والأنصاب والأزلام، فقال: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [المائدة:90].
صور لا تدخل في الميسر
عباد الله: وبعد أن أشرنا لجملة من صور الميسر، نذكر صورًا أخرى لا تدخل في الميسر، حتى لا تشتبه بصور الميسر، وضابطها: كل معاملة أو مسابقة يدخل فيها الإنسان، وهو متردد بين الغُنم والسلامة، فهو إما غانم وإما سالم. فليس خاسرًا بأي حال، فهذا لا بأس به، ولا يدخل في الميسر.
ومن ذلك على سبيل المثال: ما تقدمه بعض محطات الوقود، وبعض المحلات التجارية من إعطاء المتعامل معها هدايا كمناديل، ونحوها، فهذا لا بأس به.
ومن ذلك أيضًا: تخفيض الغسال نسبة من قيمة الغسيل، ونحو ذلك، وهذا لا بأس به، ولا يدخل في الميسر؛ لأن غاية الأمر أن صاحب المحطة أو المحل قد تنازل عن بعض حقه لصالح الزبون، وقد يكون ذلك بطريق غير مباشر.
ومن ذلك أيضًا: التخفيض والخصم عن طريق احتساب نقاط عبر برامج مجانية، سواء في شركات الاتصالات أو في المحلات التجارية، أو في الصيدليات، ونحو ذلك، هذا كله لا بأس به بشرط أن تكون مجانية، ولا يدفع العميل في مقابلها شيئًا؛ لأنه في حقيقة الأمر تخفيض بطريق غير مباشر.
فالقاعدة في هذا: أن المتعامل إذا كان مترددًا بين السلامة والربح فلا بأس بتلك المعاملة، وإما إذا كان مترددًا بين الغُنم والغُرم، بين الربح والخسارة، فهذه تدخل في الميسر، فهذه المعاملات والمغالبات والمسابقات تدخل في الميسر وهي محرمة في الأصل.
وعلى المسلم إذا اشتبه عليه معاملة من المعاملات هل تدخل في الميسر أم لا؟ عليه أن يسأل أهل العلم، ولا يدخل فيها حتى يتبين الحكم الشرعي من واقعها، حتى يكون على بصيرة من أمره، خاصة في هذا الزمن الذي نعيشه، والذي تُستحدث فيه ما بين حين وآخر برامج جديدة، وأمور جديدة مستحدثة ونوازل في هذا الباب، فينبغي لمن أشكل عليه شيء من ذلك ألا يدخل فيها حتى يستبين الحكم الشرعي فيها.
ألا وأكثروا من الصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير، فقد أمركم الله بذلك، فقال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].
اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، اللهم ارض عن صحابة نبيك أجمعين.
اللهم ارض عن أبي بكر الصديق، وعن عمر بن الخطاب، وعن عثمان بن عفان، وعن علي بن أبي طالب، وعن سائر صحابة نبيك أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك يا رب العالمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أذل الكفر والكافرين، اللهم انصر من نصر دين الإسلام في كل مكان، اللهم اخذل من خذل دين الإسلام في كل مكان، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم وأبرم لأمة الإسلام أمرًا رشدًا، يُعز فيه أهل طاعتك، ويهدى فيه أهل معصيتك، ويُؤمر فيه بالمعروف ويُنهى فيه عن المنكر، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك.
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.
اللهم وفق ولاة أمور المسلمين لتحكيم شرعك، والعمل بكتابك، وسنة نبيك محمد ، واجعلهم رحمة لرعاياهم.
اللهم وفق إمامنا وولي أمرنا لما تحب وترضى، وارزقه البطانة الصالحة الناصحة التي تعينه إذا ذكر، وتذكره إذا نسي، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم إنا لنا إخوة مسلمين مستضعفين قد مستهم البأساء والضراء، اللهم فارحمهم برحمتك، يا أرحم الراحمين، وانصرهم بنصرك يا قوي يا عزيز، يا نصير المستضعفين، ويا مجير المستجيرين، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات.
اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الصافات:180-182].