عناصر المادة
الحمد لله الذي جعل رمضان موسمًا للتجارة مع الله بالأعمال الصالحات.
الحمد لله الذي يقبل التوبة من عباده ويعفو عن السيئات.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، جعل رمضان ميدانًا لجليل الطاعات، وجميل القُربات.
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، خير مَن جَدَّ وقام، وأزكى مَن صلَّى وصام، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه، ومَن اهتدى بهديه، واتَّبع سُنته إلى يوم الدين.
أما بعد:
فاتَّقوا الله أيها المسلمون، اتَّقوا الله حقَّ التقوى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102]، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًايُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70-71].
هدي النبي في العشر الأواخر من رمضان
عباد الله: هاهو قد مضى من هذا الشهر المبارك ما يُقارب الثلثين، وتبقى الثلث أو يزيد قليلًا، وربما أن ما تبقى خيرٌ مما مضى، فإن ما تبقى فيه هذا الموسم العظيم: موسم العشر الأواخر المباركة، وهذه العشر التي فيها ليلةٌ خيرٌ من ألف شهرٍ.
هذه العشر المباركة التي قد أطلَّتْ علينا ولم يتبقَّ على دخولها سوى القليل تَسْتَحِثُّ هِمم المتقين، وتَسْتَنْهض عزم العابدين.
هذه العشر المباركة خصَّها ربنا بفضائل وخصائص مشهودةٍ.
كان النبي يخلط العشرين الأولى من رمضان بصلاةٍ ونومٍ، فإذا دخلت العشر شَمَّرَ وشَدَّ المِئْزَر؛ عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان النبي إذا دخل العشر شَدَّ مِئْزَره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله” [1].
وكان إذا دخلت العشر اعتكف في مسجده، مُجتهدًا في عبادة ربه، مُتحريًا لليلة القدر، أي: أنه عليه الصلاة والسلام إذا دخلت العشر انقطع عن الدنيا، وانقطع عن الناس، وتفرغ للعبادة تفرغًا تامًّا، مع أنه عليه الصلاة والسلام قائد دولة الإسلام، ومُفتي الأنام، وهو النبي، والمُوجه، وكل شيءٍ بالنسبة للأمة، ومع ذلك إذا دخلت هذه العشر المباركة انقطع عن الناس جميعًا، واعتكف في المسجد مُنقطعًا لعبادة ربه.
فينبغي لنا أن نقتدي برسول الله ، وأن نتفرغ للعبادة في هذه العشر المباركة، وفي هذا الموسم العظيم، أو على الأقل نُخفف من مشاغل الدنيا التي لا تنقضي.
فضل ليلة القدر
عباد الله: إنما كان النبي يعتكف في هذه العشر طلبًا لليلةٍ عظيمةٍ، لليلةٍ جليلةٍ، لليلةٍ شريفةٍ: ليلة القدر التي العمل فيها خيرٌ من العمل في ألف شهرٍ.
سبحان الله!
مَن وُفِّق للعمل في هذه الليلة فقد وُفِّق لخيرٍ عظيمٍ.
عملٌ في ليلةٍ هي سُويعات ليس مُساويًا، بل خيرٌ من العمل في ألف شهرٍ، أتدرون كم يُعادل ألف شهرٍ؟
يُعادل ثلاثًا وثمانين سنةً وأربعة أشهرٍ، فمَن وُفِّق لليلة القدر فقد وُفِّق لخيرٍ عظيمٍ جدًّا.
مَن وُفِّق لليلة القدر فكأنما أضاف لعمره عمرًا مَديدًا.
هذه الليلة المباركة خصَّها الله تعالى بالذكر في كتابه المبين في موضعين من القرآن: في سورةٍ كاملةٍ أنزلها الله تعالى في شأنها، وفي سورة الدخان: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [الدخان:3-6]، فوصفها الله تعالى بأنها مباركةٌ؛ لكثرة خيرها وبركتها وفضلها.
ومن بركتها: أن هذا القرآن المبارك أُنزل فيها، ووصفها بأنها يُفْرَق فيها من كل أمرٍ حكيمٍ.
ومعنى “يُفْرَق” أي: يُفصل من اللوح المحفوظ إلى الملائكة الكَتَبَة، يُفْصَل ما هو كائنٌ من أمر الله في تلك السنة من الأرزاق والآجال والخير والشَّر، وغير ذلك من كل أمرٍ حكيمٍ من أوامر الله تعالى المُحكمة المُتقنة التي ليس فيها خللٌ، ولا نقصٌ، ولا باطلٌ.
إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِوَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ [القدر:1-2]، فبيَّن سبحانه أن هذا القرآن نزل في ليلة القدر.
ونزول القرآن المراد به ابتداء نزوله، فقد كان ابتداء نزوله في ليلة القدر، وإلا فإن القرآن نزل مُنَجَّمًا على نبينا محمدٍ في ثلاثٍ وعشرين سنةً، لكن المراد ابتداء نزول القرآن.
وقيل: إن المراد نزوله من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا.
والأول أظهر.
والقدر بمعنى: الشرف والتَّعظيم، أو بمعنى: التقدير والقضاء؛ لأن ليلة القدر ليلةٌ شريفةٌ، يُقدر الله تعالى فيها ما يكون في السنة من أموره الحكيمة المُحكمة.
وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ استفهامٌ للتَّفخيم والتَّعظيم، فهي ليلةٌ عظيمةٌ، شريفةٌ، مهيبةٌ.
لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ [القدر:3] أي: في الفضل والشرف، وكثرة الثواب والأجر؛ ولهذا كان مَن قامها إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه.
تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ [القدر:4] أي: أن الملائكة تنزل إلى الأرض في تلك الليلة الشريفة، تنزل بالخير والبركة والرحمة، تنزل الملائكة جميعها بمَن فيهم الروح: تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا [القدر:4]، والروح هو جبريل ، وخصَّه بالذكر لشرفه وفضله.
تتنزل الملائكة لترى عبادة المؤمنين، فإن الله تعالى لما أخبر الملائكة قال: إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ [البقرة:30]، فتتنزل الملائكة لتنظر إلى عبادة المؤمنين، وتُسلم على كل مؤمنٍ ومؤمنةٍ وهو قائمٌ يُصلي.
وجاء في بعض الآثار: “إن الملائكة تتعرف على الصالحين من المؤمنين، وأنها إذا لم تَرَ عبدًا صالحًا تسأل عنه فتقول: اللهم إن كان غائبًا فَرُدَّه، وإن كان مريضًا فعافه”.
سَلَامٌ هِيَ [القدر:5] أي: أن ليلة القدر سلامٌ للمؤمنين من كل مخوفٍ؛ لكثرة مَن يُعتق فيها من النار ويسلم من عذابها.
حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ [القدر:5] أي: أن ليلة القدر تنتهي بطلوع الفجر؛ لانتهاء عمل الليل به.
ففي هذه السورة فضائل متعددةٌ لليلة القدر:
الفضيلة الأولى: أن الله تعالى أنزل فيها القرآن الذي به هداية البشر وسعادتهم في الدنيا والآخرة.
الفضيلة الثانية: ما يدل عليه الاستفهام من التَّفخيم والتَّعظيم في قوله: وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ [القدر:2].
الفضيلة الثالثة: أنها خيرٌ من ألف شهرٍ.
الفضيلة الرابعة: أن الملائكة تتنزل فيها، وهم لا يتنزلون إلا بالخير والبركة والرحمة.
الفضيلة الخامسة: أنها سلامٌ؛ لكثرة السلامة فيها من العقاب والعذاب بما يقوم به العبد من طاعة الله .
الفضيلة السادسة: أن الله أنزل في فضلها سورةً كاملةً تُتلى إلى قيام الساعة.
ومن فضائل ليلة القدر: ما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة : أن النبي قال: مَن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه [2].
فقوله: إيمانًا أي: إيمانًا بالله وبما أعدَّ من الثواب للقائمين.
واحتساب الأجر أي: طلبًا للثواب، وهذا حاصلٌ لمَن علم بها ومَن لم يعلم؛ لأن النبي لم يشترط العلم بها في حصول الأجر.
وليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، وهي في الأوتار أقرب منها في الأشفاع، وأرجى الليالي مُوافقةً لليلة القدر: ليلة سبعٍ وعشرين.
وينبغي للمسلم أن يجتهد في جميع ليالي العشر؛ حتى يُدرك هذه الليلة، وينبغي أن يقوم مع الإمام هذه الليالي العشر؛ حتى يُكتب له قيام ليلةٍ، وإذا كُتب له قيام ليلةٍ يكون قد وافق قيام ليلة القدر، ومَن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه.
اغتنام العشر الأواخر من رمضان
عباد الله: هانحن الآن مُقبلون على هذا الموسم العظيم، وعلى هذا الوقت الثَّمين من العمر، فاجتهدوا -رحمكم الله- وأروا الله من أنفسكم خيرًا.
وإن مما يُؤْسَف له: غفلة بعض المسلمين عن مثل هذه المواسم الفاضلة، وانشغالهم بأمورٍ يمكن تأجيلها، أو يمكن قضاؤها في وقتٍ آخر، وإذا أردتَ البرهان لذلك فانظر إلى ازدحام الأسواق وكثرة الناس فيها في هذه الليالي الفاضلة المباركة.
فينبغي للمسلم أن يغتنم هذه الليالي المباركة لعله يُدرك ليلة القدر، ولعله يُدرك نفحةً من نفحات الربِّ فيكتب الله تعالى له بسببها سعادة الدنيا والآخرة.
عباد الله: إن أفضل عبادةٍ تُفعل في هذه الليالي العشر المباركة: الصلاة، فإن هدي النبي أنه كان يُحيي هذه الليالي المباركة، يُحييها أو أكثرها بالصلاة، وقد قام بالصحابة ثلاث ليالٍ؛ قام بهم ليلة ثلاثٍ وعشرين إلى ثلث الليل، ثم قام بهم ليلة خمسٍ وعشرين إلى منتصف الليل، فقالوا: لو نَفَّلْتَنا بقية ليلتنا هذه؟ قال: إنه مَن قام مع الإمام حتى ينصرف كُتِبَ له قيام ليلةٍ، ثم قام بهم ليلة سبعٍ وعشرين إلى قريبٍ من طلوع الفجر، حتى خشوا أن يفوتهم السحور [3].
وهذا يدل على أن أفضل ما تُشغل به هذه الليالي المباركة: الصلاة.
الإكثار من الدعاء
أيضًا مما ينبغي في هذه العشر المباركة: الإكثار من الدعاء، فإن الدعاء حريٌّ بالإجابة؛ ولهذا جاءت آية الدعاء: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [البقرة:186] جاءت بين آيات الصيام، وكأن في هذا إشارةً إلى أنه ينبغي للصائم أن يُكثر من الدعاء في شهر الصيام، ولا سيما في هذه العشر المباركة.
فاجتهدوا في الدعاء -رحمكم الله- ورُبَّ دعوةٍ تُستجاب للمسلم يكتب الله تعالى له بسببها خيرًا عظيمًا.
وينبغي أن يحرص الداعي على جوامع الدعاء، فقد كان النبي يدعو بجوامع الدعاء، ويدعو بما سوى ذلك.
عباد الله: إذا تيسر للمسلم أن يعتكف هذه العشر المباركة فهذه هي السنة، وهذا هو هدي النبي ، وإذا لم يتيسر له ذلك فلا أقلّ من أن يعتكف في الليالي التي تُرجى فيها ليلة القدر، فإذا لم يتيسر هذا ولا ذاك فلا أقلّ من أن يتخفف من مشاغل الدنيا التي لا تنقضي.
وليحرص المسلم على اغتنام هذه الليالي الفاضلة، وهذا الوقت الثمين، وليستحضر أن العمر قصيرٌ، وأنه ربما لا يُدرك مثل هذه المواسم في أعوامٍ قادمةٍ.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشانه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمدٍ ، وشرَّ الأمور مُحدثاتها، وكل مُحدثةٍ بدعةٌ.
التحذير من خوارج العصر
عباد الله: قد سمعتم بما حصل من هذا الحادث الإجرامي الذي وقع فجر اليوم في مدينة الرياض من اثنين من المُنتمين للفئة الضَّالة أقدما على قتل والدتهما، وإصابة والدهما وشقيقهما!
وإن المسلم ليحزن بمثل هذه الأخبار، نعم يحزن المسلم عندما يرى أن حال أبناء المسلمين يصير إلى هذه الحال، وأن يكون بعض أبناء المسلمين عدوًّا لأُمته وعدوًّا لمجتمعه، بل عدوًّا لوالديه ولأُسرته القريبة.
عباد الله: إن هذا التنظيم المُنحرف المُسمى بـ”داعش” قد أصبح معلومًا لدى القاصي والداني بأنه من صنيع أعداء الإسلام، زرعوه في قلب بلاد المسلمين للنيل من الإسلام، والنيل من المسلمين؛ ولذلك لم نَرَهم يومًا من الأيام أطلقوا رصاصةً واحدةً على إسرائيل، أو نفَّذوا تفجيرًا واحدًا على إسرائيل، وإنما يستهدفون المسلمين، وبخاصةٍ هذه البلاد، وأهل هذه البلاد! فالله حسيبهم.
نسأل الله تعالى أن يكشفهم، وأن يفضحهم، وأن يكفي المسلمين شرَّهم.
عباد الله: إذا تأملنا أسباب وقوع مثل هذه الحوادث وأسباب تغذية هذا الفكر نجد أن السبب الرئيس الذي يَنْفُذ هؤلاء الشباب الأغرار عن طريقه هو شبكة (الإنترنت)، فهي المُغذي الرئيس، وهي المصدر الرئيس الذي يستطيع هؤلاء من أعداء المسلمين النفوذ من خلاله إلى هؤلاء الأغرار من أبناء المسلمين، وغسل أدمغتهم، والتَّغرير بهم.
فينبغي أن يكون الآباء والأمهات على حذرٍ بالنسبة لأبنائهم، وأن يتأكدوا من المواقع التي يدخلها أولادهم، فإن هذه الشبكة وهذا الانفتاح الذي يعيشه العالم الآن أصبحت له ضريبةٌ؛ فأصبح الابن يتلقى أي شيءٍ من أي مصدرٍ كان، وبعض أبناء المسلمين -وبخاصةٍ الصغار- سريع التأثر، فربما تأثروا بما تَبُثُّه تلك التنظيمات، والتي تَبُثُّ مقاطع بصورةٍ احترافيةٍ يستطيعون من خلالها التَّغرير بأبناء المسلمين.
فينبغي أن يكون الوالدان حذرين في تعاملهما مع أبنائهما بالنسبة لوسائل التقنية الحديثة، وربما أن الوالدين قد لا يستطيعان المُراقبة التَّامة لأولادهما فيما يتعلق بشبكة (الإنترنت) لصعوبة ذلك؛ ولذلك فعلى الوالدين أن يضرعا إلى الله في أن يهدي أولادهما، وأن يُثبتهما، وأن يُجنبهما هذه الشرور.
حقٌّ على كل أبٍ أن يخصَّ أولاده بمثل هذا الدعاء كل يومٍ، فإننا في زمنٍ قد كثرت فيه الشرور، وقد كثرت فيه الفتن، وقد أصبح الإنسان يأتي مَن يتخطف أولاده من بين يديه، يتخطف الابن حتى يُصبح عدوًّا لأُمته ومجتمعه وأسرته، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
اللهم مَن أراد بنا سوءًا، أو أراد بالإسلام والمسلمين شرًّا، اللهم فاجعل كيده في نحره، اللهم اجعل تدبيره تدميرًا عليه، اللهم اجعل تدبيره تدميرًا عليه، يا قوي، يا عزيز، يا حي، يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الكفر والكافرين.
اللهم انصر مَن نصر دين الإسلام في كل مكانٍ، واخذل مَن خذل دين الإسلام في كل مكانٍ.
اللهم إنَّا نعوذ بك من مُضلات الفتن: ما ظهر منها، وما بطن.
اللهم ثبِّتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، يا حي، يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم احفظنا بالإسلام قائمين وقاعدين وراقدين.
اللهم إنَّا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفُجاءة نقمتك، وجميع سخطك.
اللهم بارك لنا فيما تبقى من شهر رمضان، وأعِنَّا على إتمام صيامه وقيامه على الوجه الذي يُرضيك.
اللهم وَفِّقنا لليلة القدر، واجعلنا ممن يفوز بجزيل الثواب وعظيم الأجر.
اللهم اجعلنا ممن يقوم ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا.
اللهم اجعلنا ممن تغفر لهم في هذا الشهر، واجعلنا من عُتقائك من النار، يا حي، يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم أعِنَّا على إتمام صيام هذا الشهر وقيامه على الوجه الذي يُرضيك.
اللهم أَبْرِمْ لأمة الإسلام أمرًا رشدًا يُعَزُّ فيه أهل طاعتك، ويُهدى فيه أهل معصيتك، ويُؤمر فيه بالمعروف، ويُنْهى فيه عن المنكر.
اللهم وَفِّق ولاة أمور المسلمين لتحكيم شرعك، والعمل بكتابك وسُنة نبيك محمدٍ ، واجعلهم رحمةً لرعاياهم.
اللهم وَفِّق إمامنا وولي أمرنا لما تُحب وترضى، اللهم قَرِّبْ له البطانة الصالحة الناصحة التي تُعينه إذا ذكر، وتُذكره إذا نسي، يا حي، يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عِصْمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خيرٍ، واجعل الموت راحةً لنا من كل شرٍّ، يا حي، يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقِنا عذاب النار.
ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلًّا للذين آمنوا، ربنا إنك رؤوفٌ رحيمٌ.
اللهم صلِّ على عبدك ورسولك محمدٍ، وعلى آله وصحبه وسلم.