الرئيسية/خطب/أهمية الأخذ بأسباب الوقاية من فيروس كورونا
|categories

أهمية الأخذ بأسباب الوقاية من فيروس كورونا

مشاهدة من الموقع

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ[آل عمران: 102]، يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا[النساء: 1]، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب: 70، 71].

صفات من يدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب

عباد الله:

جاء في “الصحيحين” عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ، فَرَأَيْتُ النبيَّ ومعه الرهطُ، والنبيَّ ومعه الرُّهَيْطُ، والنبيَّ ومعهُ الرَّجُلُ والرَّجُلانِ، والنبيَّ وليس معه أحَدٌ، إذْ رُفِعَ لي سَوادٌ عَظِيمٌ، فَظَنَنْتُ أنَّهُمْ أُمَّتِي، فقِيلَ لِي: هذا مُوسَى وقَوْمُهُ، فَنَظَرْتُ فإذا سَوادٌ عَظِيمٌ، فقِيلَ لِي: هذِه أُمَّتُكَ ومعهُمْ سَبْعُونَ ألْفًا يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ بغيرِ حِسَابٍ ولا عَذابٍ. ثُمَّ نَهَضَ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ، فَخاضَ النَّاسُ في أُولَئِكَ السبعينَ ألفًا؛ فقالَ بَعْضُهُمْ: فَلَعَلَّهُمُ الَّذِينَ صَحِبُوا رَسولَ اللهِ . وقالَ بَعْضُهُمْ: لَعَلَّهُمُ الَّذِينَ وُلِدُوا في الإسْلامِ فلمْ يُشْرِكُوا باللَّهِ شيئًا، وذَكَرُوا أشْياءَ. فَخَرَجَ عليهم رَسولُ اللهِ فأخْبَرُوهُ، فقال: هُمُ الَّذِينَ لا يَسْتَرْقُونَ، وَلَا يَكْتَوُونَ، ولا يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ. فَقامَ عُكَّاشَةُ بنُ مِحْصَنٍ، فقال: يا رسول الله، ادْعُ اللَّهَ أنْ يَجْعَلَنِي منهمْ. قال: أنْتَ مِنْهُمْ. ثُمَّ قامَ رَجُلٌ آخَرُ، فقال: يا رسول الله، ادْعُ اللَّهَ أنْ يَجْعَلَنِي منهم، قال: سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ[1]، فذكر النبي لهؤلاء السبعينَ ألفًا الذين يدخلون الجنة بغير حسابٍ ولا عذابٍ، ذكر لهم أربع صفاتٍ:

الصفة الأولى: قال: هُمُ الَّذِينَ لا يَسْتَرْقُونَ. أي: لا يطلبون الرقية؛ لأن الطالب للرقية يكون في قلبه ميلٌ للراقي، والناس في شأن الرقية تتعلق قلوبهم بها جدًّا أكثر من تعلقهم بالطب ونحوه، فربما وافق ذلك قَدَر الله ​​​​​​​، وشُفِيَ ذلك الإنسان فتعلق قلبه بالراقي، وهذا ينافي كمال التوكل على الله ​​​​​​​.

الصفة الثانية: وَلَا يَكْتَوُون، الكي مكروهٌ في أصله؛ لأن فيه تعذيبًا بالنار، ولكنه مباح، ولكنه لا يصل إلى التحريم، فهو مباحٌ وإن كان خلاف الأولى، وقد يُشفَى الإنسان بسبب الكي، فيتعلق قلبه بهذا الذي قد كواه، أو بِكَي نفسه، فهذا ربما يؤثر على كمال التوكل على الله، وإن كان الكَيُّ جائزًا، كما أن الرقية جائزةٌ، لكن هؤلاء -لكمال توكلهم على الله- لم يفعلوا ذلك.

الصفة الثالثة: وَلَا يَتَطَيَّرُونَ، أي: لا يتشاءمون، والطِّيَرَة: شيءٌ يَعِرض على القلب من جراء شيءٍ يحدث أمامه، فيجعله يقدم على أمرٍ أو يحجم عنه، وهذه صفة من لم يكن التوكل في قلبه عظيمًا.

التطير: التشاؤم بزمانٍ، أو بمكانٍ، أو بصوتٍ، أو بمرئيٍّ، أو بغير ذلك؛ فالتطير ينافي كمال التوكل على الله .

الصفة الرابعة: وعلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ، وهذه هي الصفة الجامعة للصفات السابقة، والتي تفرعت عنها الصفات السابقة كلها، فهم لا يسترقون؛ لكونهم على ربهم يتوكلون، ولا يكتوون؛ لكونهم على ربهم يتوكلون، ولا يتطيرون؛ لكونهم على ربهم يتوكلون.

فكأن معنى الحديث: أن هؤلاء السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنة بغير حسابٍ ولا عذابٍ، إنما دخلوا ذلك بسبب قوة توكلهم على الله ​​​​​​​، وكمال التوكل لديهم، فالتوكل على الله تعالى من أعلى مقامات الدين.

قال ابن القيم رحمه الله: (التوكل أصلٌ لجميع مقامات الإيمان والإحسان، ولجميع أعمال الإسلام، قال الله تعالى: وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ[المائدة: 23]. فجعل التوكل على الله شرطًا في الإيمان، وقوة التوكل وضعفه بحسب قوة الإيمان وضعفه، وكلما قوي إيمان العبد كان توكله على الله أقوى، وإذا ضعف الإيمان ضعف التوكل).

وحقيقة التوكل: أنه صدق اعتماد القلب على الله ​​​​​​​ في جلب المطلوب، أو زوال المكروه مع فعل الأسباب المأذون فيها، وحينئذٍ فلا بد لتحقيق التوكل من أمرين:

الأمر الأول: أن يكون الاعتماد على الله ​​​​​​​، أن يكون اعتماد القلب على الله سبحانه اعتمادًا صادقًا حقيقيًّا.

قيل للإمام أحمد: أي شيءٍ صِدقُ التوكل على الله؟ قال: (أن يتوكل على الله، ولا يكون في قلبه أحدٌ من الآدميين يطمع أن يجيبه بشيءٍ، فإن كان كذلك، كان الله يرزقه، وكان متوكلًا).

الأمر الثاني مما يحقق التوكل: فعل الأسباب المأذون فيها.

ولا بد من هذين الأمرين جميعًا، فمن جعل أكثر اعتماده على الأسباب فهذا نقصٌ في توكله على الله، فكأنه جعل السبب وحده هو العمدة فيما يصبو إليه من حصول المطلوب، أو زوال المكروه، وهذا هو واقع كثيرٌ من الناس اليوم، لا سيما مع انفتاح العالم بعضه على بعضٍ، وتقدم كثيرٍ من علوم المادة، فأصبح كثيرٌ من الناس يعتمد على الأسباب التي جعلها الله أسبابًا لحصول المطلوب، أو زوال المكروه، وينسون الاعتماد على الله سبحانه، والالتجاء إلى الله ​​​​​​​.

والله تعالى يقول: وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ[الأنعام: 17].

وكذلك أيضًا: لا بد من فعل الأمر الثاني، وهو فعل الأسباب المأذون فيها؛ فهو جزءٌ من التوكل على الله ​​​​​​​.

تربية النفس على صدق الاعتماد على الله

عباد الله:

ينبغي تربية النفوس على صدق الاعتماد على الله سبحانه، وعلى صدق اللجوء إليه، والثقة به، وتعلق القلب به في حصول المطلوب، أو زوال المكروه، فإن بعض الناس يصيبهم هلعٌ شديدٌ، وخوفٌ وقلقٌ من بعض ما يحدث في هذه الدنيا؛ تجد بعض الناس عندما يحصل حدثٌ، أو عندما يخالط الناس يكون قلقًا متوترًا خائفًا؛ خائفٌ من أن تصيبه العدوى، خائفٌ من أن تصيبه العين، خائفٌ من أن يصيبه السحر، خائفٌ من أن يصيبه المس، خائفٌ من كثيرٍ مما يقع في هذا الكون، فيكون قلقًا، ويكون متوترًا، ويكون متكتِّمًا على أموره إلى درجة المبالغة، وهذا مؤشرٌ على ضعف التوكل على الله ​​​​​​​.

نعم، تُفْعَل الأسباب، يَفعل الإنسان الأسباب، ولا يقصر في فعل الأسباب، لكن يعلق قلبه بالله سبحانه، ويفوض أمره إلى الله ​​​​​​​، فإن قصَّر في فعل الأسباب فهذا نقصٌ في التوكل، لكنه إن اعتمد على الأسباب ولم يفوض الأمر إلى الله، ولم يعتمد بقلبه على الله، فهذا أيضًا نقصٌ في التوكل، فلا بد من الأمرين جميعًا.

ينبغي تربية النفوس، على أنه لا يملك الضر والنفع إلا الله تعالى وحده: وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ[يونس: 107].

ينبغي تربية النفوس، على أن تتعامل مع الأسباب على أنها مجرد أسبابٍ، جرت حكمة الله تعالى بتقدير الأمور بمقدراتها، وقد تتخلف مسبباتها إذا لم يُقَدِّرِ الله ​​​​​​​ حصولها؛ ولهذا لما ذكر الله تعالى السحر والسحرة قال بعد ذلك: وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ[البقرة: 102]. فالنفع والضر بيد الله ​​​​​​​، وهو الذي يدبر الأمور، وهو الذي بيده الأمور، وهو على كل شيءٍ قديرٌ، فينبغي أن تتعلق القلوب بالله ، وأن تفهم التوكل على الله جيدًا، فإن بعض الناس قد يخطئ في فهم التوكل، إما من جهة اعتماده الكلي على الأسباب، أو من جهة تعطيل الأسباب، فيكون هذا فيه خطأٌ في فهم معنى التوكل.

التوكل: أن تفعل الأسباب، ثم بعد ذلك تفوض أمرك إلى الله ، وتعتمد بقلبك على الله ، وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا[الطلاق: 3].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشانه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

أما بعد:

فإن خير الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمدٍ ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعةٌ، وكل بدعةٍ ضلالةٌ.

الأخذ بالأسباب لا ينافي التوكل

عباد الله:

إن فعل السبب المأذون فيه هو جزءٌ من التوكل، وتحقيق التوكل على الله لا ينافي السعي والأخذ بالأسباب، الله ​​​​​​​ أمر بتعاطي الأسباب، مع أمره بالتوكل، فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ[النساء: 71]. وقال: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ[الأنفال: 60].

والنبي هو أعظم المتوكلين، ومع ذلك كان يأخذ بالأسباب، وكان يأخذ الزاد في السفر، ويلبس الدرع في الحروب، بل إن بعض أهل العلم قال: (من طعن في الأسباب لكونها أسبابًا، فقد طعن في حكمة الله ​​​​​​​؛ لأن الله جعل لكل شيءٍ سببًا، والله تعالى يقدر الأمور بأسبابها).

الالتزام بوسائل الوقاية من البلاء

عباد الله:

نقول هذا ونحن نرى هذا الوباء (كورونا)، وما زال حاضرًا، وهو في انحسارٍ بإذن الله ​​​​​​​، ويتأكد علينا جميعًا الالتزام بالاحترازات الوقائية التي وجهت بها الجهات المختصة؛ فإن هذه أسبابٌ يُتَّقَى بها الوباء بإذن الله ​​​​​​​.

وقد قال النبي : فِرَّ مِنَ الْمَجْذُومِ فِرَارَك مِنَ الْأَسَد [2]. والجذام: مرضٌ سريع العدوى، فأمر النبي  بالفرار من المجذوم اتقاءً للعدوى.

ومن الأسباب التي ينبغي الحرص عليها: لبس الكمامة، فإنها من الأسباب التي يتقى بها انتقال العدوى، ويجوز لبس الكمامة في الصلاة؛ لأن تغطية الفم والأنف في الصلاة غاية ما فيها -في الأحوال المعتادة- أنها مكروهةٌ، ولا تصل إلى درجة التحريم، وتزول الكراهة بالحاجة إليها في الظروف الحالية.

ومن ذلك: التباعد بين المصلين، فإن التَّرَاصَّ في الظروف المعتادة ليس واجبًا عند جمهور الفقهاء، وحتى عند من أوجبه لا يجب في الظروف الحالية، بل يتأكد التباعد بين المصلين اتقاءً لانتقال العدوى.

ومن ذلك: الإتيان بالسجادة الخاصة، فينبغي لكل من يأتي للمسجد أن يأتي بسجادته الخاصة؛ لأن ذلك أبلغ في اتقاء انتقال العدوى.

ومن ذلك: ترك المصافحة، والاكتفاء بإلقاء التحية مشافهةً، ونحو ذلك من الإجراءات والأمور الاحترازية، فينبغي الحرص عليها، وعدم التهاون بها.

رواد المساجد أكثر الناس التزامًا بالاحترازات الوقائية

عباد الله:

وشهادة حقٍّ، بأن من أكثر أفراد المجتمع التزامًا بالأخذ بالاحترازات الوقائية، هم مرتادو المساجد، ولا غَرْوَ في ذلك؛ فالصلاة تُعَوِّد الإنسان على الانضباط الشخصي، ففي الصلاة يلتزم بعدم الكلام بأمورٍ خارج الصلاة، ويلتزم بأداء الصلاة بجميع أركانها وشروطها وواجباتها، ويلتزم المصلي بأن يصلي الصلاة في وقتها، فلو صلاها قبل دخول الوقت بدقيقةٍ واحدةٍ فقط لم تصح صلاته، ولو صلاها بعد خروج الوقت بدقيقة بدون عذرٍ فيكون قد ارتكب كبيرةً من الكبائر، ويلتزم -إذا كان مأمومًا- بمتابعة الإمام، فلا يتقدم عليه ولا يتأخر عنه، فلو تعمد مخالفة الإمام بمسابقته مثلًا لم تصح صلاته.

فهذه العبادة -أعني الصلاة- مدرسةٌ للمسلم يتعلم منها أمورًا كثيرةً، ومن ذلك: الانضباط الشخصي؛ ولهذا نرى أن أكثر الشرائح التي تلتزم بالإجراءات الوقائية الاحترازية هم مرتادو المساجد، فهنيئًا للمصلين الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ[المعارج: 23]، وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ[المؤمنون: 9].

ألا وأكثروا من الصلاة والسلام على البشير النذير، والسراج المنير؛ فقد أمركم الله بذلك فقال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[الأحزاب: 56].

اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمدٍ.

اللهم ارضَ عن صحابة نبيك أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك يا رب العالمين.

اللهم انصر الإسلام والمسلمين، اللهم أذل الكفر والكافرين.

اللهم أبرم لأمة الإسلام أمرًا رشَدًا، يعز فيه أهل طاعتك، ويهدى فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر، يا سميع الدعاء.

اللهم وفق ولاة أمور المسلمين لتحكيم شرعك، واجعلهم رحمةً لرعاياهم، ووفق إمامنا وولي أمرنا لما تحب وترضى، وقرِّب منه البطانة الصالحة الناصحة التي تدله على الخير، وعلى ما فيه صلاح البلاد والعباد، يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات.

اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك.

أسألك اللهم من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم.

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ[الحشر: 10].

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه البخاري: 5705، ومسلم: 220.
^2 رواه البخاري: 5707.
مواد ذات صلة