الرئيسية/خطب/حقيقة السعادة
|categories

حقيقة السعادة

مشاهدة من الموقع

الحمد لله إيمانًا بكماله وجلاله، ويقينًا بعلمه وحكمته، ورضًا وطمأنينةً بعدله ورحمته، أحاط بكل شيءٍ علمًا، وأحصى كل شيءٍ عددًا، أحمده تعالى واشكره، حمدًا وشكرًا كما يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ أرسله الله تعالى بين يدي الساعة بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه واتبع سنته إلى يوم الدين.

أما بعد:

فأوصيكم ونفسي بتقوى الله ​​​​​​​؛ فإنها أعظم وصية، وإنها وصية الله للأولين والآخرين: وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ[النساء: 131].

عباد الله:

الحياة الطيبة والسعادة، والعيشة الهنية الرضية، مطلبٌ ومقصدٌ أسمى، يسعى إلى تحقيقه البشر، وتشرئب إلى سماعه النفوس، وتطمح إلى تحقيقه وبلوغه الأفئدة.

السعادة هدفٌ سامٍ ينشده كل الناس، ويبحثون عنه بدءًا من المثقف إلى العامِّيّ، ومن السلطان إلى الصعلوك، ما منهم من أحدٍ إلا ويكره حياة النكد والشقاء، ويرنو إلى حياة السعد والهناء، ولهذا؛ تعددت مشارب الناس ووسائلهم، وتنوعت أساليبهم وأفهامهم في البحث عن السعادة والعيش في ظلالها.

البحث عن السعادة

إلا أن من الناس من قد أخطأ الطريق، وزلَّ به الفهم في إدراك معنى السعادة الحقَّة، وتحقيق الحياة المطمئنة التي يرغب فيها، ويسعى إلى بلوغها؛ لأنه لم يسلك الطريق الصحيح لبلوغها.

فمن الناس من يبحث عن السعادة في جمع الأموال، فيراها في تحصيل القناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث.

ومن الناس من يبحث عن السعادة في المناصب والوجاهات والرئاسة وحب الاستعلاء، فيراها في الوظائف والمناصب التي ترفعه عن الناس.

ومنهم من ينشد السعادة في كثرة الأولاد، وصحة الأجسام، وشِبَع الأبدان، والمظاهر والشكليات.

ومنهم من لا يرى السعادة إلا في متعة البدن، وكثرة اللهو واللعب، وتقطيع الأوقات، وإمضاء الساعات في المقاهي والاستراحات والمنتزهات، والعكوف على القنوات ووسائل التواصل.

عباد الله:

لقد طلب السعادةَ أقوامٌ -على مر العصور- بطرقٍ متعددةٍ ليست على هدي الله وهدي رسله عليهم الصلاة والسلام، فكانت سببًا لدمارهم وهلاكهم، وإن لنا فيما قصَّه الله تعالى في القرآن الكريم، من قَصَصِ أقوامٍ طلبوا السعادة في غير مظانها الحقيقية، فانقلبت سعادتهم إلى شقاوةٍ أبديةٍ في الدنيا والآخرة.

أمثلة ممن أخطؤوا الطريق

هذا فرعون، أعتى من عرفته البشرية تكبرًا وتجبرًا، يُنعِم الله عليه بأعظم النعم، ويعطيه مُلك مصر، ويجمع له الناس، ويُجرِي له الأنهار والأرزاق، فيخاطب الملايين الذين استعبدهم عقودًا من الزمان، ويقول: يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ[الزخرف: 51]. ويقول: مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي[القصص: 38].

فكان عاقبة هذا العتو والتكبر والتمرد، كان عاقبته الشقاء واللعنة والهلاك: فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُولَى[النازعات: 25]، وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ۝النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ[غافر: 45، 46].

وهذا قارون منحه الله تعالى كنوزًا كالتلال تنوء بحمل مفاتحها الأثقال، ما جمعها بجهده ولا بكده، بل بفضل الله ونعمته، فاستكبر وعتى فحُرم السعادة في الدنيا والآخرة: فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ[القصص: 81].

وهذا الوليد بن المغيرة، يرى أن السعادة في كثرة الأموال والأولاد، ويرزقه الله مالًا ممدودًا، وعشرةً من الأبناء شهودًا عن يمينه وعن شماله، فيكفر بنعم الله عليه، ويعصي رسوله ويهزأ به، فيُحرم السعادة، ويُكتب له الشقاء في الدنيا والآخرة؛ كما قال الله تعالى: ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا ۝وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا ۝وَبَنِينَ شُهُودًا ۝وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا ۝ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ ۝كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا ۝سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا[المدثر: 11-17].

وغيرهم وغيرهم، أممٌ وأقوامٌ في الماضي والحاضر، انتكست أفهامهم في طلب السعادة، فطلبوها في غير مظانها وطُرقها الصحيحة، فما لبثوا أن انقلبت عليهم حسرةً وندامةً وشقاوةً وتعاسةً.

السعادة الحقيقة

والحقُّ يا عباد الله: أن السعادة الحقيقية، وأن الحياة السعيدة ليست في شيءٍ مما مضى كله بدون توفيق الله ​​​​​​​؛ فقد شقي أناسٌ بأموالهم وأولادهم وأزواجهم، وشقي آخرون بعواقب مناصبهم وجاههم، وشقي آخرون بلعبهم ولهوهم.

السعادة الحقَّةُ ليست في وفرة المال، ولا في كثرة الولد، ولا في سطوة الجاه، ولا في رفعة المنصب، السعادة أمرٌ معنويٌّ ملموسٌ لا يقاس بالعدد، ولا يُشترى بالدينار والدرهم، لا يملك بشرٌ أن يعطيها من حُرمها، ولا أن ينتزعها ممن أوتيها.

السعادة الحقيقية، والحياة الهانئة المطمئنة، إنما تكون في الإيمان بالله والعمل الصالح؛ يقول ربنا ​​​​​​​، ومن أصدق من الله قيلًا: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً[النحل: 97]. وهذه  الحياة الطيبة هي السعادة بكل معانيها، هذا في الدنيا.

وأما في الآخرة: وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ[النحل: 97]، وذلك في جنةٍ عرضها السموات والأرض.

وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ[الزخرف: 71]، لا مرض فيها ولا نَصَب، ولا هم ولا غم، ولا تعب ولا موت، بل لذاتها متتابعة، فيها ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشرٍ، هذه هي السعادة التي أخبرنا عنها ربنا وخالقنا جلَّ وعلا.

بل أخبر سبحانه أن من أعرض عن ذكره فإن له المعيشة الضنك، ويٌحشر يوم القيامة أعمى: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ۝قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا ۝قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى ۝وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى[طه: 124-127].

عباد الله:

الحياة بغير الإيمان تعقيد تحفه المنغصات، بضعف الإيمان تنبت الاضطرابات الاجتماعية، والأمراض النفسية.

الدنيا للمؤمن ليست عبئًا مضَجِّرًا، ولا لغزًا محيرًا، ولكنها مرحلةٌ ومزرعةٌ، ودار ممرٍّ واختبار يرجو بعدها لقاء الله ​​​​​​​.

المؤمن تغمره السعادة؛ لأنه مؤمنٌ بأن الحياة محكومةٌ بأقدار الله، فلا يأس على ما فات، ولا بَطَر بما حصل، لا يستسلم الخيبة، ولا يهلك نفسه تحسرًا، بل كل موقفٍ من مواقف الدنيا عنده ابتلاءٌ بالخير والشر، ولئن زلزلته وقائع البلوى رده الإيمان إلى استقرار النفس، وبرد اليقين، ورباط الطمأنينة، فَنَعِمَ بالسكينة من غير هلعٍ ولا شقاءٍ.

المؤمن يملك السعادة والراحة التي تجمع له بين التوكل والعمل الكادح، لا يزلزله جزعٌ، ولا يرهقه قلقٌ، يُعمِر الحياة نشاطًا واجتهادًا.

المؤمن يعلم أن السعيد لا يأكل أكثر مما يأكل الناس، ولا يملك أكثر مما يملك الناس، ولكنَّ السعيد هو الذي يَرضى أكثر مما يَرضى الناس.

أعظم سبب للسعادة

عباد الله:

إن من أعظم أسباب السعادة: الإيمان بالله ​​​​​​، والذي يتضمن الرضا والقناعة بما أُعطي العبد، فهذا هو الغنى الحقيقي؛ كما قال النبي : لَيْسَ الغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ، وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ [1].

رضًا وقناعةً بما يُعطى، رضًا بما يقدِّر الله ​​​​​​​ على العبد، فمن أُعطي الرضا فقد أُعطي السعادة.

أما الساخطون المتسخطون فلا يذوقون للسرور طعمًا، حياتهم سوادٌ ممتدٌّ، وظلامٌ متصلٌ، وليلٌ حالكٌ، الساخط المتسخط دائم الحزن والكآبة، ضيق النفس والصدر، ضائقٌ بالناس، وضائقٌ بنفسه، الدنيا في عينه كَسَمِّ الخِيَاط.

أما الرضا: فسكونٌ وطمأنينةٌ، ورضًا بما قدر الله تعالى واختار، فمن أنعم الله عليه بالرضا، تأتيه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلِّم.

هنيئًا لمن ملأ الرضا فؤاده، لا يتحسر على ماضٍ باكيًا، ولا يعيش حاضرًا متسخطًا جزوعًا، ولا ينتظر المستقبل خائفًا ووجلًا، لا يعيش رهبةً من غموضٍ، ولا يعيش توجسًا من مستقبلٍ، إيمانه مصدر أمانه: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ[الأنعام: 82]، فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ[الأنعام: 125].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشانه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

 أما بعد:

فإن خير الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمدٍ ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعةٌ.

عوائق السعادة

 عباد الله:

إن من أعظم عوائق السعادة: النظرة غير الصحيحة لطبيعة الحياة الدنيا، فبعض الناس نظرته للحياة نظرةٌ غير صحيحةٍ، نظرةٌ غير سويةٍ، فينظر للحياة وكأنه مخلدٌ فيها؛ ولذلك تجده كثير الجزع والتشَكِّي والتسخط، لا يهنأ بعيشٍ.

ولن ينال السعادة إلا من نظر للدنيا على حقيقتها، وأنها دار ممرٍّ وعبورٍ، وأنه لن يُخلَّد فيها، وأنه مهما أُعطِيَ فيها من مُتَع الدنيا فلا بد في النهاية من لقاء الله ​​​​​​​: أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ ۝ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ ۝مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ[الشعراء: 205-207].

وينظر كذلك لهذه الدنيا بأنها لا تصفو لأحدٍ من البشر، ولا تأتي على ما يريد الإنسان؛ كما قال الله تعالى: لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ[البلد: 4]، فالإنسان يكابد مصاعب هذه الحياة ومتاعبها.

ولو افتُرض أنها صفت لأحدٍ من المكدِرات والمنغصات، فلن يدوم ذلك الصفاء، بل لا بد من ساعة النُّقلة من عالم الدنيا إلى عالم الآخرة، وإلى الجزاء والحساب، مهما امتد عمر الإنسان، فلا بد في النهاية من لقاء الله ​​​​​​​: يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ[الانشقاق: 6].

وسيحاسب على جميع أعماله في الدنيا، حتى ما يزن مثقال ذرةٍ؛ كما قال الله تعالى: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه ۝وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه[الزلزلة: 7، 8].

فلا بد إذَنْ من النظرة السوية، من النظرة الصحيحة لهذه الحياة الدنيا، والنظرة الصحيحة للسعادة، وأنها إنما تكون في الإيمان والعمل الصالح، والاستقامة على طاعة الله ​​​​​​​.

ومن نشد السعادة في غير ذلك فإنما ينشد أوهامًا وخيالاتٍ، وإن حصَّل شيئًا من المتع المادية فإنها زائلةٌ وفانيةٌ، مآلها للفناء، ومن لم يقدِّم صالحًا في دنياه، فإن ما حصَّله من متعٍ في هذه الدنيا تكون قد ذهبت، وحينئذٍ يكون مآله ومصيره إلى الشقاوة العظيمة.

 ألا وأكثروا من الصلاة والسلام على البشير النذير، والسراج المنير؛ فقد أمركم الله بذلك فقال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[الأحزاب: 56].

اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمدٍ، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك يا رب العالمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أذل الكفر والكافرين.

اللهم أبرم لأمة الإسلام أمرًا رشَدًا، يُعز فيه أهل طاعتك، ويُهدَى فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر، يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم وفق ولاة أمور المسلمين لتحكيم شرعك، واجعلهم رحمةً لرعاياهم، ووفق إمامنا وولي أمرنا لما فيه صلاح البلاد والعباد، اللهم وفقه لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى، وقرب منه البطانة الصالحة الناصحة التي تدله على الحق وتعينه عليه، يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات.

نعوذ بك اللهم من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك.

اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار.

نسألك اللهم من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم.

سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ۝وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ۝وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ[الصافات: 180-182].

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه البخاري: 6446، ومسلم: 1051.
مواد ذات صلة