الرئيسية/خطب/أضرار المخدرات والمسكرات
|categories

أضرار المخدرات والمسكرات

مشاهدة من الموقع

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ۝  يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ[سبأ: 1، 2]، أحمده تعالى وأشكره، حمدًا وشكرًا كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، وأحمده وأشكره حمدًا وشكرًا كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله الله تعالى بالحق بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه، واتبع سنته إلى يوم الدين.

أما بعد:

فأوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى؛ فإنها وصية الله للأولين والآخرين: … وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ[النساء: 131]، … وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا۝وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ[الطلاق: 2-3]، … وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا[الطلاق: 3]، … وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا[الطلاق: 5].

استهداف شباب المسلمين بالمخدرات

عباد الله: 

أُعلِنَ أولَ أمس عن القبض على مئاتٍ من الأطنان من المخدرات، وهذا يؤكد أن بلادنا مستهدفة من قبل الأعداء؛ الذين وجدوا أن أقصر وأسرع طريقٍ لإفساد شباب المسلمين، إنما هو بإيقاعهم في المخدرات؛ لأن الشاب إذا وقع في المخدرات، فقد قُضي عليه تمامًا، وقُضي على معالم إنسانيته وضميره، إلا أن يمنَّ الله تعالى عليه برحمته، فيُنتشل من هذا المستنقع القذر.

وهذه الكميات الكبيرة من المخدرات التي عُثر وقُبض عليها، تدل على أن لها سوقًا في الداخل، ولولا أن لها طلابًا لما جُلبت بهذا القدر الكبير، وهذا يستدعي من المجتمع، بجميع أطيافه، التعاون والوقوف مع أجهزة الدولة -أيدها الله- لصدِّ هذا البلاء وهذا السُّم الزعاف.

إن الوقوع في المخدرات يعني الانحطاط بكل ما تعنيه هذه الكلمة؛ انحطاطٌ في العقل، وانحطاطٌ في الفكر، وانحطاطٌ في السلوك، وانحطاطٌ في معاني الإنسانية، وانحطاطٌ في الضمير، وانحطاطٌ في الشعور، إنه انحطاطٌ وتحطيمٌ لمشاعر ذلك الإنسان، والواقع خير شاهدٍ بهذا، فانظروا إلى من وقع في أوحال المخدرات، انظروا إلى أحوالهم وإلى واقعهم، وأكتفي بذكر قصةٍ واحدةٍ سبق أن أعلنَتْ عنها وزارة الداخلية قبل فترةٍ، فقد أعلنَتْ عن تنفيذ حكم القتل تعزيرًا برجل ارتكب جريمةً بشعةً؛ قتل زوجته، ثم قتل ابنته البالغة من العمر سبع سنواتٍ، ثم قتل ابنه البالغ من العمر خمس سنواتٍ، ثم قطع يد ابنه البالغ من العمر ثلاث سنواتٍ، ثم قام بالتمثيل بجثثهم، وتقطيع أجزاءٍ من أعضائهم.

سبحان الله! هذه الجريمة البشعة التي تثير المشاعر! ما دافعها؟ وما سببها؟

الدافع لها: تعاطي المخدرات، فالمخدرات تسببت في أن يقضي هذا الرجل على جميع أفراد أسرته، ثم على حياته، أسرةٌ كاملةٌ هلكت بسبب تعاطي أحد أفرادها هذه المادة الخبيثة.

والقصص والوقائع في هذا كثيرةٌ ومشهورةٌ.

فحق على العقلاء والمصلحين: أن يعتبروا، وأن يعوا عظيم شر المخدرات، وكبير خطرها، وأن يهبّ المجتمع بجميع شرائحه وطبقاته وأطيافه للقضاء على هذا السُّم الزعاف، ولمحاصرته.

فنحن الآن يا عباد الله في هذا العصر أمام مؤامراتٍ خطيرةٍ، وشبكاتٍ وعصاباتٍ إجراميةٍ، وهجماتٍ شرسةٍ، ومخططاتٍ عدوانيةٍ حاقدةٍ، يشنها أعداء الإسلام على أبناء المسلمين وبلادهم، ويستهدفون على وجه الخصوص أبناء المسلمين في هذه البلاد، قِبلة المسلمين، بلاد الحرمين، شنوا حربًا شعواء بشتى الأساليب، واستخدموا طرقًا خبيثةً ماكرةً، وأسلحةً فتاكةً.

ومن أعظم هذه الأسلحة: سلاح المخدرات الذي رأوا أنه طريقٌ قصيرٌ، وسريع المفعول، ومدمرٌ لشباب المسلمين؛ لأنه يقضي على الأمة في أعز ما تملك، يقضي على العقول، ويلوث الأفكار، ويغزو المبادئ، ويهدم المعنويات، معولٌ لهدم أخلاق الأمة وقلبها النابض، وشريانها المتدفق بشبابها، وسواعد أبنائها، لقد أجلب أعداء الإسلام وأَضْرَابُهم من ضعاف النفوس ومُشِيعي الفساد، أجلبوا هذه المواد المخدرة، وأشاعوا هذا السُّم الزعاف، وهذا الوباء الفتاك لأجل تدمير شباب المسلمين.

المخدرات مدمرة لصحة الإنسان 

عباد الله:

المخدرات مدمرةٌ لصحة الإنسان، تقضي عليه تمامًا، ومدمرةٌ لأخلاقه، ومدمرةٌ لعقله.

وقد أثبتت الدراسات: أنه كلما زادت ظاهرة استخدام واستعمال المخدرات في مجتمع من المجتمعات؛ ارتفعت معدلات أخطر الجرائم الأمنية والأخلاقية، وارتفعت حوادث السيارات التي يذهب بسببها الأبرياء، وتُخَلِّف العديد من المآسي، وإنَّ خطر المخدرات لَأمرٌ مجمعٌ عليه بين العقلاء؛ ولذلك فإن جميع دول العالم تجرِّمها، وتمنع منها رسميًّا؛ لما يترتب عليها من الأضرار العظيمة المدمرة لصحة الإنسان.

وحينما نبحث أسباب تعاطي المخدرات في صفوف الشباب؛ نجد أن من أعظم أسباب ذلك:  ضعف الوازع الديني، وتدني مستوى التربية لدى كثيرٍ منهم، والخواء الروحي، والفراغ الكبير، والتقليد الأعمى، وجلساء السوء، وغير ذلك مما يجسد المسؤولية أولًا، وقبل كل شيءٍ، على الأسرة، وعلى ولي الأمر فيها.

مكافحة المخدرات مسؤولية الجميع

فعلى الآباء والأمهات مسؤوليةٌ عظيمةٌ في رعاية أبنائهم، وحُسن تربيتهم، والاهتمام بهم، ومتابعتهم، ومراقبة تحركاتهم، وإبعادهم عن قرناء السوء، وشغل أوقات فراغهم بما ينفعهم في أمور دينهم ودنياهم، وغرس القيم والمبادئ الفاضلة في نفوسهم، وغرس كراهية هذه الأوبئة، وهذا السُّم الزعاف في نفوسهم.

إن الأب الذي يغرس في نفس ابنه خطورة المخدرات ونحوها، ويبين له ضررها؛ إن هذا ينعكس على نفس هذا الطفل عندما يكبر، ويكون مستحضرًا لخطر هذه المخدرات، وعظيم تدميرها للشاب، والله تعالى يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا…[التحريم: 6] فلم يقل: قوا أنفسكم نارًا فحسب، وإنما قال: قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا…[التحريم: 6]

ووقاية الأهل من نار يوم القيامة، ومن عذاب الله تعالى، إنما تكون بأمرهم بطاعة الله، وتحذيرهم مما يغضب الله ​​​​​​​، وأمرهم بتقوى الله .

وعلى كل مسلمٍ: أن يتحمل مسؤوليته تجاه دينه ومجتمعه وبلاده، وأن يكون عينًا ساهرةً على جلب المصالح لمجتمعه، ودرء المفاسد عن بلاده، وأن يسود بين المسلمين التعاون؛ للقضاء على هذا الوباء العضال، والتبليغ عن أهله لمحاصرة هذا الداء وهذا السُّم.

وأول من ينبغي التبليغ عنهم، وعدم التستر عليهم: مروجو المخدرات؛ فهم أساس البلاء وأساس الشر، هم الذين ينشرون هذا السُّم الزعاف وهذا الداء بين أفراد الشباب، فينبغي التبليغ عنهم للجهات المختصة، فإن هذا من إنكار المنكر، وهذا من القيام بالمسؤولية التي ينبغي أن تكون لدى كل مسلمٍ.

الاهتمام بتربية الأبناء

عباد الله: 

إن تربية الأولاد، تربيةٌ صعبةٌ وشاقةٌ، وتزداد صعوبةً في هذا الزمن الذي نعيشه، والذي انفتح العالم فيه بعضه على بعضٍ، ولكن مطلوب من الأب والأم أمران:

الأمر الأول: أن يبذل أسباب هداية الدلالة والإرشاد، فيدل ابنه ويغرس فيه القيم، والمبادئ الفاضلة، ويحذره من الشر.

الأمر الثاني: أن يسأل الله تعالى لأولاده هداية الإلهام والتوفيق؛ فإن هداية الإلهام والتوفيق لا يملكها إلا الله تعالى وحده: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ…[القصص: 56].

والمطلوب: أن يوجد الاهتمام من الآباء والأمهات بتربية أولادهم، فيبذلوا جميع الأسباب في سبيل هدايتهم وصلاحهم واستقامتهم، وإبعادهم عن مثل هذه المستنقعات التي تدمرهم وتدمر المجتمع.

أما الذين تورطوا وساروا في طريق الانتحار البطيء، فإننا نناديهم نداء المودة والإشفاق: أن يكفوا عن هذا البلاء، فكفاهم شرورًا على أنفسهم، ومجتمعهم، وأسرهم، ومن تاب تاب الله عليه، وباب التوبة مفتوحٌ، قبل أن تطلع الشمس من مغربها، وقبل أن تبلغ الروح الحلقوم، فإن باب التوبة مفتوحٌ مهما كان الجُرم، ومهما كان الذنب: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ[الزمر: 53].

وإن من أبرز طرق الوقاية والعلاج من داء المخدرات: تثبيت العقيدة، وتقوية الإيمان في القلوب، وتحصين الشباب بالتربية الإسلامية القوية في الأسرة، والمدرسة، والمجتمع، والعناية بالتوعية المكثفة، والتعاون البناء بين أفراد المجتمع وهيئاته.

ومن وقع في هذا المستنقع فعليه أن يكون شجاعًا، وأن يسعى لإنقاذ نفسه من هذا المستنقع الخطير، ويتعاون مع بعض الجهات المختصة التي تساعده على التخلص من الإدمان، وهناك جهات مختصة في هيئة مكافحة المخدرات، وغيرها، تساعد الشباب الذين وقعوا في هذا المستنقع على العلاج، وعلى التخلص من الإدمان.

المهم أن يوجد لديه الإرادة في التوبة، وفي التخلص من ذلك المستنقع، وذلك السم الزعاف المدمر.  

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفروه وتوبوا إليه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

 الخطبة الثانية 

الحمدلله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشانه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد: 

فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمدٍ ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعةٌ.

خطر المسكرات والخمور

 عباد الله: 

وإن مما لا يقل خطورةً عن المخدرات: المسكرات والخمور؛ فإن الله تعالى حرمها، وحذر منها، فقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ۝إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ[المائدة: 90-91].

وعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله  يقول: أتاني جبريل فقال: يا محمد، إن الله لعن الخمر وعاصرها ومعتصرها، وشاربها والمحمولة إليه، وبائعها ومبتاعها وساقيها ومسقاها [1].

وأخرج النسائي، وأحمد، وغيرهما، بسندٍ صحيحٍ، عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله قال: ثلاثةٌ لا يدخلون الجنة…، وذكر منهم: مدمن الخمر [2].

وفي حديث ابن عباسٍ رضي الله عنهما: مدمن الخمر إن مات لقي الله كعابد وثن [3].

وفي “الصحيحين” عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : كل مسكرٍ خمرٌ، وكل مسكرٍ حرامٌ، ومن شرب الخمر في الدنيا فمات وهو يدمنها [4]، وفي روايةٍ: ثم لم يتب منها، لم يشربها في الآخرة [5].

وفي “صحيح مسلمٍ” عن جابرٍ : أن رجلًا سأل النبي عن شرابٍ يشربونه بأرضهم، أوَمسكرٌ هو؟ قال: نعم، ثم قال: كل مسكرٍ حرام، إن على الله عهدًا لِمَن يشرب المسكر: أن يسقيه من طينة الخَبَال. قالوا: يا رسول الله وما طينة الخَبَال؟ قال: عَرَقُ أهلِ النَّارِ، أو قال: عُصَارةُ أهل النَّارِ [6].

وهذه النصوص، وأمثالها كثيرٌ تدل على أن شرب الخمر من كبائر الذنوب، وأنه سببٌ للعنة الله تعالى وسخطه وعقابه، وما ذاك إلا لأنها أم الخبائث، وجماع الإثم، وهي تجر معها شرورًا كثيرةً، وأثرها مدمرٌ على صحة الإنسان، وعلى عقله، وعلى سلوكه وفكره، والله تعالى لا يحرم على الإنسان شيئًا إلا لكونه مضرًا، والله أحكم الحاكمين؛ فلا يمنع شيئًا ولا يحرمه إلا لمصلحةٍ، ولا يأمر بشيءٍ إلا لمصلحةٍ، فالله تعالى هو أحكم الحاكمين جل وعلا.

خطر انتشار الخمر واستحلالها

عباد الله:

لقد أخبر النبي بأنه يأتي على الناس زمانٌ يَشرب فيه أناسٌ الخمر كالمستحلين لها، أي: يفعلون ذلك وكأنها حلالٌ، يقول عليه الصلاة والسلام: لَيكونَنَّ من أمتي أقوامٌ يستحلون الحِرَ -أي: الزنا– والحريرَ، والخمرَ، والمَعَازفَ  أخرجه البخاري في “صحيحه” [7].

فأخبر عليه الصلاة والسلام بأنه سيأتي في هذه الأمة من يتعاطى الخمور كأنها حلالٌ، وهذا نجده في وقتنا الحاضر، وإن كان هذا في بلادنا -ولله الحمد- هي ممنوعةٌ، ومعاقبٌ عليها، ومجَرَّمٌ تعاطيها، ولكننا نجد انتشار الخمور في كثيرٍ من بلدان العالم، وأن كثيرًا من الناس -والكلام عن أبناء المسلمين- يتعاطونها تعاطِيَ المستحل لها، فيكاد يكون ما أخبر به النبي قد تحقق في زماننا هذا.

فعلى المسلم: أن يتقيَ الله ​​​​​​​، وإذا سافر خارج هذه البلاد، عليه أن يراقب الله سبحانه، وأن يستحضر أن الله تعالى مطلعٌ عليه، وأنه وإن كان ليس تحت رقابة البشر، إلا أنه تحت رقابة العزيز الحكيم الذي يعلم السر وأخفى، وليستحضر بأن تعاطي الخمر، أنه من كبائر الذنوب، من الذنوب العظام، ومن الذنوب الكبيرة، وليس من الصغائر، ويستحضر أن النبي لعن متعاطِيَ الخمر وشاربها، فليمتثل المسلم لأمر الله تعالى ورسوله، وعليه أن يتقيَ الله ​​​​​​​، وأن يحرص على الابتعاد عما يغضب الله تعالى.       

ألا وأكثروا من الصلاة والسلام على البشير النذير، والسراج المنير، فقد أمركم الله بذلك فقال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[الأحزاب: 56].

اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمدٍ، اللهم ارض عن صحابة نبيك أجمعين، اللهم ارض عن أبي بكرٍ الصديق، وعن عمر بن الخطاب، وعن عثمان بن عفان، وعن علي بن أبي طالبٍ، وعن سائر صحابة نبيك أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك يا رب العالمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أذل الكفر والكافرين.

اللهم من أرادنا أو أراد الإسلام والمسلمين بسوءٍ، اللهم فأشغله في نفسه، اللهم اجعل كيده في نحره، اللهم اجعل تدبيره تدميرًا عليه، يا قوي يا عزيز، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك.

اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.

اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خيرٍ، واجعل الموت راحةً لنا من كل شرٍّ.

اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكانٍ، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكانٍ، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكانٍ، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم وفق ولاة أمور المسلمين لتحكيم شرعك، والعمل بكتابك وسنة نبيك محمد ، واجعلهم رحمة لرعاياهم.

 اللهم وفق إمامنا وولي أمرنا، اللهم وفقه ونائبيه، وإخوانه، وأعوانه، اللهم وفقه لما فيه خير البلاد والعباد، اللهم ارزقهم البطانة الصالحة الناصحة التي تعينهم إذا ذكروا، وتذكرهم إذا نسوا، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.

…رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ[الأعراف: 23].

…رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ[الحشر: 10].

…رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ[البقرة: 201].

سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ۝وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ۝وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ[الصافات: 180-182].

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه أبو داود: 3674، وأحمد: 2897.
^2 رواه النسائي: 5672، وأحمد: 19569.
^3 رواه أحمد: 2453.
^4 رواه البخاري: 5575، دون الشطر الأول، ومسلم: 2003.
^5 رواه مسلم: 2003.
^6 رواه مسلم: 2002.
^7 رواه البخاري: 5590.
مواد ذات صلة