المقدم: حياكم الله مستمعينا الكرام في فقرة “زدني علمًا”، مع معالي الشيخ الدكتور/ سعد بن تركي الخثلان، عضو هيئة كبار العلماء، حياكم الله يا شيخ سعد.
الشيخ: حياكم الله، وبارك فيكم، وحيا الله الإخوة المستمعين.
المقدم: في الأسبوع الماضي أثرنا موضوع الشبهات وتأثيرها على المتلقين بشكل عام ممن يتلقى هذه الأسئلة، وهذه القضايا التي ربما لا توجد لديه مثل ما ذكرت في الأسبوع الماضي أنت بضاعة، ولا توجد لديه ثقافة شرعية، أنت ذكرت يا شيخ في توجيهك أن الإنسان يجب عليه ألا يذهب إليها، وألا يفتش في صفحات هذه الشبهات، هذا يعني نستطيع أن نقول التوجيه الأول.
إنسان ذهب أو أنه في بيئة فيها شبهات، أو أنه يتلقى أحيانًا، ماذا يفعل؟ هل يدخل معهم في نقاش ومجابهة، أو يقرأ ماذا يفعل؟
الشيخ: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن الشبهات فيها خطورة كبيرة على دين المسلم؛ وذلك لأن الإنسان إذا لم يكن عنده العلم الكافي، فربما تُؤثر هذه الشبهات عليه، وربما على الأقل أنها تشككه في بعض أمور دينه؛ ولهذا عليه أن يبتعد عنها.
وأشرنا في حلقة سابقة إلى أن المنهج الشرعي هو الابتعاد عن الشبهات، وأن النبي قال: من سمع بالدجال فلينأ عنه [1]؛ يعني: يبتعد عنه.
ولكن إذا ابتلي بمكان تثار فيه الشبهات، فهناك جواب عام يستطيع أن يجيب به الإنسان عن أي شبهة تطرح عليه، وهو أن هذا الشيء الذي طرحته من المتشابه، ونرده للنصوص الصريحة المحكمة التي تدل على كذا وكذا وكذا، فهذا يعني الجواب عن هذه الشبهة.
أمر آخر: إذا لم يستطع الجواب، ولم يكن عنده بضاعة من العلم، فإنه يحيل ذلك على أهل العلم المتمكنين والمتخصصين في هذا المجال، أما إذا كان طالب علم، ويستطيع أن يناقش فلا بأس أن يناقش هؤلاء، وأن يدحض شبههم، فإن الرد على أهل الباطل من الأمور المطلوبة.
لكن يعني إذا لم يكن عنده العلم الكافي، فلا يدخل معهم في نقاش، ولا يدخل معهم في مناظرات وحوارات؛ لأنه ربما تكون حجته ضعيفة، فيضعف الحق الذي معه، فعلى هذا يحيله لبعض المتخصصين في هذا المجال، وإذا وجد الإنسان في نفسه شيئًا، فعليه أن يذهب لبعض أهل العلم، ويذكر له هذه الشبهة، حتى يجليها له، فنحن -ولله الحمد- نعرف أن ديننا هو الدين الحق، وأن المنهج الذي نحن عليه هو ما عليه أهل السنة والجماعة، وسلف هذه الأمة أنه هو الحق، نعرف ذلك ليس تقليدًا، وإنما بالأدلة وبالبراهين الكثيرة.
فليس عندنا شيء نخفيه؛ ولذلك إذا وقعت شبهة لأي إنسان، فعليه أن يتصل بأهل العلم الكبار الراسخين، ويذكر له هذه الشبهة، وسيجد الجواب الشافي الكافي، وأنا أذكر أنه أتى إليَّ عدد من الأشخاص وعندهم شبه، فأجلس معهم، وأتحاور معهم، حتى يخرج وقد زالت هذه الشبه عنه تمامًا، حصل لي تجارب كثيرة مع عدد من الأشخاص، وقد زالت عنهم هذه الشبه، ولله تعالى الحمد والمنة.
فإذا وقع عند الإنسان شبهة، فليسأل أهل العلم، أهل الذكر، حتى تزال عنه هذه الشبه، وحتى لا تبقى في نفسه منها شيء.
المقدم: إذن الحوار واستشارة المتخصص هي العلاج، فكثير من الأمهات أو الآباء ينهرون السائل من الأبناء والبنات، ينهرونه لما تدخل في هذه التفاصيل؟، لما تسأل في الموضوعات هذه أصلًا؟
الشيخ: إذا لم يدخل فيها ابتداء، الأحسن ألا يدخل، ويكون التوجيه أنه لا يدخل، لكن نفترض أن هذه الشبهة دخلت عليه الآن، دخلت إما عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو عبر صديق، أو عبر زميل، فهنا لا بد أن تجلى هذه الشبهة، لا بد أن تدفع، لا بد أن تدحر.
المقدم: لا أن ينهر فقط.
الشيخ: لا أن ينهر، نعم، ما دام أن الشبهة الآن وصلت إليه، فلا بد من تفنيدها، حتى لا تؤثر عليه.
المقدم: جميل!
شكر الله لكم هذا التوجيه، وهذه الكلمات معالي الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان، شكرًا لكم.
الشيخ: شكرًا لكم، وللإخوة المستمعين.
الحاشية السفلية
^1 | رواه أبو داود: 4319. |
---|