عناصر المادة
المقدم: حياكم الله مستمعينا الكرام إلى هذه الفقرة الأسبوعية “زدني علمًا”، مع معالي الشيخ الدكتور/ سعد بن تركي الخثلان، حياكم الله يا شيخ سعد.
الشيخ: حياكم الله، وحيا الله الإخوة المستمعين.
المقدم: شيخنا اليوم الموضوع نريد أن نتحدث عن الوعظ والعلم وما بينهما، يلاحظ أنه كثير يتجه دائمًا للوعظ عندما يكون فيه حالة إيمانية، ويحتاج إلى أن يستمع يتجه إلى مسمع يعظ، وربما يغفل عن الجانب العلمي، أو حتى الوعاظ أحيانًا يكونون في تحدثهم للناس وعظ بدون تغذية هذا الوعظ بالعلم.
الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
أما بعد:
حاجة الناس للوعظ والعلم
فإن الناس محتاجون للأمرين جميعًا، محتاجون للموعظة، ومحتاجون أيضًا للعلم، وإرشاد الناس وتوجيههم، فالموعظة كان النبي يركز عليها في خطبه ويعظ الناس؛ لأن النفوس تغفل؛ ولأن النفوس تذهل، وليس بالضرورة أنما يقوله الإنسان من الموعظة والتذكير أن يكون غير معلوم للناس، وإنما يقوله مذكرًا.
فيعني بعض الناس عندما يرى من يقوم ويتحدث ويعظ، يقول: هذا الذي يقوله فلان كله نعرفه، نقول: صحيح تعرفه، لكن المقصود هو التذكير؛ لأن النفس بطبيعتها أنها تغفل، وأنها تذهل؛ ولهذا قال : وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ [الذاريات:55]؛ فالذكرى والتذكير والموعظة هي مفيدة ونافعة للناس.
كذلك أيضًا ينبغي أن يتبع ذلك الجانب العلمي والتوجيه والإرشاد إرشاد الناس في أمور دينهم، فيما ينفعهم في أمور دينهم، إرشاد الناس فيما يتعلق بأمور الصلاة والزكاة والصيام والحج، والحلال والحرام، وما يحتاجون إليه في جميع أمور دينهم.
فلا بد أن يكون هناك توازن، وعلى هذا أيضًا يعني من يتولى التوجيه والإرشاد كخطيب الجمعة مثلًا، ومن كان في منبر التوجيه والإرشاد ينبغي أن يكون لديه هذا التوازن، لا تكن جميع أحاديثه بعيدة عن الموعظة، ولا تكن جميع أيضًا أحاديثه كلها مواعظ، ويغفل عن الجانب العلمي.
بل لا بد من التوازن بين الأمرين، وينظر الإنسان إلى حاجة المجتمع، وماذا يحتاج إليه المجتمع في هذا الوقت، هل المجتمع مثلًا يحتاج إلى التوجيه والإرشاد بخصوص قضية من القضايا مثلًا، أو أن المجتمع يحتاج في هذا الوقت إلى الموعظة، أو يحتاج إلى أمر آخر، فينظر إلى ما يحتاج إليه المجتمع فيقدمه على غيره.
المقدم: الموعظة يا شيخنا تطرق القلب فيفتح لها؛ لذلك أنا سألت هذا السؤال أقول: إن الموعظة تبقى ذات تأثير لحظي على الإنسان حيث يُشحن عاطفيًا فيتأثر بما سمع؛ لكنه يبقى منتظرًا لما بعد الموعظة.
ما يتبع الموعظة
الشيخ: نعم، لا بد أن يتبع الموعظة جانب عملي يبينه الواعظ، فعندما مثلًا يذكرهم بحقيقة الدنيا، يذكرهم بأمور الآخرة، يُبيّن ما المطلوب عمله من هذا المستمع، وأنه مثلًا ينتقل من جانب التألم ومن جانب التمني إلى جانب التطبيق والعمل.
فيتفقد مثلًا ما لديه من أوجه القصور، إذا كان مثلًا لديه إخلال ببعض الواجبات الشرعية، إخلال مثلًا بصلاة الفجر مع الجماعة في المسجد، أو وقوع في بعض المحرمات يتفقد نفسه، وينتقل من دائرة التمني إلى دائرة العمل والتطبيق، فينبغي أن يتبع الموعظة هذا التوجيه العملي لما ينبغي أن يفعله المستمع بعد التأثر بهذه الموعظة.
المقدم: جميل! شكر الله لكم هذه الكلمات وهذا التوجيه معالي الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان، شكرًا لكم.
الشيخ: وشكرًا لكم، وللإخوة المستمعين.