الإنسان ينسى يوم القيامة كل نعيم وكل بؤس مر به في الدنيا، ولا يبقى له إلا ما قدمت يداه، ففي صحيح مسلم أن النبي قال: يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة، فيصبغ في النار صبغة، ثم يقال: يا ابن آدم هل رأيت خيراً قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يارب، ويؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا، فيصبغ في الجنة صبغة، ويقال له: يا ابن آدم هل رأيت بؤساً قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لا والله يارب، ما مر بي بؤس قط، ولا مر بي شدة قط[1]، فإذا كان أعظم بني آدم نعيماً وأشدهم بؤساً يقولان ذلك، فما بالك بغيرهما؟!
الحاشية السفلية
^1 | أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب القيامة والجنة والنار، باب صبغ أنعم أهل الدنيا في النار وصبغ أشدهم بؤسا في الجنة، صحيح مسلم (4/ 2162)، برقم (2807). |
---|
من الأدعية التي كان النبي يكثر منها: ماجاء في صحيح البخاري عن أنس قال: كنت أخدم رسول الله فكنت أسمعه كثيراً يقول: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال[1]. قال ابن القيم رحمه الله: (المكروه والوارد على القلب إن كان من أمر مستقبل يتوقعه أحدث الهم، وإن كان من أمر ماض قد وقع أحدث الحزن، وتخلف العبد عن أسباب الخير والفلاح، إن كان لعدم قدرته فهو العجز، وإن كان لعدم إرادته فهو الكسل، وعدم النفع منه إن كان ببدنه فهو الجبن، وإن كان بماله فهو البخل، واستيلاء الغير على المال، إن كان بحق فهو من ضلع الدين، وإن كان بباطل فهو من قهر الرجال)[2].
عن سعد بن أبي وقاص أن رسول الله قال: من تصبح كل يوم سبع تمرات عجوة، لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر[1]. والأظهر من أقوال العلماء أن هذا لا يختص بتمر عجوة، بل يشمل جميع أنواع التمر، بدليل أنه جاء في إحدى روايات مسلم: من أكل سبع تمرات مما بين لابتيها[2]. أي المدينة، قال الشيخ محمد العثيمين: (كان شيخنا ابن سعدي رحمه الله يرى أن ذكر تمر عجوة على سبيل التمثيل، وأن المقصود التمر مطلقاً)[3].
الحاشية السفلية
^1 | أخرجه البخاري في صحيحه،كتاب الأطعمة، باب العجوة، صحيح البخاري (7/ 80)، برقم (5445)، ومسلم في صحيحه، كتاب الأشربة، باب فضل تمر المدينة، صحيح مسلم (3/ 1618)، برقم (2047). |
---|---|
^2 | أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الأشربة، باب فضل تمر المدينة، صحيح مسلم (3/ 1618)، برقم (2047). |
^3 | الشرح الممتع (٥/ ١٢٣). |
السنن الرواتب (12) ركعة: أربع قبل الظهر وركعتان بعدها، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء وركعتان قبل الفجر، ورد في فضلها ما أخرجه مسلم في صحيحه من طريق النعمان بن سالم عن عمرو بن أوس قال حدثنى عنبسة بن أبى سفيان قال: سمعت أم حبيبة تقول: سمعت رسول الله يقول: من صلى اثنتى عشرة ركعة فى يوم وليلة بنى له بهن بيت فى الجنة[1]. قالت أم حبيبة: فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله وقال عنبسة: فما تركتهن منذ سمعتهن من أم حبيبة، وقال عمرو بن أوس: ما تركتهن منذ سمعتهن من عنبسة، وقال النعمان بن سالم: ما تركتهن منذ سمعتهن من عمرو بن أوس.
الحاشية السفلية
^1 | أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الصلاة، باب فضل السنن الراتبة قبل الفرائض وبعدهن، وبيان عددهن، صحيح مسلم (1/ 502)، برقم (728). |
---|
السنة عند نزول المطر أن يحسر الإنسان عن رأسه وذراعيه وما استطاع من جسده، حتى يصيبه المطر؛ لما جاء في صحيح مسلم عن أنس قال: أصابنا ونحن مع رسول الله مطر، قال: فحسر ثوبه حتى أصابه من المطر، فقلنا: يا رسول الله، لم صنعت هذا؟ قال: لأنه حديث عهد بربه تعالى[1]. معنى حديث عهد بربه، أي: بتكوين ربه إياه[2].
الحلم سيد الأخلاق، وهو من الخصال التي يحبها الله ورسوله، وهو أفضل من كظم الغيظ، ويستدل به على كمال العقل، وقد جاء رجل إلى النبي فقال: أوصني قال: لا تغضب، فردد مرارا، فقال: لا تغضب[1]. ويمكن للإنسان سريع الغضب أن يصبح حليما، لكن بالتدرج وتكلف الحلم في البداية، فيحدد في اليوم الأول ساعة يقرر ألا يغضب مهما كان السبب، وفي اليوم الثاني يجعلها ساعتين، وفي اليوم الثالث يجعلها ثلاثاً.. وهكذا، ومع مرور الوقت يكتسب صفة الحلم.
الحاشية السفلية
^1 | أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأدب، باب الحذر من الغضب، صحيح البخاري (8/ 28)، برقم (6116). |
---|
عن أنس بن مالك أن أمه أتت به إلى سول الله فقالت: يا رسول الله هذا أنس غلام يخدمك فادع الله له، قال أنس: فدعا لي بثلاث دعوات رأيت منها اثنتين في الدنيا، وأرجو الثالثة في الآخرة، قال: اللهم أكثر ماله وولده، وأطل عمره، واغفر ذنبه قال أنس: فكثر مالي حتى أصبحت من أكثر الأنصار مالا وصار بستاني يثمر في السنة مرتين، وكثر ولدي حتى قد دفنت من صلبي أكثر من مئة، وطال عمري حتى قد استحييت من أهلي واشتقت للقاء ربي. ووأما الثالثة -يعني المغفرة– فأرجوها في الآخرة» [1].
الحاشية السفلية
^1 | أصل القصة، أخرجها البخاري في صحيحه، كتاب الدعوات، باب دعوة النبي لخادمه بطول العمر وبكثرة ماله، صحيح البخاري (8/ 75)، برقم (6344)، ومسلم في صحيحه، كتاب الفضائل، باب ومن فضائل أنس بن مالك ، صحيح مسلم (4/ 1929)، برقم (2481). |
---|
عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله : ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا وعلى رأسه ملك يقول: آمين ولك بمثله [1]. قال الميموني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ستة أدعو لهم عندالسحر أحدهم الشافعي، فينبغي لك أخي المسلم أن تختار أناساً تحبهم وتخصهم باالدعاء، ولاشك أن دعاء تؤمن عليه الملائكة حري بالإجابة.
الحاشية السفلية
^1 | أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب فضل الدعاء للمسلمين بظهر الغيب، صحيح مسلم (4/ 2094)، برقم (2732). |
---|
من الأحاديث المشتهرة حديث: «أفرضكم زيد»، وهو حديث ضعيف لا يصح عن النبي ، وقد رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه من طريق أبي قلابة عن أنس، ولم يسمع منه هذا الحديث، وقد ضعفه جمع من الحفاظ كالدار قطني والخطيب البغدادي والبيهقي وابن حجر، والألباني كان قد صححه ثم رجع عن ذلك فضعفه، وقال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية: (حديث ضعيف… ولم يكن زيد على عهد النبي معروفا بالفرائض.. )[1].
الحاشية السفلية
^1 | مجموع الفتاوى (٣١/ ٣٤٢). |
---|
جاء في الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله قال: إن في الجمعة لساعة لا يوافقها مسلم يسأل الله فيها خيراً، إلا أعطاه إياه[1].
وقد ذكر الحافظ ابن حجر في تحديدها ٤٣ قولاً [2]، ورجح ابن القيم وجمع من المحققين أنها آخر ساعة بعد العصر وقال: (هو قول أكثر السلف وعليه أكثر الأحاديث، ووهذه الساعة –آخر ساعة بعد العصر– يعظمها جميع أهل الملل، وعند أهل الكتاب أنها هي ساعة الإجابة، وهذا مما لا غرض لهم في تحريفه وتبديله، وقد اعترف به مؤمنهم)[3].