من أنعم الله تعالى عليه نعمة، فينبغي أن يظهر أثرها عليه من غير سرف ولا خيلاء، وينبغي ألا يتكتم عليها، ويدل لذلك حديث عمران بن حصين، ، أن رسول الله قال: من أنعم الله عليه نعمة، فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته على خلقه[1].
الحاشية السفلية
^1 | أخرجه أحمد في مسند المكثرين من الصحابة، من حديث أبي هريرة ، مسند أحمد ط الرسالة (13/ 468)، برقم (8107). بسند صحيح. |
---|
دعاء ذهاب الهم والحزن، هو: ماجاء في حديث ابن مسعود ، أن رسول الله ، قال: ما أصاب أحدا هم ولا حزن، فقال: اللهم إني عبدك، وابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أواستأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي) إلا أذهب الله همه وحزنه، وأبدله مكانه فرحاً، قالوا: يا رسول الله، ألا نتعلم هؤلاء الكلمات؟ قال: أجل، ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن[1].
الحاشية السفلية
^1 | أخرجه أحمد في مسند المكثرين من الصحابة، من حديث عبد الله بن مسعود ، مسند أحمد ط الرسالة (7/ 341)، برقم (4318)، وابن حبان في صحيحه، باب الأدعية، ذكر الأمر لمن أصابه حزن أن يسأل الله ذهابه عنه وإبداله إياه فرحا، صحيح ابن حبان – مخرجا (3/ 253)، برقم (972)، والحاكم في المستدرك، كتاب الدعاء، والتكبير، والتهليل، والتسبيح والذكر، المستدرك على الصحيحين للحاكم (1/ 690)، برقم (1877). |
---|
عن أبي هريرة ، أن رسول الله ، قال: رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان، فانسلخ قبل أن يغفر له، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر، فلم يدخلاه الجنة[1].
الحاشية السفلية
^1 | أخرجه الترمذي في سننه، أبواب الدعوات، باب.. سنن الترمذي ت بشار (5/ 442)، برقم (3545)، وأحمد في مسند المكثرين من الصحابة، من حديث أبي هريرة ، مسند أحمد ط الرسالة (12/ 421)، برقم (7451)، وهو حديث صحيح بمجموع طرقه. |
---|
عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: (قدم عيينة بن حصن بن حذيفة، فدخل على عمر بن الخطاب، فقال: هي يا ابن الخطاب، فوالله ما تعطينا الجزل، ولا تحكم بيننا بالعدل، فغضب عمر، حتى هم أن يوقع به، فقال له الحر بن قيس: يا أمير المؤمنين، إن الله تعالى قال لنبيه : خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ [الأعراف: 199]. وإن هذا من الجاهلين، قال: فوالله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه، وكان وقافا عند كتاب الله)[1].
الحاشية السفلية
^1 | أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب السنة، باب الاقتداء بسنن رسول الله ، صحيح البخاري (9/ 94)، برقم (7286). |
---|
عن أنس ، قال: (جاءت بي أمي وعمري عشر سنين إلى رسول الله ، فقالت: يا رسول الله، خويدمك أنس، ادع الله له، قال: فدعا لي بثلاث دعوات، رأيت منها اثنتين في الدنيا، وأرجو الثالثة في الآخرة، قال: اللهم أكثر ماله وولده، وبارك له فيه، وأطل عمره واغفر ذنبه.
قال أنس: فإني لمن أكثر الأنصار مالا، وأكثر الله ولدي حتى حدثتني ابنتي أميمة أنه دفن لصلبي مقدم حجاج البصرة بضع وعشرون ومئة من الولد، (وقد أطال الله عمره حتى قارب المئة عام). رواه أحمد، وأصل القصة في الصحيحين[1].
من فوائد قصة دعاء النبي لأنس:
الحاشية السفلية
^1 | سبق تخريجه. |
---|
العبد مفتقر إلى الله تعالى في أن يهديه ويلهمه رشده؛ ولهذا قد يكون الرجل من أذكياء الناس، وأحدِّهم نظراً، ويغفل عن أظهر الأشياء، وقد يكون من أبلد الناس وأضعفهم نظرا، ويهديه لما اختلف فيه من الحق بإذنه، فلا حول ولا قوة إلا بالله، فمن اتكل على نظره، واستدلاله أو عقله ومعرفته خذل؛ ولهذا كان النبي كثيرا ما يقول: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك[1].
الحاشية السفلية
^1 | ينظر: درء تعارض العقل والنقل، لشيخ الإسلام ابن تيمية (٤/ ٣٨٢). |
---|
من أعظم موانع إجابة الدعاء، استعجال الإجابة، واليأس منها عند تأخر تحققها، ويدل لذلك حديث أبى هريرة ، أن النبي قال: لا يزال يستجاب للعبد، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل، قيل: يا رسول الله ما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوت وقد دعوت، فلم أر يستجيب لي، فيستحسر عند ذلك، ويدع الدعاء[1].
الحاشية السفلية
^1 | أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الدعوات، باب يستجاب للعبد ما لم يعجل، صحيح البخاري (8/ 74)، برقم (6340)، ومسلم في صحيحه، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب بيان أنه يستجاب للداعي ما لم يعجل فيقول: دعوت فلم يستجب لي، صحيح مسلم (4/ 2095)، برقم(2735). |
---|
من كان عنده فراسة يستطيع معرفة الصادق من الكاذب، بمجرد مقابلته وسماع كلامه، ورؤية تعابير وجهه؛ ولهذا قال عبد الله بن سلام: (لما قدم رسول الله المدنية انجفل الناس إليه، وقيل: قدم رسول الله ، فجئت في الناس؛ لأنظر إليه، فلما استبنت وجه رسول الله ، عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، وكان أول شيء تكلم به، أن قال: أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا والناس نيام، تدخلون الجنة بسلام)[1].
الحاشية السفلية
^1 | أخرجه الترمذي في سننه، أبواب صفة القيامة والرقائق والورع، باب.. سنن الترمذي ت بشار (4/ 233)، برقم (2485)، وقال: هذا حديث صحيح. |
---|
عن حكيم بن حزام ، قال: (سألت رسول الله فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال: يا حكيم، إن هذا المال خضرة حلو، فمن أخذه بسخاوة نفس، بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس، لم يبارك له فيه، كالذي يأكل ولا يشبع، اليد العليا خير من اليد السفلى.
قال حكيم: فقلت: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق، لا أرزأ أحداً بعدك شيئا حتى أفارق الدنيا، فكان أبو بكر يدعو حكيماً إلى العطاء، فيأبى أن يقبله منه، ثم إن عمر دعاه ليعطيه، فأبى أن يقبل منه شيئاً، فقال عمر: (إني أشهدكم يا معشر المسلمين على حكيم، أني أعرض عليه حقه من هذا الفيء، فيأبى أن يأخذه) فلم يرزأ حكيم أحداً من الناس بعد رسول الله حتى توفي)[1]
من فوائد هذه القصة:
الحاشية السفلية
جاء في حديث معاوية بن الحكم قال: (قلت يارسول الله: منا رجال يتطيرون). فقال : ذاك شىء يجدونه فى صدورهم فلا يصدنهم[1].
المعنى: أن الطيرة شيء تجدونه في نفوسكم ضرورة، ولا عتب عليكم في ذلك، فإنه غير مكتسب لكم، فلا تكليف به، ولكن لا تمتنعوا بسببه من التصرف في أموركم، فهذا هو الذي تقدرون عليه، وهو مكتسب لكم، فيقع به التكليف[2].