عن أنس ، قال: (جاءت بي أمي وعمري عشر سنين إلى رسول الله ، فقالت: يا رسول الله، خويدمك أنس، ادع الله له، قال: فدعا لي بثلاث دعوات، رأيت منها اثنتين في الدنيا، وأرجو الثالثة في الآخرة، قال: اللهم أكثر ماله وولده، وبارك له فيه، وأطل عمره واغفر ذنبه.
قال أنس: فإني لمن أكثر الأنصار مالا، وأكثر الله ولدي حتى حدثتني ابنتي أميمة أنه دفن لصلبي مقدم حجاج البصرة بضع وعشرون ومئة من الولد، (وقد أطال الله عمره حتى قارب المئة عام). رواه أحمد، وأصل القصة في الصحيحين[1].
من فوائد قصة دعاء النبي لأنس:
- لا بأس أن يطلب ممن يرجى إجابة دعائهم الدعاء لهم أو لأولادهم، فقد تستجاب تلك الدعوة ويحصل بسبها خير عظيم.
- لا بأس بالدعاء بكثرة المال والبركة فيه، والدعاء بالبركة فيه يستلزم أن يقوم بالحقوق الواجبة فيه، وألا يكون ملهيا للإنسان عن طاعة الله، أو سببا لطغيانه.
- لا بأس بالدعاء بكثرة الولد، لكن ينبغي تقييد ذلك بالبركة فيهم.
- لا بأس بالدعاء بطول العمر، لكن ينبغي تقييد ذلك بطاعة الله، بأن تقول: (أطال الله عمرك على طاعته). لأن طول العمر مع المعاصي نقمة على الإنسان، حيث تكثر ذنوبه، أما طول العمر مع الطاعة، فهو نعمة حيث تكثر حسناته
الحاشية السفلية
^1 | سبق تخريجه. |
---|