أخبر الله تعالى عن الملائكة بأنهم يدعون للمؤمنين بظهر الغيب الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ [غافر:7]. ويؤمنون كذلك على دعاء المؤمن لأخيه بظهر الغيب، كما قال عليه الصلاة والسلام: إذا دعا المسلم لأخيه بظهر الغيب، قال الملك: آمين ولك بمثل. ودعاء تؤمن عليه الملائكة حري بالإجابة.
ورد ذكر اليتامى في القرآن الكريم ٢٣ مرة، وفي صحيح البخاري عن سهل بن سعد أن رسول الله قال: أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما [1]. ونقل ابن حجر عن ابن بطال أنه قال: (حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به؛ ليكون رفيق النبي في الجنة، ولا منزلة في الآخرة أفضل من ذلك)[2].
عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ، كان يدعو في الصلاة: اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات، اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم. فقال له قائل: ما أكثر ما تستعيذ من المغرم! فقال: إن الرجل إذا غرم حدث فكذب ووعد فأخلف[1]. المأثم، أي: الإثم، والمغرم: الدين، والمعنى: أن الإنسان إذا لحقته الديون اضطرته إلى الكذب وإخلاف الوعد.
قال ابن القيم رحمه الله: (جمع النبي بين المأثم والمغرم، فان المأثم يوجب خسارة الآخرة، والمغرم يوجب خسارة الدنيا).
الحاشية السفلية
^1 | أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأذان، باب الدعاء قبل السلام، صحيح البخاري (1/ 166)، برقم (832)، ومسلم في صحيحه، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب ما يستعاذ منه في الصلاة، صحيح مسلم (1/ 412)، برقم (589). |
---|
في قول النبي : لايغرنكم الساطع المصعد أي الفجر الكاذب حتى يعترض لكم الأحمر أي الفجر الصادق، قال ثعلب: (المراد بالأحمر: الأبيض؛ لأن الحمرة إنما تبدو في البياض، قال: والعرب لا تطلق الأبيض في اللون، وإنما تقوله في نعت الطاهر والنقي والكريم ونحو ذلك)[1].
الحاشية السفلية
^1 | فتح الباري(٩/ ٤٥٣). |
---|
عن أبي مسعود الأنصاري قال: جاء رجل إلى النبي فقال: إني أبدع بي -أي هلكت دابتي- فاحملني، فقال : ما عندي، فقال رجل: يا رسول الله، أنا أدله على من يحمله، فقال رسول الله : من دل على خير فله مثل أجر فاعله.
الدلالة على الخير ينال بها المسلم مثل أجر الفاعل، مهما كان ذلك الخير؛ لقول النبي : من دل على خير فله مثل أجر فاعله.
جاء في الصحيحين عن أبي هريرة أن النبي قال: لا يبع حاضر لباد[1]. والحاضر: المقيم في البلد، والباد: من يدخل البلد من غير أهله، سواء كان بدوياً أم غيره، وسئل ابن عباس عن معناه: فقال: (لا يكون له سمساراً) مع أن في كون الحاضر سمساراً للبادي مصلحة لهما، لكن فيها مضرة على أهل السوق، فإن البادي إذا ترك يبيع سلعته بنفسه، فالغالب أنه يبيعها برخص، فينتفع الناس بذلك. وقد جاء في رواية مسلم الإشارة لهذا المعنى: دعوا الناس يرزق الله بعضهم من بعض.
الحاشية السفلية
^1 | أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب البيوع، باب: هل يبيع حاضر لباد بغير أجر، وهل يعينه أو ينصحه، صحيح البخاري (3/ 72)، (2158)، ومسلم في صحيحه، كتاب البيوع، باب تحريم بيع الحاضر للبادي، صحيح مسلم (3/ 1157)، برقم (1520). |
---|
عن أبي موسى قال: قام فينا رسول الله بخمس كلمات، فقال: إن الله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه[1].
ومعنى يخفض القسط ويرفعه: أن الله تعالى يخفض الميزان ويرفعه بما يوزن من أعمال العباد المرتفعة، ويوزن من أرزاقهم النازلة، وهذا تمثيل لما يقدر تنزيله، فشبه بوزن الميزان[2].
سئل الإمام مالك: أيعبر الرؤيا كل أحد؟ فقال: (أبالنبوة يلعب؟! الرؤيا جزء من النبوة، فلا يلعب بالنبوة)[1]. ومراده بجزء من النبوة: ماجاء في قول النبي : رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة[2]. وذلك أنه أقام يوحى إليه ثلاثاً وعشرين سنة، وكان قبل ذلك: ستة أشهر يرى في المنام الوحي، فنسبة ستة أشهر إلى ٢٣ تعادل جزءاً من ستة وأربعين.
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي دخل على أعرابي يعوده، فقال له: لا بأس طهور إن شاء الله، قال: كلا، بل هي حمى تفور، على شيخ كبير، تزيره القبور، فقال النبي : فنعم إذا[1].
وجاء في رواية عند الطبراني: (أن الأعرابي المذكور أصبح ميتاً)[2].
قال الحافظ ابن حجر: (دل هذا الحديث على أنه ينبغي للمريض أن يتلقى الموعظة بالقبول، ويحسن جواب من يذكره بذلك)[3].
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة، حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر[1].
كم يستغرق منك قول (سبحان الله وبحمده) 100 مرة؟! وكم سيكون لك من الثواب لو زدت في عدد التسبيح؟! كان أبو هريرة يسبح كل يوم اثنتي عشرة ألف تسبيحة[2].