حكم الوقوف عند رؤية الجنازة

الوقوف عند رؤية الجنازة سنةٌ، النبي  يقول: إذا رأيتم الجنازة فقوموا ^[1]، ولما مُرَّ بجنازةٍ قام عليه الصلاة والسلام، فقيل: يا رسول الله، إنها جنازة يهوديٍّ. قال: أليستْ نفسًا؟! ^[2]، إن للموت فزعًا ^[3]، فأشار عليه الصلاة والسلام إلى الحكمة من ذلك، وهي: أن الإنسان إذا رأى الجنازة ينبغي له أن يفزع، وأن يهتم، وأن يعتبر، وألا يكون مُتبلد الإحساس، يرى الجنازة يُمَرّ بها أمامه ولا يقوم ولا ينتبه، فالقيام عند رؤية الجنازة سنةٌ.

وأما ما جاء في حديث عليٍّ : أن النبي عليه الصلاة والسلام قام ثم قعد ^[4]، فهذا يدل على نسخ الوجوب، لكن الاستحباب لا يزال باقيًا.

وهذا يدل على أن القيام عند رؤية الجنازة ليس واجبًا؛ لأنه عليه الصلاة والسلام قام ثم قعد، لكنه مُستحبٌّ؛ لأنه عليه الصلاة والسلام ذكر عِلةً يبعد معها أيضًا نسخ الاستحباب؛ لأنه قال: إن للموت فزعًا يعني: أشار عليه الصلاة والسلام للحكمة من القيام عند رؤية الجنازة، وهي: أن الإنسان ينبغي أن يفزع عندما يرى الموت، ويرى الجنائز يُمَرُّ بها، وأن يهتمَّ بذلك، وأن يعتبر، وألا يكون مُتبلد الإحساس.

ولهذا ينبغي تنبيه الناس؛ لأن هذه من السنن التي تخفى على كثيرٍ من الناس، وتكون خاصةً في المساجد التي يُصلَّى فيها على الجنائز، يُزال الحاجز عن الجنائز، وتجد الناس -مثلًا- في الصفوف الأولى يرون الجنازة ولا يقومون، هذا خلاف السنة، ينبغي إذا رأوا الجنازة أن يقوموا، فالسنة عند رؤية الجنازة القيام: إذا رأيتم الجنازة فقوموا.