logo

أيهما أفضل العمرة في رمضان أو في شهر ذي القعدة؟

مشاهدة من الموقع

السؤال

يسأل عن العُمْرة في ذي القعدة، وأنها أفضل من العمرة في رمضان لكون الصحابة: ابن عباس وغيره، لم يعتمر مع قُرْبه من مكة؟

الجواب

هذه المسألة محل خلاف بين العلماء، والقول الراجح أن العمرة في رمضان أفضل؛ لقول النبي : عمرةٌ في رمضان تعدل حَجَّة. وهذا الحديث أخرجه البخاري ومسلم من قول النبي [1].

وأما كون النبي لم يعتمر في رمضان وإنما اعتمر في ذي القعدة: فمعلوم من هديه -عليه الصلاة والسلام- أنه قد يحث على الشيء ولا يفعله لانشغاله بمصالح أرجح مثلًا؛ كأن يقول: أفضل الصيام صيام داود، كان يصوم يومًا ويفطر يومًا[2]، لكن نعلم من هديه -عليه الصلاة والسلام- أنه لم يكن يفعل ذلك، كان يصوم حتى يقول القائل: لا يفطر، ويفطر حتى يقول القائل: لا يصوم[3].

هكذا أيضًا بالنسبة للعمرة؛ فقد أخبر -عليه الصلاة والسلام- بأن العمرة في رمضان تعدل حجة، ولكنه لم يعتمر -عليه الصلاة والسلام- في رمضان، وإنما اعتمر في ذي القعدة. فالقول مُقدَّم على الفعل، ودلالة القول مقدمة على دلالة الفعل.

ولهذا؛ عند كثير من المحققين من أهل العلم: أن العمرة في رمضان أفضل من العمرة في شهر ذي القعدة[4]، وفي الأشهر الحرم عمومًا؛ لأن العمرة في رمضان قد ورد فيها هذا الفضل الذي لم يرد في غيرها: عمرة في رمضان تعدل حجة.

^1 رواه البخاري: 1863، ومسلم: 1256.
^2 رواه البخاري: 3420، ومسلم: 1159.
^3 رواه البخاري: 1971، ومسلم: 1157.
^4 ينظر: "فتح الباري" لابن حجر: 3/ 605.
مواد ذات صلة