في حالة المطر الشديد: هل يُجمع المغرب مع العشاء والتراويح أيضًا، أم هناك تفصيل في هذه المسألة؟
مشاهدة من الموقع
السؤال
في حالة المطر الشديد: هل يُجمع المغرب مع العشاء والتراويح أيضًا، أم هناك تفصيل في هذه المسألة؟
الجواب
الأصل أن الصلاة تصلى في وقتها، هذا أصل مُجمَع عليه ومُحكَم؛ لقول الله : إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا [النساء:103].
لكن إذا وُجد حرج ظاهر يعيق الناس من الوصول للمسجد، ويُخشى أن الناس ربما صلوا في بيوتهم ولم يصلوا مع الجماعة في المسجد بسبب شدة المطر؛ فيجوز الجمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء. لكن هذا مقيد بوجود الحرج الظاهر والمشقة الظاهرة، أما إذا لم يوجد حرج ظاهر أو وجد مشقة لكنها يسيرة أو محتملة؛ فلا يجمع بين الصلاتين. وإذا شك: هل هناك حرج ظاهر أم لا؟ فيرجع للأصل، وهو أن الأصل عدم الجمع.
ويلاحظ تساهل بعض أئمة المساجد في هذه المسألة؛ فيبادرون بالجمع مع أنه ليس هناك حرج كبير يلحق الناس، بدليل أن الناس إذا جمعوا ذهبوا لأمور دنياهم، بل بعضهم ذهب للتفسح وذهبوا للاستراحات وذهبوا للبَرَارِي، فأين الحرج مع واقع هؤلاء؟! إنما قال الفقهاء بالجمع؛ لأن الناس سيَلْزمون بيوتهم بسبب شدة المطر، فحتى يُحصِّلوا الجماعة يجمعون بين العشاء والمغرب تحصيلًا للجماعة.
وينبغي أيضًا أن يُستحضر تغيُّر أحوال الناس في الوقت الحاضر عن العصور الماضية، ففيما سبق كان إذا نزل المطر -حتى وإن كان يسيرًا- يَبَلُّ الثيابَ ولَحِق الناسَ معه حرجٌ عظيم، كانت البيوت طينية، والشوارع أيضًا طينية، والبيوت مسقوفة بجذوع النخل، وبجريد النخل، ولم يكن هناك كهرباء، وكانت الدواب هي وسائل المواصلات، ويحصل منها ما يحصل من الروث ونحوه، فإذا نزل المطر لحق الناس حرج، وكانت أيضًا الشوارع ضيقة.
أما في وقتنا الحاضر فقد تيسرت أمورُ كثيرٍ من الناس اليوم، وأصبحت الشوارع مسفلتة، مع وجود الكهرباء، ومع وجود وسائل المواصلات والراحة، وأيضًا المساجد مبنية بالخرسانة، وكذلك مبلطة ومفروشة بالفرش الجيد، فأحيانًا أدنى درجات الحرج والمشقة لا توجد، خاصة إذا كان المطر ينزل في مثل هذه الأيام في وقت الربيع أو أول الصيف، والأمطار عادة في هذا الوقت تنزل بغزارة ثم تتوقف، فكما يقولون في المثل: سحابة صيف؛ يعني: أنها لا تطول، سرعان ما تنشأ وسرعان ما تمطر وسرعان ما تنقشع.
ولذلك؛ الذي أرى أنه لا يستعجل في الجمع، خاصة أن فيه صلاة التراويح أيضًا، وهذه الليالي ليالٍ مباركة. ثم أيضًا إذا جمعوا: لنفترض مثلًا أن إمام المسجد قال: سأجمع العشاء مع المغرب، هل الناس سيبقون في بيوتهم؟!
فالذي أرى أنه لا يستعجل الإمام في الجمع، خاصة في هذه الليالي، وأن يتيح الفرصة للناس لكي تتعبد ويأتوا لصلاة العشاء، ويصلوا صلاة العشاء، وصلاة التراويح مع الإمام؛ ومن قام مع الإمام حتى ينصرف كُتب له قيام ليلة. أما من كان يلحقه الحرج بالحضور للمسجد فهو معذور؛ يصلي في بيته ولا تجب عليه الجماعة.
لكن تفويت مثل هذه الليالي الفاضلة، وعدم صلاة الإمام بالناسِ التراويحَ بحجة المطر، أرى أنه غير مناسب، لا يلجأ لذلك إلا عند وجود الحاجة الملحة. أما عند عدم وجود الحاجة الملحة؛ فينبغي أن يأخذ المسلم بالعزيمة، وأن يحرص على ألا يجمع، وأن يصلي الصلاة في وقتها.
هذا الحديث أخرجه مسلمٌ في “صحيحه” ((رواه مسلم: 250.))، وهو على ظاهره، وهو أن الحلية في الجنة تبلغ من المؤمن…
لا يجوز تأخير الصلاة حتى تهبط الطائرة، ما دام أن الطائرة لن تهبط إلا بعد خروج الوقت؛ وذلك لأن شرط…