logo
الرئيسية/مقاطع/أقسام القضاء، وأي قسمٍ منه يردُّه الدعاء

أقسام القضاء، وأي قسمٍ منه يردُّه الدعاء

مشاهدة من الموقع

قال: قال: يا محمد، إني إذا قضيتُ قضاءً؛ فإنه لا يُرَدُّ [1]، القضاء ينقسم إلى قسمين:

  • قضاءٌ مُبْرَمٌ.
  • وقضاءٌ معلقٌ.

أما القضاء المبرم: فهو القضاء الذي لا يردُّه دعاءٌ ولا غيره، وهو الذي سبق في علم الله أنه لا بد من وقوعه، وهو المقصود في هذا الحديث، هذا يسمى: قضاءً مُبْرَمًا.

وهناك قضاءٌ معلقٌ: يُرد بالدعاء، ويرد بصلة الرحم وبالصدقة ونحو ذلك؛ كما قال عليه الصلاة والسلام: من أحبَّ أن يُبسط له في رزقه، ويُنسَأ له في أثره؛ فليصل رحمه [2]، وكذلك: الدعاء يَردُّ القضاء، وكذلك الصدقة تدفع البلاء، وهو المقصود في قول الله ​​​​​​​​​​​​​​: يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ [الرعد:39]، فالمحو والإثبات إنما يدخلان في القضاء المُعلَّق.

ومعنى المحو والإثبات: يعني: المحو والإثبات في الصحف التي بأيدي الملائكة، ولكن الذي في اللوح المحفوظ: هو ما يستقر عليه هذا القضاء؛ ولذلك قال سبحانه: يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ [الرعد:39]، أُمُّ الْكِتَابِ: هو اللوح المحفوظ، فالذي في اللوح المحفوظ لا يدخله المحو ولا الإثبات، إنما يدخل المحو والإثبات الصحف التي بأيدي الملائكة، وبهذا يرتفع الإشكال الذي قد يُورَد على هذا الحديث، وقد ذكره بعض أهل العلم، يقولون: كيف يقول الله ​​​​​​​: إني إذا قضيتُ قضاءً؛ فإنه لا يُرَدُّ؟! وما ورد في الأحاديث من أن الدعاء يرد القضاء [3]، وأن صِلة الرحم تُطيل العمر، وتكون سببًا لبسط الرزق [4]، وأن الصدقة تدفع البلاء [5]، ونحو ذلك؟

فبهذا التفصيل يرتفع هذا الإشكال، فنقول: إن المقصود بالقضاء الذي لا يُردُّ: هو القضاء المُبرم، وأما ما ورد من صِلة الرحم ومن الدعاء والصدقة ونحو ذلك، فهذا القضاء المُعلق.

^1 رواه مسلم: 2889.
^2, ^4 رواه البخاري: 2067، ومسلم: 2557.
^3 رواه الترمذي: 2139، وأحمد: 22413، والطبراني: 1442، وقال الترمذي: حديث حسن غريب.
^5 رواه ابن حبان: 228.
zh