logo
الرئيسية/مقاطع/موقف المسلم مما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم

موقف المسلم مما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم

مشاهدة من الموقع

ينبغي للمسلم ألا يخوض في شأن هاتين الطائفتين وجميع حروب الصحابة، بل يحسن الظن بالصحابة ، وكما قال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله: تلك دماءٌ طهر الله سيوفنا منها، فلنطهر ألسنتنا منها [1]، خاصةً وأن معظمهم من الصحابة، وقد قال عليه الصلاة والسلام: لا تسبوا أصحابي، فو الذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أُحدٍ ذهبًا؛ ما بلغ مد أحدهم ولا نَصِيفه [2]

جاء رجلٌ لأحد السلف وقال: إني أبغض معاوية؛ لأنه قاتل عليًّا بغير حقٍّ! فقال له: رب معاوية ربٌّ رحيمٌ، وخصم معاوية خصمٌ كريمٌ، فما دخولك بينهما [3]؟!

ولهذا فينبغي الكف عن الحديث فيما شجر بين الصحابة ، وأن يُحسَن الظن بهم، وأن يُعتقد بأنهم مجتهدون متأولون، منهم المصيب، ومنهم المخطئ المتأول، وهذا هو الواجب، ولا يجوز الإساءة لأحدٍ من الصحابة  بسبب تلك الحروب أو غيرها؛ لأنهم مجتهدون، كل منهم يريد الحق وقتالَ الباغي، وكان الصحابة يريدون الاصطلاح فيما بينهم، لكن كان بعض الأتباع هم الذين أوقدوا نار الحروب، وتسببوا في هذه الفتن وهذه المقتلة العظيمة.

لكن المهم هو معرفة موقف المسلم من هذه الحروب التي جرت بين الصحابة ، وهو الإمساك عما شجر بينهم، وإحسان الظن بهم، واعتقاد أنهم مجتهدون متأولون، وأن منهم المصيب، ومنهم المخطئ المغفور له -إن شاء الله- لأنه متأولٌ في هذا.

^1 فتح المغيث بشرح ألفية الحديث: 4/ 101.
^2 رواه البخاري: 3673، ومسلم: 2540.
^3 ينظر البداية والنهاية لابن كثير: 8/ 189.
zh