وفي هذا الحديث ذِكر عَرْض المقعد على المؤمن من الجنة، وعرض المقعد على الكافر من النار. وهذا واضح في المؤمن والكافر.
ولكن، ماذا عن المُخلِّط الذي له ذنوب هو مُؤاخَذ بها لكنه مؤمن، لكن له ذنوب مؤاخذ بها؟ قال القرطبي: له مقعدان: مقعد في النار زمن تعذيبه، ومقعد في الجنة بعد إخراجه.
وهذا أحسن ما قيل في هذه المسألة؛ يكون له مقعدان: مقعد في النار زمن تعذيبه؛ لأنه سيدخل النار ويُعذَّب فيها بقدر ذنوبه، فله مقعد في النار زمن تعذيبه. ومقعد في الجنة بعد إخراجه منها؛ يعني بعد إخراجه من النار وإدخاله الجنة. فهذا يقتضي أن يُعرض عليه مقعداه بالغداة والعشي[1].
^1 | ينظر: "المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم": 7/ 145. |
---|