logo
الرئيسية/مقاطع/معنى قول الله تعالى: "ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا"

معنى قول الله تعالى: "ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا"

مشاهدة من الموقع

وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا [الحشر:9]، لماذا قال الله: فِي صُدُورِهِمْ ولم يقل: في قلوبهم؟

لأن القلوب في الصدور، فيعبر عن القلوب بالصدور؛ المقصود أنهم لا يجدون حسدًا في أنفسهم على إخوانهم المسلمين.

وهذا أثنى الله تعالى به على الأنصار: وَالَّذِينَ تَبَوَّؤوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا [الحشر:9]؛ يعني: أنهم لا يحسدون المهاجرين، مع أن المهاجرين قَدِموا عليهم وفُضِّلوا عليهم، ومع ذلك الأنصار تبوؤوا الدار والإيمان، واستقبلوهم ورحَّبوا بهم، ولم يحسدوهم.

وهذا فيه إشارة إلى فضيلة سلامة الصدر، وبُعْد الإنسان عن الحسد؛ فإن سلامة الصدر من أوصاف المتقين، ومن أوصاف أولياء الله ​​​​​​​، بل من أوصاف أهل الجنة؛ فإن الله ذكر عن أهل الجنة أنه يُنزع من قلوبهم الغل، كما قال الله تعالى: وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ [الأعراف:43].

وهذا يدل على أن سلامة الصدر ونزع الغل أنها نعيم؛ ولذلك ذكره الله تعالى من نعيم أهل الجنة؛ لأن الذي يحسد غيره ويحمل الغل والحقد يتعذب ويتألم؛ لأن نار الحسد يكتوي بها، فكون الإنسان يحرص على سلامة صدره ويكون بعيدًا عن الغل والحسد؛ فهذه من صفات أولياء الله، ومن صفات المتقين، بل من صفات أهل الجنة. 

zh