ومراد المؤلف بذلك: أن المراد بقول الله : حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ [البقرة:187]، أن المراد بذلك بياض النهار من سواد الليل؛ ولذلك ساق هذه القصة، قصة عدي بن حاتم أنه قال لما نزلت: حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ، قال عدي: يا رسول الله، إني أجعل تحت وِسَادِي عِقَالَيْن؛ يعني: خيطين، عقالًا أبيض وعقالًا أسود، أعرف الليل من النهار. فقال رسول الله : إن وسادتك لَعَرِيض، إنما هو سواد الليل وبياض النهار[1].
فعدي بن حاتم كان قد جعل تحت وسادته عقالين؛ يعني: خيطين، أحدهما أسود والآخر أبيض، وجعل يأكل ويشرب حتى يتبين له الخيط الأبيض من الخيط الأسود، فحمل الخيط الأبيض والخيط الأسود في الآية على الخيط الحسي، فبين له النبي -عليه الصلاة والسلام- أن المراد سواد الليل وبياض النهار، وليس المراد به الخيط الحسي.
ودل هذا الحديث على أنه يباح الأكل والشرب والجماع إلى أن يتبين بياض النهار من سواد الليل؛ وهذا لقوله: إنما هو سواد الليل، وبياض النهار؛ والمراد بذلك طلوع الفجر الصادق الذي يتبين به بياض النهار من سواد الليل.
^1 | رواه البخاري: 4510، ومسلم: 1090. |
---|