الرئيسية/مقاطع/واقع الناس في تلاوة القرآن
|categories

واقع الناس في تلاوة القرآن

مشاهدة من الموقع

وإذا نظرنا إلى واقع الناس في تلاوة القرآن؛ نجد أن أحوالهم متفاوتةٌ تفاوتًا كبيرًا؛ فمن الناس من لا يكاد يقرأ القرآن في غير الصلوات إلا نادرًا، وهذا ربَّـما يصدق عليه قول اللـه تعالى: وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا [الفرقان:30]، ومن الناس من لا يقرؤه إلا في رمضان، ومنهم من يجعل تلاوة القرآن على الهامش: إن وجد وقت فراغٍ، أو أتى المسجد مبكرًا؛ قرأ القرآن، وإلا ربـما تـمضي عليه مُددٌ طويلةٌ لـم يقرأ فيها شيئًا من كتاب اللـه ​​​​​​​، فهذا يعتبر تقصيرًا في الارتباط بكتاب اللـه .

لكن نجد في المقابل في مجتمعنا أناسًا وفقهم اللـه للارتباط بكتابه الكريم، فرتبوا من أوقاتـهم نصيبًا من الوقت للتلاوة، وجعلوا تلاوة القرآن جزءًا أساسيًّا من وقتهم، وهذا هو المطلوب من المسلم: أن تجعل لك وِردًا من التلاوة، وهذا كان النبي  يفعله والصحابة  يفعلونه. 

كان عليه الصلاة والسلام له وردٌ، كانوا يسمونه: “حزبًا”؛ ولهذا جاء في “صحيح مسلمٍ” عن عمر  قال: “سمعت النبي يقول: من نام عن حزبه فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر؛ كُتب كأنـما قرأه من الليل [1]، من نام عن حزبه يعني: وِرده، وهذا الوِرد مثلًا تجعل لك جزءًا من القرآن تقرؤه كل يومٍ، أو جزءين، أو ثلاثةً، أو أكثر، تحافظ عليه، وإذا عرض لك عارضٌ تقضيه قضاءً، فيُكتب لك كأنـما قرأته في وقته، هذا هو المأثور عن السلف، وهو المأثور عن الصحابة .

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه مسلم: 747.
مواد ذات صلة