logo
الرئيسية/مقاطع/من أسرار نهضة المسلمين في العصور الماضية

من أسرار نهضة المسلمين في العصور الماضية

مشاهدة من الموقع

الوقف من أسرار نهضة المسلمين في العصور الماضية، والدولة الإسلامية قديمًا كانت تُعنَى بحفظ الأمن الداخلي والخارجي، والتقاضي بين الناس فقط، وأما بقية الأمور فتعتمد اعتمادا كليًّا على الأوقاف.

فالتعليم كان يعتمد على الأوقاف، الصحة على الأوقاف، بناء الطرق على الأوقاف، جميع ما يَحتاج إليه المـجتمع من الخدمات على الأوقاف، الدولة فقط حفظ الأمن في الداخل والخارج، والتقاضي بين الناس.

فأدى هذا إلى ازدهار الحضارة الإسلامية؛ لأن المسلمين يعتنون بالأوقاف عنايةً كبيرةً ويتنافسون عليها.

والوقف هو أفضل ما تُبذل فيه الأموال، والدليل لذلك: أن عمر لما استشار النبي في أنفَس مالٍ أصابه في حياته؛ أشار عليه النبي بالوقف [1].

قال العلماء: المستشار مؤتـمَنٌ، لو كان هناك شيءٌ أفضل من الوقف؛ لأشار به النبي على عمر .

والوقف معناه في اللغة: الحبس، مادة الوقف تدور حول معنى الحبس.

واصطلاحًا: تحبيس الأصل وتسبيل المنفعة، “تحبيس” يعني: الإمساك عن التصرفات من البيع والهبة ونحو ذلك، و”الأصل”: هو ما يـمكن الانتفاع به مع بقاء عينه؛ كالعقارات ونحوها.

أما معنى “تسبيل” يعني: إطلاق المنفعة، يعني: الغَلَّة الخارجة عن ذلك الأصل.

وأعظم الأوقاف: المساجد، كل المساجد تعتبر أوقافًا، وأبرز الفروق بين المسجد والمصلَّى: أن أرض المسجد موقوفةٌ، وأرض المصلى مـملوكةٌ.

كان الصحابة لهم عنايةٌ كبيرةٌ بالأوقاف، وكما ذكرنا عن وقف عمر ،[2] قيل: إنه أول وقفٍ في الإسلام، وأيضًا معظم الصحابة  كانت لهم أوقافٌ؛ ولذلك يقول جابرٌ : “لم يكن أحدٌ من أصحاب النبي ذو مقدرةٍ إلا وقف”[3]، وهكذا من كان بعدهم من التابعين، والتابعين بعدهم بإحسانٍ.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه البخاري: 2737، ومسلم: 1632.
^2 رواه أحمد: 4608، والنسائي: 3603.
^3 المغني لابن قدامة: (8/ 186)، ط دار عالم الكتب.
مواد ذات صلة
zh