الرئيسية/مقاطع/إذا فتح لك باب من الخير فاغتنمه
|categories

إذا فتح لك باب من الخير فاغتنمه

مشاهدة من الموقع

هذا من كلام الحافظ ابن عبدالبر رحمه الله تعالى[1]، وهو كلامٌ عظيمٌ، وقد رُوي معناه في حديثٍ مرفوعٍ إلى النبي ، حديث حكيم بن عميرٍ  أن النبي قال: من فُتح له بابٌ من الخير فلينتهزه؛ فإنه لا يدري متى يُغلق عليه [2]، رواه ابن المبارك في “الزهد”، وفي سنده مقالٌ، لكن معناه صحيحٌ.

فالإنسان قد يُفتح له أبوابٌ من الخير، ينبغي أن يغتنمها وأن يستفيد منها، ولا يزهد فيها؛ فإنه لا يدري هل تستمر هذه الأبواب أو لا تستمر؟

فُتح للإنسان مثلًا في مجال تعليم القرآن، ينبغي أن يغتنم هذا الباب، هيأك الله تعالى وفتح لك هذا الباب لتعليم كتاب الله ​​​​​​​ وخيركم من تعلم القرآن وعلمه [3]، هذا بابٌ عظيمٌ، ينبغي ألا تزهد فيه، بل تغتنم هذا الباب وتستفيد منه، وتكسب أجرًا وثوابًا.

فُتح للإنسان مثلًا في باب الصلاة على الجنائز، أنه يجد عنده وقت فراغٍ، ويذهب للمساجد التي يصلى فيها على الجنائز، هذا بابٌ عظيمٌ من أبواب الخير، ينبغي أن يغتنمه، أن يستمر عليه، ولا يزهد فيه ولا يتكاسل.

وهكذا إذا فتح للإنسان باب خيرٍ ينبغي أن يغتنمه، وأن يحمد الله عليه، وأن يستمر على أن يستفيد من الخير الذي فُتح له فيه؛ فإن الإنسان لا يدري متى يُغلق هذا الباب، ربما أنه ينشغل؛ فلا يستطيع أن يستفيد من هذا الخير الذي في هذا الباب، أو أنه يـمرض، أو أن هذا الباب يغلق أصلًا لأي سببٍ من الأسباب.

ومن هنا ينبغي أن يحرص المسلم على أنه إذا فُتح له باب خيرٍ أن يغتنمه؛ فإنه لا يدري متى يغلق هذا الباب، إما أن يغلق عنه هذا الباب، أو أنه لا يتيسر له أن يستفيد من هذا الخير عن طريق هذا الباب من أبواب الخير، فهذه حكمةٌ عظيمةٌ ينبغي أن يستفيد منها المسلم في أمور حياته.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 قال: “ومن فتح له ‌باب ‌من ‌الخير فليبادر إليه وليثبت عليه فإنه لا يدري متى يغلق عليه” الكافي في فقه أهل المدينة لابن عبد البر: (2/ 1144)، ط مكتبة الرياض الحديثة.
^2 رواه ابن المبارك في الزهد: 117.
^3 رواه البخاري: 5027.
مواد ذات صلة