logo
الرئيسية/مقاطع/الموازين عند الله تختلف عن موازين البشر

الموازين عند الله تختلف عن موازين البشر

مشاهدة من الموقع

فالموازين عند اللّـه : إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات:13]، ليس الميزان بالنَّسَب ولا بالحسب، ولا بالجنسية ولا بالعِرْق، ولا بأي سببٍ آخر، الميزان عند اللّـه ​​​​​​​ هو التقوى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ.

أما الموازين عند البشر -فكما ترون- تختلف اختلافًا كبيرًا؛ بعض الناس يرى أن الميزان: النسب، وبعضهم يرى أنه المال، وبعضم يرى أنه الجاه؛ ولذلك اللّـه تعالى يقول عن موسى عليه الصلاة والسلام: وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي[طه:41]، هذا من أعظم الشرف والتكريم، أن اللّـه يقول لعبدٍ من عبيده: وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي، هذا غاية الشرف، فموسى   من أكمل البشر وأعظمهم، أعظم الأنبياء بعد محمدٍ وإبراهيم عليهم الصلاة والسلام جميعًا.

وفرعون يقول عن موسى  الذي قال اللّـه تعالى عنه: وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي، يقول: أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ [الزخرف:52]، يعني: حقيرٌ، وَلا يَكَادُ يُبِينُ [الزخرف:52]، يعني: غير فصيحٍ، فيصف فرعون موسى  بأنه: حقيرٌ، واللّـه يقول عنه: وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي، هذا الذي تقول عنه: مَهِينٌ، يقول عنه رب العالمين: وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي.

فانظر إلى اختلاف الموازين -موازين البشر- عن الموازين عند اللّـه ​​​​​​​! ولذلك يقول عليه الصلاة والسلام: رُبَّ أشعث، مدفوع بالأبواب، لو أقسم على اللّـه لأبرَّه [1] يعني: فقير، أشعث أغبر، مدفوع بالأبواب، لا أحد يفتح له الباب، الناس كلهم يَردُّونه؛ لأنه إنسانٌ فقيرٌ، لكن هذا عنده صلاحٌ وتقوى لو أقسم على اللّـه لأبرَّه، لو قال: واللّـه ليحصلنَّ كذا؛ برَّ اللّـه بقسمه، وحصل كذا.

فقد يكون هذا الإنسان الذي لا تراه شيئًا، قد يكون عظيمًا عند اللّـه ، والولاية لا تختص بطائفةٍ من البشر، إنـما أي مسلمٍ مؤهلٌ لأن يكون وليًّا للّـه، ومن كان مؤمنًا تقيًّا كان للّـه وليًّا، قد يكون الولي فلاحًا في مزرعته، وقد يكون الولي عاملًا في ورشةٍ، وقد يكون الولي مزارعًا، وقد يكون الولي عالـمًا كبيرًا، المقصود: أن الولاية لا تختص بأحدٍ من البشر، يـمكن أن ينال الولاية أي مسلمٍ: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ۝الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ۝لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ [يونس:62-64]، البشرى التي في الآخرة ما هي؟  الجنة، أما البشرى التي في الحياة الدنيا فأنواعٌ؛ منها:

الذكر الحسن، وحسن السمعة والسيرة، وهذا قد جاء في الحديث الصحيح عن النبي ، لـمَّا سئل: أرأيت الرجل يعمل العمل للّـه فيحمده الناس عليه، قال: ذلك عاجل بشرى المؤمن [2]، رواه مسلمٌ، فحسن السيرة، والجاه، والذكر الحسن، هذا من البشرى.

ومن البشرى: الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له، ومن البشرى: تيسير الأمور.

وهناك أنواعٌ كثيرةٌ من البشرى التي تكون للولي في الدنيا، وهذه سنةٌ من سنن اللّـه: أن الولي له الجنة في الآخرة، وفي الدنيا له البشرى؛ ولذلك قال: لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ، لا أحد يـمكن أن يُغيِّـر هذا الأمر أبدًا، لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [يونس:64].

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه مسلم: 2622.
^2 رواه مسلم: 2642.
مواد ذات صلة
zh