logo
الرئيسية/مقاطع/لماذا كان الصحابة رضي الله عنهم خير القرون؟

لماذا كان الصحابة رضي الله عنهم خير القرون؟

مشاهدة من الموقع

وقد كان الصحابة  لا يتجاوزون عشر آياتٍ من القرآن حتى يتعلموها وما فيها من العلم والعمل، فتعلموا القرآن والعلم والعمل جميعًا.

وارتباط الصحابة  بالقرآن هو من أعظم أسباب تميزهم؛ لماذا كان الصحابة هم خير القرون وأفضل القرون؟ لأن عندهم من الارتباط بالقرآن وتعظيمه ما ليس عند غيرهم، مع كون النبي عليه الصلاة والسلام بين ظهرانَيهم، لا شك أن هذا سببٌ كبيرٌ، لكن أيضًا ارتباطهم بالقرآن، كانوا لا يتجاوزون عشر آياتٍ حتى يتعلموها وما فيها من العلم والعمل، فهم يتدبرون القرآن تدبُّرًا يثمر العمل.

قال عروة بن الزبير: “قلت لجدتي أسـماء بنت أبي بكرٍ : كيف كان أصحاب رسول الله إذا قرئ عليهم القرآن؟ قالت: كانوا كما نعتهم الله؛ تدمع أعينهم، وتقشعر جلودهم”[1]، وهذا أمرٌ ظاهرٌ في سيرهم وتراجمهم، أبو بكرٍ الصديق  لـمَّا قال عليه الصلاة والسلام: مُروا أبا بكرٍ فليصلِّ بالناس، في آخر حياته لـمَّا مرض مرض الموت؛ قالت عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله، إن أبا بكرٍ رجلٌ أسيفٌ، إذا قرأ القرآن بكى، فلا يعرف الناس قراءته، فمُرْ عمر، وكان لها مقصدٌ آخر، لكن هذا كان معروفًا عن أبي بكرٍ: أنه كان إذا قرأ القرآن؛ يبكي ولا يـملك نفسه، فكان رجلًا بكاءً.

طبعًا كان مقصود عائشة رضي الله عنها: لا تريد أن أبا بكرٍ يؤم الناس بعد رسول الله ؛ لأنه إذا كان هناك إنسانٌ متميزٌ وأتى أحدٌ بعده، الناس تزهد في الذي بعده، فتريد ألا يكون أباها، ففهم النبي عليه الصلاة والسلام قصدها، وقال: إنكنَّ صويحبات يوسف، مروا أبا بكرٍٍ فليؤمَّ الناس [2].

لكن الشاهد: أن أبا بكرٍ عُرف عنه هذا، أنه لا تكاد تُعرف قراءته القرآن من كثرة البكاء، وهكذا عمر ، وهكذا أيضًا بقية أصحاب النبي ، فكانوا على ارتباطٍ عظيمٍ بـهذا القرآن.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 تفسير ابن أبي حاتم: (10/ 3249)، ط مكتبة نزار.
^2 رواه البخاري: 664، ومسلم: 418.
مواد ذات صلة
zh