الشيخ: الله تعالى في هذه الآية قال: أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [البقرة:186]، طيب إذا نظرنا للواقع؛ نجد أنه ليس كل من دعا يستجاب له، فكيف نوفق بين هذا وبين ما ذكر الله تعالى في قوله: أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ؟
نعم، نقول: فسّر النبي عليه الصلاة والسلام المقصود بأنه ما من داعٍ يدعو؛ إلا كان له بها إحدى ثلاثٍ: إما تعجل له في الدنيا، أو تدخر له في الآخرة، أو يصرف عنه من السوء مثلها، أخرجه أحمد بسندٍ صحيحٍ، فلما سمع الصحابة هذا قالوا: يا رسول الله، إذنْ نكثر؟ قال: الله أكثر [1]، وهذا يدل على أن إجابة الدعاء أعم من قضاء الحاجات، فإجابة الدعاء أعم، قد تدعو وتستجاب الدعوة، لكن لا تُقضَى حاجتك.
المقدم: قبولٌ يعني.
الشيخ: إي نعم، تدعو ويدخر لك في الآخرة، تدعو وتكون إجابة الدعاء بأن الله تعالى يصرف عنك من السوء مثلها؛ فإجابة الدعاء أعظم أو أعم من قضاء الحاجات؛ ولهذا حديث النزول: هل من داعٍ فأستجيب له؟ هل من سائلٍ فأعطيه؟ [2]، ذكر الأمرين جميعًا: ذكر قضاء الحاجات، هذا السؤال، وذكر الدعاء.
فالدعاء إذنْ أعم من قضاء الحاجات؛ ولذلك فالداعي على خيرٍ؛ ولهذا لما سمع الصحابة هذا الحديث قالوا: يا رسول الله، إذنْ نكثر؟ قال: الله أكثر.