عناصر المادة
- المقدمة
- أشراط الساعة وما يحدث في آخر الزمان
- الأحاديث الموضوعة والضعيفة حول أشراط الساعة
- توجيه لمن ينشغلون بأشراط الساعة
- ما الضابط في طول خطبة الجمعة؟
- حكم قراءة سورة (ق) في خطبة الجمعة
- ما الضابط لمعرفة ما يحول عليها الحول من الأموال؟
- حكم الائتمام بطفل في الصلاة
- حكم رد السلام وتشميت العاطس وقت الخطبة
- أحكام الرضاع وصفته
- هل الأخوة من الرضاع توجب صلة الرحم؟
- حكم استدرار السُّحُب عن طريق مواد كيمائية
- حكم زكاة المال الذي لم يتسلمه صاحبه لسنوات
- حكم كشف المرأة وجهها في محل مخصص للنساء
- ماذا يُقال في إطالة الركوع؟
- هل يستهل المصلي صلاة الليل بركعتين خفيفتين؟
- هل يشترط من خاف مطرًا أو سيلًا في العمرة عند الإحرام؟
- حكم التسجيل في دورة البرمجة العصبية
- هل يحق للمرأة طلب الطلاق لو أساء الزوج العِشرة؟
- حكم أبناء زوجة العم الثانية من الرضاع من الأولى
- واجب الأقارب في الإصلاح بين الزوجين
- حكم الرموش والأظافر الصناعية
- حكم الأذان في أذن المولود
- ما صحة حديث: من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر ..؟
- حكم تقليد الأصوات من الرجال والنساء
- صفة الصلاة الإبراهيمية
- هل يقول المؤذن شيئًا قبل الأذان أو بعده؟
- حكم التأمين الطبي
- رجل أرهق زوجته بالعمل فأسقطت حملها فماذا يلزمه؟
- ما معنى قول: الإسلام يَجُبُّ ما قبله؟
- هل ثبت أن صوم رمضان بالمدينة يعدل صوم سبعين رمضان في غيرها؟
- خاتمة البرنامج
المقدمة
المقدم: تحية طيبة مباركة، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
طبتم وطابت أوقاتكم بالخير والمسرات، ومرحبًا بكم مشاهدينا الكرام إلى حلقة مباشرة من برنامجكم “فتاوى”، والذي يأتيكم عبر قناة السعودية.
رحبوا معي مطلع هذا اللقاء بمعالي شيخنا الشيخ/ سعد بن تركي الخثلان، عضو هيئة كبار العلماء، حياكم الله يا شيخ سعد.
الشيخ: أهلًا، حياكم الله، وبارك فيكم، وحيا الله الإخوة المشاهدين.
المقدم: أسعدُ مشاهدينا الكرام باستقبال أسئلتكم واستفتاءاتكم على هاتف البرنامج الثابت أو عبر الميديا الجديدة.
أشراط الساعة وما يحدث في آخر الزمان
حياكم الله يا شيخ سعد، أستوقفني -حقيقة- مجموعة من الأسئلة خصوصًا بعض الإخوان من ليبيا، وأيضًا من السويد وفرنسا حول الأحداث التي تجري الآن، وربطها بأشراط الساعة، في نوع من الخوف، في نوع من القلق، في نوع من الاضطراب، إنزال أشراط الساعة على مثل ما يحصل الآن في بلاد الشام، أو في بعض الأحداث التي تحصل، السؤال من شقين يا شيخ سعد:
أولًا: هل هذه فعلًا أشراط الساعة نحن في آخر الزمان.
السؤال الثاني: يسأل الكثير عن أفضل كتاب يتحدث عن أشراط الساعة؟
الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه، واتبع سنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين.
أما بعد:
فأسأل الله تعالى أن ينفع بهذا اللقاء، وأن يبارك فيه، أشراط الساعة قد أشار إليها ربنا في قوله: فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ [محمد:18]، وبيّنها النبي بيانًا واضحًا ومفصلًا حتى إنه عليه الصلاة والسلام كما جاء في الصحيح: خطب الناس ذات يوم بعد صلاة الفجر إلى الظهر، ومن الظهر إلى العصر، ومن العصر إلى غروب الشمس، يوم كامل، فأخبر الصحابة بما هو كائن إلى قيام الساعة، حفظه من حفظه ونسيه من نسيه [1].
وقد ذكر أهل العلم أن أشراط الساعة تنقسم إلى قسمين:
- أشراط صغرى.
- أشراط كبرى.
أما الأشراط الكبرى: فهذه هي التي تكون بين يدي الساعة، وإذا ظهرت فإنها تكون متتابعة، يقول العلماء: يشبهونها كحبات الخرز في العقد إذا انفرط؛ ومن أبرزها خروج المسيح الدجال، ونزول عيسى بن مريم فيقتله، وخروج يأجوج ومأجوج، وطلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة، هذه أشراط الساعة الكبرى التي تكون قبيل قيام الساعة.
وأما أشراطها الصغرى: فقد ظهر كثير منها، والله تعالى يقول: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ [القمر:1]، ويقول: اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ [الأنبياء:1]، والنبي يقول: بعثتُ أنا والساعة كهاتين [2]، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في حديث عوف بن مالك، وهو في صحيح البخاري: اعدد ستًّا بين يدي الساعة: موتي يعني: موت النبي عليه الصلاة والسلام من أشراط الساعة، لكنه من أشراطها الصغرى ثم فتح بيت المقدس وهذا حصل في عهد عمر بن الخطاب ثم موتان، يأخذ فيكم كقعاص الغنم وهذا يقال: إنه طاعون عمواس الذي وقع في عهد عمر بن الخطاب ، ثم فتنة حتى لا تدع بيتًا أو لا تكاد تدع بيتًا إلا دخلته وهذا قيل: إنها الفتنة التي حصلت بعد مقتل عثمان، حصل فيها حروب ومقتلة عظيمة ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطًا وهذا قيل: إنه قد خرج في عهد عمر بن عبدالعزيز رحمه الله، فبيت المال في عهده قد فاض، بيت المال في عهد عمر بن عبدالعزيز قد فاض، وأصبح يطاف بالصدقة فلا يوجد من يقبلها، وقيل: إن هذه العلامة لم تظهر بعد، وأنها ستظهر فيما بعد، والله أعلم.
بقي العلامة السادسة وهي التي لم تظهر باتفاق أهل العلم أنها لم تظهر بعد من هذه العلامات الست قال: هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر بنو الأصفر هم الروم الذين يمثلون الآن أوروبا وأمريكا، وهذه الدول هم الذين يمثلون بني الأصفر هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر، يأتونكم تحت ثمانين راية وفي لفظ غاية، في كل راية اثنا عشر ألفًا [3]، فإذا ضربت اثنا عشر ألفًا × 80 يخرج تسعمائة وستين ألف، يعني قرابة مليون، أي: أن الجيش يكون مليون، ولا يعرف على مر التاريخ الإسلامي أن الروم غزوا المسلمين بجيش بهذا العدد الضخم، فهذه لم تظهر بعد، والله أعلم متى تظهر.
وهناك أشراط أخرى أيضًا منها قول النبي عليه الصلاة والسلام لما سأله جبريل عن الساعة: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل قال: فما أشراطها؟ قال: أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان [4]؛ فذكر علامتين:
- العلامة الأولى: أن تلد الأمة ربتها، واختلف العلماء في المراد بهذا، فقيل المراد كثرة السراري، ولكن هذا محل نظر؛ إذ أن هذا قد حصل في زمن الصحابة، ومع اتساع رقعة الدولة الإسلامية ليس هناك ما يدل على أن هذا هو المقصود في هذا الحديث، القول الثاني: وقد رجحه الحافظ ابن حجر وجماعة: أن المقصود كثرة عقوق الوالدين، بحيث تصبح الأم عند أولادها كالأمة عند سيدها، وهذا معنى تلد الأمة ربتها، وهذا رجحه الحافظ في الفتح وغيره.
- وأن ترى الحفاة العراة رعاء الشيطان يتطاولون في البنيان يعني البادية الذين كانوا حفاة عراة تكون بأيديهم الأموال والدنيا حتى إنهم يتطاولون في البنيان، ويتصرفون في الأموال تصرفًا أشبه بالعبث، وهذا يقال: إنه قد حصل في زماننا، والله تعالى أعلم.
وأشراط الساعة ينبغي الاحتراز عند الحديث عنها، فلا تطبق على الواقع إلا إذا وقعت واتضحت هكذا قال أهل العلم، واما شيء لم يقع ولم يتضح، أو أنه واقع، لكنه لم يتضح، فلا تطبق عليه أشراط الساعة؛ وذلك حماية للنصوص من أن يعبث بها، فمثلًا على سبيل المثال حرب الخليج الأولى التي كانت عام 1411 للهجرة أتى بعض الناس وقال: إنها المقصودة بأشراط الساعة في بعض الأحاديث، ثم تبيّن أن الأمر بخلاف ذلك، ثم أتت أيضًا حروب بعدها، وكلما أتت حروب أتى بعض الناس بأحاديث أشراط الساعة وطبقوها عليه، ثم تبيّن أن الواقع بخلاف ذلك؛ ولذلك لا يستعجل في تطبيق الأحاديث الواردة في أشراط الساعة على الواقع، وإنما إذا وقعت هذه الأمور واتضح جليًّا بأنها من أشراط الساعة، فيقال: إن هذا الذي أخبر النبي بأنه من أشراط الساعة إنه قد وقع.
يعني على سبيل المثال من الأمور التي وقعت واتضحت قول النبي : لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من الحجاز تضيء لها أعناق الإبل ببصرى [5]، أخرجه البخاري ومسلم، وهذه النار يقولون: إنها وقعت سنة 656 للهجرة، وخرجت من المدينة، وأضاءت لها أعناق الإبل ببلدة بصرى بالشام، ونقل ابن كثير في البداية والنهاية عن الأعراب أنهم شاهدوا أعناق إبلهم أضاءت لتلك النار التي وقعت بالمدينة، ونقل ذلك ووصفها النووي وغيره ممن عاصرها، وكانت نارًا عظيمة، ويظهر -والله أعلم- أنها بركان الذي يظهر من خلال أوصاف أهل السير والمؤرخين أن المقصود بهذه النار أنها بركان خرجت من المدينة، وأن هذا البركان بركان عظيم أضاءت له أعناق الإبل ببصرى.
والكتب المصنفة في هذا كثيرة، يعني ابن كثير في البداية والنهاية أشار إلى شيء من هذا، وهناك كتاب جيد للشيخ حمود التويجري رحمه الله، وهو من أفضل الكتب المصنفة في هذا.
الأحاديث الموضوعة والضعيفة حول أشراط الساعة
المقدم: شيخ سعد هل يكثر الأحاديث الموضوعة أو الموهومة حول أشراط الساعة؟
الشيخ: نعم، في أحاديث كثيرة ضعيفة لا تصح؛ ولذلك ينبغي التنبه لصحة الأحاديث؛ لأن الأحاديث الضعيفة في باب أشراط الساعة كثيرة، ومنها مثلًا أحاديث الرايات السود وغيرها، فالأحاديث المروية كثيرة، ولكن لا بد من التأكد من صحة الحديث.
توجيه لمن ينشغلون بأشراط الساعة
المقدم: بقي سؤال أخير، ذكرت إحدى الأخوات الانشغال بمثل هذا خصوصًا من بعض الدعاة، وتأليف كتب حول هذا، ورسم صور مثلًا لمكان يأجوج ومأجوج، ورسم بعض الخرائط، هل هذا له مسوغ يا شيخ سعد؟
الشيخ: أما التأليف فلا بأس، للتوضيح وجمع ما ورد من نصوص في أشراط الساعة، هذا باب من أبواب التأليف، فلا بأس به؛ لأنه إنما يجمع كلام النبي ويقربه للأمة، فلا بأس بهذا، لكن بالنسبة لوضع الصور، سواء فيما يتعلق بأشراط الساعة، أو فيما يتعلق بأحوال الآخرة، فهذا غير سائغ، لأن هذه أمور غيبية بالنسبة لأشراط الساعة التي لم تقع، هذه أمور غيبية ما ندري كيف تقع.
كذلك أيضًا بالنسبة لأحوال الآخرة، الآخرة تختلف عن الدنيا اختلافًا كبيرًا عالم الآخرة يختلف عن عالم الدنيا، فلا يجوز تصوير الجنة، يعني بعض الناس يأتي للجنة، ويصور لها أنهارًا، ويصور لها أشجارًا، أو يأتي للنار ويصور لها نارًا؛ هذا لا يجوز مثل هذا العمل؛ وذلك لأن أحوال الآخرة تختلف عن أحوال الدنيا اختلافًا كبيرًا، فلا يمكن للعقل البشري المحدود أن يتصور ماذا يكون في الآخرة، إلا على ضوء النصوص الواردة فقط، لا نعلم شيئًا من أحوال الآخرة إلا عن طريق الوحي وما أخبرنا الله تعالى به وما أخبرنا به رسوله ، وما عدا ذلك فالعقل البشري يبقى محدودًا العقل البشري له حد ينتهي إليه، لا يجوز أن يتجاوزه، فأمور الآخرة لا مجال للعقل البشري فيها، إنما فقط ندور حول النصوص الواردة في كتاب الله وفي سنة رسوله حول أوصاف الآخرة وأوصاف الجنة وأوصاف النار وأحوال اليوم الآخر.
ما الضابط في طول خطبة الجمعة؟
المقدم: هذا بدر من جدة يقول: يا شيخ سعد، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ما هو الضابط في طول خطبة الجمعة من قصرها، حيث إني أصلي أحيانًا مع بعض الخطباء، فيأخذ تقريبًا ست إلى خمس دقائق، وأصلي مع بعضهم أحيانًا فيأخذ إلى ثلث ساعة؟
الشيخ: جاء في الحديث الذي أخرجه مسلم أن النبي قال: إن قصر خطبة الرجل وطول صلاته مئنة من فقهه [6]؛ يعني: علامة على فقهه، ولكن ينبغي أن نفهم هذا الحديث على الوجه الصحيح؛ لأن بعض الناس يفهمه فهمًا خاطئًا، فالمقصود بقصر خطبة الرجل وطول صلاته القصر النسبي، والطول النسبي، وإلا لو أخذت بالحديث على ظاهره لكان ظاهره أن تكون الصلاة أطول من الخطبة، والواقع أن صلاة النبي لم تكن أطول من خطبته بدليل أنه عليه الصلاة والسلام كان أكثر ما يقرأ بـسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى [الأعلى:1] وهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ [الغاشية:1] هذه كم تستغرق قراءتها؟ يعني وقت يسير، فهل قراءة سبح والغاشية تعتبر يعني صلاة طويلة؟ تعتبر قراءة طويلة؟
إذن المقصود بذلك الطول النسبي، وأيضًا القصر النسبي، فإذن المقصود بقصر الخطبة يعني القصر النسبي بالنسبة للخطب الطويلة، وطول الصلاة، يعني: الطول النسبي بالنسبة للقراءة.
ولذلك فأرى أن كون الخطبة خمس دقائق أو ست دقائق أن هذا ليس موافقًا للسنة، يعني: ماذا سيقول الخطيب فيها؟ ماذا سيقول؟ والناس قد اجتمعوا، وأتوا من كل مكان يريدون أن يستمعوا إلى الذكر، والله تعالى سمى خطبة الجمعة ذكرًا فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ [الجمعة:9] والملائكة تستمع لها، وهؤلاء الناس أتوا من بيوتهم ويستمعون لهذا الخطيب، فماذا سيقول في خمس دقائق؟ أرى أن هذا غير موافق للسُّنة، من يفعل هذا يزعم أن هذا موافق للسنة فهذا غير صحيح، وإنما الموافق للسُّنة هو ما استطاع أن يؤدي الغرض، والضابط في هذا -والله أعلم- هو أن تكون في حدود قراءة (ق) مرتلة لأن النبي كان كثيرًا ما يقرأ هذه السورة في خطبة الجمعة، حتى إن أم حارثة بنت هشام تقول: “ما حفظتُ سورة ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ إلا من على لسان رسول الله يقرأها كل جمعة على المنبر” [7]، أخرجه مسلم في صحيحه، يعني أنه يقرأها كثيرًا، وقراءة سورة (ق) مرتلة تأخذ حدود ربع ساعة تقريبًا، بهذا القدر، فينبغي أن تكون الخطبة بهذا القدر في حدود ربع ساعة إلى ثلث ساعة، هذا مناسب، أما خمس دقائق فهذا تقصير مخل، وإذا وصلت إلى نصف ساعة، أو أكثر من نصف ساعة، فهذا تطويل ممل، والوسط بينهما بالربع إلى ثلث ساعة، يعني في هذا القدر، هذا في نظري هو الأقرب للسُّنة والأقرب للتقدير بقراءة سورة (ق) وقد تأتي بعض الخطب أحيانًا يستدعي المقام تطويلها قليلًا، وأحيانًا تقصيرها قليلًا، لكن لا تصل إلى خمس دقائق، ولا تصل إلى أكثر من نصف ساعة، فهذا تقصير مخل، وهذا تطويل ممل.
حكم قراءة سورة (ق) في خطبة الجمعة
المقدم: من أراد أن يقرأ سورة (ق) من بعض الخطباء، لكن أحيانًا قد يخشى من ردة فعل الناس أنهم ما يستوعبون مثل هذا، يعني أو ليست دارجة مع أنه يفترض أن تقام هذه السنة؟
الشيخ: قراءة سورة (ق) في خطبة الجمعة هذه ثابتة في صحيح مسلم، لكن كان الناس زمن النبي عربًا أقحاحًا، يفهمون الأسلوب العربي، والكلام العربي مباشرة، فلا تحتاج إلى تفسير، ولا تحتاج إلى توضيح، إذا قرأ هذه السورة فهموها، وأما الناس في الوقت الحاضر فكما ترى، أصبح كثير من الناس يحتاج إلى تفسير، ويحتاج إلى توضيح؛ ولذلك أرى في الوقت الحاضر أن الخطيب إذا قرأ سورة (ق) ينبغي أن يوضح ما يحتاج منها إلى توضيح، فمثلًا: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ [ق:16] يبيّن لهم ما معنى حبل الوريد فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ [ق:22] يبيّن ما المقصود؟ وهكذا يعني ما يحتاج إلى توضيح، ينبغي أن يوضحه، وأن يفسره؛ لأن أحوال الناس في الوقت الحاضر اختلفت عن أحوال الناس زمن النبوة من جهة فهم اللغة العربية، والأسلوب العربي.
ما الضابط لمعرفة ما يحول عليها الحول من الأموال؟
المقدم: السؤال الأول ورد مجموعة من الأسئلة حوله: شخص عنده أموال تأتيه ما يستطيع يحدد بالضبط ما التي يحول عليها الحول؟ ما الضابط يا شيخ سعد لمعرفة ما يحول عليها الحول؟ خصوصًا إذا كان رجل عقاري أو متقاعد.
الشيخ: هو الأصل أن الزكاة لا تجب في المال المدخر، إلا إذا بلغ نصابًا، وحال عليه الحول، والنصاب في حدود 1200، 1250 ريالًا تقريبًا، وقد يزيد هذا الرقم، وقد ينقص، بحسب اختلاف أسعار الفضة، ويمضي على ذلك سنة كاملة، فإن استطاع أن يحصي ما الذي مضى عليه الحول، فيخرج زكاته، ويمكن ذلك مثلًا عن طريق طلب كشف الحساب البنكي، ويحسب، فهذا يعني هذه طريقة.
الطريقة الثانية: أنه يجعل له تاريخًا محددًا في السنة؛ ولنفترض مثلًا أنه منتصف شهر رمضان، يزكي جميع الرصيد الذي عنده، سواء ما حال عليه الحول، أو ما لم يحل عليه الحول، وينوي تعجيل الزكاة فيما لم يحل عليه الحول، وتعجيل الزكاة قد وردت به السنة، كما تعجل النبي زكاة عمه العباس، وبذلك لا ينظر إلى زكاة رصيده إلا مرة واحدة في السنة، كلما أتى مثلًا منتصف رمضان زكى جميع ما عنده، هذه الطريقة هي أسهل وأيسر وأحوط.
حكم الائتمام بطفل في الصلاة
السؤال: دخل المسجد وفيه طفل يصلي، يصلي معه أم يصلي وحده؟
الشيخ: إذا كان صبيًا مميزًا بلغ سبع سنوات فأكثر، فهذا لا بأس بالائتمام به، وأن يكون هذا الصبي إمامًا في أرجح أقوال أهل العلم، ويدل لذلك ما جاء في الصحيح في قصة عمرو بن سلمة، فإن قومه أتوا النبي فأوصاهم بوصايا، وكان منها يؤمكم أكثركم قرآنًا [8] وكان الصحابة يطبقون ما يقوله النبي عليه الصلاة والسلام، ويعظمونه، فلما حضر وقت الصلاة نظروا ونظروا، وإذا أكثرهم قرآنًا هذا الصبي الذي عمره سبع أو ثمان سنوات، وهو عمرو بن سلمة، فقدموه، فصلى بهم إمامًا، واستدل بهذا كثير من أهل العلم على أن إمامة الصبي تصح، ويصح الائتمام به، وعلى ذلك فنقول للأخ السائل: ما دام أن هذا الصبي عمره تسع سنوات، وهو صبي مميز، فلا بأس أن تدخل معه، ويكون هو إمامًا.
حكم رد السلام وتشميت العاطس وقت الخطبة
المقدم: في حالة دخل يوم الجمعة، وعطس شخص، أو سلم عليه، فهل يقول: يرحمك الله، وعليك السلام؟
الشيخ: لا يرد السلام، ولا يشمت العاطس، وإنما يستمع الخطبة، والنبي يقول: إذا قلت لصاحبك والإمام يخطب: أنصت فقد لغوت [9].
و(أنصت) هذا أمر بمعروف، ونهي عن منكر، أنت تأمره بالإنصات للخطبة، ومع ذلك يقول: فقد لغوت وهذا يدل على أنه وقت الاستماع للخطبة لا يكون فيه من المستمع للخطبة لا أمر بمعروف، ولا نهي عن منكر، ولا رد للسلام، ولا تشميت للعاطس، وإنما إنصات تام للخطيب.
لكن قال بعض أهل العلم: إنه في رد السلام إنه يمكن أن يضع يده في يده، من غير أن يرد عليه، من غير أن يتكلم، لكن يضع يده في يده، لا بأس، أو بالإشارة لا بأس، أما أن يتكلم فإن هذا لا يجوز، وإذا تكلم فقد لغا، يعني بطل في حقه أجر الجمعة.
المقدم: لا جمعة له من لغا، هل هذا يعني بطلت صلاته كما يفهم البعض؟
الشيخ: لا، صلاته صحيحة، لكن بطل أجرها، يعني ثواب الجمعة، لكنها صحيحة، تحصل بها براءة الذمة.
أحكام الرضاع وصفته
المقدم: هذا سؤال دائمًا يتكرر يا شيخ سعد، مسألة الرضاع، أختنا الجزء الأول من سؤالها أنه رضع حتى نام، ثم استفرغ الرضعات، هذه هل تعد مبيحة؟
الشيخ: هذه قضية فيها عدة أطراف، وفيها إشكالات، وما دام أنهم قد استفتوا وأفتوا بأنه تثبت الرضاع، وهي ذكرت أن الرضاع أقل من خمس، فمعنى ذلك أن فيها اضطرابًا في نقل الصورة، الصورة التي نقلت الآن غير دقيقة، ما دام أنه ما يمكن أصلًا أن يفتى بأنه ابن لمرتضعة إلا إذا رضع خمس رضعات، وهي تقول: إنه رضع رضعات، ما ندري هل هن خمس أو لا؟ فهنا فيها اضطراب في توصيف الرضاع؛ ولذلك الذي أرى أنه لا يفتى في مثل هذه المسألة عبر هذا البرنامج، وإنما هم يتصلون بأحد أهل العلم، حتى يستفسر منهم، وحتى يأخذ ويعطي ويتأكد ويتحقق من عدد الرضعات؛ لأنه يترتب على ذلك، هل هو محرم لهن، أو ليس بمحرم، فهذا يحتاج إلى مزيد تثبت وتحقق.
هل الأخوة من الرضاع توجب صلة الرحم؟
المقدم: القطيعة والهجران في مسألة الرضاع، هل يعتبر كالقطيعة والهجران في مسألة الأخ الشقيق، أو غيره؟
الشيخ: لا تعتبر، هذا خاص بالرحم، صلة الرحم الواجبة إنما هي في الرحم رحم القرابة، وأما الرضاعة فلا تجب صلتها، لكن المروءة تقتضي هذا، لكن لو أنه قطع أمه من الرضاع، أو أخته من الرضاع لا يأثم؛ لأن الرضاع إنما يفيد فقط المحرمية والخلوة، وفي هذه الأمور، أما بالنسبة للتوارث لا يثبت بالرضاع، كذلك أيضًا بالنسبة لصلة الرحم لا تثبت بالرضاع، فهذه الأمور لا تثبت بالرضاع، صلة الرحم هي خاصة بالرحم الأقارب، وأما من الرضاعة، فينبغي صلتهم المروة تقتضي هذا، لكن هذا ليس من صلة الرحم المأمور بها شرعًا.
حكم استدرار السُّحُب عن طريق مواد كيمائية
المقدم: باسم من الكويت يقول: يا شيخ سعد، قرأت عن موضوع استدرار السحب عن طريق بعض المواد الكيمائية، ما حكم هذا الأمر؟
الشيخ: مثل هذه الأمور ينظر فيها لأهل الاختصاص، وأهل الخبرة، يعني هل تتسبب في ضرر على الناس، أو ضرر على البيئة، فإن كانت تتسبب في ضرر، فإنها تمنع؛ لأن الأصل منع ما يلحق الضرر بالناس، لكن لو قدر أهل الاختصاص وقرروا بأنه ليس فيها أي ضرر، بل فيها مصالح، فالأصل في هذا الجواز، فالمرجع في ذلك إلى أهل الخبرة، وأما شرعًا فالقواعد في هذا واضحة، ما كان فيه ضرر فإنه يمنع، وما كان فيه مصلحة، وليس فيه ضرر، فلا بأس به.
حكم زكاة المال الذي لم يتسلمه صاحبه لسنوات
المقدم: أخونا يقول: عندي أرض أوقفت من قبل الجهات الحكومية؛ لأنها في مشروع السيول، بقيت عنده قرابة الثلاث سنوات، ثم استلمت المبلغ بعد ثلاث سنوات، فهل أخرج زكاة الثلاث سنوات الماضية؟
الشيخ: لا يجب عليه أن يزكي الثلاث السنوات الماضية؛ لأنها في هذه الفترة موقفة، وليس معدة للنماء، فليس فيها زكاة، إنما تجب الزكاة في الأرض المعدة للنماء التي متى ما أراد باعها، واستلم قيمتها، وهذه الأرض الآن موقفة خلال هذه السنوات الثلاث، لا يستطيع أن يبيعها بسبب هذه الإشكالات الموجودة على الأرض، ولكن بعدما استلم قيمتها إذا حال الحول على قيمتها ففيه الزكاة.
حكم كشف المرأة وجهها في محل مخصص للنساء
المقدم: سؤاله عن عمل بعض الأخوات في محل مخصص، وتكشف وجهها داخل المحل هذا، وما يدخل عليها إلا نساء، إن كان لكم توجيه يا شيخ سعد.
الشيخ: الذي فهمت أنه محل يدخل فيه الرجال، هو دخل عليها، إذا كان المحل يدخل فيه الرجال، فلا يجوز للمرأة أن تكشف وجهها، يجب على المرأة أن تغطي وجهها عن الرجال الأجانب، والله تعالى يقول: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا [الأحزاب:59]، وقد جاء في الصحيحين البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها في قصة الإفك قالت: فلما رأيته -يعني رأيت صفوان بن المعطل- خمَّرت وجهي [10]، وهذا يدل على أن المرأة تغطي وجهها، أن الأصل في المرأة أنها تغطي وجهها؛ لأنه مجمع الزينة، وبإمكانها أن تنتقب، أن تكشف عن عينيها لترى الطريق، لكن الوجه يجب عليها أن تغطيه، سواء أكانت في سوق، أو في عمل، أو في أي مكان، يكون فيه رجال أجانب، وأما لو كانت وسط نساء فقط، في مكان مغلق، ما يدخله إلا النساء، فالأمر في هذا واضح أنها لا تغطي حتى شعرها، ولا وجهها، ولكن كلامي إذا كان في مكان يرتاده الرجال، فيجب عليها أن تغطي وجهها، وهو ذكر أن هناك ضوابط شرعية، قد يكون خلل في التطبيق أحيانًا، وهنا المسؤولية تقع على الجهة المعنية في أن تقوم بالإشراف والمتابعة على تطبيق الضوابط الشرعية.
المقدم: من تكشف وجهها أخذًا بأن هناك قول آخر يجيز أو يبيح كشف الوجه؟
الشيخ: العلماء ذكروا أن المرأة إذا كانت في بلد فإنها ملزمة بقول علماء البلد، وإلا ما تنضبط الأمور، فعلماء المملكة عامة، أو أكثر علماء المملكة، أو أكثر أهل العلم في المملكة العربية السعودية، يرون وجوب تغطية الوجه للمرأة، فهذا هو الذي عليه الفتوى العامة على ذلك، فالنساء عندنا في المملكة ملزمات بذلك بفتوى كبار أهل العلم في هذه المسألة.
ماذا يُقال في إطالة الركوع؟
المقدم: أم عبدالله سؤالها الأول بالنسبة للركوع تطيل الركوع في الليل، ماذا تقول؟ وهذا أيضًا يحصل في رمضان بعض الناس يتوقف يقول: سبحان ربي العظيم، ثم يتوقف.
الشيخ: يقول النبي : أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقَمِن يعني حري أن يستجاب لكم [11]، فأرشد النبي إلى تعظيم الرب في الركوع، سواء في الفريضة، أو في النافلة، يعني: في الفريضة يجب قول: سبحان ربي العظيم مرة واحدة، وأدنى الكمال ثلاث، والأكمل عشر مرات إن تيسر، وكذلك في النافلة أيضًا يقول: سبحان ربي العظيم يكررها، ثم يختم بذلك بقوله: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي، سواء في الركوع، أو في السجود، هذا قد جاء في حديث عائشة رضي الله عنها في الصحيحين سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي [12].
ولو أطال الإمام الركوع أكثر يعني قال: سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي، فلا بأس أن يأتي بتسبيحات فيها تعظيم للرب ، مثل: سبحان الملك القدوس، سبحان ذي الجبروت والملكوت والعظمة والكبرياء، اللهم لك ركعت، ولك أسلمت، خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي، ونحو ذلك مما فيه تعظيم للرب ، هذا في الركوع.
وأما في السجود فيقول: سبحان ربي الأعلى يكررها، وفي الفريضة الأدنى الواجب مرة واحدة، وأدنى الكمال ثلاث، والأفضل يكررها، وبعض أهل العلم يستحب أن يكررها إلى عشر مرات، ثم يقول: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي، وإن أراد أن يدعو، يدعو حتى في الفريضة، يدعو بما يحضره من خيري الدنيا والآخرة، وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد.
هل يستهل المصلي صلاة الليل بركعتين خفيفتين؟
المقدم: سؤالها الثاني: الركعتان اللتان استهل بهما النبي قيام الليل، هل كانت خفيفة؟ هي خفيفة، لكن هل هي كل ليلة؟
الشيخ: نعم كل ليلة، كل ليلة السُّنة يستفتح المسلم أو المسلمة قيام الليل بركعتين خفيفتين، تكون كالمقدمة لصلاة الليل.
هل يشترط من خاف مطرًا أو سيلًا في العمرة عند الإحرام؟
المقدم: سؤالها الثالث وهو سؤال مهم أيضًا: هل يشترط لمن خاف مطرًا أو سيلًا أو أي عارض أن يشترط خصوصًا في العمرة عند الإحرام؟
الشيخ: إذا كان هذا الخوف وقوعه ممكن بدرجة كبيرة، كأن يكون الإنسان مريضًا، ويخشى أن يتطور المرض فيزيد عليه، فهنا يستحب له أن يشترط، او أن يكون هناك عائق، ومن ذلك المرأة تخشى أن تأتيها الدورة؛ لأنه وقت الدورة مثلًا فتخشى أن تأتيها الدورة، فتشترط، فهذا لا بأس به، إذا كان يخشى من عائق يعوقه، أما إذا كان لا يخشى من عائق يعوقه إنسان ذهب لا يخشى لا من مرض يعني مثلًا رجل أو امرأة مثلًا وليس هذا وقت الدورة، فالأفضل عدم الاشتراط؛ لأن النبي لم يشترط، وحج معه قرابة مائة ألف لم يأمرهم بالاشتراط، وإنما أمر امرأة واحدة وهي ضباعة بنت الزبير؛ لأنها كانت مريضة، فاستشارت النبي فأرشدها إلى الاشتراط، قال: حجي واشترطي، فإن لكِ على ربك ما استثنيتِ [13].
حكم التسجيل في دورة البرمجة العصبية
المقدم: أبو سامح من فرنسا يسأل: يا شيخ سعد، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، سجلت في دورة تسمى بدورة البرمجة العصبية، ثم ذكر لي بعض الإخوة أن لها أصولًا جاهلية، أو هكذا قال، فما حكم التسجيل فيها؟ خصوصًا أني قد أستفيد منها في الدعوة إلى الله وغيره.
الشيخ: هذا الذي ذكره الأخ السائل قد قيل، لكن لم يثبت شيء من هذا، والله أعلم، لو ثبت هذا فيبتعد عنها، أما إذا لم يثبت هذا، فالأصل الإباحة إذا كان يشعر بأنه يستفيد منها، خاصة في مجال الدعوة، وفي مجال العلم، وفي مجال أيضًا تعزيز عادات نافعة، والابتعاد عن عادات خاطئة، فلا بأس، وأنا قرأت شيئًا مما قيل أن لها أصولًا، لكنه مرسل من غير براهين، ومن غير أدلة، فالكلام إذا أطلق من غير براهين ما يُقبل، والله تعالى يقول: قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ [البقرة:111] وعلى كل حال إذا لم يثبت هذا الكلام، فالأصل الجواز، الأصل الإباحة، خاصة إذا كان الإنسان يشعر بالانتفاع بها.
هل يحق للمرأة طلب الطلاق لو أساء الزوج العِشرة؟
السائلة: يا شيخ في بيني وبين زوجي خلاف يعني هو الخلاف من بداية زواجنا يعني ثلاثة وعشرين سنة، وهو إنسان تعبان، يعني مريض نفسي، دائمًا يشك، ويتوهم، ويضربني، ما يشتغل، والآن خلاص أنا تعبت من الحياة معه طول الحياة مشاكل مشاكل مشاكل، ولا يشتغل، ولا يصرف على العيال، وجالس فقط في البيت، يأكل ويشرب وجالس في البيت، أريد من الناحية الشرعية إذا طلبت الطلاق، وإلا الخلع منه، وأنا الآن رافعة قضية عليه في المحكمة، يعني أريد الخلع أو طلاق، يعني خلاص أريد أخلص منه بأي طريقة، هل هذا حرام أو لي حق في هذا الشيء؟
الشيخ: لك منه أولاد؟
السائلة: نعم، معي خمسة أولاد وبنات، أكبرهم البنت؛ اثنان وعشرون سنة.
الشيخ: ما يمكن أن تصبري عليه لأجل أولادك؟
السائلة: والله يا شيخ حاولت حاولت، لكن الآن خلاص أنا حاسة بضيق، وحاسة بحالة نفسية ما يعلم بها إلا رب العالمين، ما أنا قادرة أتحمله أبدًا.
المقدم: أسأل الله أن يصلح زوجك يا أم أحمد، وإن شاء الله إنكم تبقون مع بعض بعزة الواحد الأحد، تعليقك يا شيخ سعد.
الشيخ: ننصحها بأن تصبر؛ لأن الحياة لا تصفو لأحد، والحياة الزوجية لا تخلو من مشاكل، لا تخلو من منغصات، وحتى بيت النبوة الذي هو البيت المثالي لم يخل من المشاكل، والنبي لما اجتمع عليه زوجاته يطالبن بزيادة النفقة غضب عليه الصلاة والسلام، وأقسم بالله ألا يدخل عليهن شهرًا كاملًا، وبقي في مشربة، يعني في مكان يؤتى له فيها بالطعام والشراب، اعتزل نساءه شهرًا كاملًا، وحتى مضى تسعة وعشرون يومًا، فأنزل الله تعالى قوله: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا [الأحزاب:28-29]؛ فدخل أول ما دخل على عائشة لما رأته، قالت: يا رسول الله، بقي يوم، لما مضت تسعة وعشرون يومًا، والله إني لأعدها عدًا، فقال عليه الصلاة والسلام: إن الشهر تسعة وعشرون [14]، يعني: وافق ذلك الشهر أنه تسعة وعشرون يومًا، وليس ثلاثين يومًا.
فقال: يا عائشة، إني ذاكر لكِ أمرًا، فلا تستعجلي حتى تستشيري أبويكِ، ثم قرأ عليها الآية: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا [الأحزاب:28-29] فقالت: يا رسول الله، أو فيك أستشير أبوي؟ والله إني لأريد الله ورسوله والدار الآخرة [15].
ثم ذهب لبقية نسائه وخيَّرهُنَّ واحدة واحدة، وكلهن اخترن الله ورسوله والدار الآخرة رضي الله تعالى عنهن وأرضاهن.
الشاهد من هذا: أنه إذا كان البيت المثالي بيت النبوة لم يخل من المشاكل إلى هذه الدرجة، أن النبي عليه الصلاة والسلام هجرهن شهرًا كاملًا، فكيف بغيره من البيوت؟ فلا بد أن البيوت يحصل فيها ما يحصل من المشاكل، ولا بد من الصبر، ولا بد من التحمل، وننصح الأخت الكريمة بالصبر والتضحية لأجل أولادها، فإنها إذا طلبت الطلاق أو الخلع، فالضحية هم الأولاد، فإن استطاعت أن تصبر فهذا هو الذي ننصحها به، لكن هي ذكرت يعني أمورًا لا تستطيع معها الصبر خاصة الشك غير المبرر من قبل الزوج، فإن لم يمكنها أن تصبر، فلها أن تطلب الطلاق، ولها أن تطلب الخلع، والعلماء ذكروا أن المرأة يجوز لها أن تطلب الخلع إذا كرهت خُلق الرجل، أو خَلقه، أو أي أمر مبرر مقبول شرعًا، فإذا كرهت المرأة خُلق الرجل كان سيئ الخلق، هذه من الأمور المعتبرة لطلب الخلع، فإذا لم تستطع أن تصبر فلها أن تطلب الخلع في هذه الحال، لكنني أنصحها وأشير عليها بألا تتعجل في هذا، وألا تتخذ هذا القرار إلا عندما تستنفد جميع الحلول، يعني بإمكانها أن تصبر وأن تنظر إلى الأمور التي تستفز الزوج تبتعد عنها، وألا تكثر الاحتكاك به، ما دام أنه سيئ الخلق، تبتعد عنه ما أمكن، هذا خير من أن تكون مطلقة تحرص على الابتعاد عن الاحتكاك به، وعن الأمور التي تستفزه، فإن أمكنها ذلك، فالحمد لله، إن لم يمكنها، فالله تعالى يقول: وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ [النساء:130].
حكم أبناء زوجة العم الثانية من الرضاع من الأولى
السائلة: أنا رضعت من زوجة عمي، وزوجة عمي لها ضرة، عمي له زوجة، هل يجوز لي أن أسلم على أولاد الزوجة التي ما رضعت منها؟
الشيخ: يعني أنتِ الآن رضعت من زوجة عمك خمس رضعات فأكثر.
السائلة: نعم.
الشيخ: وعمك له زوجة أخرى، وله أولاد من الزوجة الأخرى؟
السائلة: نعم.
الشيخ: نعم هذه المرأة ما دام أنها ارتضعت من زوجة عمها خمس رضعات فأكثر، فهي ابنة لها، ابنة لزوجة عمها، وعمها يعتبر أبوها من الرضاع، وأبناء عمها إخوة لها من الرضاع، لكن أبناء عمها من أمها من الرضاع هؤلاء هم إخوة لها من الأم ومن الأب من الرضاع، أما بالنسبة لأبناء عمها من المرأة الأخرى، فهم أيضًا إخوتها من الرضاع، لكن من الأب؛ لأن عمها أصبح أبًا لها من الرضاع، وأصبح أبناؤه من الزوجة الأخرى إخوة لها من الرضاع من الأب؛ لعموم قول النبي : يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب [16].
واجب الأقارب في الإصلاح بين الزوجين
المقدم: نعود يا شيخ سعد إلى سؤال أم أحمد من جدة مسألة ثلاثة وعشرين سنة من المشاكل، ومن الإشكالات بينها وبين زوجها، طيب ما في أقارب، ما في أحد يتدخل في هذا الموضوع؟ نصيحتك يا شيخ سعد لمن يرى مثل هذه الإشكالية ثلاثة وعشرين سنة من أقاربه ومن أقاربها أحد يتدخل، يعني: ويحاول يلم جدار هذا البيت المتهدم؟ هل عليهم واجب يجب عليهم يا شيخ سعد؟
الشيخ: الله يقول: وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا [النساء:35]، فإذا أرادا الإصلاح فيمكن أن يتدخل من قبل أهل الزوج وأهل الزوجة، وينظران في أسباب المشكلة، ويسعيان للإصلاح، وأيضًا عندنا المراكز الاجتماعية تقوم بدور جيد في هذا، وفيها استشاريون متخصصون، وتمر عليهم مشاكل كثيرة من هذا النوع، فبالإمكان أيضًا الإفادة من هذه المراكز الاجتماعية المنتشرة، وأيضًا على المرأة أن تلجأ إلى الله ، فهذه الأمور كلها بيد الله ، الله تعالى قادر على أن يصلح زوجها، وأن يهديه، فتدعو الله بأن يهدي زوجها، وأن يصلحه، وأيضًا نؤكد عليها أن تبتعد عن مسببات المشاكل؛ لأن أحيانًا يكون هناك نقاط تسبب المشكلة مع الزوج، فتبتعد عنها، وتحرص على أن تتعامل معه بطريقة لا يحصل معها استفزاز أو إغضاب له.
حكم الرموش والأظافر الصناعية
المقدم: الرموش والأظافر الصناعية يا شيخ سعد؟
الشيخ: الرموش والأظافر الصناعية هي في معنى الوصل؛ لأنه في الحقيقة لا فرق بين وصل الشعر وبين وصل الرموش وبين وصل الأظافر كلها وصل، والنبي لعن الواصلة والموصولة [17].
وفي صحيح البخاري أن امرأة أتت النبي فقالت: “يا رسول الله، إن ابنتي أصابتها الحصبة، وإنه قد تمرق شعر رأسها” يعني تمزق وتقطع “أفأصل شعرها؟” فقال عليه الصلاة والسلام: لعن الله الواصلة والموصولة [18] وهذا الحديث في صحيح البخاري ومسلم، فلو كان هناك مجال للرخصة لرخص لهذه المرأة خاصة أنه جاء في بعض الروايات: وإني قد زوجتها، تريد بهذا أن تتزين لزوجها، ومع ذلك لم يرخص لها النبي في وصل الشعر، ووصل الرموش الصناعية هي في معنى وصل الشعر، لا فرق بين وصل الرموش، ووصل الشعر، وهكذا وصل الأظافر كلها بمعنى واحد، فالأصل فيها أنها غير جائزة.
حكم الأذان في أذن المولود
المقدم: الأذان يا شيخ سعد في أذن الطفل أيضًا كنت قد قرأت سؤالًا أمس، يعني الأذان بصوت مرتفع بحيث إنه يؤثر على طبلة الأذن، خصوصًا أن هذا الطفل صغير، بعضهم يؤذن أذانًا مرتفعًا جدًّا، وقد رأيت بعضهم؟
الشيخ: الأذان قد جاء في حديث اختلف أهل العلم في درجة صحته، والأقرب أن له طرقًا متعددة، يشد بعضها بعضًا، وأنه يؤذن في أذن المولود [19]، وهذا الحديث أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وعلى هذا فلا بأس أن يؤذن في أذنه اليمنى، والإقامة ورد فيها حديث أضعف من الحديث الوارد في الأذان [20]، والعمل عليه عند أهل العلم، فإن أقام في الأذن اليسرى أيضًا فلا بأس، ولا فرق في هذا بين الذكر والأنثى.
وأما ما ذكرت من رفع الصوت فينبغي ألا يرفع الصوت صوتًا قد يسبب الضرر لهذا المولود، هذا من الخطأ، هذا من الإساءة أنه يرفع الصوت بهذه الطريقة؛ لأنه لا فائدة من رفع الصوت، لا فائدة منه إذا كان الطفل يسمع هو سوف يسمع من غير رفع الصوت، فلا فائدة من هذا، يعني رفع الصوت خاصة إذا كان هذا الرفع قد يضر بهذا المولود.
ما صحة حديث: من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر ..؟
المقدم: أخونا يقول: حديث أم حبيبة رضي الله عنها: من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربعًا بعدها حرم على النار [21]، ما درجة هذا الحديث؟
الشيخ: هذا الحديث ضعيف، لا يصح عن النبي وإن كان قد حسنه بعض المتأخرين، لكن الأقرب عدم ثبوته، والثابت المحفوظ في سنة الظهر هي السنة القبلية أربع ركعات، كما جاء ذلك في حديث عائشة رضي الله عنها [22]، والسنة البعدية ركعتان، فتكون أربعًا قبل الظهر، وركعتان بعدها.
حكم تقليد الأصوات من الرجال والنساء
المقدم: هو يقلد الصوت أحيانًا في برامج توعوية، قد يقلد أصوات نساء، وقد يقلد أصوات رجال، يقول: أيضًا أشارك في بعض المسلسلات خاصة المسلسلات الإذاعية؟
الشيخ: النبي لعن المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال [23]، وهذا التشبه لفظ عام يشمل التشبه في اللباس، وأيضًا يدخل فيه المحاكاة في الصوت، فإذا أصبح يقلد صوت امرأة وهو رجل، فهذا يدخل في معنى التشبه، يدخل في عموم التشبه؛ لأنه الآن أراد أن يتشبه بهذه المرأة، وأي فرق بين أن يتشبه بها في لباسها أو يقلد صوتها؟
وعلى هذا فالأقرب هو عدم الجواز؛ وليبتعد عن هذا، وبالإمكان أن يوصل الرسالة التي يريد إيصالها بطريقة غير طريقة هذا المحاكاة، أو هذا التشبه.
صفة الصلاة الإبراهيمية
المقدم: صفة الصلاة الإبراهيمية يا شيخ سعد؟
الشيخ: الصلاة الإبراهيمية وردت بعدة صفات من أشهرها: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد [24]؛ هذه من أشهرها وأكملها، ووردت بصفات أخرى.
هل يقول المؤذن شيئًا قبل الأذان أو بعده؟
المقدم: هل المؤذن يقول شيئًا قبل الأذان وبعد الأذان؟
الشيخ: أما قبل الأذان فلا يقول شيئًا، وأما بعد الأذان فإنه يصلي على النبي ، ويأتي بالذكر الوارد، وهو: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آتِ محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه اللهم مقامًا محمودًا الذي وعدته [25].
حكم التأمين الطبي
المقدم: فادي يسأل عن التأمين الطبي؟
الشيخ: التأمين الطبي ينقسم إلى قسمين: تأمين طبي تجاري، وتأمين طبي تعاوني، فأما التأمين الطبي التعاوني فهو جائز، وأما التأمين الطبي التجاري، فإنه غير جائز.
رجل أرهق زوجته بالعمل فأسقطت حملها فماذا يلزمه؟
السؤال: رجل أرهق زوجته بالعمل قبل تقريبًا أربعين سنة، فسقط الطفل في الشهر الثامن، وتوفي هذا الطفل، هل يلحقه شيء؟
الشيخ: كلمة أرهق زوجته بالعمل هذه كلمة مجملة، لا نعرف مقصوده بهذه الكلمة، هل المقصود أنه طلب منها مثلًا أن تعمل في البيت فعملت، فحصل هذا الإسقاط؟ هذا إذا كان كذلك لا يترتب عليه شيء؛ لأن مجرد العمل ليس بالعادة سببًا للإجهاض أو الإسقاط، وأما إذا كان تعمد الإسقاط بطريقة معينة، بحيث أرهقها بطريقة معينة يريد بذلك الإسقاط، فهنا يترتب على ذلك ما يترتب على الإسقاط من الدية ومن الكفارة، فالسؤال مجمل، لعل الأخ يوضح سؤاله، أو يتصل بأحد المشايخ ويستوضح منه، ما مقصوده بهذا الإرهاق الذي ذكر في السؤال.
ما معنى قول: الإسلام يَجُبُّ ما قبله؟
المقدم: أبو كلثوم من ليبيا يسأل ما معنى قول: الإسلام يَجُبُّ ما قبله؟
الشيخ: يعني: إذا كان الإنسان كافرًا ثم أسلم فلا يؤاخذ بما فعل وقت كفره، كما قال الله تعالى: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ [الأنفال:38] هذا بنص الآية: إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ فالإسلام يجُبُّ ما كان قبله، يعني يهدم ما كان قبله من الذنوب والمعاصي، وهكذا أيضًا التوبة تهدم ما كان قبلها، أيضًا التوبة النصوح الصادقة تهدم ما كان قبلها، وهذا من رحمة الله ولطفه وإحسانه إلى عباده جل وعلا.
هل ثبت أن صوم رمضان بالمدينة يعدل صوم سبعين رمضان في غيرها؟
المقدم: هل ثبت أن صوم رمضان بالمدينة يعدل صوم سبعين رمضان في غيرها؟
الشيخ: لا أعلم لهذا أصلًا، المدينة كغيرها بالنسبة للصيام، لكن الذي ورد هو بالنسبة للصلاة أن الصلاة في مسجد النبي أنها تعدل ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام [26].
ولا شك أن المدينة ومكة لهما مزيد فضل، حرم مكة وحرم المدينة أن العمل الصالح فيهما أفضل من العمل الصالح في غيرهما، لكن هذا الفضل بهذا العدد الذي ذكره سبعين مرة لا أعلم له أصلًا.
خاتمة البرنامج
المقدم: أحسن الله إليك، وشكر الله لك يا شيخ سعد، أن شاركتنا في هذه الإجابات الخيرة المباركة على أسئلة المشاهدين، وأيضًا إخواننا في الميديا الجديدة، شكر الله لكم يا شيخ سعد.
الشيخ: وشكرًا لكم وللإخوة المشاهدين.
الحاشية السفلية
^1 | رواه مسلم: 2891. |
---|---|
^2 | رواه البخاري: 4936، ومسلم: 2950. |
^3 | رواه البخاري: 3176. |
^4 | رواه مسلم: 8. |
^5 | رواه البخاري: 7118، ومسلم: 2902. |
^6 | رواه مسلم: 869. |
^7 | رواه مسلم: 873. |
^8 | رواه البخاري: 4302. |
^9 | رواه البخاري: 934، ومسلم: 851. |
^10 | رواه البخاري: 4141، ومسلم: 2770. |
^11 | رواه مسلم: 479. |
^12 | رواه البخاري: 794، ومسلم: 484. |
^13 | رواه البخاري: 5089، ومسلم: 1207. |
^14 | رواه البخاري: 5202، ومسلم: 1085. |
^15 | رواه مسلم: 1478. |
^16 | رواه البخاري: 2645، ومسلم: 1447. |
^17 | رواه البخاري: 4886، ومسلم: 2125. |
^18 | رواه البخاري: 5205، ومسلم: 2123. |
^19 | رواه أبو داود: 5105، والترمذي: 1514. |
^20 | رواه أبو يعلى: 6780، وعبد الرزاق الصنعاني: 7985، والطبراني في المعجم الأوسط: 9250، والبيهقي في شعب الإيمان: 8254. |
^21 | رواه أبو داود: 1269، والترمذي: 428، والنسائي: 1816. |
^22 | رواه البخاري: 1182، ومسلم: 730. |
^23 | رواه البخاري: 5885. |
^24 | رواه البخاري: 6357، ومسلم: 406. |
^25 | رواه البخاري: 614. |
^26 | رواه البخاري: 1190، ومسلم: 1394. |