عناصر المادة
- المقدمة
- أفضل الأعمال عشية عرفة
- متى يقص المضحي شعره وأظافره؟
- حكم الأضحية على غير المستطيع
- حكم الأضحية للمفرد في الحج
- حكم الجلوس في المسجد يوم عرفة لقراءة القرآن
- كيفية تقسيم الأضحية
- حكم من فاتته ركعة من صلاة العيد
- حكم من وعد ولم يستطع الوفاء بالوعد
- الأضحية عن الميت
- أضحية الوالد عن أولاده الكبار
- ذبح الأضحية أفضل من الصدقة بثمنها
- الاشتراك في قيمة الأضحية للغير
- من أراد الخروج لجدة هل عليه طواف وداع
- التوكيل بالأضحية خارج بلد المضحي
- حكم الاشتراك في شراء الأضحية
- الاشتراك في الأضحية وحكم التوزيع على القادرين
- حكم حلق اللحية للمضحي
- حكم من تحللت من إحرامها دون تقصير لشعرها
- حكم من نوى الأضحية ونسي وقص أظافره
- حكم المداومة في العمل يوم العيد
- حكم الأضحية خارج بلد المضحي
- حكم الجمع بين نية القضاء وصيام يوم عرفة
- حكم قصر الصلاة في الحج لأهل مكة
- حكم الحج عن الميت لمن لم يحج عن نفسه
- حكم استخدام الشمسية للحاج
- حكم صوم يوم عرفة لمن عليه قضاء
- حكم الاغتسال يوم العيد
- خاتمة البرنامج
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: أحبتنا المستمعين الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله مساءكم وكل أوقاتكم، وتقبل الله طاعتكم، وأعاننا الله وإياكم على ما يُرضيه، إنه سميعٌ مُجيب الدعاء.
حيَّاكم الله مُستمعينا الكرام في هذه الحلقة الجديدة من برنامج (فتاوى الحج).
في البداية أنقل لكم تحايا الزملاء:
في التنفيذ: عيسى بن محمد الراقي.
إدارة الإعلام الرقمي: فيحان بن محمد السبيعي.
في التقديم مُحدثكم: سبيت بن إبراهيم السبيت.
وفي الإخراج: محمد بن سعيد الشمري.
نُحيِّكم أحبتنا المستمعين الكرام، وأهلًا ومرحبًا بكم، كما نُرحب أيضًا بضيفنا الكريم في هذه الحلقة فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور: سعد بن تركي الخثلان، رئيس مجلس إدارة الجمعية الفقهية السعودية، وأستاذ الدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
شيخ سعد، السلام عليكم ورحمة الله.
الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وحيَّاكم الله، وحيَّا الله الإخوة المستمعين.
مقدم البرنامج: حيَّاكم الله شيخنا، وأهلًا ومرحبًا بكم، ونُرحب بكم أحبتنا المستمعين الكرام، ونسعد بتواصلكم على رقم الهاتف: (0114052999)، الرقم لمَن أراد طرح سؤاله على فضيلة الشيخ الدكتور: سعد، أو بإمكانك أن تكتب سؤالك على حساب الإذاعة في (تويتر)، الدخول في حساب الإذاعة، وهناك تغريدة مُنوِّهة عن حلقتنا اليوم، برنامج (فتاوى الحج)، اكتب سؤالك تحت هذه التغريدة.
فأهلًا ومرحبًا بكم.
حيَّاكم الله شيخ سعد، نبدأ الحلقة.
أفضل الأعمال عشية عرفة
لو تحدثتم فضيلة الشيخ بما أننا في هذه العشية المباركة -عشية يوم عرفة- وكثيرٌ من المسلمين -ولله الحمد- صائمون اليوم لمَن لم يحج، ولكن ما الأفضل الذي تُستثمر فيه وتُستغل هاتان الساعتان المتبقيتان من عشية هذا اليوم؟
الشيخ: الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه ومَن اهتدى بهديه واتَّبع سُنته إلى يوم الدين.
لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك.
هذا اليوم هو يوم عرفة، ويُوافق هذا العام حجة النبي ، حيث كان يوم عرفة وقت حجة النبي يُوافق يوم الجمعة، ولها مزيةٌ وفضلٌ بهذه المُوافقة، فنسأل الله تعالى أن يتقبل من حجاج بيته الحرام حجهم، وأن يجعل حجهم مبرورًا، وسعيهم مشكورًا.
هذه السُّويعات المُتبقية أولًا: بالنسبة للحجاج ينبغي أن يغتنمها الحجاج في الدعاء، فإن خير الدعاء دعاء يوم عرفة، والنبي بعدما صلى بالناس في عرفة صلاة الظهر والعصر جمعًا وقصرًا، وبعدما خطبهم خطبةً عظيمةً سار عليه الصلاة والسلام إلى الجبل -جبل إلال الذي يُسمى: جبل الرحمة- وأناخ ناقته القصواء، وجعل مُستقبلًا الجبل والقبلة رافعًا يديه يدعو طوال الوقت، من بعد الظهر إلى أن غربت الشمس، وهذا وقتٌ طويلٌ، لا يقل عن خمس ساعاتٍ، ومع ذلك بقي عليه الصلاة والسلام رافعًا يديه يدعو، ولم يشتغل بأيِّ عملٍ آخر.
وهذا يدل على أن أفضل ما يشتغل به الحاج في هذا الوقت هو الدعاء؛ وذلك لأن الدعاء حريٌّ بالإجابة، وفي هذا الوقت في عشية عرفة تتنزل الرحمات والمغفرة العظيمة من الله ، ويكثر العتق من النار.
جاء في “صحيح مسلم” عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي قال: ما من يومٍ أكثر من أن يُعْتِق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يُباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟ [1].
ففي هذا الحديث العظيم بيَّن عليه الصلاة والسلام أن الله يُعْتِق خلقًا كثيرًا في يوم عرفة، يُعتقهم من النار؛ ولذلك ما رُئِيَ الشيطان أصغر ولا أحقر منه يوم عرفة إلا ما رُئِيَ يوم بدر، وأن الله الرب العظيم يدنو دنوًّا حقيقيًّا عند أهل السنة والجماعة، ليس كَدُنُوِّ المخلوقين -الله تعالى أعلم بحقيقته وكيفيته- ويُباهي بالحجيج ملائكته.
وجاء في بعض الروايات أن الله تعالى يقول: انظروا إلى عبادي، أتوني شُعْثًا غُبْرًا ضَاحِين، أُشْهِدكم أني قد غفرتُ لهم [2].
ففي هذا اليوم العظيم تكثر الرحمات والمغفرة والعتق من النار؛ ولذلك ينبغي للحجاج أن يجتهدوا في هذه السُّويعات المتبقية التي هي من أثمن ساعات العمر، وأن يُروا الله تعالى من أنفسهم خيرًا، وأن يجتهدوا في الدعاء، ويتخيَّروا من الدعاء ما أعجبهم من خيري الدنيا والآخرة، فإن هذا المقام مقامٌ عظيمٌ؛ ولذلك قال بعض السلف: ما دعوتُ الله تعالى يوم عرفة بعرفة بشيءٍ إلا تبينتُ إجابته قبل أن يحول عليه الحول.
وكذلك أيضًا الإخوة الذين لم يحجوا، فإن هذا الوقت وقتٌ فاضلٌ، فإننا في يوم جمعة، وأرجى وقتٍ لمُوافقة ساعة الإجابة يوم الجمعة هي آخر ساعةٍ بعد العصر، فهذا الوقت من الأوقات الفاضلة التي تُرجى فيها إجابة الدعاء؛ ولذلك الإخوة غير الحجاج ينبغي أيضًا أن يجتهدوا في الدعاء، وأن يرفعوا أيديهم إلى القبلة يسألون الله تعالى من فضله وجوده وكرمه، فإن الله يُحب المُلحين عليه بالدعاء، ومَن أُلْهِمَ الدعاء فقد وُفِّقَ للإجابة، والله تعالى يقول: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة:186].
وكذلك أيضًا ينبغي الإكثار من الأعمال الصالحة، فإننا في عشرٍ مُباركةٍ، هذه العشر التي أقسم الله بها فقال: وَلَيَالٍ عَشْرٍ[الفجر:2]، ومن أعظمها هذا اليوم الذي نحن فيه، والذي هو اليوم المشهود، فإن كثيرًا من المُفسرين فسَّروا قول الله : وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ [البروج:3]، فسَّروا الشاهد بيوم الجمعة، والمشهود بيوم عرفة، فيجتمع الشاهد والمشهود في هذا اليوم العظيم؛ ولهذا تجتمع عدة فضائل في هذا اليوم الذي نحن فيه، وهو أولًا: يوم جمعة، خير أيام الأسبوع، وهو يوم عرفة، خير أيام السنة، وهو كذلك أحد الأيام العشرة التي أقسم الله بها فقال: وَلَيَالٍ عَشْرٍ، فتجتمع هذه الفضائل، ويعظم ذلك في هذه السُّويعات المتبقية التي هي عشية عرفة، والتي يُباهي الله تعالى فيها بالحجيج ملائكته ويقول: أُشْهِدكم أني قد غفرتُ لهم.
فينبغي للمسلم أن يغتنم هذا الوقت الثمين، وأن يجتهد في الدعاء، وأن يجتهد في الذكر، وأن يُرِي الله تعالى من نفسه خيرًا.
مقدم البرنامج: أحسن الله إليكم شيخنا، وبارك الله فيكم.
متى يقص المضحي شعره وأظافره؟
هذا أحد الإخوة يسأل -الأخ علاء- يقول: وكَّلتُ جمعيةً خيريةً في بلدٍ إفريقيٍّ للقيام بالأضحية نيابةً عني، ولا أعلم متى سوف يقومون بالذبح، وأريد أن أقصَّ شعري وأظافري، فهل يجوز أن أقصَّهم بعد صلاة العيد في ذلك البلد أم أنتظر بعد ثلاثة أيام التشريق؟
أفيدوني، جزاكم الله خيرًا.
الشيخ: ما دمتَ وكَّلتَ مَن يذبح عنك الأضحية فالنبي يقول: إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يُضحِّي فلا يأخذنَّ من شعره ولا من أظفاره شيئًا [3].
الواجب عليك أن تُمسك حتى تتأكد من ذبح أُضحيتك، وفي وقتنا الحاضر يسهل التواصل مع وجود وسائل التقنية ووسائل التواصل الحديثة، يسهل التأكد من ذبح الأضحية، بإمكانك أن تتواصل مع مَن وكَّلتهم: هل ذبحوا أُضحيتك أم لا؟ وإذا لم تصل إلى معلومةٍ فعليك أن تحتاط وألا تأخذ من شعرك ولا من أظفارك شيئًا حتى يغلب على ظنك أن أُضحيتك قد ذُبحتْ.
مقدم البرنامج: أحسن الله إليكم، وبارك الله فيكم شيخنا.
حكم الأضحية على غير المستطيع
معنا أبو البراء.
المتصل: السلام عليكم.
مقدم البرنامج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل: كل عامٍ أنتم طيبون، إن شاء الله.
مقدم البرنامج: وأنتم بخيرٍ، الله يُحييك.
المتصل: أنا سؤالي عن الأضحية، يعني: هي واجبة، والذي ما عنده قُدرة على أن يشتري ذبيحةً أو كذا؟
مقدم البرنامج: لديك سؤالٌ ثانٍ؟
المتصل: لا، شكرًا.
مقدم البرنامج: حيَّاك الله.
تفضل يا شيخ.
الشيخ: الأضحية سنةٌ مُؤكدةٌ، وليست واجبةً، فمَن ليست عنده قُدرةٌ على أن يشتري أضحيةً ليس عليه شيءٌ، ولا يأثم بذلك، وإنما هي سنةٌ مُؤكدةٌ في حق القادر الذي أموره ميسورةٌ، ويستطيع أن يشتري أضحيةً، ينبغي له أن يُبادر لشرائها؛ لأنها عملٌ صالحٌ عظيمٌ.
والنبي قد ضحَّى بكبشين عنه وعن أُمته، وهي سُنة أبينا إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام، فإنه لما رأى في المنام أنه يذبح ابنه إسماعيل: قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ فَلَمَّا أَسْلَمَا [الصافات:102- 103] استسلم الأب الصالح والابن الصالح، استسلما لأمر الله ، وعزما عزمًا أكيدًا، وأهوى بالسكين لذبح ابنه، وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ [الصافات:104- 105]، وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ [الصافات:107]، فداه الله تعالى بكبشٍ عظيمٍ من الجنة، فكان فداءً عن ذبح ابنه إسماعيل، فكانت سنةً لإبراهيم، وفي الناس من بعده، وفي المسلمين من بعده، فذبح الأضحية هي سُنة أبينا إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام.
انظر كيف أن إبراهيم أُمِرَ بذبح ابنه فلم يتردد، العجب ممن عنده القدرة على شراء الأضحية، ومع ذلك يتردد في شرائها وفي ذبحها!
فمَن كانت أموره ميسورةً، ويستطيع أن يشتري أضحيةً، فينبغي له ألا يتردد في ذلك، فإنها من الأعمال الصالحة العظيمة، بل قال بعض أهل العلم: إنها أفضل العبادات المالية، كما أن الصلاة أفضل العبادات البدنية؛ ولهذا جمع الله بينهما فقال: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [الكوثر:2]، والنفقة مخلوفةٌ، وقد قال العلماء: إنَّ ذبح الأضحية أفضل من الصدقة بثمنها.
فمَن كانت أموره ميسورةً ينبغي أن يُبادر، أما مَن كان لا يستطيع أن يشتري أضحيةً فهي ليست واجبةً، وإنما هي مُستحبةٌ، ولا شيء عليه.
مقدم البرنامج: أحسن الله إليكم شيخنا، وبارك الله فيكم.
حكم الأضحية للمفرد في الحج
معنا من الدمام الأخ عادل.
المتصل: السلام عليكم.
مقدم البرنامج: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل: الله يُعطيكم العافية، والله يجزيكم خيرًا في الجنة أنتم ومَن تحبون، إن شاء الله.
مقدم البرنامج: آمين، الله يجزيك الخير.
المتصل: شيخنا الفاضل، أنا حججتُ قبل سبع سنوات أو ثمانٍ مُفردًا، ولم أُضَحِّ -يعني: ما ضحيتُ- فهل عليَّ شيءٌ؟ الله يجزيك خيرًا.
مقدم البرنامج: تفضل يا شيخ.
الشيخ: ليس عليك شيءٌ؛ لأن المُفرد لا يجب عليه الهدي، وإنما الهدي يجب على المتمتع والقارن، وإذا كنت تريد الأضحية فالأضحية ليست واجبةً، وإنما هي سنةٌ مُؤكدةٌ، فليس عليك شيءٌ.
مقدم البرنامج: أحسن الله إليكم شيخنا، وبارك الله فيكم.
حكم الجلوس في المسجد يوم عرفة لقراءة القرآن
معنا من جدة الأخ علي.
المتصل: السلام عليكم.
مقدم البرنامج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل: أسعد الله مساءكم بكل خيرٍ.
مقدم البرنامج: ومساءك، أهلًا ويا مرحبًا.
المتصل: فقط عندي سؤالٌ واحدٌ.
مقدم البرنامج: تفضل.
المتصل: سمعتُ من بعض الدعاة مَن يُنكر على مَن يستمع في المسجد من بعد العصر إلى المغرب لقراءة القرآن، يقول: هذا بدعةٌ؛ لأجل يوم عرفة. فما ردُّ الشيخ عليه؟
مقدم البرنامج: نعم، تفضل.
الشيخ: الاجتماع في المسجد للذكر سواء في يوم عرفة أو في غيره هذا من الأعمال الصالحة العظيمة، وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق على صحته: إن لله ملائكةً سيَّارةً يلتمسون مجالس الذكر، فإذا وجدوا مجلسًا فيه ذكرٌ تنادوا: هَلُمُّوا إلى حاجتكم، فيسألهم ربهم -وهو أعلم بهم-: ما يقول عبادي؟ قالوا: يقولون: يُسبحونك ويُكبِّرونك ويُهلِّلونك ويحمدونك ويسألونك. قال: وماذا يسألوني؟ قالوا: يسألونك الجنة. فيقول: هل رأوها؟ فيقولون: لا. فيقول: فكيف لو أنهم رأوها؟ فيقولون: لو أنهم رأوها كانوا أشدَّ عليها حرصًا، وأشدَّ لها طلبًا، وأعظم فيها رغبةً. قال: فَمِمَّ يتعوذون؟ فيقولون: من النار؟ فيقول: وهل رأوها؟ فيقولون: لا. فيقول: فكيف لو رأوها؟ فيقولون: لو رأوها كانوا أشدَّ منها فِرارًا، وأشدَّ لها مخافةً. فيقول الله تعالى: فأُشهدكم أني قد غفرتُ لهم. يقول ملكٌ من الملائكة: فيهم فلانٌ ليس منهم، إنما جاء لحاجةٍ. فيقول الله: هم القوم لا يشقى بهم جليسهم [4]، هذا الحديث حديثٌ أخرجه البخاري ومسلم، وهو يدل على فضل مجالس الذكر، وأن لله ملائكةً تلتمس الذكر، وأن الله تعالى يقول: أُشهدكم أني قد غفرتُ لهم، فهذا فضلٌ عظيمٌ.
فالاجتماع في المساجد للذكر وللدعاء من الأعمال الصالحة العظيمة.
وكذلك أيضًا إذا كان هذا في يوم عرفة، أو في يوم الجمعة، فإن ذلك يكون أعظم وأفضل، وليس في هذا نَكارةٌ، وإنما هو عملٌ صالحٌ عظيمٌ، وماذا يجتمع الناس؟ إذا لم يجتمعوا في المسجد للذكر والدعاء فأين يجتمعون؟! وإلى أي شيءٍ يُوجَّهون؟!
إنما الذي أنكره مَن أنكره من أهل العلم ما يُسمى بالتعريف (تعريف الأمصار)، ما كان يُفعل قديمًا في بعض البلدان من أن بعض الناس يلبسون ملابس الإحرام، ويجتمعون في المساجد ويُلبُّون؛ لأجل التَّشبه بالحجاج، هذا هو الذي أنكره بعض أهل العلم، وبعضهم قال: إنه بدعةٌ؛ لأن هذا العمل لا أصل له، كونهم يلبسون ملابس الإحرام ويُلبُّون وهم في الأمصار بعيدون عن مكة؛ لأجل التَّشبُّه بالحجاج، هذا هو الذي لا أصل له، وقال عنه بعض أهل العلم: بدعة.
أما مجرد اجتماع المسلمين في المسجد، جلوسهم في المسجد بعد العصر يوم عرفة؛ لأجل الذكر والدعاء، فهذا عملٌ صالحٌ عظيمٌ، وأيضًا فيه انتظارٌ للصلاة، والمُنتظر للصلاة يكون في صلاةٍ، وفيه أيضًا اجتماعٌ لمجلسٍ من مجالس الذكر، وفيه تعرضٌ لنفحات الله ، ولإجابة ساعة الجمعة أيضًا، فإن أرجى أوقات ساعة الإجابة هي آخر ساعةٍ بعد العصر.
مقدم البرنامج: أحسن الله إليكم شيخنا، وبارك الله فيكم.
كيفية تقسيم الأضحية
معنا من الدرعية الأخ أحمد.
المتصل: السلام عليكم.
مقدم البرنامج: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل: حياكم الله.
مقدم البرنامج: الله يُحييك ويرضى عنك.
المتصل: تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، ويغفر لوالدي ووالديكم، إن شاء الله.
مقدم البرنامج: آمين.
الشيخ: آمين.
المتصل: سؤالي -شيخنا- بالنسبة لتوزيع الأضحية: ثلثٌ تتصدق، وثلثٌ تُهْدِي، وثلثٌ لنفسك، الثلث الهدية لو راح مع الصدقة هل فيه إشكالٌ؟ تعرف أن الوقت الحالي -الحمد لله- الجميع بخيرٍ وعنده من الأضاحي الكثير، هذا سؤالي.
مقدم البرنامج: تفضل شيخنا.
الشيخ: الذي ورد في القرآن هو القسمة الثنائية: فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ [الحج:28]، فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ [الحج:36].
أما في السنة فجاء في ذلك حديثٌ في التثليث، لكنه لا يثبت من جهة الصناعة الحديثية؛ ولهذا عند كثيرٍ من المُحققين من أهل العلم هي القسمة الثنائية، سواء في الهدي أو في الأضحية، وذلك بأن يأكل ويتصدق: فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا، هذا هو الذي وردت به النصوص.
وأما الإهداء فأمره واسعٌ، لو أراد الإنسان أن يُهدي من أضحيته أو من غيرها فهذا أمرٌ حسنٌ، وهذا الإهداء إذا كان للوالدين يكون من بِرِّ الوالدين، وإذا كان للأرحام يكون من صِلة الرحم، وإذا كان للجيران يكون من الإحسان للجيران، فالإهداء أمره واسعٌ، لكن الذي وردتْ به النصوص هو الأكل والصدقة؛ ولذلك النبي في حجة الوداع لما ذبح مئةً من البُدْن أمر بأن يُؤخذ من كل بدنةٍ قطعة لحمٍ، فجُمعتْ في قِدْرٍ، فأكل من لحمها، وشرب من مَرَقها، وأمر بأن يُتصدق بالباقي، فأكل عليه الصلاة والسلام وتصدق، فالأصل هو الأكل والصدقة، وأما الهدية فأمرها واسعٌ إن تيسرت، وإلا فالمهم هو الأكل والصدقة منها.
مقدم البرنامج: نعم، أحسن الله إليكم شيخنا، وبارك الله فيكم.
حكم من فاتته ركعة من صلاة العيد
معنا من المجمع الأخ محمد.
المتصل: السلام عليكم.
مقدم البرنامج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل: مسَّاكم الله بالخير.
مقدم البرنامج: مساء النور، حيَّاك الله أخي محمد.
المتصل: عندي سؤالٌ لفضيلة الشيخ.
مقدم البرنامج: تفضل، الله يحفظك.
المتصل: بالنسبة لصلاة العيد، ماذا يعمل مَن فاته بعض الصلاة، كمَن لحق بالركعة الثانية وفاته الركوع أو السجود .. إلى آخره؟
مقدم البرنامج: تفضل يا شيخ.
الشيخ: مَن فاتته ركعةٌ من صلاة العيد يقضي الركعة الفائتة على صفتها، فإذا أدرك الركعة الثانية فتكون هي الركعة الأولى في حقِّه، وإذا قام يقضي ركعةً؛ يُكبِّر ستّ تكبيراتٍ بما فيها تكبيرة الانتقال، ويقرأ الفاتحة وسورةً بعدها، فيقضي ما فاته من صلاة العيد على صفتها.
مقدم البرنامج: الله يُعطيك العافية شيخنا، وأحسن الله إليكم، وبارك الله فيكم.
شكرًا لك أخي محمد.
حكم من وعد ولم يستطع الوفاء بالوعد
من الرياض معنا الأخ شايع.
المتصل: السلام عليكم.
مقدم البرنامج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل: مساء الخير، وعشرٌ مباركةٌ عليكم وعلى الشيخ والمستمعين.
مقدم البرنامج: مساء النور، الله يُعافيك.
المتصل: عندي فقط سؤالٌ: كان عندنا عاملٌ -يا شيخ- قبل أكثر من سنةٍ، وكان يريد أن يحج كل سنةٍ، ويتأجل الموضوع لأسبابٍ خارجةٍ عن الإرادة، فتعب قبل فترةٍ وسافر، وقبل أن يُسافر ضاق صدره أن فريضة الحج ما عملها، فكنتُ أقول له: إن شاء الله بالنسبة لهذا الموضوع سأحاول أن أجد أحدًا يحججك، أو أن أحجَّ عنك، أو كذا، لكن لا تهمك هذه الفريضة. فتُوفي قبل حوالي سنة، والموضوع الآن -يا شيخ- أصبح صعبًا: أنك تُوصي أحدًا؛ لأنه صارت الآن محدودية الحج، فما أدري ماذا عليَّ حتى لا أكسب ذنبًا في الوعد الذي وعدتُه به يا شيخ؟
مقدم البرنامج: نعم، تفضل يا شيخ.
الشيخ: أولًا: هذا العامل الحج ليس واجبًا عليه؛ لأنه كان غير مُستطيعٍ؛ ولذلك فالحج ليس واجبًا عليه، وقد كانت نفسه تهفو لأن يحج لمَّا أتى هذه البلاد، لكن ذلك لم يتيسر، فذمته بريئةٌ، ولا شيء عليه؛ لأن الحج إنما يجب على المستطيع، وهو غير مُستطيعٍ.
وأما بالنسبة لوعدك: فأنت وعدتَه وعدًا لكن لم يتيسر، وأنت كنتَ صادقًا في وعدك، لكن هذا لم يتيسر، فلا شيء عليك؛ لأن مَن وعد غيره وعدًا، وهو حين الوعد صادقٌ في وعده، ثم بعد ذلك لم يُنفِّذ ذلك الوعد لا إثم عليه؛ لأن خلف الوعد المذموم: أن يَعِد الإنسان ومن نيَّته عدم الوفاء أثناء الوعد، أما إذا وعد وهو صادقٌ، ثم بعد ذلك لم يتيسر تنفيذ الوعد لأي سببٍ، فلا يدخل هذا في خُلْف الوعد المذموم.
مقدم البرنامج: الحمد لله، أحسن الله إليكم شيخنا، وبارك الله فيكم.
الأضحية عن الميت
معنا أيضًا من الرياض الأخ ماجد.
المتصل: السلام عليكم.
مقدم البرنامج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل: كيف حالكم؟ عساكم طيبون إن شاء الله؟
مقدم البرنامج: الله يرضى عليك ويُسلمك.
المتصل: الله يُجازيك خيرًا يا شيخ، الوالد توفي -الله يرحمه- وسأشتري له -إن شاء الله- أضحيةً، ولن أُضحي عن نفسي، أنا سأنوي مع الوالدة -إن شاء الله- في بيتها، أنا مُستقلٌّ -طبعًا- في بيتٍ لحالي، ما أدري: يجوز هذا الشيء أو لا؟
الشيخ: تنوي أنك تُضحي عن نفسك والوالدة؟
المتصل: نعم، أنا مع الوالدة، أشترك مع الوالدة في أضحيةٍ واحدةٍ.
مقدم البرنامج: يعني: الوالدة هي التي تذبح أم أنت؟
المتصل: نعم، تذبح الوالدة، وأنا سأشترك معها في قيمتها، إن شاء الله.
الشيخ: هل الوالد وصَّى بأضحيةٍ أم تبرعٌ من عندك؟
المتصل: الوالد ما وصَّى، لكن من عندي أنا، إن شاء الله.
الشيخ: نعم، هذا لا بأس به، لكن الذي أنصح به الأخ الكريم أن يجعل الأضحية عن نفسه، ويُشْرِك والده معه في أُضحيته، هذا أفضل؛ لأن كون الأضحية عن الحي ويُشْرك معه الميت هذا أقرب للسنة من أن تُجعل الأضحية عن الميت استقلالًا إلا إذا كان أوصى، أما إذا لم يُوصِ فالأفضل أن يُشْرَك الميت مع الحي؛ وذلك لأن النبي لما ضحَّى أشرك معه في أُضحيته مَن لم يُضَحِّ من أمة محمدٍ من الأحياء والأموات، لكن لم يرد عن النبي أنه ضحَّى عن ميتٍ أُضحيةً مستقلةً، ولم يرد هذا أيضًا عن الصحابة، فلم يُضَحِّ عن زوجته خديجة، ولا عن عمه حمزة، ولا عن أبنائه وبناته الذين ماتوا كلهم ما عدا فاطمة، لم يُضَحِّ عنهم أضحيةً مستقلةً؛ ولذلك فالأقرب للسنة والذي أنصح به الأخ الكريم أن يجعل هذه الأضحية عن نفسه، ويُشْرِك معه والديه وأولاده وزوجته ومَن أحبَّ، يُشْرِكهم معه في ثوابها، وهذا لا يتعارض مع أضحية والدته، فهذا عملٌ صالحٌ، وذاك عملٌ صالحٌ.
مقدم البرنامج: أحسن الله إليكم، وجزاكم الله خيرًا يا شيخ، وبارك الله فيكم.
أضحية الوالد عن أولاده الكبار
معنا من أبها الأخ مشهور.
المتصل: السلام عليكم ورحمة الله.
مقدم البرنامج: وعليكم السلام ورحمة الله، هلا مشهور.
المتصل: كتب الله أجركم، وجزاكم الله خير الجزاء.
سؤالي -يا شيخنا الفاضل-: هل تُجزئ أضحية الأب عن أبنائه إذا كانوا مُتزوجين ومعهم مصدر دخلٍ وبوظائف مرموقةٍ؟
جزاكم الله خيرًا، وكتب الله أجركم.
مقدم البرنامج: وإياكم، تفضل يا شيخ.
الشيخ: نعم، لا بأس بذلك، مَن أراد أن يُضحي له أن يُشْرِك في ثواب أُضحيته مَن شاء من أولاده ووالديه وزوجته ومَن أحبَّ من أقاربه وأصدقائه، وفضل الله واسعٌ، فالأمر في هذا واسعٌ، حتى وإن كان أولاده موظفين لا مانع من أن يُشْرِكهم معه في أُضحيته.
وأيضًا ينبغي لأولاده الذين عندهم وظائف وأمورهم ميسورة أن يُضحوا عن أنفسهم، ويُشْرِكوا والديهم أيضًا في الأضحية، فإن الأضحية عملٌ صالحٌ، فمَن كانت أموره ميسورةً ينبغي أن يُضحي عن نفسه.
مقدم البرنامج: أحسن الله إليكم يا شيخ، وبارك الله فيكم.
ذبح الأضحية أفضل من الصدقة بثمنها
أم عبدالله معنا من جدة.
المتصلة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مقدم البرنامج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصلة: لو سمحتَ يا شيخ، إذا كان زوجي يُضحي هنا في جدة، وأنا أريد عن طريق مركز الملك سلمان، هل الأفضل أن تكون أضحيةً -يعني: نيتي أُضحية- أم تكون صدقةً؟
مقدم البرنامج: طيب، تفضل يا شيخ.
الشيخ: الأفضل أن تكون أُضحيةً، وقد ذكر العلماء أن ذبح الأُضحية أفضل من الصدقة بثمنها؛ لأن الأضحية تقرُّبٌ إلى الله بالذبح أو النحر، وهذا من الأعمال الصالحة العظيمة، بل إن بعض أهل العلم قال: “أَجَلُّ العبادات المالية النَّحر” [5].
فننصح الأخت الكريمة بأن تجعل هذه الذبيحة أضحيةً، فهذا أفضل من الصدقة بثمنها.
مقدم البرنامج: بارك الله فيكم شيخنا، وأحسن الله إليكم.
الاشتراك في قيمة الأضحية للغير
شيخنا، أيضًا هذا سؤالٌ من أبي زياد عبر (تويتر) يقول: أنا وإخوتي كلٌّ يُضحي عن نفسه بأُضحيته، وأيضًا نجمع مبلغًا ونشتري به أضحيةً للوالدة، فهل جمع هذا المبلغ يصح ونشتري به أضحيةً للوالدة، أو أنها تدخل فيما يُسمى بالاشتراك في قيمة الأضحية؟
الشيخ: هذا الجمع يصح؛ وذلك لأن المُضحَّى عنه واحدٌ، فأنتم اشتركتم في هِبَة هذا المبلغ لوالدتكم، جمعتم هذا المبلغ ووهبتُموه للوالدة، فالأضحية -في الحقيقة- عن شخصٍ واحدٍ، ولم يشترك فيها أكثر من شخصٍ، لكنكم اشتركتم في هِبَة ثمنها للوالدة، فلا بأس بذلك، وأنتم مأجورون، خاصةً إذا كان هذا يُدخل السرور على والدتكم، فهذا يدخل أيضًا في البرِّ بها.
مقدم البرنامج: جزاكم الله خيرًا يا شيخ، وأحسن الله إليكم.
من أراد الخروج لجدة هل عليه طواف وداع
ما زلنا معكم مُستمعينا الكرام في هذه الحلقة المباشرة من (فتاوى الحج) عبر أثير إذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية، وضيفنا فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور: سعد بن تركي الخثلان، ولمَن أراد الاتصال الرقم: (0114052999).
هذا الأخ أسامة يقول: أنا من أهل مكة، وطُفْتُ طواف الإفاضة -ويقصد العام الماضي أو الذي قبله- وطلعتُ جدة أُوصِلُ مُسافرًا ورجعتُ، هل المفروض أن أكون عملتُ طواف الوداع؛ لخروجي إلى جدة؟
الشيخ: نعم، إذا كان خروجك في اليوم الأخير، وخرجتَ قبل أن تطوف طواف الوداع، فيترتب عليك دمٌ عن كل مرةٍ تذبحه، ويبقى في ذمتك، متى ما استطعتَ تذبحه في الحرم، ويُوزع على فقراء الحرم، أما إذا كان خروجك لجدة ليس في اليوم الأخير، إنما كان -مثلًا- في يوم العيد، أو في اليوم الحادي عشر، فلا شيء عليك.
مقدم البرنامج: الحمد لله، أحسن الله إليكم.
التوكيل بالأضحية خارج بلد المضحي
معنا من الرياض الأخ عبدالعزيز.
المتصل: السلام عليكم.
مقدم البرنامج: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل: الله يُعطيك العافية، الله يكتب أجركم، إن شاء الله.
عندي سؤالٌ واحدٌ -الله يحفظك- بالنسبة للأضحية: إذا كانت العائلة عندي أو الأسرة خارج الرياض -مثلًا- في اليمن، وأنا أريد أن أُقدم أُضحيةً مُشتركةً مع بعضٍ، بدلًا من أن أُضحي هنا وأُضحي في اليمن وهنا؟
الشيخ: ….. أُضحيتين: أُضحية هنا وأُضحية في اليمن؟
المتصل: مثلًا: هناك عندهم تكون الأضحية، يعني: سأُعطيهم مبلغ الأضحية، وتكون أضحيةً واحدةً.
الشيخ: هي واحدةٌ عنك وعنهم؟
المتصل: نعم.
مقدم البرنامج: تفضل يا شيخ.
الشيخ: لا بأس بذلك، أنت تُوكلهم في ذبح الأضحية عنك وعنهم، لا بأس بهذا، وربما يكون هذا هو الأفضل؛ حتى يستفيدوا من اللحم، فربما تكون حاجتهم للحم أكثر من حاجة الناس هنا، فهذا الذي فعلته صحيحٌ، وأنت مأجورٌ على ذلك -إن شاء الله- ولك أن تُشْرِك في ثواب هذه الأضحية مَن تشاء من الأحياء والأموات.
مقدم البرنامج: الحمد لله، وجزاكم الله خيرًا فضيلة الشيخ.
حكم الاشتراك في شراء الأضحية
معنا من القصيم الأخ محمد.
المتصل: السلام عليكم.
مقدم البرنامج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل: حيَّاكم الله، والله يحفظك وحيَّاك الله يا شيخ.
الشيخ: الله يُحييك ويُبارك فيك.
المتصل: نفع الله بكم الإسلام والمسلمين.
مقدم البرنامج: آمين.
المتصل: الله يحفظك، عندي استفسارٌ يا شيخ: أنا وأخي نسكن فوق الوالدة، فهل يصح أن نشترك في أضحيةٍ واحدةٍ يا شيخ؟
الشيخ: كيف تشتركون؟ يعني: أنت تدفع جزءًا من الثمن، وهو يدفع جزءًا من الثمن؟
المتصل: نعم.
الشيخ: الأضحية عنكم أم عن والدتكم؟
المتصل: لا، عني أنا وأخي، الله يحفظك.
مقدم البرنامج: تفضل يا شيخ.
الشيخ: نعم، الاشتراك إنما يكون في الإبل والبقر إلى سبعة أشخاصٍ، وأما في الغنم فلا يكون فيها اشتراكٌ، لكن يمكن أن تَهَبَ المبلغ لأخيك، ويشتري هو الأضحية، ويُشركك معه في الثواب، أو العكس، أو أن الأضحية تكون -مثلًا- عن الوالدة، وتُشرككم معها في الثواب.
فالاشتراك يكون في الإبل وفي البقر إلى سبعةٍ، أما الغنم فلا تكون إلا عن شخصٍ واحدٍ، إلا إذا وُهِبَ لهذا الشخص المال، وكانت الأضحية عنه، وأشرك غيره معه في ثوابها، فلا بأس.
مقدم البرنامج: أحسن الله إليكم شيخنا، وبارك الله فيكم.
الاشتراك في الأضحية وحكم التوزيع على القادرين
معنا أيضًا أبو مشاري.
المتصل: السلام عليكم.
مقدم البرنامج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل: كيف حالك يا شيخ؟
عندي سؤالٌ عن الأضحية: هل أُشْرِك فيها إخواني المُتزوجين غير القادرين على أن يُضحوا؟
والشيء الثاني: هل أُوزعها على الجيران القادرين أم لا بد أن تكون للفقراء، أُعطيهم صدقةً، يعني: أتصدق بها على الفقراء، أم الجيران القادرين؟ يعني: أُعطيهم أنا منها، وهم يُعطوني من أُضحياتهم، وأُولِمُ ببعضها؟
جزاكم الله خيرًا.
مقدم البرنامج: تفضل يا شيخ.
الشيخ: نعم، الأفضل أن تُشْرِك معك إخوتك، وتُخبرهم بذلك؛ حتى تُدخل السرور عليهم.
وكذلك أيضًا إن أردتَ أن تُشْرِك والديك وزوجتك ومَن تُحب من الأحياء والأموات، فهذا هو الاشتراك في الثواب، ولا حدَّ له، وفضل الله تعالى واسعٌ.
والسنة أن المسلم يأكل من أُضحيته ويتصدق منها، كما قال الله تعالى في الهدي -وهو يشمل أيضًا الأضحية-: فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ [الحج:28]، وقال: فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ [الحج:36].
وكذلك الإهداء، لا بأس بالإهداء، خاصةً الإهداء للأرحام، والإهداء للجيران، فإن الإهداء للأرحام يدخل في صِلة الرحم، والإهداء للجيران يدخل في الإحسان للجيران، إذن تُهْدِي لهم، ويُهدون لك، وهذا مما يجلب المحبة والمودة بين المسلمين، ويدخل ذلك في الإحسان إليهم.
مقدم البرنامج: أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ، وشكرًا لك مشاري، الله يُعطيك العافية.
حكم حلق اللحية للمضحي
معنا من الرياض الأخ صالح.
المتصل: السلام عليكم.
مقدم البرنامج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل: الله يُعافيك يا شيخ، أردتُ أن أسأل بخصوص حلاقة اللحية في هذه الأيام إذا كان مُضحيًا، هناك بعض الشيوخ قالوا: يجوز، يعني: ليس مُحرَّمًا، وبعضهم قال: مكروهٌ، فما ندري أيش الحكم الصحيح في الحلاقة؟
مقدم البرنامج: تفضل يا شيخ.
الشيخ: نعم، أولًا: حلق اللحية لا يجوز، سواءٌ في هذا الوقت أو في غيره، فإن حلق اللحية معصيةٌ لله ، والنبي يقول: أوفوا اللِّحى [6]، أعفوا اللِّحى [7]، أرخوا اللِّحى [8]، خالفوا المشركين [9]، خالفوا المجوس [10].
فعلى المسلم أن يتَّقِي الله ، وألا يحلق لحيته، خاصةً أن هذه المعصية تتكرر، وأيضًا هي ظاهرةٌ، يعني: فيها مُجاهرةٌ، فيجتمع فيها: المُجاهرة مع الاستمرار، فالذي يحلق لحيته -يعني- ربما يحلقها كل أسبوعٍ على الأقل، معنى ذلك: أنه يفعل ذلك في السنة أكثر من خمسين مرةً، يعصي ربه بهذه المعصية.
فعلى المسلم الذي يفعل ذلك أن يتَّقي الله ، وأن يمتثل أمر النبي بإعفاء لحيته.
وأما بالنسبة للأخذ من الشعر والأظافر لمَن أراد أن يُضحي، فالنبي يقول: إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يُضحِّي فلا يأخذنَّ من شعره ولا من أظفاره شيئًا [11]، وهذا الحديث حديثٌ صحيحٌ، أخرجه الإمام مسلمٌ في “صحيحه”، والنهي فيه ظاهرٌ لمَن أراد أن يُضحِّي عن أن يأخذ من شعره أو من أظفاره شيئًا، والأصل في النهي أنه يقتضي التحريم، هذا هو القول الراجح من أقوال أهل العلم.
ونحن الآن في يوم عرفة، وما بقي على عيد الأضحى إلا سُويعات؛ ولذلك ينبغي الصبر، وألا يأخذ المُضحِّي من شعره ولا من أظفاره شيئًا حتى تُذبح أُضحيته.
مقدم البرنامج: جزاكم الله خيرًا فضيلة الشيخ، وأحسن الله إليكم.
حكم من تحللت من إحرامها دون تقصير لشعرها
معنا من الدمام أم ريان.
المتصلة: السلام عليكم ورحمة الله.
مقدم البرنامج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصلة: عندي سؤالٌ للشيخ لو سمحتَ.
مقدم البرنامج: تفضلي، الشيخ يسمعكِ.
المتصلة: أنا أخذتُ عمرةً قبل عدة سنوات، وما قصصتُ الشعر آخر العمرة، تحلَّلتُ من الإحرام وكل شيءٍ من دون أن أقصَّ الشعر، فما أدري أيش عليَّ؟
الشيخ: طيب، ما استدركتِ فيما بعد؟
المتصلة: استدركتُ لكن بعدما حللتُ الإحرام، يعني: بعد فترةٍ، بعد شهورٍ.
الشيخ: حللتِ الإحرام وبعد ذلك قصصتِ شعرك؟
المتصلة: لا، ما قصصتُه.
الشيخ: إلى الآن ما قصصتيه؟
المتصلة: إلى الآن.
الشيخ: كم مضى على هذا؟
المتصلة: يعني: يمكن أربع سنوات أو خمس سنوات، يعني: من زمانٍ.
الشيخ: حصل زواجٌ خلال هذه الفترة؟
المتصلة: أيش؟
الشيخ: حصل عقد نكاحٍ في هذه الفترة؟
المتصلة: لا.
الشيخ: طيب، اعتمرتي بعدها؟
المتصلة: اعتمرتُ بعدها، أجل.
مقدم البرنامج: تفضل يا شيخ.
الشيخ: نعم، ما دمتِ اعتمرتِ بعدها فمعنى ذلك: أنكِ دخلتِ في النُّسك الجديد، وأنت قد تركتِ واجبًا من واجبات العمرة السابقة، ولا يمكن التَّدارك بعد دخولك في النُّسك الجديد، ومعنى ذلك: أنه يترتب في ذمتكِ دمٌ يُذبح في الحرم ويُوزع على فقراء الحرم؛ لكونك قد تركتِ واجبًا من واجبات العمرة، وهو قصُّ الشعر، ولم تتداركيه ودخلتِ في نُسُكٍ آخر، فيكون في ذمتكِ دمٌ يُذبح متى ما استطعتِ، يُذبح ويُوزَّع على فقراء الحرم.
مقدم البرنامج: بارك الله فيكم شيخنا، وأحسن الله إليكم.
حكم من نوى الأضحية ونسي وقص أظافره
معنا من مكة الأخ عاصم.
المتصل: السلام عليكم.
مقدم البرنامج: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل: مساء الخير، وجزاكم الله خيرًا عنا وعن المسلمين.
مقدم البرنامج: آمين، الله يُجازيك خيرًا.
المتصل: شيخ، أحببتُ أن أسأل: نسيتُ في أول ذي الحجة -يوم الجمعة الماضي- وقصصتُ من أظافري؛ لأنها ليلة الجمعة، فنسيتُ أنني سوف أُضحي، فهل يجوز أن أُضحي أو لا تُعتبر لي أضحية وتُعتبر صدقةً؟
الشيخ: نسيتَ وأخذتَ من أظافرك؟
المتصل: نعم.
مقدم البرنامج: تفضل يا شيخ.
الشيخ: لا شيء عليك، ما يقع نسيانًا لا يُؤاخذ عليه الإنسان، فالله تعالى يقول: رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا [البقرة:286]، قال الله: قد فعلتُ [12]، وكما قال عليه الصلاة والسلام: إن الله وضع عن أُمتي الخطأ والنسيان وما استُكرهوا عليه [13]، فلا شيء عليك، وأتمم ذبح أُضحيتك، والحمد لله.
مقدم البرنامج: أحسن الله إليكم شيخنا، لو أن الإنسان -مثلًا- أخذ من أظفاره أو شعره عمدًا، هل يُضحِّي أو تُصبح أُضحيته صدقةً كما يقول الأخ؟
الشيخ: حتى لو أخذ من شعره وأظفاره عمدًا فأضحيته صحيحةٌ، لا علاقة بين صحة الأضحية والأخذ من الشعر والأظافر، أضحيته صحيحةٌ، لكن يكون قد حصلت عنده مُخالفةٌ لنهي النبي عليه الصلاة والسلام، وأما الأضحية فالأضحية صحيحةٌ.
مقدم البرنامج: جزاكم الله خيرًا شيخنا.
حكم المداومة في العمل يوم العيد
معنا من مكة الأخ يوسف.
المتصل: السلام عليكم ورحمة الله.
مقدم البرنامج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل: عندي سؤالان لو سمحتَ لي.
مقدم البرنامج: تفضل بالأول.
المتصل: السؤال الأول: بالنسبة للشغل يوم العيد بعد الصلاة هل يجوز أو لا يجوز؟ العمل؟
مقدم البرنامج: الشغل يوم العيد أيش؟
المتصل: أنا مُداوم في شركةٍ طبعًا، وسأُصلي العيد -إن شاء الله- وأريد أن أشتغل.
مقدم البرنامج: تسأل عن عملك: هل يجوز يوم العيد أو لا؟
المتصل: نعم.
مقدم البرنامج: تفضل يا شيخ.
الشيخ: ما موضع الإشكال عندك؟
المتصل: أنا أسأل عن الشغل يوم العيد: يجوز أو لا يجوز؟ يعني: العمل.
مقدم البرنامج: تفضل يا شيخ.
الشيخ: العمل في يوم العيد وفي غيره الأصل فيه الإباحة، فالمسلمون ليس عندهم ما يمنع من العمل في أي وقتٍ، هذا موجودٌ عند بعض الديانات؛ يُحرَّم عليهم العمل في أيامٍ معينةٍ، لكن بالنسبة للمسلمين العمل مُباحٌ في أي وقتٍ.
حكم الأضحية خارج بلد المضحي
المتصل: السؤال الثاني يا شيخ: عندي أنا ….. من السودان و ….. عيالي، فكيف طريقة الأضحية؟ يجوز أن أُضحي هنا عن نفسي أم ….. بالنسبة لي أنا؟
مقدم البرنامج: تفضل يا شيخ.
الشيخ: الأمر واسعٌ، سواء ضحيتَ عن نفسك، أو وكَّلتَ مَن يذبح أُضحيتك هناك في بلدك، الأمر واسعٌ، اختر ما هو الأيسر لك، وربما يكون الأفضل أنك تُوكل مَن يذبح أُضحيتك عنك في بلدك؛ حتى يستفيدوا من اللحم؛ لأن حاجة الناس هناك أشدّ من حاجتهم هنا.
المتصل: …….؟
مقدم البرنامج: كيف؟ الصوت لم يكن واضحًا، أعد سؤالك يوسف.
المتصل: أرسلتُ الأضحية إلى أهلي، أُضحي عن أهلي …..
الشيخ: أرسلتَ الأضحية تُضحي عن نفسك وأهلك؟
المتصل: نعم عن نفسي، هي أُضحيةٌ واجبةٌ طبعًا.
الشيخ: عن نفسك وأهلك؟
المتصل: عن نفسي وأهلي نعم.
الشيخ: طيب، عملك هذا طيِّبٌ.
المتصل: الله يجزيك خيرًا، وبارك الله فيك.
مقدم البرنامج: شكرًا لك يا يوسف، الله يُعطيك العافية، الأخ يوسف من مكة.
أحسن الله إليكم شيخنا، وبارك الله فيكم.
حكم الجمع بين نية القضاء وصيام يوم عرفة
معنا من جدة الأخت سارة.
المتصلة: السلام عليكم.
مقدم البرنامج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصلة: لو تكرمت يا شيخنا، عليَّ أيامٌ من رمضان، ونويتُ اليوم، يعني: أنا كنتُ أصوم أيامًا في العشر، لكن نويتُ اليوم -عرفة- أنه قضاء وعرفة، يجوز أو لا؟
مقدم البرنامج: تفضل يا شيخ.
الشيخ: نعم، لا بأس، لكن تكون النية قضاءً، ويُرجى أنك تنالين فضل صيام عرفة، وفضل الله واسعٌ، تستمرين في الصيام، والحمد لله.
مقدم البرنامج: شكرًا لكِ يا سارة، الله يُعطيك العافية.
حكم قصر الصلاة في الحج لأهل مكة
أيضًا من الأسئلة فضيلة الشيخ: هذا أحد الإخوة يسأل يقول: أنا من أهل مكة، وحججتُ ثلاث مراتٍ، وكنا نقصر، فما الحكم في الصلوات في مُزدلفة وفي يوم عرفة، جمعنا وقَصَرنا؟
الشيخ: هذه المسألة مسألةٌ اجتهاديةٌ وخلافيةٌ بين الفقهاء، ومَن قصر فقد أخذ بقولٍ من أقوال أهل العلم، فلا شيء عليه، لا شيء عليكم فيما مضى.
مقدم البرنامج: أحسن الله إليكم.
حكم الحج عن الميت لمن لم يحج عن نفسه
أبو خليفة أيضًا يسأل يقول: هل يجوز أن أحجَّ عن أبي المتوفى قبل أن أحجَّ عن نفسي؟
الشيخ: ليس لك أن تحجَّ عن أبيك قبل أن تحجَّ عن نفسك، بل لا بد أن تُقدم الحج عن نفسك.
ولما رأى ابن عباسٍ رجلًا يقول: لبيك عن شُبرمة. قال: “مَن شُبرمة؟” قال: أخٌ أو قريبٌ لي. قال: “حججتَ عن نفسك؟” قال: لا. قال: “حُجَّ عن نفسك، ثم حجَّ عن شُبرمة”، وهذا قد رُوي مرفوعًا [14]، ورُوي موقوفًا على ابن عباسٍ [15]، والعمل عليه عند أهل العلم: أن الإنسان ليس له أن يحجَّ عن غيره وهو لم يحج عن نفسه، بل لا بد أن يُقدّم الحج عن نفسه أولًا.
مقدم البرنامج: جزاكم الله خيرًا شيخ.
حكم استخدام الشمسية للحاج
أيضًا هذا سؤالٌ للأخ سراج يسأل يقول: هل للحاج أن يستخدم الشمسية؟
الشيخ: لا بأس أن يستخدم الحاج الشمسية وما يقيه من حرِّ الشمس، بل إن هذا هو الذي ينبغي في هذه الأيام التي تشتد فيها حرارة الشمس، وربما عدم استخدام هذه المظلة يتسبب في إصابة الحاج بضربات الشمس، والنبي في دفعه من مُزدلفة إلى مِنًى، عندما كان يرمي الجمرة كان يُظَلِّله بعض الصحابة بثوب إحرامٍ، كانوا يُظَلِّلونه من حرِّ الشمس، فهذا يدل على أن هذا التظليل لا بأس به، سواء كان بالشمسية أو بغيرها.
مقدم البرنامج: أحسن الله إليكم شيخ.
حكم صوم يوم عرفة لمن عليه قضاء
معنا أبو محمد.
المتصل: السلام عليكم.
مقدم البرنامج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل: جزاكم الله خيرًا، أنا عندي سؤالٌ بالنسبة ليوم عرفة: أنا عليَّ قضاء من رمضان يومين، واليوم صمتُ عرفة، والنية أني أصوم عرفة، ما نويتُ قضاءً من رمضان، هل -إن شاء الله- جائزٌ هذا الفعل أم لا؟
مقدم البرنامج: تفضل يا شيخ.
الشيخ: نعم، فعلك جائزٌ، وأنت مأجورٌ -إن شاء الله- على ذلك، لكن ينبغي لك أن تُبادر بالقضاء، وكان ينبغي لك أن تنوي اليوم قضاءً، وتنال بذلك -إن شاء الله- فضل عرفة، لكن ما دمتَ لم تَنْوِ فيقع هذا نفلًا عن يوم عرفة، ويبقى في ذمتك القضاء، عليك أن تُبادر بقضاء هذين اليومين، فإن الإنسان لا يدري ما يَعْرض له.
المتصل: الله يجزيك خيرًا يا شيخ.
مقدم البرنامج: شكرًا لك أخ محمد، الله يُعطيك العافية.
حكم الاغتسال يوم العيد
نختم بهذا السؤال شيخنا -حفظكم الله- يقول الأخ محيي الدين: أنا اغتسلتُ اليوم الجمعة لغسل الجمعة، فهل يجب عليَّ الاغتسال يوم العيد الذي هو غدًا؟
الشيخ: الاغتسال يوم العيد لا أعلم أنه ورد فيه شيءٌ محفوظٌ عن النبي ، وقد رُوي في ذلك حديثٌ، لكنه ضعيفٌ، ولا تثبت السنية إلا بدليلٍ صحيحٍ.
وعلى ذلك نقول: إن الاغتسال للعيد يبقى على الإباحة، ولا يُقال بأنه سنةٌ، إن شاء الإنسان أن يغتسل فعل، وإن لم يغتسل فلا شيء عليه، ليس هو مثل الاغتسال للجمعة، فإن الاغتسال للجمعة سنةٌ مُؤكدةٌ، لكن اغتسال العيد لم يثبت فيه شيءٌ صحيحٌ عن النبي ، فيبقى الأمر على الإباحة، لكن الذي قد دلَّت له السنة هو: أنه ينبغي عند الذهاب لصلاة العيد أن يأخذ المسلم زينته، وأن يلبس أحسن ملابسه عند ذهابه لصلاة العيد.
خاتمة البرنامج
جزاكم الله خيرًا يا شيخ، وأحسن الله إليكم؛ بهذه الإجابة أحبتنا المستمعين الكرام نصل إلى ختم هذه الحلقة التي قد تفضل فيها بالإجابة عن أسئلتكم فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور: سعد بن تركي الخثلان، رئيس مجلس إدارة الجمعية الفقهية السعودية، وأستاذ الدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
جزاكم الله خيرًا شيخ سعد، وأحسن الله إليكم، وتقبل الله طاعتكم.
الشيخ: اللهم آمين، وبارك الله فيكم وفي الإخوة المستمعين.
مقدم البرنامج: وفيكم، وجزاكم الله خيرًا يا شيخ.
أيضًا نشكركم أحبتنا المستمعين الكرام على حُسن متابعتكم.
هذه أرقُّ التَّحايا من فريق العمل:
في التنفيذ: عيسى الراقي.
إدارة الإعلام الرقمي: فيحان السبيعي.
في التقديم مُحدثكم: سبيت بن إبراهيم السبيت.
ومن الإخراج: محمد بن سعيد الشمري.
نلتقيكم -بمشيئة الله تعالى- في لقاءٍ قادمٍ وأنتم على خيرٍ.
تقبل الله منا ومنكم صالح القول والعمل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحاشية السفلية
^1 | رواه مسلم: 1348. |
---|---|
^2 | رواه ابن خزيمة في صحيحه: 2840، والبيهقي في شعب الإيمان: 4068. |
^3, ^11 | رواه مسلم: 1977. |
^4 | رواه البخاري: 6408، ومسلم: 2689. |
^5 | “مجموع الفتاوى” لشيخ الإسلام ابن تيمية: 16/ 532. |
^6 | رواه الطبراني في “المعجم الكبير”: 11724. |
^7 | رواه مسلم: 259. |
^8, ^10 | رواه مسلم: 260. |
^9 | رواه البخاري: 5892، ومسلم: 259. |
^12 | رواه مسلم: 126. |
^13 | رواه ابن ماجه: 2045. |
^14 | رواه أبو داود: 1811. |
^15 | رواه الشافعي في مسنده: ص110، والبيهقي في السنن الكبرى: 8682. |