logo

(9) فتاوى رمضان 1437هـ

مشاهدة من الموقع

المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلاةً وسلامًا على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ومرحبًا بكم أحبتنا الكرام إلى حلقة جديدة من برنامجكم المباشر: (فتاوى رمضان)، ضيف حلقتنا هو فضيلة الشيخ الدكتور/ سعد بن تركي الخثلان، عضو هيئة كبار العلماء.

السلام عليكم، وأهلًا بكم شيخنا سعد.

الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وحياكم الله، وحيا الله الإخوة المستمعين.

المقدم: حياكم الله فضيلة الشيخ، وللإخوة والأخوات المستمعين الكرام، ومع أولى اتصالات هذه الحلقة من الأخ محمد العنزي، تفضل.

السائل: السلام عليكم.

المقدم: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تفضل بسؤالك.

السائل: مساكم الله بالخير.

المقدم: مساك الله بالنور.

السائل: حبيبي في سؤالين؛ السؤال الأول: ما معنى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا [البقرة:104]؟

المقدم: طيب.

السائل: السؤال الثاني: أتمنى من الشيخ أنه يعطي نصيحة للشباب الذين يصومون ولا يصلون؟

المقدم: طيب.

السائل: الله يعطيك العافية.

المقدم: وإياك، شكرًا جزيلًا للأخ الكريم، من الرياض الأخ عبدالعزيز، تفضل يا عبدالعزيز.

السائل: سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المقدم: عليكم السلام ورحمة الله، تفضل.

السائل: حياكم الله يا شيخ.

المقدم: الله يسعدك، ارفع صوتك، السؤال؟

السائل: في سؤالين عندي لو سمحت.

المقدم: تفضل.

السائل: السؤال الأول: يقول الذي عليه دَين بسبب بناء عمارة مثلًا في بناية ويعني يحتاج هل يُعطى من الزكاة؟

الشيخ: طيب الدين الذي عليه حال ولا مؤجل؟

السائل: ماذا؟

الشيخ: الدين الذي عليه حال ولا مؤجل؟

السائل: يعني مطلوب في العمارة، يعني له دين مثلًا حال عليه.

الشيخ: طيب كم دخله تقريبًا دخله الشهري؟

السائل: والله دخله يمكن من فوق العشرة، لكن عنده عائلة كبيرة عنده بيتان.

الشيخ: والديون التي عليه بسبب العمارة.

السائل: نعم بسبب العمارة، ما يقدر يكمل ووقف عليه ديون.

الشيخ: نعم.

السائل: طيب سؤال ثان؟

المقدم: تفضل.

السائل: يقول: إذا كان في صندوق الأسرة مثلًا أسرة من الأسر نعم عندهم صندوق ويجمعون زكوات وبعدين يصرفونها على المحتاجين شهريًّا كراتب شهري أو كذا هذا العمل صحيح أم لا؟

المقدم: طيب.

السائل: جزاك الله خيرًا، خلاص؟

المقدم: وإياك، تسمع الإجابة.

السائل: إن شاء الله.

المقدم: شكرًا جزيلًا للأخوين المتصلين، الأخ أبو محمد العنزي يقول: في قوله تعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا [البقرة:104]، ما تفسير هذه الآية؟

الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

أما بعد:

فهذه الآية هي قول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ [البقرة:104] فيها نهي للمؤمنين من أن يقولوا: راعنا، وذلك لأن اليهود كانوا يورون بها، فكانوا يقولون: راعنا، ويقصدون معنى سيئًا، ومن المعاني السيئة التي قيلت بأنهم يقصدونها: أنت راعٍ لغنمنا، ونحو ذلك من المعاني السيئة.

نهى الله تعالى المؤمنين عن أن يتشبهوا بهؤلاء اليهود، ولا يقولوا: راعنا، وإنما يقول: اسمعنا، لا تقولوا: راعنا، وقولوا: انظرنا، وإنما يقول: وانظرنا، بمعنى راعنا وزنًا ومعنى، لما كانت كلمة راعنا تحتمل المعنى السيئ الذي يقصده اليهود نهى الله تعالى المؤمنين عن أن يتشبهوا بهم، فإن اليهود يحرفون الكلم عن مواضعه، ويورون الكلام، ويظهرون شيئًا ويقصدون شيئًا آخر؛ كما قال الله عنهم: مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ [النساء:46]، وهذه قاعدة في الكلمات التي تحتمل معان سيئة، فينبغي اجتنابها ولو كان المتكلم يريد المعنى الحسن.

المقدم: تفضل يا شيخ، تفضل.

الشيخ: أي نعم حتى لو كان المتكلم يريد المعنى.

المقدم: المعذرة في التداخل في الاستديوهات، لكن نعود -إن شاء الله- للإجابة عن نفس السؤال الأول الذي هو للأخ محمد العنزي. لما ذكر سؤاله عن تفسير قوله تعالى: لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا.

تفضل يا شيخ سعد.

الشيخ: أقول هذه قاعدة في أن أي كلام يحتمل معنى سيئًا فينبغي للمسلم اجتنابه، ولو كان المتكلم يقصد المعنى الحسن، ما دام أن هذه الكلمة يريد بها أقوامٌ معنى سيئًا؛ اجتنبْها واستخدمْ مرادفًا لها، ولهذا قال وَقُولُوا انْظُرْنَا مع أن انظرنا بمعنى راعنا، لكن لما كانت هذه الكلمة كلمة: (راعنا) تحتمل هذا المعنى الذي يريده اليهود؛ نهى الله تعالى المؤمنين عن أن يقولوا: راعنا.

المقدم: نعم، أحسن الله إليكم، وبارك في علمكم، سؤاله الثاني أيضًا الأخ محمد يقول: هل من نصيحة للشباب الذين يصومون ولا يصلون؟

الشيخ: نعم، الصلاة هي عمود دين الإسلام، وهي آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين، ومن يصوم هو فعل خير ويشكر على هذا لكنه مقصر في ترك الصلاة، فنحن نشكره على عنايته بعبادة الصوم، لكن هو مقصر في عدم عنايته بعبادة الصلاة، فالصلاة هي عمود دين الإسلام، وهي آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين، لا حظ في الإسلام لمن ضيع الصلاة، ومن ضيع الصلاة فهو لما سواها أضيع، يقول النبي : بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة [1]، ويقول: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر [2].

فهذه العبادة ينبغي العناية بها، والاهتمام بها، وإذا كان مستوى الاهتمام عند المسلم عاليًا فسيحافظ عليها في وقتها، لكن عندما ينخفض مستوى الاهتمام بها فسيجد ثقلًا وتكاسلًا في أداء هذه العبادة، ولهذا نقول لمن يشتكي من الثقل والتكاسل نقول: ارفع مستوى الاهتمام، ارفع مستوى الاهتمام في الصلاة، وإذا رفعت مستوى الاهتمام بها فستجد أنك قد حافظت عليها في وقتها، الله تعالى يقول: وَإِنَّهَا أي الصلاة لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ [البقرة:45]، والخاشعين ليست بكبيرة عليهم، وإنما هي سهلة ميسرة لكنها تكون كبيرة وثقيلة على غير الخاشعين.

المقدم: أحسن الله إليكم، وبارك في علمكم، وأعاننا وإياكم والمسلمين على القيام بحقه .

عبدالعزيز من الرياض يقول: إن عليه دينًا؛ لأنه يبني بيتًا وتحمل ديونًا يقول: هل يُعطى من الزكاة ودخله أنت سألته عن دخله المادي يقول: إنه لا يكفيني في السداد، ولدي بيتان أصرف عليهما؟

الشيخ: الأخ الكريم الذي سُئل عنه دخله دخل أغنياء، هو قال إن دخله فوق عشرة آلاف ريال، وهو الآن يبني له عمارة، والتملك ليس ضروريًّا إنما الضروري هو السكنى، والسكنى يمكن أن تسد حاجة الإنسان بالاستئجار، وعلى ذلك فليس له أن يزاحم الفقراء والمساكين في حقهم، وإنما يجدول راتبه على قدر مصاريفه، وعلى قدر البناء، أما أنه يذهب ويدخل نفسه في التزامات لأجل طلب أمور كمالية، ثم يزاحم الفقراء في حقهم فليس له هذا، ولذلك ينبغي التورع في الأخذ من الزكاة، وأن لا يأخذها إلا الفقير أو المسكين، أما الإنسان الذي دخله دخل أغنياء عليه أن يحسن تدبير المال، والديون التي عليه يجدولها على قدر دخله، وعلى قدر مرتبه، فمثل هذا الشخص المسؤول عنه الذي يظهر أنه لا يستحق الزكاة؛ لأن دخله دخل أغنياء.

المقدم: أحسن الله إليكم، وبارك في علمكم.

السؤال الثاني يقول: إن هناك صندوق الأسرة يجمعون فيه الزكوات ويصرفونها على المحتاجين على شكل رواتب؛ هل يجوز هذا الفعل؟

الشيخ: هذا الفعل لا بأس به إذا كان هذا الصندوق وضعه إذا جردت فيه الزكاة عن غيرها، وميزت الزكاة عن غيرها، والزكاة لا تصل إلا لأهل الزكاة فقط، فإذا كانت الزكاة لا تصل إلا لأهل الزكاة فلا بأس.

أما لو كانت تصل لأهل الزكاة ولغيرهم؛ لا بد من تمييز الزكاة عن غيرها؛ لأن بعض الصناديق العائلية يكون فيها زكاة، ويكون فيها تبرعات.

المقدم: صحيح.

الشيخ: الزكاة ينبغي أن يكون لها حساب خاص، ولا تصرف إلا للمستحقين للزكاة، ولا يكون فيها مجاملة ولا محاباة، ولا بأس بأن تصرف دفعة واحدة، أو على شكل رواتب، أو دفعات شهرية، لا بأس بهذا ما دام أن هذا الصندوق العائلي يستلم الزكوات من أرباب الأموال، ثم يبدأ بصرفها على شكل دفعات، فلا بأس بهذا، ما دام أن المصلحة تقتضيه، لكن المهم هو ألا تصرف إلا للمستحقين للزكاة.

المقدم: مثل هذه الصناديق شيخنا الخيرية ليس فيها جانب مادي، وإنما هي للصدقات والزكوات هل عليها زكاة أم لا؟

الشيخ: هذه ليس عليها زكاة، جميع الصناديق الخيرية لا زكاة فيها، حتى لو كان فيها استثمار ما دام أنها صناديق خيرية، ويكون ريعها للمشاريع الخيرية سواء كانت عائلية أو لم تكن عائلية، فهذه الصناديق الخيرية لا زكاة فيها، الحمد لله.

المقدم: من الرياض الأخت نورة، تفضلي.

السائلة: السلام عليكم.

المقدم: عليكم السلام، تفضلي بسؤالك.

السائلة: يا شيخ أنا سمعت أحد الأسماء المستعملة من أسماء الله الحسنى مثلًا إذا قلت: يا بديع ثلاثة أيام وراء بعض ألف مرة أن الله يستجيب دعائي، فما أدري إذا هذا صح أم خطأ؟ السؤال الثاني؟ كيف؟

الشيخ: سمعتِ هذا ممن؟

السائلة: كيف؟

الشيخ: يعني سمعتي هذا من داعية؟

السائلة: لا، أنا مثلًا أبحث في النت عن استجابة الدعوة، وكذا.. فألاقيها لها أسماء للحالات المستعصية.

المقدم: طيب.

السائلة: السؤال الثاني: أنه ما الأصح أني لما أستغفر أعرف كمْ مرة استغفرت أم أستغفر عشوائيًّا؟

المقدم: طيب تسمعين إجابة الشيخ؟ الأخت أم فهد من عفيف؟ تفضلي أم فهد، تفضلي.

السائلة: السلام عليكم.

المقدم: وعليكم السلام، تفضلي بسؤالك.

السائلة: لو سمحت عندي سؤالان، وطلب.

المقدم: تفضلي.

السائلة: إذا سمحت طلب أبغي من فضيلة الشيخ يدعي لولاة أمورنا أن الله يطول عمرهم على طاعته.

المقدم: اللهم آمين.

الشيخ: نسأل الله تعالى أن يوفقهم ويعينهم ويسددهم ويطيل في أعمارهم على طاعته.

المقدم: اللهم آمين.

السائلة: آمين إن شاء الله، الثاني يا شيخ: ما حكم الوسواس القهري؟

المقدم: حكم الوسواس؟

السائلة: يعني في كل شيء يا شيخ، حتى بالصلاة والوضوء والاستحمام، لو ما طعناه تعبنا نفسيًّا.

المقدم: طيب.

الشيخ: لو ماذا؟

السائلة: أقول يعني لو لم أطع الوسواس يعني أتعب نفسيًّا، وما أصوم زين ولا أحس أني صمت.

المقدم: طيب.

الشيخ: يعني وسواسك في كل شيء؟

السائلة: في كل شيء.

المقدم: في الطهارة وفي الصلاة وفي الصيام طيب سؤال آخر؟

السائلة: السؤال الثاني: قطيعة الأرحام يا شيخ ما حكمها؟ خاصة المتهاجرين في شهر رمضان.

المقدم: طيب.

السائلة: شكرًا جزاكم الله خيرًا.

المقدم: وإياكِ، شكرًا جزيلًا للأخت أم فهد، شيخنا نصيحة لمن قطع رحمه في هذا الشهر العظيم؟

الشيخ: قطيعة الرحم من كبائر الذنوب. وقد قال النبي : لا يدخل الجنة قاطع [3]، والمراد يعني قاطع الرحم، أخرجه البخاري ومسلم، هذا وعيد شديد في حق قاطع رحمه، والله تعالى يقول: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ۝أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ [محمد:22-23]؛ رتب الله تعالى اللعن على قطيعة الرحم.

ويقول النبي كما في حديث أبي بكرة : ما من ذنب أجدر من أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم [4]، وهذا الحديث حديث صحيح أخرجه أحمد، والترمذي، وهو حديث صحيح، وهو يدل على أن عقوبة قاطع الرحم أنها معجلة في الدنيا قبل الآخرة غالبًا، فينبغي لمن حصل بينه وبين رحمه قطيعة أن يبادر إلى صلته: وخيرهما الذي يبدأ بالسلام [5].

والنبي يقول: كونوا عباد الله إخوانًا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث [6]، ويقول: ليس الواصل بالمكافئ، وإنما الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها [7].

والمتقاطعون والمتهاجرون كلٌ يدعي أن الخطأ من الآخر في الغالب، ما في أحد معترف بأن الخطأ منه، وإنما كل يدعي أن قريبه هو الذي قد أخطأ في حقه، وحينئذ نقول: إن خيرهما الذي يبدأ بالسلام، وخيرهما عند الله، وأيضًا عند الناس الذي يبدأ بالسلام، والذي يصل رحمه.

المقدم: أحسن الله إليكم، وبارك في علمكم، تسأل عن حكم الوسواس القهري يا شيخنا في الصلاة في الصيام في العبادة في الوضوء والغسل؟

الشيخ: الوسواس القهري إذا وصل إلى درجة الوسواس القهري هو مرض أصبح مرضًا من الأمراض، عليها أن تسعى لعلاجه؛ لأنه مرض معروف له أعراضه، وله علاجه عند الأطباء النفسانيين، الوسواس في أول أمره يمكن معالجته بتوجيه النصائح، يعني التوجيهات، ونحو ذلك، توجيهات بتقوية الإرادة، والإعراض عن هذه الوساوس، الاستعادة بالله من الشيطان الرجيم، لكن عندما يصل إلى مرحلة متقدمة ويصل إلى درجة الوسواس القهري، فهنا يصبح الإنسان لا يتحكم في نفسه، يصبح مرضًا من الأمراض.

والذي ننصح به في هذه الحال أن يذهب من ابتلي بهذا المرض للطبيب النفسي للعلاج مع الأخذ أيضًا بالأسباب الأخرى وهي تقوية الإرادة، والإعراض عن هذه الوساوس، وأن يكون عند الإنسان شجاعة في تركه، والإعراض عنه، والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، هذه أمور مطلوبة، لكن أيضًا من الأسباب أن يذهب للطبيب المختص للعلاج.

المقدم: أحسن الله إليكم، وبارك في علمكم، الأخت نورة من الرياض سألت تقول: بحثت في الإنترنت عن بعض الأدعية التي تكون للأمور المستعصية. فتقول: تكرير يا بديع، يا بديع، ثلاث مرات. مع الدعاء أنها تجعل الدعاء مستجابًا.

 الشيخ: هذا لا أصل له، وهي تقول تكررها ألف مرة، وهذا يشبه طريقة بعض الفرق المنحرفة التي تأخذ اسم من الأسماء وتكرره عدة مرات، وربما ألف مرة أو أكثر، مثل يا بديع، ويا حي، ونحو ذلك، وتزعم أن مثل هذا يكون لإجابة ما فيه أمر مستعصي مثل ما ذكرت الأخت، هذا كله غير صحيح، كله لا أصل له، إنما الذي وردت به السنة هو اسم الله الأعظم، فإن اسم الله الأعظم إذا دعي به أجاب، وإذا سُئل به أعطى، وقيل: إن اسم الله الأعظم هو الذي دعا به الذي عنده علم من الكتاب، إن سليمان عليه السلام قال: أَيُّكُمْ ‌يَأْتِينِي ‌بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ [النمل:38] يعني بعرش بلقيس، وكان سليمان عليه السلام في الشام، وعرشها في اليمن، قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ [النمل:39] كان يجلس في مقامه ومجلسه وقتًا بالساعات فوعده هذا العفريت، وكان ضخمًا كأنه الجبل بأن يأتي بعرش بلقيس قبل أن يقوم من مقامه، قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ [النمل:40] وهو رجل من الصالحين كان يعرف اسم الله الأعظم، وعنده علم بالكتب السماوية، قال: أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ [النمل:40]، قيل إنه قد دعا الله باسمه الأعظم فحملته الملائكة.

فاسم الله الأعظم هو الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سُئل به أعطى، ولم يرد غير ذلك، لم يرد في غير هذا من أسماء الله الحسنى أن الإنسان إذا كرره أنه يستجاب به الدعاء، لكن الله تعالى يقول: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة:186]، وَقَالَ رَبُّكُمُ ‌ادْعُونِي ‌أَسْتَجِبْ ‌لَكُمْ [غافر:60]، ويقول النبي : يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول قد دعوت، قد دعوت فلم يستجب لي [8]، وهذا يدل على أن الأصل أن المسلم إذا دعا فهو موعود بالإجابة بشرط أن لا يستعجل، وأن لا يحدد وقتًا للإجابة.

ادع الله تعالى ولا تستعجل، لا تشترط على ربك بأن يجيبك في وقت معين، وإنما ادع الله تعالى، وأحسن الظن بالله ، بالنسبة لما ذكرت من أن عندها أمور مستعصية، وتريد أن تدعو الله تعالى بها، الله تعالى يجيب دعوة المضطر: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ [النمل:62]، فإذا دعا الإنسان ربه مضطرًا فإن الله تعالى يجيب دعاءه.

المقدم: يا شيخ هل من توجيه أن الأخت دخلت الإنترنت وأخذت من أي موقع وهناك مواقع مشبوهة كثيرة حتى ولو كانت تدّعي أنها على الإسلام الصحيح؟

الشيخ: العلم لا يؤخذ عن طريق الإنترنت، إنما يؤخذ من أهل العلم الموثوقين المعروفين المشهود لهم بسلامة العقيدة، والصلاح، والاستقامة، والأخذ من الكتاب والسنة، أما أن الإنسان سيفتح الإنترنت ويأخذ بأي كلام يقال فهذا خطأ عظيم؛ لأن الآن كثيرًا من أهل الفرق المنحرفة يكتبون في الإنترنت، بعضهم غير مسلمين، وبعضهم ممن ينتسب للإسلام، لكنه عنده انحراف كبير في جانب العقيدة، فهؤلاء لا يؤخذ منهم، ولا يوثق في علومهم، ولا فيما يقولونه.

فعلي الأخت الكريمة ألا تأخذ العلم إلا ممن يوثق فيه، ممن عُرف وشهد له بسلامة المعتقد، وشهد له بغزارة العلم، وشهد له بأنه موثوق في علمه ودينه وأمانته.

المقدم: أحسن الله إليكم، وبارك في علمكم، تبقى لها سؤال آخر، لكن بعد هذا الاتصال من الرياض، أبو عبدالكريم تفضل.

السائل: السلام عليكم.

المقدم: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تفضل.

السائل: لو تكرمت بغيت الشيخ.

المقدم: يسمعك تفضل.

السائل: طال عمرك، هل المرأة يجوز لها أن تأخذ تركة مثل الرجل؟ وفي سؤال ثان.

المقدم: كيف تأخذه من التركة؟ يعني عند تقسيم التركة.

المقدم: نعم.

السائل: هل المرأة يجوز لها أن تأخذ مثل ما يأخذ الرجل؟ والله سبحانه يقول: لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ؟

الشيخ: لكن لو كانوا إخوة لأم والأخت لأم مثل الأخ لأم.

السائل: نعم؟

الشيخ: أقول إذا كانوا إخوة لأم؟

السائل: نعم.

الشيخ: يتساوى الذكر والأنثى، هل تسأل أنت عن قضية معينة؟ أو تسأل عمومًا؟

السائل: عمومًا طال عمرك، هل يجوز لها أن تأخذه؟ بس هذا السؤال طال عمرك.

الشيخ: طيب، طيب.

السائل: في سؤال ثان إذا تكرمت يا شيخ؟

المقدم: تفضل.

السائل: لو مثلًا نسي المريض أخذ العلاج بعد الإمساك، هل يجوز له طال عمرك أن يأخذه قبل الأذان؟ وهو نوى الإمساك؟

المقدم: طيب.

السائل: خلاص يا شيخ؟

المقدم: هو مضطر لذلك طبعًا؟

السائل: نعم طبعًا.

الشيخ: تقصد أذان الفجر؟ تقصد أذان الفجر.

السائل: نعم أذان الفجر طال عمرك، لكن هو نوى الإمساك قبل الأذان، بعد ذلك تذكر طال عمرك أنه ما أخذ العلاج الأخير.

الشيخ: نعم.

المقدم: طيب تسمع إجابة الشيخ؟

السائل: جزاكم الله خيرًا يا شيخ.

المقدم: وإياك، شكرًا جزيلًا أبا عبدالكريم، وحيد من عسير، تفضل.

السائل: السلام عليكم.

المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله، تفضل بسؤالك.

السائل: يا شيخ أنا في السحور شربت ماءً الساعة الرابعة وثلث، وأنا في صحراء بعيد ما في مسجد قريب لي ولا شيء.

الشيخ: متى يؤذن عندكم؟

السائل: يؤذن بعد الرابعة وعشر دقائق، وأنا شربت المياه الرابعة وثلث، أنا ما أدري لكن قمت لقيت الساعة الرابعة وثلث.

الشيخ: أنت في البر في صحراء؟

السائل: نعم في صحراء، نعم في البر.

الشيخ: ما تبين لك إي أثر للفجر؟

السائل: والله لا لم أنتبه.

المقدم: طيب لو تعطيه الإجابة شيخنا ممكن ما يكون عنده راديو.

الشيخ: نعم أقول صومك صحيح إن شاء الله، الأصل هو بقاء الليل، وأنت أكلت ولم تتيقن بطلوع الفجر، الفقهاء يقولون: من أكل وشرب في طلوع الفجر فصومه صحيح؛ لأن الأصل بقاء الليل.

المقدم: أحسن الله إليكم، وبارك في علمكم، شكرًا للأخ وحيد، أبو عبد الكريم سأل عن سؤالين يقول: هل يجوز أن تأخذ الأنثى مثل ما يأخذ الذكر في التركة؟

الشيخ: الأصل أن الذكر له ضعف الأنثى، هذا هو الأصل في هذا، لكن هناك أحوال تكون الأنثى مثل الذكر، وهي ما إذا كانوا إخوة لأم؛ كما قال الله تعالى: وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ يعني من أم فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ [النساء:12]، فيمكن هنا تتساوى الأنثى مع الذكر، تتساوى الأنثى مع الذكر إذا كانوا إخوة لأم، وإلا فالأصل أن الذكر له ضعف الإنسان، الذكر مثل حظ الأنثيين، هذا هو الأصل.

المقدم: سأل أنه نسي العلاج يا شيخنا ثم احتاجه قبل أن ينتهي اليوم قبل أن يفطر؟

الشيخ: تفريق الأخ الكريم بين الإمساك وبين أذان الفجر هذا لا وجه له، وهذا موجود في بعض الدول عندهم إمساك، وعندهم أذان فجر، فعندهم الإمساك قبل أذان الفجر، هذا لا أصل له، الإمساك هو وقت أذان الفجر، وأما كونه نوى الإمساك ثم أخذ العلاج لا يضر، المهم أنك لما أخذتَ العلاج أخذته قبل أذان الفجر، فالله تعالى يقول: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ [البقرة:187].

فالإنسان له أن يأكل وأن يشرب، وأن يستخدم جميع المفطرات إلى طلوع الفجر، فكون الأخ الكريم أخذ العلاج قبل آذان الفجر لا شيء عليه، ولو كان قد نوى الإمساك قبل ذلك فنية الإنسان قبل ذلك غير مؤثرة، المهم أنه أمسك مع أذان الفجر.

المقدم: أحسن الله إليكم، وبارك في علمكم، نستقبل اتصالًا من عسير أيضًا أبو معاذ، تفضل.

السائل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله.

المقدم: تفضل بسؤالك.

السائل: يسمعني الشيخ؟

الشيخ: معك الشيخ.

المقدم: نعم.

السائل: السؤال الأول: بالنسبة للزكاة يا شيخ الزكاة على السفيه الذي لا يحسن التصرف في المال هل يجوز أن يتوكل الإنسان عن السفيه بزكاة ماله، ثم يصرفها فيما يراه له مناسبًا كبناء بيت له، أو مثلًا شراء شيء له يفيده هو وأسرته، إذا كان لا يحسن التصرف في المال؟

الشيخ: لكن السفيه هذا هل له ولي؟

السائل: لا، هو كبير أصلًا، لا بدون ولي، لكنه لا يحسن التصرف، يعني لو حصل على عشرة آلاف ممكن يصرفها في يومين أو ثلاث.

المقدم: ومن يأخذ عنه المال هذا ليس وليًّا له؟

السائل: لا، لا، أبدًا قريبًا له من أقاربه، يعني قريبًا له ويأخذ عنه المال، ولا يتصل به، ويقول له: أنت توكلني في زكاة مالك؟ ثم يعني يبيحه يقول له أنت موكل في زكاة مالي إذا كانت معك أجمعها.

المقدم: طيب السؤال الثاني؟

السائل: هذا السؤال الأول، السؤال الثاني يا شيخ: بالنسبة للأقساط أقساط السيارات زكاة أقساط السيارات إذا كان هناك مماطلة في القسط، يعني الآن السيارة مثلاً قسطها الشهري ألف ريال، أنت مقسطها بمائة ألف، القصد الشهري ألف ريال، ثم يماطل لا يعطيك خلال السنة بدلًا من اثني عشر ألف ريال، يعطيك مثلًا خمسة آلاف ريال في السنة.

المقدم: طيب.

السائل: فهل تُزكَّى؟ أم لا تزكى يا شيخ؟ ما يبقى عنده.

المقدم: طيب.

السائل: السؤال الثالث.

المقدم: تفضل.

السائل: السؤال الثالث: بالنسبة يا شيخ القول الراجح في مسألة الحائض التي تطهر قبل غروب الشمس والتي تطهر قبل أذان الفجر؛ هل تقضي صلاة العصر والظهر تصليها والمغرب والعشاء أم لا تصلي؟

المقدم: طيب تسمع إجابة الشيخ إن شاء الله؟ نأخذ اتصالًا أخيرًا، معنا الأخ يوسف من الرياض، تفضل.

السائل: السلام عليكم.

المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله.

السائل: معالي الشيخ سؤالي بالنسبة لفقهاء يقولون من نوى الفطر فقد أفطر هذا حسب المذهب الحنبلي هل في هذه المسألة خلاف يعني بقية المذاهب خالفوا هذا المذهب، بحيث يعني لو نوى الإنسان الفطر ثم لم يجد ما يفطر عليه.

المقدم: طيب.

السائل: أكمل صومه هل يعتبر يعني فاطرًا؟ والسؤال الثاني: فصلت في الأسبوع فيما يتعلق بعلاج الربو وأن هناك أنواع وبعض الأنواع منها مفطرة فهل الشخص الذي سبق أن يستخدم هذه الأنواع هل عليه قضاء مثلًا لو كان هذا جهلًا منه؟ لأننا كنا نعتبر جميع الأنواع لا تفطر، لكن بارك الله فيكم أشرتم إلى أن بعض الأنواع التي لها جرم تفطر؛ فما حكم ما سبق؟

المقدم: طيب، بارك الله فيكم.

السائل: يا ليت لو كانت تزودون مدة البرنامج ولو عشر دقائق خمس دقائق؛ لأن البرنامج مفيد جدًّا، والاتصالات كثيرة جدًّا.

المقدم: الله يجزيك خيرًا، المشكلة الأذان قريب.

السائل: طيب، جزاك الله خيرًا.

المقدم: شكرًا أخي يوسف، نأخذ اتصالًا أيضًا من الأخت نورة، طيب نورة ليست معنا، نرجع لأسئلة الإخوة، أولهم يوسف قبل قليل سأل شيخنا قال إنكم فصَّلتم في علاج الربو ما يكون له جرم ويدخل أو غيره، فيقول الآن البعض يستوي عنده يتوقع العلاج كله للربو جائزًا ولا يفطر، ماذا يفعل فيما سبق وهو يجهل هذه المسألة؟

 الشيخ: من استخدم نوعًا من العلاج وهو الذي يكون عن طريق البودرة اختلط بالريق وابتلعه هذا مفطر، وعليه أن يقضي الأيام التي استخدم فيها هذا العلاج، ولا إثم عليه لكونه محتاجًا لهذا، وأيضًا ربما يكون جاهلًا، لكن المهم هو أن يقضي بعد رمضان، وأما العلاج الذي على شكل بخاخ هذا لا يفطر.

المقدم: وإذا كان ما يضبط الأيام يا شيخنا؟

الشيخ: يتحرى بما يغلب على ظنه.

المقدم: أحسن الله إليكم، وبارك في علمكم، سأل كذلك عن النية في الفطر، هل جميع العلماء مجمعون على أن من نوى الفطر أنه يفطر؟ دون أن يأكل ويشرب.

الشيخ: أكثر أهل العلم على هذا، وأما التحقق من الإجماع فلا يحضرني الآن، هل المسألة محل إجماع أم لا؟ لكن أكثر أهل العلم على هذا؛ لأن الصيام هو إمساك بنية، فالنية ركن في الصيام، وعلى ذلك إذا نوى الإفطار فقد قطع النية، لكن ينبه هنا إلى أن هناك فرقًا بين أن ينوي الإفطار، وبين أن ينوي أنه سيفطر، فإذا نوى الإفطار، يعني قطع النية قطع النية الآن، فهذا هو الذي ينقطع صومه، أما الذي ينوي أنه سيقطع النية إذا وجد شيئًا سيأكله فهذا لا يفطر؛ لأن هذا إنما مجرد وعد بأنه سيقطع النية ولم يقطعها، والفرق بينهما دقيق، فإذا لا يفسد الصيام ولا يقطع الصيام إلا إذا قطع النية، قطع النية كأنه مثلًا أمامه طعام، ويريد أن يأكل منه الآن قطع النية، هذا هو الذي يفسد صومه، أما الذي ينوي أنه سيقطع النية، لكن لم يقطعها؛ فهذا صيامه صحيح.

المقدم: أحسن الله إليكم، وبارك في علمكم، الأخت نورة المتصلة الأخيرة معنا في هذه الحلقة، تفضلي يا نورة.

السائلة: السلام عليكم.

المقدم: عليكم السلام، تفضلي بالسؤال.

السائلة: شهر مبارك عليكم.

المقدم: وعليكِ.

السائلة: لو سمحت يا شيخ أنا بغيت أسأل اليوم كان عندي موعد تحليل، وأنا سمعت أمس بالراديو أن إذا كان الدم كثيرًا أنه يفطر، وإذا كان قليلًا عادي؛ لأنهم اليوم أخذوا مني تقريبًا ثلاث أنابيب، التي هو ثلاث أنبوبات الدم.

الشيخ: الأنبوبة طول الأصبع تقريبًا؟

السائلة: نعم الأصبع.

الشيخ: أي نعم.

المقدم: ثلاث براويز.

الشيخ: ثلاث براويز.

المقدم: طيب لو تجيبها شيخنا؟

الشيخ: هذه الحقيقة دم كثير، هذا في معنى دم الحجامة، فتقضين هذا اليوم، تقضينه بعد رمضان، ولا إثم عليك؛ لأنك محتاجة لهذا التحليل، لكن تقضين هذا اليوم بعد رمضان إن شاء الله.

المقدم: طيب شكرًا للأخت نورة تبقى يا شيخنا بعض أسئلة الإخوة الكرام، الأخت نورة من الرياض سألت عن أيهما أصح في الاستغفار؟ هل هو بالعدد؟ أو يستغفر الإنسان بدون عدد؟

الشيخ: الأمر في هذا واسع، المهم أن يستغفر، وسواء أحصى العدد من باب الترتيب مثلًا قال: أنا سأستغفر مثلًا مائة مرة، أو ألف مرة أكثر، أو أقل، أو أنه استغفر من غير عدد، الله تعالى قد وكل لكل إنسان ملكين يكتبان كل شيء، ولن يضيع عليه شيء، كل شيء محصى: وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ [الأنبياء:47]، الأمر في هذا واسع، يختار الإنسان ما يرى أنه هو الأنسب له، والأرفق به.

المقدم: أيضا سأل أبو معاذ عن الزكاة إذا أخذها أو توكل إنسان بأخذ زكاة السفيه، ثم بعد ذلك يعطيه إياها، أو يضعها في شيء يفيده بعد ما يتوكل منه في الأخذ؟

الشيخ: الذي ذكره الأخ الكريم هذا أمر طيب؛ لأن فيه إحسانًا لهذا السفيه الذي لا يحسن تدبير المال، فهذا قريب له يريد أن يساعده، وأن يعينه، فيجمع الزكوات التي يُعطى إياها، وينميها له، وهو بهذا يعمل ما فيه مصلحته، ما فيه المصلحة له وهو قال: إنه يستأذنه أيضًا في جمع هذه الزكوات لصالحه، فهذا عمل طيب، وهو مأجور على هذا إن شاء الله.

المقدم: زكاة الأقساط يا شيخ إذا كان من يدفع الأقساط مماطلًا هل تدفع زكاة لسنة كاملة؟ أو لما وصله من مال؟

الشيخ: إنما يدفع فقط ما استلمه، ما استلمه من هذه الأقساط، أما ما لم يستلمه فلا يلزمه أن يدفع الزكاة حتى يستلم هذه الأقساط.

المقدم: أحسن الله إليكم، وبارك في علمكم، نشكركم شيخ سعد في ختام هذه الحلقة أن أجبتم على أسئلة الإخوة والأخوات، شكرًا جزيلًا.

الشيخ: وشكرًا لكم، وللإخوة المستمعين.

المقدم: شكرًا لكم أنتم أحبتي الكرام حتى الملتقى بكم نستودعكم الله، على أمل اللقاء بكم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه مسلم: 82.
^2 رواه الترمذي: 2621، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب.
^3 رواه البخاري: 5984، ومسلم: 2556.
^4 رواه الترمذي: 2511، وابن ماجه: 4211.
^5 رواه البخاري: 6077، ومسلم: 2560.
^6 رواه البخاري: 6065، ومسلم: 2559.
^7 رواه البخاري: 5991.
^8 رواه البخاري: 6340، ومسلم: 2735.
zh