المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلاة وسلامًا على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ومرحبًا بكم أحبتي الكرام، إلى حلقة جديدة من برنامجكم: (فتاوى رمضان)، ضيف حلقتنا هو فضيلة الشيخ الدكتور/ سعد بن تركي الخثلان، عضو هيئة كبار العلماء.
السلام عليكم شيخ سعد.
الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وحياكم الله وحيا الإخوة المستمعين.
المقدم: حياكم الله فضيلة الشيخ، وحيا الله المستمعين الكرام، ومع أولى اتصالات هذه الحلقة من الرياض الأخت أم سلمى. تفضلي يا أم سلمى.
السائلة: السلام عليكم.
المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله.
السائلة: لو سمحت يا شيخ أنا ولدتُ في يوم اثني عشر شعبان بالضبط، والدم عندي ما ينزل غير كل يومين ثلاث نقط أو نقطتين، وبعد حوالي عشرة أيام بالضبط القصة البيضاء نزلت ورجع بعدها نزل دم مرة أخرى نقطة أو نقطتين؛ فمحتاجة أن أعرف حكم صلاتي أصلي أم لا أصلي، وصيامي في رمضان.
المقدم: طيب.
السائلة: وكلمت الدكتورة قالت تأخذين أدوية بعد مدة شهر بالضبط تضبط لك الدورة، هل أيضًا حكمي أصوم عادي أم لا؟ لا أدري أصلي وأصوم أم ماذا أعمل؟
المقدم: طيب.
السائلة: يا ليت تفيدونني جدًّا في هذا الموضوع.
المقدم: طيب تسمعين الإجابة، سؤال آخر؟
السائلة: لا، هو فقط حكم الصلاة.
المقدم: تسمعين الإجابة إن شاء الله، شكرًا جزيلًا للأخت الكريمة، من الرياض الأخ محمد.
السائل: السلام عليكم.
المقدم: وعليكم السلام، تفضل بسؤالك.
السائل: مساء الخير، وشهر مبارك عليك وعلي الشيخ سعد.
المقدم: وعليك، الله يسلمك.
الشيخ: الله يبارك لنا ولك.
السائل: الله يحفظك شيخ سعد أنا أبغي أسأل التقويم سؤال القديم المتجدد سؤال يتكرر كثيرًا يا شيخ، نبغي توضيح للأئمة الذين يقيمون الصلاة بعد خمس دقائق ست دقائق في صلاة الفجر.
المقدم: طيب تسمع الإجابة.
السائل: هل تعدل التوقيت أو لا؟ سؤالي السؤال المباشر: هل تم تعديل التوقيت أو لا؟ ونبغي تنبيه للإخوة الفضلاء من الأئمة في المساجد بالذات صلاة الفجر مع وقت رمضان دائمًا يبكرون سبع دقائق عشر دقائق بعضهم ربع ساعة والأغلب ربع ساعة؟
المقدم: طيب.
السائل: ما يتجاوزون كلهم عشرين دقيقة، نبغي توضيح يا شيخ.
المقدم: طيب تسمع الإجابة.
السائل: شكرًا لك، سلام عليكم.
المقدم: شكرًا جزيلًا للأخ محمد.
أولًا سؤال الأخت أم سلمى، يا شيخ تسأل عن صلاتها وصيامها؟
الشيخ: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه، واتبع سنته إلى يوم الدين.
أما بعد:
فبالنسبة للأخت الكريمة فهي لا زالت نفساء؛ لأنها لم يمض عليها سوى اثني عشر يومًا، هي لم يمض عليها إلا أقل من أربعين يومًا، ولا زالت ترى أثر الدم، حتى ولو كان قطرات فما دام في الأربعين يومًا، فهذا كله يأخذ حكم النفاس.
فإن الله تعالى أجرى العادة بأن المرأة إذا أنجبت يخرج منها هذا الدم، لكن قد يكون الدم الخارج غزيرًا، وقد يكون قليلًا لأسباب كثيرة لهذا التفاوت.
ولكن من جهة الحكم الشرعي: فإنه يعتبر دم نفاس فلا تصلي معه المرأة ولا تصوم حتى ترى الجفاف التام؛ فتنتظر ما دامت في الأربعين، ما دامت في الأربعين وتخرج منها هذه القطرات فإنها تعتبر نفساء؛ وتنتظر لا تصوم ولا تصلي.
ولعلها مثل ما ذكرت لها الطبيبة أنها بعد مضي الشهر أو حتى الأربعين يومًا، لعلها يحصل لها الجفاف، وحينئذ تكون طاهرة، بعد حصول الجفاف تكون قد طهرت وتصلي وتصوم.
المقدم: أحسن الله إليكم، وبارك في علمكم، استفسار الأخ محمد عن دخول وقت صلاة الفجر وبعض المساجد خاصة في شهر رمضان بحكم أن الناس يتواجدون حتى قبل أذان المغرب أو كذلك الفجر ثم تكون الإقامة مبكرة بعد خمس دقائق حتى النساء في بيوتهن، لعل الشيخ -إن شاء الله- يتواصل معنا مرة أخرى انقطع الخط، هذا هو سؤال الأخ محمد.
عودة لشيخنا شيخنا السؤال الذي ذكرت.
الشيخ: أي نعم أنا فقدت الاتصال عفوًا، نعم لكن أعد السؤال مرة أخرى.
المقدم: سؤال الأخ محمد يقول: هل لا زال هناك إشكال في وقت دخول الفجر وهناك اختلاف عن التقويم، البعض بعد الأذان سواء النساء في بيوتهن أو بعض المساجد ربما بعد خمس دقائق أو عشر دقائق بالكثير يقيمون صلاة الفجر؟
الشيخ: نعم، هذه المسألة من قديم الزمان وفيها إشكالية، والنبي قد نبه على عدم الاغترار بالفجر الكاذب، فقال: لا يغرنكم الساطع المصعد حتى يعترض لكم الأحمر، قال: لا يغرنكم أذان بلال [1]، ولا هذا البياض حتى يستطير هكذا..
والأحاديث بهذا كثيرة تبين أنه لا يدخل الوقت بالفجر الكاذب، إنما لا بد من الفجر الصادق المستطيل المعترض في الأفق، وعلى هذا حمل بعض أهل العلم قول النبي : أسفروا بالفجر فإنه أعظم للأجر [2]، حملوا هذا على أن المقصود لا تقيموا صلاة الفجر إلا بعد التحقق من دخول الوقت، وهذه المسألة ما دامت التقاويم فيها مختلفة، ينبغي للمسلم أن يسلك مسلك الاحتياط لدينه.
وعندنا عبادتان: عندنا الصيام، فيمسك مع الأذان حين يسمع الأذان يُمسك، وعندنا عبادة الصلاة لا يصلي قبل أن يتحقق من دخول الوقت.
ووزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد عندنا في المملكة العربية السعودية قد حددت الفارق ما بين الأذان والإقامة طيلة أيام العام حددته بخمس وعشرين دقيقة، فعلى الأئمة الالتزام بتعليمات الوزارة التي تمثل ولي الأمر في هذه المسألة، على أئمة المساجد أن يتقيدوا بالتعليمات والأنظمة التي وضعت للمصلحة العامة، فما دام أن الوزارة التي تمثل ولي الأمر حددت هذه المدة حددت خمسًا وعشرين دقيقة، فينبغي على الأئمة الالتزام بهذا،
ولا أدري ما سر هذه العجلة التي أشار إليها الأخ السائل أن بعض الأئمة يقيم بعد خمس دقائق أو بعد عشر دقائق، ما ندري ما سر هذه العجلة، ينبغي الانتظار على ما حددته الوزارة، وزارة الشؤون الإسلامية حتى أيضًا يتكامل حضور الناس، والناس أيضًا في المسجد منهم من يقرأ القرآن، ومنهم من يذكر الله ، والملائكة تدعو لهم، فلا داعي لهذه العجلة، والإمام مؤتمن، فما دام أن الجهة التي أناط بها ولي الأمر مسألة تنظيم المساجد حددت هذه المدة، فينبغي على أئمة المساجد أن يتقيدوا بها.
المقدم: شيخنا خاصة في رمضان وفي بعض الأوقات بالتحديد خصوصًا المغرب يا شيخنا والفجر كذلك، بعد عشر دقائق إلى ربع ساعة ما شاء الله يمتلئ المسجد ويكاد يضج أو يضيق بالمصلين فالتأخر حتى ربما يجعل هناك إشكال من بعض الناس العجولين أن يقول: الناس، الآن اجتمع الناس، وربما يحتج بسنة النبي في صلاة العشاء أنه عندما يجتمع الناس يصلي، وإذا تأخروا في الاجتماع ينتظر؟
الشيخ: لكن ما دام مثل ما ذكرت قبل قليل، ما دام أن التقاويم مختلفة في هذا ففيها إشكالية. حتى يتحقق من دخول الوقت لا بد من أن يمضي هذا الوقت، يمضي هذا الوقت، والأحسن هو على ما حددته والوزارة حددت خمسًا وعشرين دقيقة، وينبغي أيضًا للناس ألا يحرجوا الإمام ويضغطوا عليه في تعجيل الصلاة، وهذا أيضًا يحصل بالنسبة لصلاة العشاء أيضًا، صحيح تجد بعض جماعة المسجد يضغطون على الإمام حتى لا يتقيد بتعليمات الوزارة في هذا، هو جعل الفارق ما بين أذان العشاء وغروب الشمس ساعتين.
المقدم: صحيح.
الشيخ: فيضغط عليه بعض جماعة المسجد، وينبغي لأئمة المساجد أن يتقيدوا بالتعليمات التي ترد لهم من وزارة الشؤون الإسلامية التي تُعنى بكل ما يتعلق بالمساجد.
المقدم: أحسن الله إليكم، وبارك في علمكم، هنا إحدى الأخوات تقول: هل يجوز للنساء أن يصلين فوق السطح مثلًا فوق الرجال؟ وليس خلفهم؟
الشيخ: نعم، لا بأس بهذا، إذا صلوا فوق السطح فلا حرج حتى ولو كان فوق الرجال؛ لأن صلاتهم هنا يعني منفصلة ومنعزلة عن الرجال، ولكن المهم ألا يتقدموا على الإمام، لكن كونهم في السطح هذا لا يضر، بشرط ألا يتقدموا على الإمام.
المقدم: أحسن الله إليكم، وبارك في علمكم، من الرياض الأخت أم محمد، تفضلي.
السائلة: السلام عليكم.
المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائلة: مبارك عليكم الشهر، الله يتقبل منا ومنكم وجميع المسلمين، يعيده علينا وعليكم أعمارًا مديدة يا رب.
المقدم: اللهم آمين.
الشيخ: اللهم آمين.
السائلة: أنا عندي سؤال: في عندي الوالدة الله يطول في عمرها عندي أختان ما تزوجوا، وعندها قلادتان ذهب مخلياهم تقول: هدية لهم إذا تزوجوا؛ فهل عليها زكاة؟
المقدم: طيب.
الشيخ: نعم.
السائلة: ولو عليها زكاة هل مثلاً أحطها بجمعية تحفيظ القرآن، يعني يجوز أني أحطها في تحفيظ القرآن أو بالمساجد أو أبغي أعرف أين أطلع هذه.
المقدم: طيب.
الشيخ: لكن الذي جعلته لهم حُلي معد للاستعمال؟
السائل: نعم، هي حطتها عندها وقالت لي: إذا صار لي شيء ترى هذه لهم هدية زواجهم.
الشيخ: طيب هي تُلبس ولا ما تُلبس؟
السائل: لا لا في مناسبات، محفوظة في الدولاب؛ لأنه ما في ولا شيء، لكن هي حطتها تقول لبنات هدية زواجهم.
الشيخ: أي نعم.
المقدم: طيب تسمعين الإجابة إن شاء الله، شكرًا جزيلًا للأخت أم محمد، أم عبدالله تفضلي.
السائلة: السلام عليكم شيخ.
المقدم: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تفضلي بسؤالك.
السائلة: لو سمحت يا شيخ المصاب بالقولون يحسب عليه أنه يحافظ على الوضوء، كثير ما ينتقض دون إرادته وأحيانًا يشتد، وأحيانًا يخف، لكن الضابط الذي ممكن نتبعه من ناحية يكون مطمئنًا بصلاته هل يلزم عليه إعادة الوضوء أكثر من مرة، أو أنه فقط بعد دخول الوقت ونكتفي به، يعني في متسع في وقت الصلاة.
المقدم: المرض؟ ما هو؟
السائلة: قولون.
المقدم: قولون؟
السائلة: يصعب أن يحافظ على الوضوء.
الشيخ: يعني تخرج منك الريح بغير اختيارك؟
السائل: نعم.
المقدم: طيب تسمعين إجابة الشيخ.
الشيخ: سؤالك عن الوضوء عند دخول وقت كل صلاة.
السائلة: نعم، يعني يا شيخ مثلًا أحيانًا بالتراويح، يعني هل يلزم أني أعيد الوضوء كثيرًا، يعني إذا حسيت أن الوضوء انتقض أو أني خلاص بعد دخول الوقت أتوضأ وأكتنز هذا حتى لو حصل شيء أكتفي؟
المقدم: واضح.
الشيخ: لكن خروج الريح يعني بصفة مستمرة وإلا أحيانًا.
السائلة: لا يا شيخ أحيانًا يجتاز، وأحيانًا يخف.
المقدم: طيب تسمعين الإجابة، شكرًا جزيلًا للأخت أم عبدالله.
شيخنا أم محمد تسأل تقول: إن والدتها لديها قلادتان من ذهب ادخرتهما لزواج بنتيها، تقول: هل عليها زكاة؟ وإذا كان عليها زكاة أين تخرج؟ هل تُخرج لتحفيظ القرآن مثلًا أو تخرج لجهة معينة؟
الشيخ: نعم هذا حلي معد للاستعمال، وأُشتري بغرض الاستعمال والقنية، وليس لغرض التجارة، ولكن هذه الأم تريد أن تستعمله ابنتاها اللتان لم تتزوجا بعد، نعم هذا الحلي لا زكاة فيه في قول أكثر أهل العلم، وهو مذهب المالكية والشافعية والحنابلة، ونقله الإمام أحمد عن خمسة من أصحاب النبي ، وهذا هو القول الراجح؛ لأن قاعدة الشريعة: أن ما كان معدًّا للاستعمال والقنية لا زكاة فيه؛ كما قال النبي : ليس على المسلم في عبده ولا فرسه صدقة [3] متفق عليه، وعلى هذا فهذا الحُلي لا زكاة فيه؛ لكن يبقى النظر فيما ذكرته الأخت السائلة من أن والدتها أوصتها بأنها إذا ماتت فيكون الحلي لأختيها، هذه وصية لوارث، فهذه الوصية لا تصح، فتُبين لوالدتها بأن هذه الوصية أنها لا تصح.
المقدم: يعني إذا كانت في حياتها تعطيهم، إذا ماتت تعتبر من التركة؟
الشيخ: أي نعم، تعتبر من التركة، وأيضًا حتى في حياتها لا بد من العدل، لا بد من العدل بين أولادها من البنين والبنات، أو أنها تتحلل من بقية أولادها، وتقول: أنا سأعطي أختيكم هذا الحُلي، فتطلب منهم المسامحة، أو أنها يجب عليها أن تعدل بين جميع الأولاد من بنين وبنات.
المقدم: نستقبل الاتصال من أسامة من الرياض، تفضل.
السائل: السلام عليكم.
المقدم: وعليكم السلام.
السائل: شيخ أبغى أسأل سؤال.
المقدم: تفضل.
السائل: شيخ إذا كنت في المسجد وقضيت الصلاة وأردت الخروج هل أسلم على من بجواري في الصف؟
المقدم: طيب سؤال آخر؟
السائل: جزاك الله خيرًا.
المقدم: جزاك الله خيرًا، أم عبدالله من الرياض أيضًا، تفضلي بسؤالك الله يحفظك.
السائلة: السلام عليكم.
المقدم: عليكم السلام ورحمة الله.
السائلة: مساكم الله بالخير يا أبوي.
المقدم: حياك الله.
السائلة: الله يبارك في أمانكم وأعماركم ونيتكم وذريتكم، ويجعل فيكم بركة للبلاد وللعباد.
المقدم: اللهم آمين.
السائلة: أنا سمعت الشيخ أحسن الله إليك وإليه ورحم الله والديك هنا يعني بين الأذان والإقامة خمس وعشرون دقيقة. للصلاة يعني؟
المقدم: نعم.
السائلة: تشمل الرجال والنساء، أم الرجال فقط.
المقدم: صلاة الفجر تقصدين؟
السائلة: أنا جعلك ما تشوف شر معي يعني مسالك، ومن يوم يؤذن وأنا أصلي، وأبغي أشوف أني مثلًا على أني لو أغسل مرتين.
المقدم: طيب تسمعين الإجابة إن شاء الله.
السائلة: شكرًا.
المقدم: العفو، شكرًا جزيلًا للأخت أم عبدالله، تستفسر أم عبدالله بخصوص هي لديها مرض المسالك وتحتاج تتوضأ؛ فهل لها أن تُصلي صلاة الفجر مثلًا بعد عشر دقائق الوقت ربع ساعة أو أكثر أو أقل؟
الشيخ: نعم، ما ذكرته قبل قليل يشمل الرجال والنساء، عليها أن تحتاط لعبادتها لصلاتها.
المقدم: تقريبًا يا شيخ كم دقيقة؟
الشيخ: نعم، هي لو صلت مثل ما ذكرت بعد خمس وعشرين دقيقة تكون تحققت.
المقدم: إن شاء الله، أحسن الله إليكم، وبارك في علمكم، اتصال من الأخ فيصل، تفضل.
السائل: السلام عليكم.
المقدم: عليكم السلام ورحمة الله، اسمعنا من الهاتف، قصر الراديو، تفضل.
السائل: رمضان مبارك عليكم.
المقدم: وعليك، الله يسلمك، تفضل.
السائل: عندي ثلاثة أسئلة يا شيخ.
المقدم: تفضل.
السائل: نعم، الأول: أخي في رمضان الماضي عنده فشل كلوي، ولا يستطيع الصوم وتوفي شهر الاثنين من السنة الماضية، ولم يستطع الصيام استفتانا شيخ قال: تصوموا عنه، ما حكم هذا الشيء؟
الشيخ: وصمتم عنه؟
السائل: نعم، صامت عنه زوجته يا شيخ.
الشيخ: لكن ما كان يصوم مطلقًا.
السائل: أي مطلقًا؛ لأنه توفى ما كان يستطيع الصوم.
المقدم: أي نعم، طيب.
الشيخ: معه فشل كلوي؟
السائل: نعم مع غسالة، كان عنده غسيل، والدكتور قال: لا حاجة، سألنا الدكتور حقه، قال: ما يستطيع الصوم، إلى أن توفى.
الشيخ: الذي أفتاكم بهذه الفتوى، هذه غير صحيحة، الواجب عليه الإطعام ابتداء، وليس القضاء، عليه إطعام فقط عن كل يوم مسكينًا.
اسمع -بارك الله فيك- أقول: الواجب عليه الإطعام ابتداء عن كل يوم مسكينًا، وليس الواجب عليه القضاء، إنما الذي يُصام عنه هو من وجب عليه القضاء، وفرط ولم يصم، هذا هو الذي يُصام عنه، أما بالنسبة لأخيك فهو مريض مرضًا لا يُرجى برؤه، معناه فشل كلوي واستمر معه إلى وفاته، فهذا الواجب عليه الإطعام، عليكم الآن أن تطعموا عنه عن كل يوم مسكينًا، تطعموا عنه مِن تركته إذا كان خلّف تركة، من تركته تطعمون عنه، وإن تبرعتم به فحسن.
المقدم: طيب.
الشيخ: واضح.
المقدم: واضح فيصل؟
السائل: إيه واضح إطعام عنه.
الشيخ: هل خلّف تركة.
السائل: نعم، عنده تركة.
الشيخ: طيب تطعمون عنه من تركته؟ تخبر الورثة؟ وتطعمون عنه من تركته، والذين صاموا أجرهم على الله تعالى.
المقدم: إن شاء الله.
الشيخ: لكن الواجب عليه الإطعام وليس القضاء حتى يصام عنه.
المقدم: تحسبون الأيام فيصل؟ تحسبون الأيام وتطعمون.
السائل: إن شاء الله عندي سؤال ثانٍ.
المقدم: تفضل.
السائل: حكم الذي يختم القرآن هل لا بد يقول دعاء ختم القرآن؟
المقدم: طيب سؤال آخر؟
السائل: سؤال آخر سافرت خارج المملكة لمدة خمسة عشر يومًا، وجمعت الصلوات جمعًا وقصرًا ما حكم ذلك؟
المقدم: طيب تسمع إجابة الشيخ، محمد من جدة، تفضل محمد.
السائل: السلام عليكم.
المقدم: وعليكم السلام.
السائل: عندي مسألة شيخ.
المقدم: تفضل.
السائل: يا شيخ أنا عندي تفكير كثير، من شدة التفكير قلت بردها، هل في حكم فيها أي شيء أم لا؟
الشيخ: في التفكير؟
السائل: نعم.
المقدم: تتلفظ بألفاظ؟
الشيخ: في ماذا؟
السائل: ها؟
الشيخ: في ماذا؟ في ماذا التفكير؟ في إي شيء؟
السائل: لا، بالنسبة للزوجة، يعني الزوجة هذا في حكم في شيء؟ يعني على ما وقع، قلت بردها، فقط الكلمة هذه قلتها.
المقدم: قضية طلاق يا شيخنا.
الشيخ: تفكير في طلاق أو أنك تلفظت بالطلاق.
السائل: لا، التلفظ قلت بردها، قلت بالكلمة هذه، قلت هي لها شيء؟ قلت: بردها، تفكير شديد، تفكير شديد عندي، وكذا لا شعوريًّا قلت الكلمة، وأنا عندي وسواس أيضًا.
الشيخ: عندك وسواس في الطلاق؟
السائل: نعم، يعني ما أدري الكلمة هذا في حكم ولا شيء؟
الشيخ: لا، لكن عندك أنت وسواس في الطلاق؟
السائل: ما أدري يعني قلت كلمة أنا فقط، فقط: بردها.
الشيخ: ما سبق أنك طلقت.
السائل: لا، لا، ما في ذكرت الطلاق.
الشيخ: طيب خلاص.
المقدم: طيب تسمع إجابة الشيخ، شكرًا جزيلًا للأخ محمد، شيخنا ما توجيهك للأخ محمد وممن يعانون من هذه الأمراض والشكوك؟
الشيخ: نعم نقول للأخ محمد: زوجتك في عصمتك لم يقع الطلاق؛ لأنك لم تتلفظ به أصلًا، وكلمة بردها هذا يعني كلام لغو ما له قيمة؛ لأنها لم يقع منك طلاق حتى تردها أصلًا، فهذا لا يقع منك طلاق، واترك عنك هذه الوساوس.
والأصل صحة النكاح، واستمرار النكاح، ولا نخرج عن هذا الأصل إلا بشيء واضح، إذا استمررت في التفكير في هذا الأمر الوسوسة فيه يتحول إلى وسواس قهري، ويصبح مرضًا ويسبب لك القلق والتوتر وحتى يعوقك عن أمور العبادة، فلذلك ننصحك بأن تُعرض عن هذه الوساوس؛ كلما أتت هذه الوساوس استعذ بالله من الشيطان الرجيم، وأعرض عنها، وفكر في موضوع آخر، وأنت قد أُفتيت بأن هذا الكلام لغو، ولا يترتب عليه أي شيء، والحمد لله.
المقدم: الحمد لله، أبو يحيى من الرياض، تفضل أبا يحيى.
السائل: السلام عليكم.
المقدم: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل: الله يبارك فيك يا شيخ، كل عام وأنتم بخير، الله يرضى عليك أنا والدي يعمل إمام مسجد في مصر، وأصيب بمرض البروستات، ومشكلته أنه يتوضأ لكل صلاة، ويأخذ جميع الاحتياطات من تجفيف ونتر للذكر وكل شيء، ولكن بعد ما ربما يرجع إلى البيت وبعد الصلاة يجد آثارًا للبول في ملابسه الداخلية. بدأ يتأخر عن الصلاة لدرجة أنه ترك الإمامة خوفًا من أن يكون عليه إثم في ذلك. هل لو صلى بالناس وبعد الصلاة وجد آثارًا للبول؟ هل عليه أن يعيد الصلاة؟ أم صلاته صحيحة؟
المقدم: طيب.
السائل: وما حكم ترك الإمامة خوفًا من هذا الأمر حتى لا يقع عليه إثم في ذلك.
المقدم: طيب.
السائل: جزاكم الله خيرًا.
المقدم: شكرًا جزيلًا لأبي يحيى، تسمع إجابة الشيخ؛ شيخنا يقول: إن أباه إمام وأنه مصاب بمرض البروستات ويعمل جميع احتياطاته ويتوضأ وحتى يغير ملابسه. يقول بعض المرات عندما يرجع من المسجد يجد شيئًا من البول أعزك الله. يقول هل يجوز له الإمامة أصلًا؟ عندما يعود ثم يتأكد أنه قد أحدث هل يعيد صلاته؟ ما شأن من ورائه من المصلين؟
الشيخ: نعم هو صاحب حدث دائم، وصاحب الحدث الدائم يتوضأ، ثم بعد ذلك لا يضره ما خرج من هذا الحدث الدائم، والراجح أنه يستحب له ولا يجب عليه أن يعيد الوضوء عند دخول الوقت، وبالنسبة للإمامة لا حرج عليه أن يكون إمامًا، والقول بأن صاحب الحدث الدائم لا يكون إمامًا هذا قول ضعيف، فإن النبي قال يؤم القوم أقرأهم لكتاب الله [4]، إذا كان الأقرأ قد ابتلي بالحدث الدائم، ومعه إنسان لا يحسن القراءة مثلًا هل يُقدم هذا الذي لا يُحسن القراءة على هذا القارئ؟ لكنه قد ابتلي بهذا المرض، فالقول بأنه لا يكون صاحب الحدث الدائم إمامًا هذا قول ضعيف، فلا بأس أن يكون إمامًا، ولا يقلق أيضًا، ولا يتوتر، فيعني حكم هذه المسألة واضح في الشريعة، فعليه أن يتوضأ، ولا يضره خروج الحدث الدائم بعد ذلك إلا أن ينتقض وضوؤه بحدث آخر غير الحدث الدائم.
المقدم: أحسن الله إليكم، وبارك في علمكم؛ الأخ أسامة من الرياض سأل أنه يكون في المسجد لقراءة القرآن بعد صلاة العصر أو غيرها من الصلوات ثم يقوم وبقية الناس يقرأون القرآن، يقول: هل أسلم عند خروجي؟ كذلك شيخنا إذا دخل الإنسان إلى المسجد هل يسلم أو أنه لا يشوش على من يقرأ القرآن؟
الشيخ: إذا كان أحد قريبًا منه يسلّم؛ لأن النبي قال: أفشوا السلام بينكم [5]، الراجح: أنه يسلّم حتى على قارئ القرآن؛ لأن الأدلة عامة، قارئ القرآن يتوقف ويرد السلام ثم يكمل قراءته، وليس مصليًّا؛ بل حتى المصلي يسلم عليه، ويرد السلام بالإشارة، فكيف بقارئ القرآن؟
وما يعتقده بعض العامة من أن قارئ القرآن لا يُسلم عليه، هذا غير صحيح، قارئ القرآن يُسلم عليه ويتوقف ويرد السلام ثم يكمل قراءته، والشريعة الإسلامية قد أكدت على إفشاء السلام بين المؤمنين؛ لأنه يجلب المحبة والمودة، وهي من الأمور المقصودة والمطلوبة شرعًا، والتي رتب على تحقيقها الأجر الكبير، والثواب العظيم، فينبغي إفشاء السلام، والنبي كان جالسًا في المسجد ذات مرة، وأتى رجلًا وصلى ركعتين، ثم أتى وسلم عليه فرد عليه السلام، وقال: ارجع فصل فإنك لم تصل، ثم رجع وصلى، ثم أتى وسلم ورد عليه السلام، قال: ارجع فصل فإنك لم تصل ردَّه ثلاث مرات، وفي كل مرة يسلم ويرد عليه السلام، مع أن الفاصل الزمني كان قصيرًا؛ لأنه صلى صلاة خفيفة، قال عنها النبي عليه الصلاة والسلام: ارجع فصل فإنك لم تصل [6]، وهذا يدل على أن المطلوب إفشاء السلام بين المسلمين ما أمكن؛ لأن هذا من أسباب جلب المحبة والمودة بين المؤمنين.
فنقول الأخ الكريم: إذا دخلت المسجد فسلم، وإذا أردت أن تخرج من المسجد فسلِّم إذا كان عندك أحدٌ قريبًا، ولو كان يقرأ القرآن.
المقدم: صفة رد كلام المصلي بالإشارة يا شيخنا كيف سوف تكون؟
الشيخ: يرده، يرد السلام بظهر كفه؛ كما جاء ذلك في صحيح مسلم عن النبي ، لكن لا بد أن يكون المصلي يعرف هذا؛ بأن يكون طالب علم، أو يعرف حكم المسألة، فأما إذا كان عاميًّا أو لا يعرف حكم المسألة، فلا يسلم عليه خشية أن يتكلم في الصلاة مثلًا، أو أنه لا يرد، ولكن إذا كان يعرف حكم المسألة فيسلم عليه وهو في الصلاة، ويرد السلام بظهر كفه، بدون كلام، بدون نطق.
المقدم: يعني يرفع يده؟
الشيخ: يرفع يده نعم، يرفع يده، ويشير إليه بظهر كفه.
المقدم: أحسن الله إليكم، وبارك في علمكم، فضيلة الشيخ سألت إحدى الأخوات عمّن ابتلي بمرض القولون وهو لا يستطيع أن يمسك الريح كيف وضوؤه؟
الشيخ: نعم هذا كما تقدم قبل قليل في صاحب السلس، فلا فرق بين من يخرج منه ريح مستمرة، وبين من يخرج منه بول مستمر، فيتوضأ ولا يضره خروج الحدث الدائم بعد ذلك، ويستحب له أن يتوضأ عند دخول وقت الصلاة التي بعدها، والحمد لله لا شيء على غير هذا، لكن بالنسبة للقولون التي ذكرت الأخت السائلة يفرق بينما إذا كان خروج الريح مستمرًا، وبينما إذا كان ليس مستمرًا، وإنما يأتي مثلًا مرة في اليوم، أو كل يومين مرة، أو نحو ذلك، هذا لا يأخذ حكم صاحب الحدث الدائم، هذا إذا خرجت منه ريح فينتقض وضوؤه، إنما صاحب الحدث الدائم الذي يخرج منه صفته مستمرة، وبغير اختياره.
المقدم: تبقى سؤالان، الأخ فيصل سائل عن حكم دعاء ختم القرآن الكريم، وقد سبق أن أجبتم عليه يا شيخنا.
الشيخ: نعم لا بأس به إذا ختم القرآن أن يدعو الله بما يحضره من خيري الدنيا والأخرة، وروي هذا عن أنس أنه كان إذا أراد أن يختم القرآن جمع أهله، ودعا، وأمّنوا على دعائه.
المقدم: قال إنه سافر قبل رمضان خمسة عشر يومًا، وكان يجمع ويقصر ما حكم فعل ذلك؟
الشيخ: فعله صحيح؛ لأن هذه المسألة مما اختلف فيها أهل العلم اختلافًا كثيرًا، ما دامت المسألة محل خلاف، وهذا قد وقع من الأخ السائل فما فعله صحيح وصلاته صحيحة، والحمد لله.
المقدم: أحسن الله إليكم، وبارك في علمكم، تبقى يا شيخنا من أسئلة إحدى الأخوات بالأمس الأخت أم ياسر من جدة سألت عن ولد لها عمره خمس عشرة سنة تقول: منذ أن ولد وهو أو من ثلاث سنوات يعني لاحظوا عليه تخلفًا عقليًّا، ولا يدرك، هي تشد عليه في الصلاة، تشد عليه في الصيام، كأن يقول لها إني صليت مرات يدرك ومرات ما يدرك، هذا في الحلقة الماضية.
الشيخ: نعم نعم هي ذكرت أنه مصاب بالتوحد، وبعض الأطباء قالوا: عنده تخلف عقلي.
المقدم: أي نعم.
الشيخ: نعم، هذا حكمه حكم الصغير المميز إن أتى بالطاعات أثيب عليها، وإن ترك الواجبات لم يعاقب؛ لأن الضبط عنده غير تام، وقاعدة الشريعة فيمن كان الضبط عنده غير تام مثل الصبي المميز أنه لا يؤاخذ، لكنه لو أتى بالطاعات أثيب، لهذا قال عليه الصلاة والسلام: مروا أبناءكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر [7]؛ لأنه يثاب على فعل الطاعات، لكنه مرفوع عنه القلم، يعني لو ترك طاعة من الطاعات الواجبة لم يكن عليه إثم.
فنقول للأخت الكريمة: مروا ابنكم هذا بالصلاة وبالصيام، فإن أتى بها فالحمد لله، وإن لم يأت بها فلا حرج عليه، ولا عليكم، الحمد لله.
المقدم: لكن يا شيخنا لا تشدد وتتعب نفسيًّا في متابعتها وكذا.
الشيخ: نعم، لا داعي لهذا القلق، قلقًا وتوترًا، لا داعي لهذا القلق، الحمد لله حكم الشريعة واضح، والله تعالى جعل هذا الدين يسرًا، يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ [البقرة:185]، وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ [الحج:78].
المقدم: أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ، وبارك في علمكم، وشكر الله لكم أن أجبتم على أسئلة الأخوة والأخوات.
الشيخ: وشكرًا لكم، وللأخوة المستمعين.
المقدم: أسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح القول والعمل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.