المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلاة وسلامًا على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
السلام عليكم الله وبركاته، ومرحبًا بكم أحبتنا الكرام إلى حلقة جديدة من برنامج الفتاوى المباشر: (فتاوى رمضان)، نسعد بكم أحبتنا الكرام، ونسعد بضيفنا فضيلة الشيخ الدكتور/ سعد بن تركي الخثلان، عضو هيئة كبار العلماء.
السلام عليكم شيخ سعد.
الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الله، حياكم الله، وحيا الله الإخوة المستمعين.
المقدم: حياكم الله شيخنا المبارك، ومع أولى أسئلة هذه الحلقة وأنا دائمًا أريد أن أستغل أكبر قدر ممكن من هذه الحلقة لعرض أسئلة الإخوة والأخوات، هنا أم زياد من الرياض تقول هل مرور المرأة أمام المرأة في صلاة التراويح يقطع صلاتها أم لا؟
الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإذا كان المقصود من السؤال مرور المرأة أمام المرأة وهي تصلي خلف الإمام فإن مرور المرأة في هذه الحال لا يقطع الصلاة؛ لأن سترة الإمام سترة لمن خلفه، فمرور المار بين يدي المأمومين من الرجال ونساء لا يقطع الصلاة.
وأما إذا كان المقصود أن المرأة تصلي التراويح وحدها ومرت من أمامها امرأة فهذه تقطع الصلاة، وعليها أن تستأنف الصلاة من جديد، هذا هو ظاهر الأدلة، ومن هذه الأدلة: حديث أبي ذر أن النبي قال: يقطع الصلاة إذا لم يكن بين الرجل مثل مؤخرة الرحل: المرأة، والحمار، والكلب الأسود قيل: فما بال الكلب الأسود من الأحمر من الأصفر؟ قال: الكلب الأسود شيطان [1]، هذا الحديث أخرجه مسلم في صحيحه، وهو واضح الدلالة في أن مرور المرأة يقطع الصلاة؛ سواءً إن كان مرورها أمام رجل أو أمام امرأة.
المقدم: شيخنا بين يدي المصلي المقصود به أنه يكون قريب منه أو حتى لو كانت السترة بعيدة وأتى ومر المار بين المصلي وسترته يعتبر قاطع للصلاة على المرأة؟
الشيخ: إذا كان المصلي يصلي إلى سترة فالمقصود من المرور: المرور بين المصلي وسترته، أما إذا كان المصلي لا يصلي إلى سترة. المراد المرور بين يدي المصلي وموضع سجوده.
المقدم: أحسن الله إليكم، وبارك في علمكم، هذا أبو عبدالرحمن يسأل يقول: هل يجوز أن أدفع زكاة مالي لوالدي لمساعدته في الإيجار؟
الشيخ: الزكاة لا تدفع لعمودي النسب؛ لا للأولاد وإن نزلوا، ولا الوالدين وإن علوا وإذا احتاجوا فيعطيهم الإنسان من حُر ماله، وأما من الزكاة فلا تدفع الزكاة لهم، وعلى هذا فنقول للأخ الكريم: إذا احتاج والدك لسداد هذا الإيجار فإنك تساعده من حُر مالك، وليس من الزكاة.
المقدم: أحسن الله إليكم، وبارك في علمكم، نستقبل أولى اتصالاتنا المتصل الكريم أبو عبدالعزيز، تفضل.
السائل: السلام عليكم يا شيخ.
المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله، تفضل بأسئلتك.
السائل: جزاك الله خيرًا، بالنسبة أنا أعاني -الله يسلمكم- من القولون العصبي، واستيقظت البارحة كان ريقي ناشف جدًّا، وأنا كنت على الهلاك، فما استطعت، شربت كأس ماء، والحمد لله حالي تحسن، وأتممت الصيام؛ فهل أقضي هذا اليوم مع الصدقة أو القضاء فقط؟
الشيخ: متى شربت الماء؟
السائل: الساعة السابعة صباحًا.
الشيخ: الساعة السابعة صباحًا، يعني مضطر لشرب الماء؟
السائل: نعم جدًّا كنت مضطر، أنا لو ما شربت المياه كان ريقي ناشف، وممكن لا قدر الله يحصل لي شيء.
الشيخ: وما عادت مشكلة قولون، عندك مشكلة في القولون.
المقدم: سؤال آخر؟
السائل: سؤال آخر: أنا جئت من بلد ما كان عليها صيام إلى السعودية، السعودية صائمة وهاذيك البلد ما هي صائمة، فوصلت إلى جدة، سؤالي لما وصلت طبعًا كان صيام وأنا فاطر فإذا صامت السعودية ثلاثين يومًا هل يكفي صيامي تسعة وعشرين يومًا أو أقضي هذا اليوم الثلاثين؟ يعني أصوم ثلاثين.
الشيخ: عفوًا، من أين أتيت من أي بلد حتى نعرف وضع الرؤية عندهم؟
السائل: من المغرب.
الشيخ: من المغرب، نعم المغرب تأخروا بعدنا بيوم.
السائل: نعم بالضبط.
الشيخ: طيب.
المقدم: سؤال آخر؟
السائل: جزاك الله خيرًا.
المقدم: وإياك، شكرًا جزيلًا للأخ أبو عبدالعزيز، أبو محمد تفضل معنا، أبا محمد! طيب قبل أن نأخذ اتصال أبي محمد، شيخنا سؤاله الأول يقول أنه..
الشيخ: فقط يا شيخ فيصل تتمة لإجابة السؤال الأول: نحن قلنا أنه لا يدفع الزكاة عن والده لسداد الإيجار إذا كان الوالد قادرًا على السداد، لكن لو افترضنا أن الوالد عجز عن سداد الإيجار وقد أصبح الإيجار دينًا في ذمته، واستثنى كثير من الفقهاء هذه المسألة، فقال يجوز للولد أن يسدد الدين عن والده من زكاته، وإنما الممنوع أن يعطيه من الزكاة لغير الدين، للنفقة، ونحو ذلك، هذه لا بد من أن يعطيها من حُر ماله، وأما الدين خاصة فإن الابن ليس ملزمًا بسداد الدين عن والده، وهكذا الوالد ليس ملزمًا بسداد الدين الذي على ولده، ولذلك يجوز له أن يدفع الزكاة، على هذا نقول: لو حل الإيجار إن كان والدك يستطيع السداد فلا تعطيه من الزكاة، إن عجز والدك عن سداد الإيجار وأصبح دينًا في ذمته فلك أن تعطيه من الزكاة ما يسدد به الإيجار.
المقدم: أحسن الله إليكم، وبارك في علمكم، نستقبل أبا محمد مرة أخرى، تفضل أبا محمد.
السائل: السلام عليكم.
المقدم: عليكم السلام ورحمة الله. تفضل بسؤالك.
السائل: يا شيخ صباح الخير والعافية.
المقدم: حياك الله، تفضل بسؤالك أبا محمد.
السائل: منذ خمسة عشر سنة -اللهم صلِّ على محمد والله أعلم- وأنا أصلي على الكرسي، وأحيانًا في المسجد، بسبب رجلي ما أستطيع أن أقوم وأقعد.
وفي شهر رمضان الماضي لم أكمله أغمي علي، ونُقلت للمستشفى، وباقي خمسة أيام من رمضان وأطعمت عنه، دخلت المستشفى وأصبح معي أغسل الكلى الآن.
الشيخ: طيب، السؤال عن ماذا؟
السائل: أسأل عن الصلاة والوضوء والطهارة.
المقدم: نعم.
الشيخ: أي نعم، أنت تغسل بشكل أسبوعي أم يومي؟
السائل: يومًا بعد يوم.
المقدم: يومًا بعد يوم، طيب سؤال آخر يا أبا محمد؟
السائل: السؤال الآخر: صيام الأيام التي مضت أطعمت خمسة أيام منه.
المقدم: يعني تسأل عن الصلاة والصيام؟
السائل: الصيام والصلاة والوضوء والطهارة.
المقدم: طيب أنت تستطيع في غير رمضان أن تصوم؟ والله أنا صمت رمضان الماضي خمسة وعشرين يوم. ونقلت إلى المستشفى.
المقدم: طيب تسمع إجابة الشيخ، أسأل الله أن يشفيك ويشفي جميع مرضى المسلمين، أبو فهد من الرياض، تفضل أبا فهد.
السائل: السلام عليكم.
المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل: الله لا يهينك يمكن بسؤال فقط.
المقدم: يسمعك الشيخ تفضل.
الشيخ: نعم.
السائل: الله يسلمك أنا معي السكر -طال عمرك- وكيف أضرب الإبرة الأنسولين. قبل المغرب ولا بعد المغرب ولا قبل الأذان؟
الشيخ: طيب هل تستطيع إنك تجعل ضرب الإبرة في الليل؟
السائل: يعني بعدما أفطر أضربها؛ لكن المشكلة حصل لي ظرف في الخرج وما أخذت الإبرة معي، وتسحرت ورجعت، ما أدري الإبرة، سؤالي الأهم هو الآن أنا تسحرت بعد ما تسحرت. هل أضرب الإبرة؟ لمن أوصل البيت على الستة مثلاً بعد صلاة الفجر.
الشيخ: نعم، سؤالك هل الإبرة تفطر أم لا؟
السائل: نعم.
المقدم: تسمع إجابة الشيخ، شكرًا جزيلًا للأخ أبي فهد، نسأل الله أن يشفيه وجميع مرضى المسلمين. نبدأ به يا شيخنا، وكثير من يسأل من مرضى السكر نسأل الله أن يعافينا وإياهم، يسألون عن إبرة الأنسولين؛ هل تُفطر أم لا؟
الشيخ: إبرة الأنسولين لا تُفطر، أرجح أقوال أهل العلم أنها لا تُفطر؛ لأنها ليست أكلًا ولا شربًا، وليست بمعنى الأكل ولا الشرب، وإنما هي من جنس الدواء والعلاج الذي يأخذه الإنسان عن طريق غير الفم، هي يعني الإبر عمومًا غير المغذية التي تؤخذ عن طريق العضل أو الوريد القول الراجح: أنها لا تُفطر الصائم؛ لأنها ليست أكلًا ولا شربًا، وليست بمعنى الأكل والشرب.
والأصل صحة صيام المسلم، ولا نعدل عن هذا الأصل إلا بشيء واضح، وليس هناك أمر واضح يقتضي إفساد صيام من أخذ إبرة الأنسولين، أو غيرها من الإبر غير المغذية، وعلى هذا فنقول: الأخ الكريم لو أخذت إبرة الأنسولين في النهار فصومك صحيح، ولا شيء عليك، لكن إن تيسر أن تجعل ذلك في الليل خروجًا من الخلاف واحتياطًا للمسألة فهذا أولى.
المقدم: وإن اضطر لذلك مثل ما قال إنه نسي مثلًا الإبرة وبعد ذلك احتاج لأن يأخذ الإبرة في النهار.
الشيخ: لا بأس، لا حرج عليه يأخذها، ولا قضاء عليه، صومه صحيح، الحمد لله.
المقدم: أبو محمد سأل يقول: إنه من خمسة عشر عامًا وهو يعاني من قدميه ولا يصلي إلا على كرسي، يقول: العام الماضي في آخر خمسة أيام سقط مغشيًّا عليه، ولم يستطع أن يكمل بقية الأيام في الصيام. وهو يعاني من فشل كلوي، نسأل الله أن يشفيه وجميع مرضى المسلمين؛ يقول: أطعمت عن الخمسة الأيام السابقة لكن هو الآن يقول أنا أغسل ما شأن صلاتي كيف الجمع والقصر؟ كذلك الصيام، وكذلك الطهارة.
الشيخ: أولًا أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يمن عليه بالشفاء.
المقدم: آمين.
الشيخ: وأقول لأخي الكريم أبشر فأنت على أجر عظيم، وعلى خير كبير، الله تعالى يقول: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَاب [الزمر:10]، فمن صبر على مثل هذه الأمراض وهذه الابتلاءات فإن أجره عند الله تعالى عظيم جدًّا، النبي يقول: ما يصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا همٍّ، حتى الشوكة يُشاكها إلا كفر الله تعالى عنه بها من خطاياه [2]، فإذا كان مجرد الشوكة يُشاكها يكفر الله تعالى عنه بها من سيئاته، ما بالك بما يعانيه الأخ الكريم وأمثاله من هذه الأمراض المزمنة، والمهم هو الصبر والاحتساب، والرضا أيضًا أن يرضي المسلم بما قدره الله فإن هذا الرضا: أولًا يكسب عليه أجرًا وثوابًا، وثانيًا: يزيل عنه القلق والتسخط، وثالثًا: يساعده أيضًا على الشفاء؛ لأن النفسية عندما تكون مستقرة، وتكون معنوياته مرتفعة، هذا مما يعين بإذن الله تعالى على الشفاء، أو على تقليل المضاعفات على الأمراض.
بالنسبة لما يتعلق بصلاته وصيامه ووضوئه، فالقاعدة الشرعية في هذا هي قول الله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]، وقول النبي : وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم [3]، هذا الدين دين يسر: يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ [البقرة:185]، وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ [الحج:78].
فنقول للأخ الكريم: اتق الله تعالى على حسب استطاعتك؛ إن استطعت أن تتوضأ لكل صلاة هذا هو المطلوب، إن لم تستطع وكان عليك حرج في الوضوء فلك أن تتيمم فإنك مريض، والمريض يجوز له أن يتيمم عندما يصعب أو يشق عليه أن يتوضأ بالماء.
وبالنسبة للصلاة: إن استطعت أن تصلي كل صلاة في وقتها فهذا هو المطلوب، وإن كان عليك حرج في أن تصلي كل صلاة في وقتها، فيجوز لك أن تجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء، إما جمع تقديم أو جمع تأخير على حسب الأيسر لك والأرفق بك.
وأما بالنسبة للصيام: فارجع إلى طبيبك إن نصحك الطبيب بعدم الصيام فلا تصم، وتطعم عن كل يوم مسكينًا، وما دمت أنك قد جربت من نفسك العام الماضي الصيام خمسة وعشرين يومًا، ثم بعد ذلك تسبب هذا في أن أغمي عليك، ونُقلت إلى المستشفى، معنى ذلك أنك لست بقادر على الصيام، هذا مؤشر على أنك لست بقادر على الصيام فلك أن تعدل للإطعام، تُفطر وتطعم عن كل يوم مسكينًا، إن كنت لا تستطيع القضاء في أيام الشتاء، والأيام التي يكون النهار فيها قصيرًا فتطعم عن كل يوم مسكينًا، والله تعالى لما فرض الصيام قال: أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [البقرة:184]، وقال في الآية التي بعدها: وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [البقرة:185]، يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر، والله يريد اليسر بعباده، ولا يريد العسر ولا الحرج ولا المشقة. فأنت افعل ما تستطيع، وما لا تستطيع فلا شيء عليك.
المقدم: أحسن الله إليكم، وبارك في علمكم، نستقبل اتصالًا من جدة، للأخت أم ياسر.
السائلة: السلام عليكم.
المقدم: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائلة: شهر مبارك إن شاء الله.
المقدم: الله يبارك لنا ولكم.
السائلة: يخ أنا عندي ولد عمره الآن خمسة عشر سنة شخصوا الأطباء في أكثر من مستشفى وعمره تقريباً ثلاث سنوات أن عنده طيف توحد وبعضهم يعني قبل كم سنة قالوا لا عنده تأخر عقلي بنسوي الاختبارات كل تقريباً ستة شهور كل سنة اختبارات الذكاء الآن آخر مرة سألت دكتور مخ الأعصاب كان عمره أحد عشر سنة سألته عن الصلاة؛ لأنه ما يدرك أهمية الصلاة، ولا يدرك استقبال القبلة، ولا يفهم وجود النية أو الطهارة، مع أنه يدرسها في المدرسة، لكن ما في إدراك، ما في فهم، وأيضًا إلى جانب أنه ما يستبرئ من البول، والنظافة في جسده، مهما حاولنا معه، ما هو حاس هذا، أتعبنا كثيرًا في الصلاة، إلى جانب أنه خلاص يقول: أنا صليت، يستقبل قبل أي جهة يقول: أنا صليت، ما أدري هل يعتبر مكلفًا الآن في رمضان؟ شديت عليه وخليته يصوم معانا، وأتابعه، وأحرص أنه يتسحر، وأحرص أنه يشرب ماء، لكن ألاقيه فجأة راح شرب ماء، يقول: أنا عطشان؛ كذا يعني بكل براءة، أنا عطشان، فماني عارفة أيش أسوي بالضبط هل أشد عليه يكمل رمضان يصوم، طيب هل نطعم عنه؟
الشيخ: يعني عمره أحد عشر سنة كذا؟
السائلة: لا، الآن عمره خمسة عشر، يعني لما كان عمره أحد عشر سنة أنا رجعت للطبيب حق المخ والأعصاب واحد استشاري كبير في مستشفى عندنا هنا، وقال: والله أنا أشوفه ما هو مكلف، يقول على حسب التقرير المخ والأعصاب والاختبارات الذي عنده والأشعة وقال: أنا أشوفه ما هو مكلف، لا تضغطين عليه، من ناحية أخرى من ناحية الطهارة والأمور هذه مرة متعبنًا ولا هو مدرك.
المقدم: إلى الآن أم ياسر لا ترون أنه مدرك إدراكًا كاملًا، إلى الآن؟
السائلة: أعطيك مثالًا: ممكن يخرج عريان بالسن هذا، ما هو داري هذا غلط.
المقدم: طيب تسمعي الإجابة، في سؤال آخر يا أم ياسر؟
السائلة: لا هو كل سؤالي فقط يدور على الولد.
الشيخ: لكن تصرفاته الأخرى كلها من هذا القبيل، يعني تحسون أن الضبط عنده غير تام.
السائلة: نحن لا نعرف كيف نشخص له، أحيانًا لما يغلط يعتذر كذا، وأحيانًا يبكي كأنه طفل عمره ثلاث سنوات أربع سنوات.
الشيخ: توحد.
السائلة: نعم، هم قالوا: توحد، بعضهم قال: لا، عقلي.
المقدم: طيب.
السائلة: لكن يا شيخ أنا أشوف أخته الحين عمرها خمس سنوات أحسها أعقل منه، وأدرك منه، يبين لي أنها أعقل منه.
المقدم: واضح يا أم ياسر، شكرًا جزيلًا، أسأل الله أنه يشفي ابنك، وأن يصلح لنا ولكم ذرياتنا، الأخ فايز من الرياض.
السائلة: جزاكم الله خيرًا.
المقدم: شكرًا جزيلًا أم ياسر، فايز معنا؟ طيب قبل فايز، شيخنا! أبو عبدالعزيز السائل الأول معنا في الحلقة يقول إنه لديه مرض القولون أو التهاب القولون العصبي، ويقول: إنه أشرف على أن يهلك، وشرب ماء الساعة السابعة صباحًا؛ يقول: الآن أقضيه إن شاء الله بعد رمضان فقط، أو أني أقضي وأكفّر مع أنه بعد ما شرب أمسك ولم يشرب بعد ذلك إلى أن جاء المغرب.
الشيخ: أولًا لا حرج عليه في هذا الذي فعل لأنه إنما شرب ماء لأجل المرض، لكونه مصابًا بهذا المرض الذي ذكر، وقد ذكر أنه مضطر لشرب الماء بسبب المرض، فلا حرج عليه، ولا إثم عليه؛ لأن الله تعالى قال: فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [البقرة:184]، لكن يجب عليه القضاء، يجب عليه بعد رمضان أن يقضي هذا اليوم من غير إطعام، ومن غير كفارة، إنما يقضي فقط.
وليطمئن أجره تام والحمد لله، فإن الله الذي شرع الصيام هو الذي ذكر الرخصة للمريض وللمسافر، الله تعالى قال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [البقرة:183-184]، فالله تعالى أباح للمريض وللمسافر الفطر في نهار رمضان، ولذلك نلاحظ في هذه الحلقة وحلقات سابقة كثرة الأسئلة من الإخوة المرضى عن الفطر، وكأن بعضهم يتحرج من الفطر لأجل المرض، فنقول: الفطر لأجل المرض لا حرج فيه، الله تعالى ذكره في موضعين بعدما ذكر فرضية الصيام في الآية الأولى: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ قال: أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ.
كان في أول الإسلام كان الإنسان مخيرًا بين الصيام والإطعام، وهذا معنى قوله: وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ [البقرة:184]، يعني خير من الإطعام، كانوا مخيرين بين الصيام والإطعام لكن الصيام خير من الإطعام.
ثم نسخ ذلك بإيجاب الصيام بالآيات التي بعدها: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ [البقرة:185]. وحتى لا يتوهم متوهم أن هذا النسخ أيضًا نسخ رخصة المريض والمسافر أعاد الله تعالى الرخصة مرة أخرى؛ دفعًا لهذا الإيهام، وتأكيدًا لها، فقال في هذه الآية: وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ [البقرة:185].
فانظر كيف أكد الله تعالى الرخصة للمريض وللمسافر للفطر في نهار رمضان في آيتين متواليتين، فلا يتحرج المريض، لا يتحرج من أن يفطر عندما يلحقه الحرج بترك الفطر، وقد لاحظنا كثرة الأسئلة حول هذا الموضوع.
المقدم: صحيح.
الشيخ: ولهذا أقول للإخوة المرضى: لا حرج عليكم في الفطر، وبالنسبة للأخ السائل نقول: ما فعلته لا إثم عليك فيه، ولا حرج، لكنك تقضي بعد رمضان.
المقدم: قضاء بدون كفارة.
الشيخ: قضاء بدون كفارة، نعم.
المقدم: طيب السؤال الآخر يقول إنه أتى من المغرب وكان اليوم الأول لم يثبت لديهم دخول الشهر، أتى وهو مفطر اليوم الأول قال لو اكتمل الشهر هنا في السعودية هل يكفي تسعة وعشرون يوماً؟ صيام أو يبقى علي يوم؟
الشيخ: هو يكون مع الناس هنا في المملكة يكون معهم، فإذا أكمل الناس صيام هنا ثلاثين يومًا معنى ذلك يكون قد صام تسعة وعشرين يومًا، ولا يلزمه قضاء يوم؛ لأنه إنما صام بأمر الشارع، وأفطر بأمر الشارع، وصام تسعة وعشرين يومًا، والشهر يكون ثلاثين يومًا، أو تسعة وعشرين يومًا، ولكن لو قدر أن الشهر عندنا في المملكة أصبح تسعة وعشرين يومًا فينظر هنا للبلاد التي قدم منها وهي المغرب، فإن كان الشهر عندهم أيضًا تسعة وعشرين يومًا أو ثلاثين يومًا فإنه يقضي يومًا واحدًا؛ لأنه حينئذ يكون قد صام ثمانية وعشرين يومًا، والشهر لا يكون ثمانية وعشرين يومًا، فيكون عليه قضاء يوم واحد.
فإذن نقول: هو لا بد أن يصوم تسعة وعشرين يومًا، فإن قدر أن الشهر قد كمل في المملكة عندنا ثلاثين يومًا فلا شيء عليه، لكن قدر أن الشهر عندنا في المملكة أصبح تسعة وعشرين يومًا، فإنه يفطر مع الناس ويقضي يومًا واحدًا.
المقدم: أحسن الله إليكم، وبارك في علمكم، من الرياض الأخ فايز، تفضل بسؤالك
السائل: السلام عليكم مساكم الله بالخير
المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، مساك الله بالخير.
السائل: سؤالي الله يجزيكم بالخير عن صلاة التراويح أنا أمس دخلت مع الجماعة في صلاة التراويح، وأنا بنية صلاة العشاء وأنا أصلي العشاء مع الإمام هو يصلي صلاة التراويح طبعًا.
المقدم: طيب.
السائل: أتممت الركعتين، خلال صلاتي هذه صلاة التراويح بعد ما خلصت صلاة العشاء وأتممت مع الإمام صلاة التراويح، لا زال في جماعة تصلي في المسجد صلاة العشاء.
المقدم: طيب.
السائل: مما أثر على خشوع المصلين في المسجد، يعني جماعة وراء جماعة أنا على صح أو أني أصلي صلاة الجماعة خارج؟
المقدم: طيب واضح، سؤال ثاني يا فايز؟
السائل: شكرًا لك.
المقدم: وشكرًا للأخ فايز، شيخنا في بعض المساجد ما يحصل هذا يأتون بعض الجماعة متأخرين، والإمام يصلي التراويح ثم يصلون جماعة صلاة العشاء، ما هو الأفضل؟ هل يصلون جماعة أو يدخلون مع الإمام؟ بنية العشاء ويكملون؟
الشيخ: الأفضل أن يدخلوا مع الإمام بنية العشاء، فإذا سلم الإمام قاموا وأكملوا ما تبقى، ويكونون حينئذ مفترضين قد ائتموا بمتنفل، وائتمام المفترض بالمتنفل لا بأس به، فقد جاء في الصحيحين عن معاذ أنه كان يصلي مع النبي صلاة العشاء ثم يرجع ويؤم قومه، وهي في حقه نافلة، وفي حقهم فريضة، وأقره النبي على هذا، فدل ذلك على صحة ائتمام المفترض بالمتنفل، وعلى هذا فمن أتى متأخرًا يدخل مع الإمام في صلاة التراويح، فإذا سلم الإمام قام وقضى.
أما أن تُقام جماعتان في مسجد واحد في وقت واحد فإن هذا مخالف للسنة، ويخالف المقصود من صلاة الجماعة، فإن المقصود من صلاة الجماعة أن يجتمع الناس على إمام واحد، ولا تكون جماعة إذا انقسموا قسمين: قسم يصلون، وقسم آخرون في آخر المسجد يصلون، هذا من الفُرقة، وينافي المقصود من صلاة الجماعة، ولهذا الذي ذكره الأخ السائل هو منتشر، وننصح من أتى متأخرًا بألا يقيم جماعة ما دام الإمام يصلي بالناس، وإنما يُقال لهؤلاء المتأخرين: ادخلوا مع الإمام وصلوا معه ولو كان يصلي التراويح، فإذا سلم فقوموا واقضوا ما بقي، وعلى هذا فتصرف الأخ الكريم هو التصرف الصحيح.
المقدم: أحسن الله إليكم، وبارك في علمكم، المتصل الأخير معنا في هذه الحلقة من الرياض الأخ عبدالرحمن، تفضل.
السائل: السلام عليكم.
المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل: شهر عليك مبارك يا شيخ.
المقدم: وعليك، الله يسعدك.
الشيخ: على الجميع الله يبارك فيك.
السائل: يا شيخ أنا عندي لو تكرمت استفسار: أنا صليت الظهر، طبعًا اليوم الذي هو الجمعة، لما أذن على الصلاة كنت مسافرًا صليتها ظهرًا، فبعد ما خلصت من صلاة الظهر صليت العصر ركعتين.
المقدم: طيب.
السائل: مشيت في الطريق لكني ما تعديت العمران. من الطائف إلى الرياض.
المقدم: دقيقة أنت صليت الظهر والعصر في بلدك قبل أن تخرج؟ ما سافرت؟
السائل: صليت الظهر أربع ركعات؟ وصليت العصر ركعتين.
الشيخ: أقول أنت في الطائف صليتها في الطائف؟
السائل: أي نعم، صليتها في الطائف يا شيخ.
الشيخ: وأنت من سكان الطائف؟
السائل: لا أنا من سكان الرياض، لكن كنت على نية سفر للرياض.
الشيخ: طيب كم إقامتك في الطائف حتى نعرف مدة السفر؟ كم إقامتك؟
السائل: أقمتُ خمسة أيام.
الشيخ: خمسة أيام؟
السائل: أي نعم، فدخل على وقت العصر، وأنا ما بعده طلعت من الطائف في “الحوية”.
المقدم: نعم.
السائل: وقفت تعديت الحوية ووقفت وصليت العصر ثاني مرة ركعتين، هل صلاتي صحيحة يا شيخ أو ما الحكم فيها؟
المقدم: تسمع الجواب، تفضل شيخنا.
السائل: شكرًا يا شيخ.
الشيخ: نعم صلاتك صحيحة؛ لأنك مسافر ما دامت أن مدة إقامتك في حدود خمسة أيام فلا زلت في سفر وأنت مسافر، والمسافر يجوز له القصر والجمع، والجمعة لا تجب عليك باعتبارك مسافرًا وأنت قد صليتها ظهرًا، ثم صليت بعد ذلك العصر، ولا تأتي مسألة مفارقة العمران؛ لأنك أصلاً مسافر، عندما تأتي مفارقة العمران لو كنت في بلدك في الرياض تأتي قضية مفارقة العمران أنه ليس لك الترخص برخص السفر حتى تفارق العمران، أما بالنسبة لوضعك الحالي أنت من حين خروجك من الرياض ومفارقتك العمران إلى رجوعك وأنت في سفر؛ لأن المدة ليست طويلة، فالحمد لله صلاتك صحيحة، ولا شيء عليك.
المقدم: الحمد لله، أحسن الله إليك، وبارك في علمكم يا شيخنا، سؤال للأخ عندما سأل عن أكثر من جماعة تصلي العشاء والتراويح في المسجد. البعض يا شيخنا يتأخر إذا فات صلاة العشاء وهو ليس حريصًا على صلاة التراويح يتأخر إلى آخر صلاة التراويح، ثم يقول: ما دام جماعة سأصلي حتى ولو أدركت الوتر، فما ما حكم فعله هذا؟ والبعض ربما دخل مع الإمام والإمام يصلي الوتر ثلاث ركعات بدون تشهد أول، ويريد هو أن يصلي صلاة العشاء، فإذا فوجئ بذلك عندما يقوم الإمام للركعة الثالثة ماذا يفعل؟
الشيخ: أما بالنسبة لمن يتأخر فهذا يعني قد فرط في خير كثير، من يتأخر هو قد تبرأ ذمته بهذا، لكونه قد أدى الفريضة، وأتم بالإمام أيضًا في صلاة التراويح لكنه قد حرم نفسه من خير عظيم، وفرط تفريطًا كبيرًا، فإن العمر قصير، وهذه المواسم قد لا تتكرر للإنسان، وقد يكون هذا هو آخر رمضان يصومه مع المسلمين، والحياة فرصة واحدة غير قابلة للتعويض، ولهذا نقول: وإن كان قد برأت ذمته بهذا الفعل، لكنه مفرط في خير عظيم، وإذا أتى والإمام قد سرد ثلاث ركعات وهو لم يصل العشاء فإنه إذا سلم الإمام يقوم ويأتي بواحدة، يأتي بواحدة فتكتمل له أربع ركعات.
المقدم: لا يجبرها بالسجود يا شيخنا، سهو؟
الشيخ: لا، لا يجبرها؛ لأنه مطلوب منه المتابعة. قد تابع هذا.
المقدم: أحسن الله إليكم، وبارك في علمكم، أشكركم شيخنا في ختام هذه الحلقة.
الشيخ: وشكرًا لكم، وللإخوة المستمعين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.